لم يعد فساد مليشيات الحوثي مختبئاً في الظلال أو مجهولاً يبحث الناس له عن مصادر لإثباته، بل إنه صار أوضح من الشمس في رابعة النهار، وتؤكده معاناة المواطنين، وثراء قيادات المليشيات.

أثبتت معلومات ومصادر متعددة فساد المليشيات الحوثية الانتهازية، وآخرها ما صدر عن مؤسسات تابعة للمليشيا نفسها، وعلى وسائل إعلامها، مثل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وهيئة مكافحة الفساد وكلاهما يتبع المليشيات.

المشرف الحوثي المدعو علي العماد، وفي مقابلة تلفزيونية، كشف عن رصد أكثر من 700 قضية فساد، تم إحالتها إلى النيابة، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراءات بشأنها، ما يؤكد أن الفساد يحظى بحماية المليشيات الحوثية وتدافع عنه منابر المساجد ووسائل الإعلام والذباب الإلكتروني الحوثي في وسائل التواصل الاجتماعية.

وأكد مراقبون، أن بلوغ الأمر حد الاعتراف بتفشي جرائم الفساد على هذا النحو، يعني أن المليشيات تعمد إلى ترسيخ حكم العصابات، وهو حكم يعزز من نفوذ العصابات وحضور المجرمين، مع تغييب كامل وشامل لسلطة القانون.

وبحسب المراقبين، فإن تقارير الفساد الحوثية تأتي في إطار صراع الأجنحة، حيث يتم استخدام مثل هذه التقارير بغرض ابتزازهم ومساومتهم بها حتى لا يخرجوا عن طوعهم وتوجيهاتهم وكي يتم إدارة الفساد وفق سياساتهم وبما يخدم مصالح المليشيات.

وأكد المراقبون، أن الفساد في مناطق المليشيات الحوثية أصبح على شكل عصابات تنهبك وتلاحقك وقضاء يدينك، وسلاح يستهدفك، وسياسة تصادر حريتك وتحرمك حقوقك وإنسانيتك وتغتال كرامتك وتسقط عنك وطنيتك، وزيف يدمر كل الحقائق التي آمنت بها.

ودلل المراقبون على ذلك بأن الوزارات والهيئات المدنية الأمنية والعسكرية والصناديق والمؤسسات الإيرادية في مناطق سيطرة المليشيات يديرها لصوص ومجرمون وأصحاب سوابق.

وفي ظل هذه الظروف أصبحت السرقة والاستيلاء على الأموال العامة والخاصة حقاً مشروعاً لمسئولي ومشرفي مليشيات الحوثي وعناصرها، حتى وإن تم إدانة فسادهم وكشفهم سواءً في الإعلام أو في البرلمان.

ففي هذا الإطار، أقر برلمانيون خاضعون للمليشيات في صنعاء بوجود فساد واسع في جميع المؤسسات الحكومية والقطاعات الخدمية، حيث وسعت عناصر المليشيات من حجم انتهاكاتهم المالية والإدارية.

وأصدر أعضاء في البرلمان الحوثي، تقارير أكدوا فيها وجود سلسلة لا حصر لها من التجاوزات والاختلالات ترافقها ممارسات فساد منظم ما يزال ينخر في المؤسسات الخاضعة لسيطرة هذا الفصيل.

وطال الفساد الحوثي مختلف المؤسسات بدءاً من المياه والبيئة، والكهرباء والطاقة، وغاز الطهي، وصولاً إلى القضاء والعدل والأوقاف وهيئة الزكاة المستحدثة، وغيرها.

تفشي جرائم الفساد الحوثية على هذا النحو، يحمل إشارة واضحة على أن المليشيات عبارة عن عصابة تلهث وراء المال وتبحث عن تكوين الثراء الفاحش وإضافة الكثير من الأعباء ضد السكان، وأكبر دليل على ذلك الموارد الهائلة التي تتحصلها وتتمنع عن صرف مرتبات الموظفين.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

هيئة الرقابة الإدارية تضبط قضيتي فساد وتؤكد التزامها بشعار «شركاء في حماية مصالح الوطن»

تمكنت هيئة الرقابة الإدارية من ضبط قضيتين تجسدان وجهين مغايرين للوظيفة العامة الأول لموظف أخل بواجبه الوطني مستغلًا سلطاته للاتجار بالوظيفة بينما جسد الثاني التزام موظف آخر بالنزاهة سارع بالإبلاغ مما ساهم في منع الفساد والحفاظ على سلامة الوظيفة العامة.

في إطار المتابعة المستمرة لمنظومة المشتريات والتعاقدات الحكومية لضمان حوكمة الإجراءات الإدارية وحسن إدارة المال العام والحفاظ عليه، تمكنت الهيئة من رصد تكرار تعامل إحدى الوزارات الخدمية مع مركزين لصيانة سيارات الوزارة بشكل مستمر، وبإجراء التحريات تبين ارتباط مدير إدارة العلاقات العامة بالوزارة بعلاقة تبادل مصالح مع مالكي المركزين وحصوله منهما على مبالغ مالية بشكل دوري مقابل اعتماده لأعمال صيانة سيارات الوزارة لدى المركزين، وبالعرض على المستشار النائب العام، أصدر قرارا بضبط المتهم ومالكي مركزي الصيانة وعرضهم على النيابة المختصة التي أصدرت قرارها بحبسهم على ذمة التحقيقات.

أما على صعيد المشاركة المجتمعية، فقد تلقت الهيئة بلاغا من مهندس تنظيم بأحد أحياء محافظة القاهرة والذي أبلغ عن قيام صاحب معرض سيارات شهير بعرض مبالغ مالية عليه على سبيل الرشوة بالاشتراك مع آخرين مقابل استغلال مهندس التنظيم لسلطات وظيفته والتغاضي عن ارتكاب مخالفات بناء بأحد العقارات المملوكة للراشي، وبالعرض على النيابة العامة أصدرت قرارها بضبط وإحضار المتهمين، حيث تم ضبطهم حال تقديم مبالغ الرشوة وإحالتهم للنيابة المختصة لاستكمال التحقيقات.

وتهيب هيئة الرقابة الإدارية المواطنين بالتصدي والإبلاغ عن وقائع الفساد وعدم الاستجابة أو الانخراط في أي أنشطة وأعمال غير قانونية من شأنها أن تمس هيبة وكرامة الوظيفة العامة أو تعرقل جهود الإصلاح والتنمية التي تصبو إليها الدولة.

جاء ذلك استمرارًا للجهود الوطنية لتطبيق منظومة متكاملة لمنع ومكافحة الفساد قوامها حوكمة الإجراءات وتطوير نظم العمل، وركيزتها الأساسية المشاركة المجتمعية الواعية.

اقرأ أيضاًضحايا لقمة العيش.. آخر تطورات إصابة 26 عاملًا في حادث تصادم سيارتين ميكروباص

تأجيل أولى جلسات محاكمة نجل رجل الأعمال أحمد بهجت في قضية تزوير طلاق لونا المالكي

مقالات مشابهة

  • الحوثي تعلن إسقاط مسيرة أمريكية في أجواء الحديدة غربي اليمن
  • مليشيا الحوثي تمنع التجار من توزيع المساعدات الغذائية خلال رمضان
  • جماعة الحوثي تعلن إسقاط طائرة مسيرة أمريكية غربي اليمن.. الـ15 منذ نحو عام
  • مليشيا الحوثي تفرض نهجاً طائفياً في إب بتغيير مواعيد أذان الإمساك والإفطار
  • هيئة الرقابة الإدارية تضبط قضيتي فساد وتؤكد التزامها بشعار «شركاء في حماية مصالح الوطن»
  • الرقابة الإدارية تضبط قضيتي فساد.. اعرف التفاصيل
  • في الوقت الذي تهديد فيه مليشيا الحوثي السعودية..الرياض تجدد دعمها لخارطة الطريق وجهود السلام في اليمن
  • بعد مطالبته بكشف قتلة يحيى موسى.. مليشيا الحوثي تختطف الكاتب الحراسي بذمار
  • مليشيا الحوثي تغلق مسجداً أثرياً في إب وتصادر محتوياته وسط مخاوف من تحويله سكناً وثكنة عسكرية
  • مليشيا الحوثي تختطف رئيس فرع جمعية الأقصى بعمران