جريدة الوطن:
2025-04-25@14:32:58 GMT

طلليات صحفية فـي الذاكرة

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

طلليات صحفية فـي الذاكرة

ثمَّة تقاليد صحفيَّة طريفة، بل ومفيدة، لَمْ تزَلْ عالقةً في ذاكرتي وذاكرة أبناء جيلي، بكُلِّ تأكيد. وهي تقاليد لَمْ تكُنْ لِتخلوَ مِنْها أيَّة مجلَّة، بل وأيَّة صحيفة عربيَّة: فكانت تظهر للمتصحِّف «زوايا» التعارف وكتابات القرَّاء على الصفحات الأخيرة، ذلك أنَّ الصفحات الأولى من الصحف والمجلَّات غالبًا ما كانت حكرًا على المحرِّرين المحترفين الذين يستثمرونها لتسجيل أفكارهم وعرض آرائهم أو للدعاية والإعلان التجاري أو السِّياسي.


زوايا التعارف هذه كانت ظاهرة صحفيَّة عربيَّة بامتياز، خصوصًا عَبْرَ عقدَي الخمسينيَّات والستينيَّات، وغالبًا ما كانت تظهر الأسماء مع صورة فوتوغرافيَّة للشخص الراغب «بالتعارف»، زيادة على تعريف مختزل به وبتحصيله العلمي مرفقًا بعنوانه الكامل كَيْ تتيسرَ عمليَّة المواشجة بَيْنَه وبَيْنَ مَن يجد فيه أو فيها مرشَّحًا مناسبًا للتعارف وللصَّداقة: وكان هناك مَن يعلن أنَّ هوايته هي: «المراسلة»، ثمَّ هناك مَن يكتب أنَّ هوايته جمع الطوابع، ناهيك عن هؤلاء الذين يتمسَّكون بـ»التعارف» و»المراسلة» كهواية بحدِّ ذاتها. زِدْ على ذلك الهوايات التي كانت تعكس ميولات وشغف الشبيبة والنشء حقبة ذاك، من نوع هواية السِّباحة وهوايات السَّفر وهواية جمع وتبادل الطوابع. وتجدر الإشارة إلى أنَّ المحرِّرين كانوا يخصُّون القرَّاء الموهوبينَ ببضع صفحات لنَشْرِ كتاباتهم على سبيل التشجيع، وهي ظاهرة صحفيَّة اختفت منذ زمن كذلك! لقَدْ خدمت زوايا التعارف إيَّاها في مجلَّات مِثل (الموعد) المصريَّة و(والشَّبكة) اللبنانيَّة و(المتفرِّج) العراقيَّة كقنوات تواصل وتوائم ومَحبَّة بَيْنَ الشبَّان والشابَّات العربيَّات دُونَ تجاوز حدود اللياقة والمَحبَّة البريئة. ومن غرائب الصحافة العربيَّة، من المحيط إلى الخليج، هي ظاهرة خفوت وانكماش زوايا التعارف تدريجيًّا حتى اختفائها تمامًا، كما نلاحظ ذلك اليوم، ربَّما بسبب طغيان السِّياسة على روح الأخوَّة الحقَّة التي كانت سائدة آنذاك. وربَّما كان تطوُّر وسائل الاتِّصال السريعة والفوريَّة سببًا وراء تغييب «ركن التعارف»، زِدْ على ذلك التغيُّرات النوعيَّة في الأمزجة والذَّائقة العامَّة عَبْرَ مُجتمعاتنا العربيَّة المتغيِّرة على نَحْوٍ متواصل. أمَّا الخلافات السِّياسيَّة الحكوميَّة العربيَّة/العربيَّة، فقَدْ أدَّت دَوْرًا مُهمًّا في تقطيع خيوط التواصل بَيْنَ الشبَّان العراقيِّين وإخوانهم السوريِّين والمصريِّين في مراحل تاريخيَّة معروفة، على سبيل المثال لا الحصر. في عراق الستينيَّات، على سبيل المثال، كان يندر أن تجدَ شابًّا في مرحلة الدراسة الثانويَّة أو الجامعيَّة دُونَ «دفتر عناوين الأصدقاء»، حيث يضمُّ هذا الدفتر أسماء وربَّما صورًا لأصدقائه وصديقاته من المغرب أو السودان، لبنان أو الأردن. بَيْدَ أنَّ هذا الاتِّجاه الاجتماعي والذَّوقي سرعان ما أخذ ينكمش لبالغ الأسف، خصوصًا بعدما طرأ من توافر وتيسير لسُبل النقل والسَّفر، ناهيك عن التطوُّرات والتقنيَّات المعقَّدة في وسائل الاتِّصال الصوتي والصوري، حيث استحال العالَم العربي إلى «قرية» عربيَّة صغيرة بسبب هذه الخدمات والتقنيَّات الحديثة.
أمَّا زوايا وأبواب «كتابات القرَّاء»، فهي تنكمش الآن وفي طريقها إلى الزوال، خصوصًا بعد تسييس الإعلام في العديد من الدوَل.

أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

«شخبوط الطبية» تقدم خدمات متعددة لمرضى اضطرابات الذاكرة

 هدى الطنيجي (أبوظبي)
افتتحت مدينة الشيخ شخبوط الطبية، و«سكينة»، التابعتان لمجموعة «بيورهيلث»، مؤخراً، عيادة شاملة لعلاج اضطرابات الذاكرة، التي تختص في علاج فقدان الذاكرة والأمراض التنكسية العصبية المتقدمة، مع التركيز على الاضطرابات الإدراكية، لتحسين وظيفة الذاكرة وجودة حياة المرضى.
وتقدم العيادة الجديدة خدمات صحية لتحقيق تطورات هامة في طرق تشخيص وعلاج ضعف الذاكرة والاضطرابات الإدراكية، لمختلف اضطرابات الذاكرة، منها مرض الزهايمر والخرف، والأضرار الناجمة عن إصابات الدماغ الرضحية.

أخبار ذات صلة «الجليلة»: توقيع 5 مذكرات تفاهم لدعم الرعاية الصحية والعمل الخيري «الإمارات الصحية» تنظم مؤتمراً لأمراض القلب والأوعية الدموية

وقال الدكتور ناصر الزبيدي، استشاري الطب النفسي والأعصاب في «سكينة» ومدينة الشيخ شخبوط الطبية: تقدم العيادة الجديدة التي تم افتتاحها مؤخراً رعاية تخصصية لتقديم الرعاية الصحية لمرضى الخرف واضطرابات الإدراك، عبر خطط علاجية للتشخيص المبكر والرعاية المتخصصة وعلاج الاضطرابات الإدراكية على المدى الطويل، من خلال نهج متعدد التخصصات يعتمد على البحث العلمي لتعزيز الصحة الإدراكية واستكشاف التقنيات الناشئة، مثل العلاجات الرقمية، وأدوات الفحص المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ودمج التصوير العصبي المتقدم والتشخيص القائم على التحليل الجيني والطبي الدقيق، والمراجعات متعددة التخصصات للحالات.
وذكر أن العيادة تقدم خدمات علاجية متطورة لرعاية مرضى الخرف واضطرابات الإدراك في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تجمع بين خدمات التشخيص المتقدمة والنهج متعدد التخصصات لتعزيز الكشف المبكر والدعم الشامل لتغطية كافة جوانب الصحة الطبية والنفسية والاجتماعية وتقديم رعاية ممكنة مخصصة لتلبية احتياجات المرضى. وأشار إلى أن هناك فرقاً طبية لتقديم خدمات الرعاية المطلوبة لتلك الفئة من المرضى منهم اختصاصي الطب النفسي العصبي وأخصائي العلاج الوظيفي وأخصائي علم النفس، فضلاً عن التعاون بين تلك الفرق مع اختصاصي الباطني وطب الأعصاب وأخصائي الأشعة العصبية لضمان تقديم تقييم شامل وخطط رعاية مصممة وفقاً للحالة المرضية.
وأضاف: إن العيادة تقدم علاجات منها الطب النفسي للشيخوخة، والطب النفسي العصبي الإدراكي، وعلم النفس العصبي، والأشعة العصبية، إلى جانب توفير مسار علاجي منظم لمرض الزهايمر، كما تقدم العيادة رعاية صحية شاملة متمركزة حول المريض، تشمل إعادة التأهيل الإدراكي، والعلاجات السلوكية والنفسية، ودعم مقدمي الرعاية، والتثقيف الصحي، بالإضافة إلى إدارة العلاج الدوائي.
وقال: تشكل الاضطرابات الإدراكية، والتي تشمل اضطرابات في التركيز، والذاكرة، والقدرات التنفيذية، والطلاقة اللفظية، والسلوك، والقدرات البصرية والتصور البصري المكاني، في تدهور ملحوظ في هذه القدرات، لا سيما الخرف، الذي يعد تحدياً صحياً في دولة الإمارات؛ نظراً لتزايد نسبة كبار المواطنين نتيجة ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم.

مقالات مشابهة

  • عُمان تُشارك في المنتدى الحكومي لمكافحة الاتّجار بالأشخاص بالكويت
  • معرض لطلاب مرسم “باليت” في صالة زوايا
  • صحفية أوكرانية: الولايات المتحدة ستنسحب من المفاوضات وتترك أوكرانيا دون مساعدة
  • مضغ المواد الصلبة يعزز الذاكرة
  • السلطات العسكرية في السودان تعتقل صحفية .. تعصيب عينيها وتفتيش هاتفها
  • دراسة علمية تربط بين قوة الذاكرة والدهون في منطقة البطن
  • «شخبوط الطبية» تقدم خدمات متعددة لمرضى اضطرابات الذاكرة
  • صحفية لبنانية: زواج دينا الشربيني وكريم محمود عبد العزيز قريبا
  • جلالةُ السُّلطان المعظّم والرئيس الرّوسي يؤكّدان على حرصهما على مواصلة تطوير التّعاون الثُّنائي
  • رسميًا.. إعفاء متبادل من التأشيرات للمواطنين بين عُمان وروسيا