تقدم ملموس.. ماذا دار في لقاء الرئيس السيسي وأردوغان بالهند؟
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
وسط الأزمات الصعبة والأوضاع الأمنية والسياسية المضطربة في العديد من دول المنطقة تبحث مصر وتركيا خطوات عدة صوب العودة إلى العلاقات الطبيعية بين البلدين الصديقين.
لقاء السيسي وأردوغانلقاء جديد بين السيسي وأردوغانوجاءت تلك الخطوات بعد تخفيف حدة التوترات بين القاهرة وأنقرة طوال السنوات العشر الماضية، وتغليب لغة العقل والمصالح المشتركة بين الجانبين، وبأن السياسة والعلاقات بين الدول لا تحكمها فقط الصداقات أو العداوات الدائمة وإنما المصالح المشتركة الدائمة.
وخلال السنوات الثلاثة الماضية تبادل الجانبان رسائل دبلوماسية معلنة وغير معلنة، كانت جميعها تبين أن استمرار التوتر في العلاقات لا يصب في مصلحة أحد، بل يضر بالمصالح الوطنية لكلا الجانبين في المنطقة، في ظل تشابك العديد من الملفات وتماسها بين القاهرة وأنقرة في شرق المتوسط وفي ليبيا وسوريا وفلسطين ومنطقة الخليج، علاوة على ملف العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين والمرشح بعد التقارب وعودة العلاقات الدبلوماسية إلى النمو وزيادة حجم الاستثمارات والتبادل التجاري المشترك.
ومن جانبه، أفاد مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بيان بأنه التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي على هامش قمة مجموعة العشرين بالعاصمة الهندية نيودلهي، الأحد، وقال إن الجانبين بحثا العلاقات الثنائية والتعاون في مجال الطاقة بين البلدين، فضلا عن القضايا الإقليمية والعالمية، ووفق صور بثّتها قنوات التلفزيون التركية على الهواء مباشرة، التقى الرئيسان برفقة عدد من أعضاء وفديهما.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أن الرئيسين أكدا أهمية العمل من أجل دفع مسار العلاقات بين البلدين والبناء على التقدم الملموس في سبيل استئناف مختلف آليات التعاون الثنائي، كما أعربا عن الحرص على تعزيز التعاون الإقليمي، كنهج استراتيجي راسخ، وذلك في إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والنوايا الصادقة، وبما يسهم في صون الأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول تبادل الرؤى بشأن تطورات الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن سبل تكثيف التشاور والتنسيق بين البلدين لتعزيز مجمل جوانب العلاقات الثنائية، بما يصب في صالح الدولتين والشعبين.
الرئيس السيسي يلتقي أردوغان بهذا الموعد.. وهؤلاء على أجندة أول زيارة لتركيا أردوغان يعلن عن ممر تجاري كبير يربط تركيا مع العراق والسعوديةوكانت مصر وتركيا قد عقدتا عدة جولات رسمية لاستئناف العلاقات بشكل طبيعي، بعد سنوات من التوتر، وخلال العام الماضي، التقى السيسي وأردوغان على هامش افتتاح نهائيات كأس العالم في قطر، وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية حينها أن أردوغان صافح السيسي وأجرى لفترة وجيزة محادثات معه.
لقاء السيسي وأردوغانمصالح اقليمية مشتركةومن جانبه، أستاذ العلوم السياسية، الدكتور حامد فارس، إن لقاء الرئيس السيسي والرئيس التركي، أردوغان هي خطوه جديده تبين أن العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا تسير بالاتجاه الصحيح وأنه يوجد إراده سياسية مصرية تركية نحو استعادة العلاقات بشكل كامل.
وأضاف فارس، في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن لقاء السيسي وأردوغان يؤكد على التقدم الملموس في العلاقات السياسيه التي شابتها الكثير من الاضطرابات في الفترات السابقه، مضيفاً أن هذا التقارب زاد بشكل كبير بعد أحداث زلزال 6 فبراير الماضي والذي مثل انفراجه كبيرة وحقيقيه في العلاقات المصرية التركية.
وتابع أن هناك الكثير من الملفات التي تحتاج للتنسيق والتشاور بين البلدين ومنها الملف الليبي وكيفية إيجاد أرضية مشتركة بين الطرفين لدفع العملية السياسية نحو إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتوحيد المؤسسة العسكرية وأيضاً الملف السوري الذي تعتبره مصر جزء لا يتجزأ من أمنها القومي وملف الغاز في شرق المتوسط وبالتالي أصبح التعاون والتنسيق بين الطرفين أمرًا حتميًا.
تتواكب عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مع مسارات التصالح والتقارب بين تركيا ودول المنطقة، وتأتي في سياق عام في المنطقة، حكمته المصالحة الخليجية بعد قمة العلا، وتطور العلاقات المصرية القطرية وعودة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران، والتقارب المصري الإيراني، وظروف الصراع الروسي الأوكراني.
عمق 1000 متر.. محاولات لإنقاذ أمريكي من ثالث أعمق كهف في تركيا ألف متر.. متى تنتهي عملية إنقاذ أمريكي عالق داخل كهف في تركيا؟وتنتظر الدولتان الكثير من المفات المشتركة أهمها الملف الليبي الذي يرواح مكانه وينتظر الدعم والزخم من عودة العلاقات بين القاهرة وأنقرة، والتوصل إلى الحل السياسي بين كافة الأطراف والاتفاق على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار والالتزام بمبادئ حسن الجوار.
وكذلك الملف السوري أيضا وتعقيداته ومحاولات الوصول إلى استعادة الدولة الوطنية السورية الاستقرار والاستقلال لكافة أراضيها.
وفي مجمل الأمر هناك اجماع على أن عودة العلاقات الدبلوماسية يصب في المصلحة الوطنية لكلا الجانبين ويحقق المصلحة المشتركة أيضا خاصة في الجانب الاقتصادي والتجاري، والتخلص من التكلفة العسكرية والاقتصادية للصراعات الدائرة في المنطقة، ثم والأهم والذي يأتي على رأس الأولوليات ملف العلاقات الاقتصادية والتجارية، فتركيا في المرتبة الخامسة، من حيث الدول المصدرة لمصر، ، تشير الإحصائيات الرسمية إلى وجود قفزة كبيرة في العلاقات الاقتصادية وحجم التبادل التجاري بين مصر وتركيا خلال عام 2022، وتكشف بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفاع قيمة التبادل التجاري بين مصر وتركيا لتصل إلى 7.7 مليار دولار خلال عام 2022 مقابل 6.7 مليار دولار خلال عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 14%.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: تركيا مصر الرئيس التركي أردوغان السيسي مجموعة العشرين قمة مجموعة العشرين العلاقات بین بین البلدین فی العلاقات مصر وترکیا
إقرأ أيضاً:
الإمارات وتركيا تبحثان تعزيز التعاون المشترك
أنقرة (وام)
أخبار ذات صلة «قبيلة الدروع» تنظِّم حفل زفاف جماعي لـ 22 مواطناً ومواطنة مريم الحمادي: «التحديث» يضمن استمرار فعالية الحكوماتانطلقت أعمال الدورة الثانية للجنة المشاورات السياسية بين وزارة الخارجية ووزارة خارجية الجمهورية التركية، والتي عقدت في العاصمة التركية أنقرة أمس. وترأس جانب دولة الإمارات في الاجتماع معالي خليفة شاهين المرر، وزير دولة، وحضور سعيد الظاهري، سفير دولة الإمارات لدى الجمهورية التركية، في حين ترأس الجانب التركي نوح يلماز، نائب وزير الخارجية التركي. وأكد الجانبان، خلال المشاورات، عمق العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأكد معالي المرر أنه منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1973، شهدت العلاقات جهوداً مشتركة لتطوير العلاقات والارتقاء بها، وبلغت هذه العلاقات مستوى غير مسبوق، إثر الاجتماع رفيع المستوى بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفخامة رجب طيب أردوغان، رئيس الجمهورية التركية، في 19 يوليو 2021، حيث مهد الطريق للتوقيع على عدد من الاتفاقيات المهمة في مختلف مجالات التعاون المشترك، منها اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA)، التي تساهم في تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، علماً بأن حجم التجارة البينية شهد نمواً ملحوظاً بنسبة 108% في عام 2023، ليصل إلى 36.3 مليار دولار أميركي، مقارنة بـ17.5 مليار دولار أميركي في 2022. وناقش الجانبان التطورات الإقليمية والعالمية الراهنة، إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وعلى هامش المشاورات السياسية، التقى معالي خليفة شاهين المرر، معالي هاكان فيدان، وزير خارجية الجمهورية التركية، وتمت مناقشة العلاقات الاستراتيجية، وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المتبادلة بين البلدين.
كما التقى معالي خليفة شاهين المرر، مصطفى فرانك، عضو البرلمان التركي، رئيس لجنة الصداقة البرلمانية مع دولة الإمارات وفريقه، وتم بحث سبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين.