«بلادي بلادي لك حبي وفؤادي لك حياتي ووجودي.. لك دمي، لك عقلي ولساني، لك لبي وجناني، فأنت الحياة ولا حياة إلا بك يا مصر».. كلمات صادقة ومدوية، ألهبت المشاعر واختلطت بأصوات الهتاف، جاءت على لسان الزعيم الوطني مصطفى كامل، حيث ألقاها في خطبته الشهيرة عام 1907، وألهمت الشاعر الشاب محمد يونس القاضي، الذي لم يتجاوز الـ19 عاما آنذاك، لكتابة أبيات وطنية تعبر عن تلك الحالة، ولكنه لم يعلم أنّ تلك الكلمات ستصبح بعد 72 عاما النشيد الوطني للدولة المصرية.

ميثاق وطني جمع الشاعر محمد يونس القاضي والزعيم مصطفى كامل، حيث طلب «كامل» من الشاعر الشاب تبسيط خطبه لعموم الشعب، خاصة أنّ تلك الخطب كانت باللعة العربية الفصحى ومليئة بالمفردات القوية، وعمل «القاضي» على ترجمة تلك المعاني الوطنية في خطب الزعيم لأغاني وأعمال فنية، وهو ما عرضه للاعتقال أكثر من مرة، وفقا لما جاء في كتاب «قصة تطوير العلم والنشيد الوطني لمصر» للكاتب والدكتور محمد عبد السلام.

جاء اللقاء الذي سيرسم فصل جديد في حياة محمد يونس القاضي، في عام 1917 عندما التقى «القاضي» بالملحن العبقري سيد درويش، وجمعهما معا حب الفن والسياسة وأثمر ذلك اللقاء على العديد من الأغاني المهمة بين الوطني والعاطفي، وفي عام 1919 مع نفي الزعيم سعد زغلول، اندلعت الثورة، وبدأ «القاضي» كتابة كلمات «بلادي» المستلهمة من خطبة الزعيم الراحل، معبرا عن مشاعر الشعب المصري بينما تولى «درويش» تلحين تلك الكلمات ومنحها الخلود.

ورغم مرور سنوات طويلة إلا أنّ النشيد ظل حيّا في وجدان الشعب المصري، وهو ما دفع الرئيس محمد أنور السادات في ذلك الوقت، لطلب الموسيقار محمد عبدالوهاب، إعادة توزيع نشيد «بلادي»، وكان في ذلك الوقت «والله زمان يا سلاحي» هو النشيد الوطني.

وفي عام 1979 صدر قرار جمهوري من السادات بتغيير السلام الجمهوري إلى نشيد «بلادي بلادي» للملحن الراحل سيد درويش، وتم عزف اللحن للمرة الأولى أثناء عودة السادات إلى أرض الوطن بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد، ووقف الموسيقار محمد عبد الوهاب يقود الفرقة الموسيقية في المطار، ومع العام 1982 صدر قرار ينص على أن تصاحب كلمات المقطع الأول من نشيد «بلادي» النوتة الموسيقية في جميع الاحتفالات الشعبية والوطنية، ليتحول «بلادي» من نشيد شعبي إلى نشيد رسمي للدولة المصرية.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سيد درويش مئوية سيد درويش

إقرأ أيضاً:

بيان مؤتمر الحوار الوطني يؤكد على وحدة وسيادة سوريا

وقد نصَّ البيان الختامي للمؤتمر، على 18 نقطة، أبرزها التأكيد على وحدة وسيادة سوريا على أراضيها، وإدانة العدوان الإسرائيلي عليها. كما دعا إلى انسحاب إسرائيل منها دون قيد أو شرط.

تقرير: أدهم أبو الحسام

26/2/2025

مقالات مشابهة

  • مفاجأة رمضان 2025..أغنية جديدة لـ وائل جسار ألحان الراحل محمد رحيم
  • القاضي الشرعي الأول بدمشق يعلن أن يوم غد السبت هو أول أيام شهر ‏رمضان المبارك.
  • الفهيد: فوز الاتحاد على الهلال كان بسبب سوء أداء الزعيم.. فيديو
  • القاضي الشرعي الأول بدمشق يدعو إلى التماس هلال شهر رمضان ‏المبارك عند غروب اليوم ‏
  • كأس اسيا.. مواعيد مباريات منتخبنا الوطني للناشئين  
  • أول رد من الزعيم الكردي مسعود بارزاني على إعلان أوجلان
  • جديد حادثة الإعتداء على موكب اليونيفيل.. هؤلاء ادّعى عليهم القاضي عقيقي
  • احرار الداخلة يؤيدون قرار جلالة الملك القاضي بإلغاء شعيرة اضحية عيد الأضحى
  • “ياسمين القاضي”.. حكاية امرأة مأربية لمع اسمها في مجال الحقوق
  • بيان مؤتمر الحوار الوطني يؤكد على وحدة وسيادة سوريا