عمرو دياب يحيي حفلًَا ضخمًا في أبو ظبي
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
أحيا الهضبة عمرو دياب حفلًا غنائيًا ضخمًا أمس السبت بأبو ظبي، وشهد الحفل حضورًا جماهيريًا وصعد عمرو دياب على المسرح على أنغام أغنيته يا أنا يا لا.
وقدم الهضبة مجموعة من أجمل أغانيه مثل لو اتساب، برج الحوت، وياه، انت الحظ، راجع، ميدلي العالم الله ونور العين وليلي نهاري، وميدلي قديم، شكرا من هنا لبكره، تملي معاك، واختتم الحفل بهتتدلع.
وطرح الهضبة أحدث أغنياته بعنوان والله ابدا وهي من كلمات وألحان عزيز الشافعي وتوزيع عادل حقي ، وحققت الأغنية نجاحا كبيرا خاصة أنه غنى فيها مقطعا من الشعر العربي للشاعر الأندلسي الشهير أبن زيدون
وكان أبدي الفنان عمرو دياب، سعادته بإحياءه حفلًا غنائيًا ضخمًا أمس فى بيروت بعد غياب 12 عامًا.
وشارك عمرو دياب جمهوره عددًا من الصور عبر حسابه الشخصي بموقع تبادل الصور والفيديوهات إنستجرام، قائلاً: "تألقت روح بيروت وحبها بالحياة الزاهية أمس، بعودة عمرو دياب بعد 12 عاما، حيث شهدت المدينة أروع حدث لها، كان مليئًا بحماس الجمهور، وكانت المدينة تحفة متألقة طوال الليل".
عمرو ديابوقال عمرو دياب لجمهوره خلال الحفل: “أحلى جمهور في الدنيا.. لبنان وحشاني جدا 12 سنة مجيتش بيروت.. أنا غلطان”.
وروج عمرو دياب، للحفل، عبر حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، إذ نشر بوستر الحفل الدعائي على «إنستجرام»، وكتب قائلًا: “أول حفل لعمرو دياب في لبنان بعد غياب 12 عاما”.
وكان أحيي عمرو دياب مؤخرًا حفلًا فى مارينا بالساحل الشمالي، وصعد عمرو دياب مسرحه الغنائي على أنغام أغنية “يا أنا يالاء”، تلاها عدد من الأغاني الراقصة التي زادت من حماس الجماهير مع الألعاب النارية المميزة من بينها "هتدلع، انت الحظ، الأحلى ونص، شكرًا من هنا لبكرة".
بجانب بعض الأغاني التي مزجها بين إصداراته القيدمة والجديدة “تملي معاك، نور العين، زي ما انتي، أيام وبنعيشها، ليلي نهاري”.
وكان طرح عمرو دياب مؤخرًا أغنية “خلص على قلبي”، وهي من كلمات محمد البوغة، وألحان محمد يحيى، وتوزيع أسامة الهندي.
تقول كلمات أغنية "خلص على قلبي":
قربك يتاخد دوا من غير ما أسأل دكتور
غيرك عندي ولا الهوا لا هلف معاك ولا أدور
أنت الحلوين كلهم بجمالهم على بعضهم
جيت أنت وسفرتهم من غير ختم وباسبور
خلص على قلبي كمان خلص ده الدلع اللي بيجي يخلص
أعلى لي كمان علي العالي يا جايب من الآخر ومخلص
يا معلي في نفسيتي ومخلي مزاجي تمام
أنا طول ما أنت في دنيتي رايق ١٠٠ سنة قدام
واللي زمان أنا شفتهم عجبوني وعجبتهم
جيت أنت وزعلتهم يالا أهي كانت أيام
عمرو دياب ظهور عمرو دياب مع داليدا خليل يثير الجدلوكانت أثارت صورلـ عمرو دياب جدل كبيرعبر منصات السوشيال ميديا، وذلك بعد ما شاركت الفنانة البنانية الشابة داليدا خليل الجمهور بمجموعة صور لها برفقته في أحد القري السياحية بالساحل الشمالي.
عمرو ديابوتصدر الهضبة عمرو ياب تريندات مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر وإنستجرام، يأتى ذلك بعد تداول الصورة بسرعة الصاروخ وأعرب الجمهور عن سعادته وتوقعوا أن عمرو دخل فى قصة حب مع الفنانة اللبنانية داليدا خليل التي أثارت الجدل بصورة جمعتهما وحققت الصورة شهرة كبيرة لداليدا فى مصر والوطن العربي كله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عمرو دياب حفل أبو ظبى المسرح أنغام عمرو دیاب
إقرأ أيضاً:
هنا والآن .. في بيروت: القلق!
في بيروت، أصدقُ أنني عائد يتذكر. ولستُ ضيفًا على أحد. غير أن ذاكرة المدينة التي أحملها خَلدي وأحلم بها من الكتب والأفلام لا تعفيني هنا من صفة الغريب، خاصة حين يستفرد بي ليل بيروت البارد في أواخر فبراير، ليلها الذي لا يشبه ليل مسقط قط، إلا بانكشافه على واجهة بحر ناعس. وعلى الغريب في بيروت أن يتدبر أمره، أن يمشي لاعبَ سيركٍ بين الأضداد، فأي انعطافة غير محسوبة يمكن أن تكون تهمةً في هذا التوقيت التاريخي من عمر المدينة.
التوتر سمةٌ يومية تشم في هواء بيروت المزكوم بعوادم المحركات ورائحة السجائر المطفأة تحت أحذية المشاة على الرصيف. يمكنني أن أصرف انتباهي عن المشهد المألوف لمدمني النيكوتين القدامى، لكن عطش التدخين الذي يجتاح الشباب والصبايا في مقتبل العشرينيات مشهد يستدعي الملاحظة. صورة أخرى للقلق، قد تعكس التمرد واليأس ربما، لكنها في الوقت ذاته تشي برغبة جامحة في تهدئة جريان الدورة الدموية وسط ساعة الوقت العالقة في زحام المستديرة المتفرعة إلى جهات أربع مسدودة بالحركة العشوائية للسيارات والدراجات النارية.
أما الشتيمة فهي دارجة ومألوفة، وتثير أقل ما يمكن من حساسية الذوق العام المعتاد على تحطيم كل قواعد اللباقة التقليدية في الكلام. من الشتيمة تُصنع النُكات البذيئة التي يتبادلها الرجال والنساء على مائدة واحدة دون تحفظ، ودون أي اعتبار يُذكر للفارق النسبي في الحياء بين الذكر والأنثى. وبالشتيمة يحسم روَّاد المقهى جدالاتهم السياسية العقيمة ويفضّون السيرة. المهم في الأمر أن الشتيمة لدى اللبنانيين رياضة مفضَّلة لتحرير المكبوت من القلق والضغينة. وهي أسلوب لغوي خلَّاق لترويض غريزة العنف بدلًا من اللجوء إلى الأيدي أو سحب الأسلحة في الحالات القصوى.
«قلق في بيروت» كان عنوانًا للفيلم التسجيلي الذي أنجزه المخرج اللبناني الشاب زكريا جابر خلال حصار كورونا. أستحضر أجواءه هنا من أحاديث صدفةٍ متفرقة مع الشباب البيروتيين. تسرد كاميرا زكريا جابر، مطعمةً بالسخرية السوداء، هاجس الهجرة اللحوح لدى جيل التسعينيات من اللبنانيين واللبنانيات المحبطين من انسداد الأفق الذي أعقب فشل ثورات الربيع العربي، ولاسيما الثورة السورية في الجوار، إضافةً لما تفاقم من أزمات داخلية أعلنت انهيار الدولة، بدءًا من أزمة النفايات عام 2015، التي أسست لحراك مدني تحت شعار «طلعت ريحتكن»، وفاقمتها أزمة انقطاع الكهرباء، وصولاً إلى احتجاجات تشرين عام 2019، التي أعلنت في رأيي أهم شعار سياسي طوره اللبنانيون على مدى السنوات الأخيرة: «كلن يعني كلن»! سيعلن هذا الشعار مرحلة اليأس النهائي في صرخة مُطلقة باسم جميع اللبنانيين، حتى الحزبيين منهم، ممن لم ينخرطوا في الحراك بصورة مباشرة. لكنه ليس يأسًا من السياسيين فقط، زعماء الطوائف وتجَّار الحرب السابقين، فالمسألة هذه المرة لا تتعلق بالأسماء والتشكيلات الوزارية المطروحة أو بالفراغ الرئاسي فحسب، بل هو يأس الجيل الجديد من السياسة برمتها كحلٍ مسعفٍ لمجتمع يتحلل في العنف والفساد.
عبارة «بدي فلّ» زفرة شائعة بين شباب التسعينيات في بيروت. يومًا ما، قبل ثلاثين سنة، اُعتبر جيل التسعينيات جيلًا ناجيًا من دوامة العنف التي شهدها لبنان منذ عام 1975 على الأقل، حتى الإعلان الشهير عن اتفاق الطائف في الثلاثين من سبتمبر عام 1989، الاتفاق الذي وضع حدًا لانقسام بيروت على نفسها إلى شرقية وغربية طيلة خسمة عشرَ عامًا، تلك الحقبة التي تُعرف اليوم باسم الحرب الأهلية اللبنانية، رغم أن توصيفها التاريخي على هذا النحو العام يخفي حقيقة أساسية؛ وهي الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 الذي بلغ حد احتلال العاصمة اللبنانية، فكان منعطفًا خطيرًا أعطى للعنف زخمًا جديدًا، كما سعَّر أكثر من حدة الاستقطاب الطائفي.
رغم التفاؤل الكبير بجيل التسعينيات، الناجي من الحرب الأهلية كما يوصف، والذي تفتح وعيه على مرحلة انحسار الوصاية السورية عن لبنان وشروع الدولة في إعادة إعمار الخراب وما تلاها من عودة بيروت إلى مدينة لاقتصاد الخدمات والسياحة والنشاط المصرفي، إلا أن فترة التفاؤل لم تدم طويلا، إذ سرعان ما اكتشف هذا الجيل نفسه وريثًا مشوهًا للماضي، قادمًا من نسيج اجتماعي متمزق، وذلك قبل أن ينخرط في السياسة من بوابة الانقسام السياسي الجديد عقب الاغتيال المدوي للرئيس رفيق الحريري، ما بين تياريّ الثامن من مارس، يقابله تيار الرابع عشر من مارس. وسوريا مجددًا، بين مواليها ومعارضيها، ستكون مرةً أخرى، حتى بعد خروج جيشها من لبنان، هي مفرق الانقسام الجديد بين اللبنانيين، الذي سيكون ضحيته الأولى والمباشرة الكاتب والصحفي اللبناني سمير قصير، أبرز وجوه الرابع عشر من مارس، وأحد عشاق بيروت الأقدمين: «نسألُ القاتل: أما كان في وسعك أن تكتب مقالةً في جريدة تثبت فيها أن سمير قصير على خطأ، ولا يستحق الحياة في لبنان، ولا في بلد آخر؟» هكذا كتب محمود درويش في رثائه.
في رحلتي اللبنانية الصغيرة، كان سمير قصير مرشدي الثقافي وسط شوارع بيروت وأحيائها. كتابه «تاريخ بيروت» كان مرافقي قبل إقلاع الطائرة من مسقط حتى النظرة الأخيرة من نافذة الطائرة، نظرة معلقة على بيروت التي تختفي خلف السحاب وتصبح أبعد فأبعد من صورتها في القصيدة إلى لقاء آخر يا بيروت!
سالم الرحبي شاعر وكاتب عُماني