وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى فيتنام اليوم الأحد، ساعيا إلى ابرام اتفاق لتقريب دولة أخرى من جيران الصين إلى الولايات المتحدة، وفق ما ذكرت شبكة سي إن إن الأمريكية.

في الأشهر الخمسة الماضية فقط، استضاف بايدن رئيس الفلبين في البيت الأبيض للمرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمن؛ كما احتفل برئيس الوزراء الهندي بعشاء رسمي فخم؛ واستضاف نظيريه الياباني والكوري الجنوبي في قمة مليئة بالرمزية في المنتجع الرئاسي الشهير في كامب ديفيد.

وفي كل منعطف، أدت مغازلة بايدن ودبلوماسية فريقه الثابتة إلى تأمين علاقات دبلوماسية وعسكرية واقتصادية أقوى مع شبكة من الحلفاء والشركاء الذين نما لديهم وإن لم يكن بشكل صريح شعور بالانزعاج من الموقف العسكري والاقتصادي المتزايد للصين، أو على الأقل تزايد الشعور بالحذر والقلق.

وتهدف أمريكا  لإنشاء "شراكة استراتيجية شاملة" من شأنها أن تضع الولايات المتحدة في أعلى مستوى من الشراكة مع فيتنام، كما الصين، وفقًا لمسؤولين أمريكيين مطلعين على الأمر.

وقال مسؤول كبير في الإدارة قبل وصول بايدن إلى هانوي: "إنها تمثل فترة جديدة من إعادة التوجيه الأساسي بين الولايات المتحدة وفيتنام"، مضيفاً أن ذلك سيوسع نطاقاً من القضايا بين البلدين.

وتابع المسؤول قائلاً: "لن يكون الأمر سهلاً بالنسبة لفيتنام، لأنهم يتعرضون لضغوط هائلة من الصين. نحن ندرك المخاطر والرئيس سيكون حذرا للغاية في كيفية تعامله مع الأصدقاء الفيتناميين".

وتشكل شبكة الشراكات الأميركية المتزايدة الترابط في المنطقة مجرد جانب واحد من الاستراتيجية الدبلوماسية الأميركية في التعامل مع الصين. 
وعلى مسار منفصل، سعت إدارة بايدن أيضًا إلى علاقات أكثر استقرارًا وتحسين الاتصالات مع بكين خلال العام الماضي، حيث قام عدد من كبار وزراء مجلس الوزراء برحلة إلى العاصمة الصينية في الأشهر القليلة الماضية.

وقال مسؤول كبير في الإدارة إن بايدن يعتزم الإعلان يوم الاثنين عن خطوات لمساعدة فيتنام على تنويع مواردها بعيدا عن الاعتماد المفرط على الأسلحة الروسية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: استراتيجي استراتيجية الأمريكي جو بايدن البيت الأبيض الرئيس الأمريكي جو بايدن الرئيس الأمريكي رئيس الوزراء الهندي زيارة بايدن شراكة استراتيجية شاملة

إقرأ أيضاً:

البيجر ودور الولايات المتحدة

«ليست القنابل هي التي تقتل في حد ذاتها، بل القائمة التي تضع المدنيين في طريقها»، جيمس بامفورد، صحفي أمريكي.

في تناقض واضح، نفت الولايات المتحدة نفيًا قاطعًا أي صلة لها بتفجيرات البيجرات في لبنان، لكنها في الوقت نفسه لم تعلن إدانة هذه العملية الإرهابية، بل اكتفت بتعبير مبهم عن خشيتها من اندلاع حرب بين حزب الله والكيان الصهيوني، هذا الموقف المتردد والغامض يثير الشكوك حول مدى صدق نفيها، كما يثير تساؤلات حول موقفها الحقيقي من هذا العمل الإجرامي!

وهل يمكن تصديق هذا الهراء؟ الله وحده يعلم هل كانت لها علاقة مباشرة بهذه العملية الإرهابية أم لا، فبينما لا يمكننا الجزم بدورها المباشر، إلا أن الأدلة المتاحة تشير إلى تورط غير مباشر، وهي مسؤولة مسؤولية لا تقل عن تلك الدولة المارقة الإرهابية. وسأذكر بعض الشواهد التي تدعم وجهة نظري، وتضع الولايات المتحدة موضع المسؤولية، وتجعلها شريكة في هذه الجريمة النكراء:
1- كشف ضابط الاستخبارات الأمريكي السابق «إدوارد سنودن» عن مذكرة سرية موقعة في عام 2009 بين وكالة الأمن القومي الأمريكية ووحدة الاستخبارات الصهيونية «سيغنيت»، المعروفة بالوحدة 8200، تكشف الوثيقة أن الولايات المتحدة تشارك الصهاينة معلومات استخباراتية غير مفلترة عن المواطنين الأمريكيين، بما في ذلك المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني، دون حجب البيانات الشخصية المتعلقة بهوياتهم.

هذا النوع من البيانات يُسمى «الاستخبارات الإشارية الخام»، ورغم أن الاتفاقية نصت على احترام الخصوصية وعدم استهداف المواطنين الأمريكيين، إلا أنها لم تفرض على الكيان الصهيوني أي قيود قانونية أو إجرائية.

2- قد يكون الصهاينة قد حصلوا على هذه المعلومات عبر التجسس، إذ لديهم تاريخ طويل في التجسس على الولايات المتحدة وتساهل كبير من الولايات معها بهذا الخصوص، وهناك العديد من الحوادث التي تؤكد ذلك، ولعل أشهرها قصة جوناثان بولارد، الموظف السابق في البحرية الأمريكية، الذي سلّم الكيان المحتل معلومات غاية في السرية تتعلق بالأمن القومي الأمريكي، خصوصًا حول النشاطات العسكرية في الشرق الأوسط، والتي تضمنت تفاصيل القدرات العسكرية لدول عربية، وبعد سجنه لفترة، طلب المغادرة إلى الدولة المارقة وسُمِح له بذلك.

كما أن هناك فضيحة بيني غانتس، حيث إن إسرائيل تجسست على الولايات المتحدة باستخدام تقنيات حديثة، مثل برنامج «بيغاسوس»، وكان بطل هذه القصة وزير الدفاع الصهيوني غانتس آنذاك، الذي حاولت الولايات المتحدة في فترة ما استبدال نتنياهو به! ولا ننسى بالطبع قصص التنصت الشهيرة على البيت الأبيض في عام 2019، من خلال إنشاء أبراج هاتف محمولة مزيفة.

3- الولايات المتحدة شاركت الكيان الصهيوني في الإبادة التي تحدث في غزة باستخدام القنابل الغبية، كما تدعمه أيضًا بالمعلومات الاستخباراتية، ولا يوجد مثال أوضح من قصة تحرير أربع رهائن صهاينة من قبضة حماس، حيث وفرت الولايات المتحدة الدعم والاستشارات التي ساعدت في تحديد مواقع الرهائن، وقدمت الدعم اللوجستي والاستخباراتي، وقد عُرفت هذه العملية بمجزرة النصيرات، التي راح ضحيتها مئات الأبرياء.

4- يظل الدعم الاستخباراتي سريًّا، وتستطيع الولايات المتحدة نفيه بسهولة، مما يحمي صورتها ولا يؤجج الرأي العام ضدها.

5- الولايات المتحدة بحاجة إلى الأجهزة الاستخباراتية الصهيونية لتحقيق مصالحها في المنطقة، كما أن الوجود القوي للصهاينة هناك يخدم تلك المصالح.

أغلب الظن أن اختراق الكيان الصهيوني لسلاسل التوريد تم نتيجة العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة على حزب الله، فالحزب بحاجة إلى شركات وهمية لتأمين مشترياته، وقد حصلت شركة مجرية وهمية على ترخيص لاستخدام العلامة التجارية لشركة تايوانية، من المحتمل أن الولايات المتحدة وجهت الحزب للتعامل مع هذه الشركة المجرية بطريقة غير مباشرة.

لقد أثبت طوفان الأقصى أن الكيان الصهيوني نمر من ورق، لا يستطيع الحياة يومًا دون دعم الولايات المتحدة، ولولا الدعم العسكري والاستخباراتي والمالي، لانهار هذا الكيان منذ زمن بعيد.

(الدستور الأردنية)

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تعترض عددا من الصواريخ الإيرانية الموجهة لإسرائيل
  • الصين تكشف موقفها من التوغل الإسرائيلي في لبنان
  • “إن بي سي”: الولايات المتحدة عاجزة والبيت الأبيض محبط ونتنياهو يحدد “أجندة” الشرق الأوسط وليس بايدن
  • بايدن يخلط بين الغارات الإسرائيلية في اليمن وإضراب عمال الموانئ في الولايات المتحدة
  • "إن بي سي": الولايات المتحدة عاجزة ونتنياهو يحدد "أجندة" الشرق الأوسط وليس بايدن
  • حصيلة قتلى إعصار هيلين في الولايات المتحدة ترتفع لـ93 شخصاً
  • بايدن يعتزم زيارة المناطق المتضررة من إعصار هيلين هذا الأسبوع
  • بايدن رفض اغتيال نصر الله بعد هجوم 7 تشرين الأول.. صحيفة تكشف
  • البيجر ودور الولايات المتحدة
  • شبكة استخبارات طوقت نصرالله طيلة سنوات.. صحيفة تكشف اختراق إسرائيل لحزب الله