تقرير: الاتفاق مع لبنان حول الحدود البرية يصبّ في مصلحة حزب الله
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
رأى موقع "ميدا" الإسرائيلي أن أي اتفاق مع لبنان بوساطة أمريكية، في ظل الظروف السياسية الحالية، سيكون مكسباً لتنظيم "حزب الله" اللبناني، وضرراً إضافياً لأمن إسرائيل، ومكافأة لإيران.
وأضاف الموقع في تحليل تحت عنوان "هذه ليست مفاوضات مع لبنان.. إنها مفاوضات مع حزب الله"، أن الوسيط الأمريكي عاموس هوكشتاين زار لبنان الأسبوع الماضي، بعد عام تقريباً من نجاح مهمته لتوقيع اتفاق بين لبنان وإسرائيل بشأن الحدود البحرية، قبل أيام قليلة من الانتخابات الإسرائيلية، وقبل أيام قليلة أيضاً من انتهاء ولاية الرئيس اللبناني آنذاك ميشال عون.
اتفاق الحدود البحرية يثير الجدل حول اعتراف #لبنان بإسرائيل https://t.co/3lQHOu9MJY
— 24.ae (@20fourMedia) March 13, 2023
إشارة هوشستين
قبل مغادرته إلى الولايات المتحدة، أدلى هوكشتاين ببيان قصير لوسائل الإعلام في مطار بيروت، شكر فيه مضيفيه، كما تحدث عن خيبة أمله من وتيرة تقدم الإصلاحات في لبنان، وكان عليه أن يلحق برحلته، لذلك أتاح طرح سؤال واحد عليه، حيث سُئل:"هل ترى إمكانية التوسط بين إسرائيل ولبنان فيما يتعلق بترسيم الحدود البرية؟"، فشرح سريعاً وجهة النظر الأمريكية، التي تنص على الاستقرار والأمن ومنع الاحتكاك، معتبراً أن ما نجح في ملف الحدود البحرية يمكن أن يتكرر.
جبران باسيل وطمأنة الغرب
ووفقاً للموقع، أعلن جبران باسيل، رئيس حزب التيار الوطني الحر، أنه قد يوافق على دعم مرشح "حزب الله" المفضل لمنصب الرئيس، وهو سليمان فرنجية، مقابل "إصلاحات" تشمل إنشاء الصندوق الائتماني، وتحقيق اللامركزية في سلطة الحكومة المركزية.
أضاف أنه من المؤكد أن لغة الإصلاحات التي يحملها باسيل ستطمئن الكثيرين في الغرب، الذين يرغبون في مواصلة "حملة خداع الذات" والتعامل مع كلام كبار المسؤولين اللبنانيين، وبحسب ما نشره الأمريكيون، فإن باسيل كان منحازاً لحزب الله أثناء عمله وزيراً في الحكومة، وأن التصرفات التي يقوم بها مع حزب الله لها معنى واضح، وهو أن "حزب الله سوف يجمع كل الأموال".
ويشير الموقع إلى أنه بهذه الطريقة، سيتمكن حزب الله من السيطرة فعلياً على كل ما يراه مهماً، وستستمر المليارات بالتدفق، وسيستمر الوزراء ورؤساء الطوائف والشركاء على مختلف المستويات في جمع رؤوس الأموال على حساب الجمهور، الذي سيستمر في تلقي الفتات,
وتابع: "سيستمر تمويل الجيش اللبناني من الولايات المتحدة، وسيعلن الرئيس اللبناني عن الإصلاحات، وسيعين محافظاً جديداً للبنك المركزي، وسيتم فتح الصندوق الائتماني مرة أخرى، وستتحرك الإصلاحات بتكاسل خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الوراء، لكن أموال حزم المساعدات ستتدفق مثل الماء في مجرى الليطاني".
بحسب الموقع، في طريقة إدارة السياسة اللبنانية، ليس من المستبعد أن يتم تعيين جبران باسيل نفسه للإشراف على الصندوق الائتماني الذي ستصب فيه أموال الغاز، وسيكون الجميع راضين، من هوكشتاين إلى حسن نصر الله.
تسريع المفاوضات
ولفت الموقع إلى أن إدارة بايدن تحتاج إلى رئيس وحكومة دائمة تسمح له بتسريع المفاوضات على الحدود البرية، ونقلها إلى مسارات القرار تمهيداً لمسودة الاتفاق.
وأشار "ميدا" إلى أن النزاعات الحدودية البرية بين إسرائيل ولبنان عديدة ويصعب حلها، ولها مصادر مختلفة أقدمها يعود إلى الاختلافات في علامات خريطة الحدود الأصلية منذ عام 1923، والتي رسمها ضابطان أحدهما فرنسي والآخر بريطاني، مستطرداً: "هذه الخلافات الحدودية استخدمها حزب الله كحجة مركزية، لترسيخ شرعية لبنانية داخلية، وقد تعزز حزب الله عسكرياً منذ ذلك الحين، وأتقن سيطرته من وراء الكواليس على السياسة اللبنانية على مختلف فروعها وسلطاتها، وعلى الرغم من أنه أقوى بكثير اليوم، وأقوى من أن يسقط دون أي تهديد داخلي خطير، إلا أنه لا يزال منتبهاً وحساساً للرأي العام".
ضرر إسرائيلي ومكافأة لإيران
واستنتج الموقع أن المفاوضات في لبنان ليست سوى مفاوضات مع حزب الله، وأن مصالح الولايات المتحدة وفرنسا لا تتوافق مع مصالح إسرائيل، وطالما أن الوضع في لبنان هو أن فرعاً من إيران يدير الأمور، فإن أي مكسب لحزب الله يعني إلحاق الضرر بقوة إسرائيل، وتآكل ردعها وحرية عملها، ومكافأة لإيران.
وتابع: "لذلك، يجب على إسرائيل أن ترفض بشكل قاطع أي محاولة من هذا القبيل، المفاوضات على الحدود البرية مع لبنان ستحدث ذات يوم، عندما يتحرر لبنان من قبضة التنظيم المسلح الذي سيطر عليه، ووضع لنفسه هدف تدمير إسرائيل، أو على الأقل السماح لإيران بذلك".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني إسرائيل لبنان غاز لبنان حزب الله حزب الله الحدود البریة مع لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
بعد تحذير أمريكي.. تطورات جديدة بمفاوضات الهدنة بين إسرائيل ولبنان
شهدت مفاوضات الهدنة بين إسرائيل ولبنان تطورات جديدة تراوحت بين الحديث عن “جهوزية” الاتفاق، و”التهديد” بضرب أهداف للدولة اللبنانية في حال فشل المحادثات.
وقال مسؤولان أميركيان إن إسرائيل ولبنان على وشك التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ينهي النزاع بين “حزب الله” وإسرائيل، ولكن هناك بعض القضايا النهائية العالقة، وفق ما ذكر موقع “أكسيوس” الأميركي.
وكانت تقارير إسرائيلية قد ذكرت في وقت سابق الأحد، إن المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكستين هدد السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل هرتسوج السبت، بأنه سينسحب من الوساطة مع لبنان، إذا لم ترد إسرائيل إيجاباً خلال الأيام المقبلة، على مقترح اتفاق وقف النار مع لبنان.
وعقد بنيامين نتنياهو اجتماعاً الأحد، حضره عدد من كبار الوزراء وقادة الاستخبارات، وتم اتخاذ قرار للتحرك نحو اتفاق. وقال مسؤولان أميركيان إن الأطراف تقترب من التوصل إلى اتفاق.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية (كان)، الأحد، بأن إسرائيل وافقت بشكل مبدئي على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار مع “حزب الله”، وأن نتنياهو، يعمل على كيفية عرضه على الجمهور الإسرائيلي، بافتراض موافقة “حزب الله” عليه.
وقالت هيئة البث إن هدف نتنياهو هو أن يقدم موافقته على اتفاق الهدنة، ليس كمساومة ولكن على أنه مفيد لإسرائيل، موضحة أن الاتفاق “يعطي إسرائيل الحق بتنفيذ عمليات عسكرية عبر الحدود اللبنانية السورية”.
ونقلت الهيئة عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه، قوله إنه لم يجر منح الضوء الأخضر بعد في مسألة لبنان، ولا تزال توجد قضايا تحتاج لحل، مشيراً إلى أن توجه إسرائيل هو التحرك صوب اتفاق لوقف لإطلاق النار في لبنان.
وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن القضايا العالقة لم تحل بشكل كامل، ولكن إسرائيل وافقت على الخطوط الرئيسية بالاتفاق.
وكان الأمين العام لـ”حزب الله”، نعيم قاسم، قال الأسبوع الماضي، إن الجماعة قدمت ملاحظات على المقترح الأميركي، وأن الكرة باتت في ملعب إسرائيل.
وذكرت صحيفة “هاآرتس”، أن المقترح سيشمل 3 مراحل: هدنة تعقب سحب حزب الله قواته إلى شمال نهر الليطاني، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وأخيراً، مفاوضات إسرائيلية لبنانية بشأن ترسيم المناطق الحدودية المتنازع عليها.
وقال “أكسيوس” إن مسودة المقترح تنص على فترة انتقالية تمتد إلى 60 يوماً، تنسحب خلالها القوات الإسرائيلية من حنوب لبنان، وينتشر الجيش اللبناني في المنطقة، على الحدود، ويحرك حزب الله قواته إلى شمال نهر الليطاني.
وينص الاتفاق على أن هيئة دولية تقودها الولايات المتحدة ستتولى مسؤولية مراقبة وقف إطلاق النار، وأن إسرائيل تتوقع أن تتلقى خطاباً من واشنطن يؤكد حقها في القيام بعمل عسكري إذا ما خرق حزب الله شروط وقف إطلاق النار، وعدم تحرك الجيش اللبناني أو القوات الدولية.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن المبعوث الأميركي آموس هوكستين، حذر الجانبين في الأيام الأخيرة من أنه سوف ينهي وساطته إذا لم يوقعا قريباً على الاتفاق المطروح على الطاولة.
وقال “أكسيوس”، إن الولايات المتحدة وافقت على منح إسرائيل خطاب ضمانات يشمل دعم عمل عسكري إسرائيلي ضد أي “تهديدات وشيكة” مصدرها الأراضي اللبنانية، والعمل على عرقلة أمور مثل إعادة تأسيس الحضور العسكري لحزب الله قرب الحدود، أو تهريب الأسلحة الثقيلة، وفق ما ذكرت مصادر أميركية وإسرائيلية.
ووفق الاتفاق، فإن إسرائيل ستقوم بهذا العمل العسكري المفترض بعد التشاور مع الولايات المتحدة، وفي حال لم يتحرك الجيش اللبناني للتعامل مع هذا التهديد.
وقال “أكسيوس”، إن الاتفاق كان على وشك الاكتمال الخميس، حين أعلنت المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، ما عرقل التوصل إلى اتفاق، إذ أن لبنان أراد أن تكون فرنسا جزءاً من لجنة المراقبة على تنفيذ الاتفاق.
وغضب نتنياهو بعدما قالت فرنسا إنها ستطبق قرار المحكمة، وفق “أكسيوس”.
وتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن إلى نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة، لمحاولة حل المشكلة، وقال مسؤول أميركي إن بايدن أبلغ ماكرون بأن نتنياهو كان على حق في أن يكون غاضباً، وأنه ليس من الممكن التوسط في النزاع، والتعهد بإلقاء القبض على زعيم دولة تشكل أحد أطراف النزاع.
وذكرت المصادر أن ماكرون أبلغ بايدن أنه يريد المساعدة، ولكن وزارة خارجيته كانت فقط توضح التزاماتها القانونية تجاه المحكمة الجنائية الدولية.
وأصدرت فرنسا بياناً ثانياً، لمحاولة تهدئة التوتر عقب المكالمة بني بايدن وماكرون.