جامع “المينا”… تصميم معماري فريد ومكانة خاصة عند أهل اللاذقية
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
اللاذقية-سانا
يتميز جامع المرفأ المعروف في اللاذقية بجامع “المينا” عن باقي الجوامع والمساجد بتصميمه المعماري الفريد من نوعه في العالم، إضافة إلى الجمالية الخاصة التي يضفيها توضعه على الواجهة البحرية في الميناء الفينيقي الذي أكسبه قيمة أثرية خاصة ومكانة مميزة في قلب أهل اللاذقية.
في الطريق الواصل بين الكورنيش الغربي والجنوبي في مدينة اللاذقية وعلى الرصيف الشمالي من حوض المرفأ القديم يطالعك جامع صغير يجذب الناظر إليه بحجارته الذهبية القديمة التي يعود بناؤها لما يقارب الثلاثمئة عام، وبوابته التي جعلته فريداً من نوعه في العالم، فهو الجامع الوحيد في العالم الإسلامي بابه ضمن قاعدة مئذنته والوحيد في محافظة اللاذقية الذي يقع في الطابق الثاني.
ويعود تاريخ بناء الجامع لعام 1161 هجري، 1748 ميلادي على يد الريس حمودة بن إبراهيم وهو قبطان تونسي تمكن من جمع ثروة من عمله في البحر متنقلاً بين موانئ البحر المتوسط، عرف بزهده وإيمانه وفق ما بين مدير الآثار والمتاحف باللاذقية إبراهيم خير بك لوكالة لـ سانا.
خير بك لفت إلى “ان أهمية المنطقة التاريخية التي يتوضع فيها الجامع تأتي كونه بني على أنقاض مبان تعود للفترة الفينيقية ومن ثم الفترة الصليبية، وما يوجد تحته من تحصينات تعود لفترات القرون الوسطى”.
وعند الدخول من باب المئذنة يطالعك درج حجري يصعد منه إلى حرم الجامع، وهو عبارة عن فسحة مربعة الشكل في وسطها عمود من البازلت يرتكز على قاعدة مربعة الشكل مشطوفة الزوايا، وفي نهايته تاج مزخرف بزخاف نباتية، ويقسم هذا العمود حرم الجامع إلى أربعة مربعات صغيرة، أما أرضية الجامع فهي عبارة عن قناطر بني عليها الجامع تستخدم كمستودع.
وطبعت صورة الجامع على طابع بريدي ضمن مجموعة طوابع صدرت عن أهم معالم سورية التاريخية والأثرية، وعن خصوصية الجامع قال مدير أوقاف اللاذقية الدكتور محمود عليو: “إنه بوابة المسافرين القادمين إلى محافظة اللاذقية عن طريق البحر، ويطل على الواجهة البحرية في الميناء الفينيقي، ومازال مقصداً للمصلين حتى يومنا هذا”.
وتابع: “رغم الضرر الذي لحق به جراء زلزال الـ6 من شباط 2023، فلا يزال مقصداً للمصلين، ومركزا لممارسة شعائرهم الدينية”، مضيفاً: “ما يؤكد هذه المكانة قول أهل اللاذقية “لا يكون من أهل اللاذقية من لا يعرف جامع المينا”.
وتبذل مديرية الأوقاف بالتعاون مع مديرية الآثار جهوداً لترميم الجامع بعد الضرر الذي لحق به، وخاصة التهدم الكبير في مئذنته مع الحرص على إعادة بنائها بشكل مدروس وبنفس المواد المبنية منها.
فاطمة ناصر
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
رمضان في محافظة حجة… طقوس دينية وثقافية غنية ومتنوعة
يمن مونيتور/قسم الأخبار
تتميز محافظة حجة اليمنية بطقوس رمضانية تعكس تراثها الثقافي والديني، مع لمسات محلية خاصة. يستيقظ الأهالي قبل الفجر لتناول وجبة السحور، التي تضم أطباقًا تقليدية مثل “الشوربة الحجية” و”الفتة”، إلى جانب التمر واللبن.
وتستخدم نداءات المؤذنين، وأحيانًا الطبول أو الأواني النحاسية، لإيقاظ الناس في القرى النائية.
الإفطار الجماعي والتواصل العائلي
يقول الناشط المجتمعي عصام صالح إن الإفطار يعد حدثًا اجتماعيًا هامًا في حجة، حيث تتجمع العائلات لتناول التمر والماء، ثم أطباق مثل “السلْتة” و”العراسي” و”الشَفوت”.
وأفاد: يكثف في رمضان التواصل العائلي من خلال تبادل الزيارات والأطباق الرمضانية.
وتشهد مساجد حجة حضورًا كثيفًا في صلاة التراويح، وتُقام فيها أذكار وأناشيد دينية، خاصة في المدن الكبيرة مثل حجة ومستبأ ومديريات الشرفين وغيرها.
ووفقا للناشط صالح: تُنظم جلسات لقراءة القرآن وختمه في المساجد والمنازل، وتنتشر أعمال الخير مثل توزيع الطعام على الفقراء وإقامة موائد إفطار جماعية. ويحرص السكان على إخراج زكاة الفطر قبل العيد.
ويشير إلى أن العبادات تُكثف في ليالي العشر الأواخر، خاصة ليلة القدر، حيث تُضاء المساجد وتُقام الصلوات حتى الفجر ، وتبدأ النساء بتحضير حلويات العيد كـ”البسكويت و”الكعك”، ويشتري الأطفال ملابس جديدة.
تنوع العادات بين الريف والمدينة
ويرى أن بعض العادات الرمضانية تختلف بين قرى ومدن حجة، ففي المناطق الريفية تُقام حفلات شعبية ورقصات تراثية بعد الإفطار، بينما تكتفي المدن بالاجتماعات العائلية.
ويذهب إلى أن هذه الطقوس تمثل نسيجًا اجتماعيًا ودينيًا يُعزز الوحدة المجتمعية ويحافظ على التراث اليمني، ويجدد رمضان الروحانيات والتكاتف الإنساني رغم التحديات.