مسرحية تشارلي.. التفاصيل الكاملة للعرض بعد نجاحه الضخم
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
حققت مسرحية تشارلي، نجاحا كبيرا منذ انطلاق عروضها مطلع هذا العام والتي بدأت في السعودية.
وشهدت مسرحية تشارلي، إقبالا كبيرًا في موسم الرياض وجدة، ثم بدأت عروضها في مصر التي تتواصل للموسم الثاني بنجاح منقطع النظير قبل أن يتم اختيارها لافتتاح مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في سابقة جديدة من نوعها أن يتم اختيار عرض مسرحي من القطاع الخاص للمشاركة في المهرجان.
ونجاح مسرحية تشارلي، بدأ بفكرة مشروع تبناها الدكتور مدحت العدل بعد أن عرضها عليه المخرج أحمد البوهي والفنان محمد فهيم ليكتب لها القصة والأشعار الغنائية، وتتحول على يديه إلى أضخم عمل استعراضي غنائي في المسرح العربي بمستوى إنتاجي واحترافية شملت جميع عناصر العمل الفنية وبشكل لا يقل بأي حال عن العروض التي تشهدها كبرى المسارح في أوروبا وأمريكا.
رغم ضخامة الإنتاج في جميع عناصر مسرحية تشارلي، حيث تشمل المسرحية 30 استعراض و40 أغنية و55 قطعة موسيقية، وهي أرقام كبيرة للغاية مقارنة بأي عمل مسرحي آخر، إلا أن الرؤية الإبداعية والجمالية انعكست على باقي العناصر الفنية للعمل بداية من عدد الممثلين والراقصين الذين يبلغ عددهم أكثر من 50 ممثل وراقص يتحركون ويؤدون أدوارا متنوعة على المسرح ما بين التمثيل والرقص والغناء في انسجام وتناغم شديد.
العرض من تصميم الأزياء التي قدمتها ريم العدل، باحترافية شديدة ظهرت في التناسق بين التعبير عن الحقبة الزمنية والحالة الدرامية والاستعراضات المتنوعة التي يقوم بأدائها هذا العدد الضخم من الفنانين.
بالإضافةإلى أن الديكور يضم العرض عدد كبير من قطع الديكور التي تتفاوت في أحجامها وأشكالها ما بين المشاهد والمناظر المختلفة، والتي تتغير في سرعة وانسيابية شديدة لتلاءم حالة كل مشهد وما يضمه من استعراضات.
مسرحية تشارلي من تأليف الدكتور مدحت العدل وإخراج أحمد البوهي وبطولة محمد فهيم، وأيمن الشيوي، ونور قدري، وعماد إسماعيل، وداليا الجندي بالإضافة إلى 50 فنانًا وراقصًا آخرين. تصميم الديكور حازم شبل، وتصميم الاستعراضات عمرو باتريك، والأزياء ريم العدل، ومن ألحان إيهاب عبد الواحد، وتوزيع نادر حمدي، وإنتاج سي سينما.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مسرحية تشارلي تشارلى موسم الرياض مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي الدكتور مدحت العدل محمد فهيم المسرح العربي أحمد البوهي أيمن الشيوي نور قدري مسرحیة تشارلی
إقرأ أيضاً:
«علكة صالح».. مسرحية تقرأ تعدد الرأي وبساطة الحل
محمد عبدالسميع (الشارقة)
الإنسان بطبيعته مغرمٌ بتفسير الظواهر والأشياء، ويسعى دائماً وراء ما يسعفه إليه تفكيره بين البساطة والعمق في النظر والطرح، وهو موضوع قائم على تعدد الرؤى، وربما أنانيّة البشر في الاعتقاد الذي يرونه الأجدى والأصوب، وقد برزت هذه السيمة في مسرحيّة «علكة صالح»، التي عُرضت ضمن الدورة الرابعة والثلاثين لأيام الشارقة المسرحيّة، وأخرجها حسن رجب، عن نصّ علي جمال، لصالح فرقة المسرح الحديث بالشارقة.
حكاية العمل جاءت بشكل تلقائي وطبيعي، من خلال لفت أنظار الجمهور في مسرح بيت الشعر، إلى ورقة معلّقة على الجدار، كانت مصدراً لتعدد الرؤى والأفكار في تفسير ما إذا كانت رسالة بشرى أم رسالة إنذار، وبين هذا وذاك كانت شخصيات العمل تتباين في الطرح والنظر والتفسير وبيان مسوّغ أو حجّة التفسير، ليكون المشاهد مأخوذاً أيضاً بهذه الرسالة وتفسيرها أو انتظار ما تسفر عنه مجموعة التأويلات في هذه الآراء.
تطوّر الأحداث وتصاعد حبكة المسرحيّة كان مدروساً، بالاستناد إلى عناصر المسرح المعتادة التي توفّرت في المعالجة المسرحيّة لمجموعة الأفكار، التي تمخّضت في نهاية المطاف عن بساطة الورقة، التي علّقها عامل النظافة على الجدار.
جسّدت المسرحيّة معنى صراع الأفكار وتعدد الآراء وتمسّك كلّ فريق برأيه، على الرغم من بساطة الموضوع وسهولة الحلّ، كما اشتملت على معنى المخاوف وكذلك إسقاط شيء من الأحلام على ورقة الجدار، التي حملت غموضاً شدّ الجمهور نحو معرفة الحقيقة أو المضمون.
وفي العمل، استطاع المخرج حسن رجب أن يجعل من الأزياء مرآة لفكر أصحابها، في قوّة ونرجسيّة الرأي أو بساطته وسذاجته، كما كان القبض على عامل النظافة كحلّ للمسرحيّة مفاجأة، من خلال إنسان عادي وجد ورقة وألصقها على الجدار.
وإذا كان النصّ هو أساس أيّ عمل مسرحي، والمعالجة المسرحيّة والفنيّة هي تأكيد جمالي للأفكار وفلسفة الكاتب، فإنّ مفهوم الضديّة في تفسير البشر كان موفّقاً، بالإضافةً إلى دور السينوغرافيا والإضاءة في حمل ما تعجّ به النفوس من توتر وقلق ومشاعر على طريق الظفر بالتأويل، كما أنّ قضيّة الانحياز للرأي والتوقف عنده كانت من أهمّ أفكار العمل الذي يمكن أن نسقطه على حالات متعددة وأكثر من مجال في هذه الحياة.
وما بين انتظار الخلاص والخوف من العاقبة، كانت ورقة الجدار فكرة لافتة، لمسرحيّة «علكة صالح»، بما يحمله العنوان من اجترار للعلكة التي تدخل دائماً في أمثالنا الشعبيّة، حين يصبح الموضوع كالعلكة في أفواه الناس.