تحدث الخبير والمختص في الِشأن الاقتصادي أ.د سمير أبو مدللة، خلال ندوة فكرية نظمها مركز حوار للدراسات، أمس السبت، بمدينة غزة ، عن الاقتصاد الفلسطيني في ظل الاحتلال الإسرائيلي وأهم سبل دعمه .


وأشار أبو مدللة إلى أن  الاقتصاد الفلسطيني  في الفترة ما بين عامي 2000 إلى 2005شهد نموًا بنسبة 7.8%، ولكن مع بداية الانتفاضة عام 2000، تضرر الاقتصاد الفلسطيني بشدة، وأضاف إن «الوضع الاقتصاد ي الفلسطيني معقدًا ومتأثرًا بالأحداث السياسية والأمنية والاقتصادية المتلاحقة».


وأكد على من أعاق نمو الاقتصاد الفلسطيني هوالحصار الإسرائيلي المشدد  منذ عام 2007 المفروض على قطاع غزة ، فيما تواجه الضفة تحديات اقتصادية كبيرة مثل الاستيطان وتعقيدات المساعي السياسية للسلام في ظل الحكومات اليمينية المتطرفة والانحياز الأمريكي الواضح للجانب الإسرائيلي.


وتطرق أبو مدللة إلى الأزمة الاقتصادية مع بداية جائحة كوفيد-19 في عام 2020، التي أثرت على القطاعات المختلفة، موضحًا أنه في مارس 2022 كان 1.8 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، 53% من سكان القطاع يعانون من الفقر، وما نسبته 64.4٪ من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي، أما معدل البطالة لازال مرتفعاً حيث ما يقارب نصف المشاركين في القوه العاملة، 45% هم عاطلون عن العمل في قطاع غزة مقارنة مع 14% في الضفة الغربية، أما البطالة بين الخرجين الشباب (20-29) سنه بلغت 48% بواقع 28% في الضفة الغربية و73% في قطاع غزة.


وحول اتفاق باريس الاقتصادي وسبل الانفكاك عن الاحتلال، أكد أبو مدللة أن اتفاق باريس الاقتصادي الموقع بين منظمة التحرير وإسرائيل عام 1994 شكل أساس العلاقة الاقتصادية والتجارية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال المرحلة الانتقالية المؤقتة البالغة خمس سنوات.


وذكر أنه منذ توقيع الاتفاق، طال الاقتصاد الفلسطيني تغييرات جوهرية في معدلات نموه والعديد من المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية، منوهًا أن تطبيق اتفاق باريس أدى إلى عرقلة النمو الاقتصادي الفلسطيني في كافة المجالات.
واستعرض أبو مدللة حقائق حول اتفاق باريس الاقتصادي، أن إسرائيل تتحكم بالمعابر والحدود وحركة النقل والتجارة وحركة الأفراد، وأن التجارة الخارجية الفلسطينية تخضع للمعايير والمواصفات الإسرائيلية بالكامل، مضيفًا أن حدود التوسع في القاعدة الإنتاجية مقيد ومحصور بالمنطقتين (أ و ب) ووفقا للمخطط الهيكلي الموافق عليه إسرائيليا، وحظر الأنشطة الإنتاجية والتجارية ومدها إلى المنطقة (ج)، التي تشكل نحو 62% من مساحة الضفة، مشيرًا إلى حظر التعامل بحرية مع مدينة القدس ، لافتًا أن محافظة القدس تساهم بما بين 15-17% من الناتج المحلي الفلسطيني.


وأكد أن التجارة الخارجية تخضع لغلاف جمركي موحد مع إسرائيل، وأنها تقوم بجباية وتحصيل الإيرادات الجمركية على البضائع والسلع مباشرة وتبقيها لديها قبل تحويلها فيما بعد الى خزينة السلطة بعد خصم 3% مقابل رسوم التحصيل، عدا الاستقطاعات الغير قانونية، إضافة إلى حرمان الاقتصاد الفلسطيني من حرية التصدير والاستيراد والتمتع بالامتياز من الاتفاقيات التجارية.


وشدد أبو مدللة أن المصلحة الوطنية باتت تتطلب فك ارتباط تدريجي مع اتفاق باريس الاقتصادي من جميع قيوده التي تكبل الاقتصاد الوطني الفلسطيني وتحوّل دون انطلاقه نحو تنمية مستدامة.


وبدوره قدم أبو مدللة بعض الاقتراحات لفك الارتباط تدريجي مع اتفاق باريس الاقتصادي: منها أن مخالفة إسرائيل للقانون الدولي بفرض غلافا جمركيا يؤثر سلبًا على حركة التجارة والاستثمار والتنمية، والتخلص من التحكم بالمستوردات الفلسطينية القادمة من السوق الإسرائيلي، وتوسيع القاعدة الإنتاجية الفلسطينية من خلال الاستعاضة عن جزء مما يتم استيراده من إسرائيل بمنتجات محلية، ومنع جميع المنتجات الزراعية المنتجة في المستوطنات من دخول الأسواق الفلسطينية وتوفير المحفزات والتسهيلات للمنتج الزراعي الفلسطيني، وضرورة التوجه إلى التحكيم الدولي أو الذهاب إلى مقر محكمة التجارة الدولية لوقف سطو إسرائيل على المال العام، إضافة إلى المساءلة والمحاسبة من خلال المحاكم الدولية وتدخل النقابات العمالية الدولية ومنظمة العمل الدولية لوقف عمليات سطو على مستحقات العمال الفلسطينيين، وسادسًا: التحلل كليا فيما يخص استيراد مشتقات النفط من سلطات الاحتلال.

 

وختم حديثه بمجموعة من المقترحات لدعم الاقتصاد الفلسطيني  والتي يمكن تطبيقها على أرض الواقع ومنها: (إقامة مشاريع صناعية، تطوير المناطق "ج" في الضفة، استغلال الغاز الطبيعي في المياه الإقليمية قبالة قطاع غزة، تطوير البنية التحتية، دعم القطاعات الحيوية، دعم الزراعة بشكل خاص، تحسين الوضع الغذائي، تعزيز التجارة الحرة، تحسين بيئة الاستثمار، دعم الصناعات الحرفية، الانفكاك التكنولوجي عن الاحتلال، دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، تنمية الطاقة المتجددة، دعم التعليم والتدريب، تطوير قطاع الصحة، دعم الأسرى والمعتقلين).

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: الاقتصاد الفلسطینی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

روشتة برلمانية لتجنب تخفيف الأحمال الكهربائية في الصيف وحلول مستدامة واستثمار في الطاقة المتجددة

 النائب علي الدسوقي: تعزيز كفاءة الشبكة الكهربائية ودعم الاستثمار في الطاقة المتجددة هو الحل لمواجهة الأحمال الصيفية النائبة مرفت ألكسان: تحسين كفاءة الاستخدام المنزلي وتوسيع آفاق الطاقة المتجددة ضرورة ملحة النائب إيفلين متى: تطوير البنية التحتية الصناعية وتعميم حلول الطاقة النظيفة لمواجهة الأحمال الصيفية  

اكد عدد من اعضاء مجلس النواب أهمية مواجهة زيادة الأحمال الكهربائية في فصل الصيف تتطلب استراتيجيات مبتكرة تعزز من كفاءة الشبكة الكهربائية وتدعم التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة، موضحين  ضرورة تكثيف حملات التوعية بين المواطنين لترشيد استهلاك الكهرباء، خاصة خلال ساعات الذروة، من خلال برامج توعية تستهدف المنازل والمصانع

اكد النائب علي الدسوقي، عضو لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب، أن مواجهة زيادة الأحمال الكهربائية في فصل الصيف تتطلب استراتيجيات مبتكرة تعزز من كفاءة الشبكة الكهربائية وتدعم التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة. وأكد أن التنسيق الذي أشار إليه وزير الكهرباء بين وزارتي الكهرباء والبترول يمثل خطوة إيجابية، لكنه بحاجة إلى ترجمة فعلية على أرض الواقع لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري المكلف، ودعم الطاقة النظيفة التي تساهم في خفض الانبعاثات الكربونية.  

وزير الكهرباء بمجلس الشيوخ: هدفنا تحسين معدلات الأداء ومواجهة الفقد الفنى والتجاري وخفض استهلاك الوقود وجودة التغذية الكهربائيةوزير الكهرباء يكشف أمام مجلس الشيوخ خطة الحكومة لتخفيف الأحمال

وأوضح الدسوقي في تصريح خاص لـ"صدى البلد، أن مصر تمتلك إمكانيات هائلة في قطاع الطاقة المتجددة، مشيرًا إلى مشروعات كبرى مثل مجمع بنبان للطاقة الشمسية، لكنها بحاجة إلى توسع أكبر لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء خلال فصل الصيف. وأضاف: "يمكننا تحقيق ذلك من خلال تحفيز القطاع الخاص على الاستثمار في إنشاء محطات طاقة شمسية ورياح، مع تقديم حوافز ضريبية وتسهيلات تمويلية."  

وأشار إلى أهمية تطوير الشبكات الذكية التي تُتيح التحكم في توزيع الكهرباء بكفاءة أعلى وتقليل الفاقد الناتج عن سوء التوزيع. ولفت إلى أن هذه الشبكات تُمكّن من مراقبة الأحمال في الوقت الفعلي، مما يسهم في تخفيف الضغط على الشبكة خلال ذروة الاستهلاك الصيفي.  

وأكد النائب ضرورة تكثيف حملات التوعية بين المواطنين لترشيد استهلاك الكهرباء، خاصة خلال ساعات الذروة، من خلال برامج توعية تستهدف المنازل والمصانع. 

واختتم حديثه قائلاً: "مواجهة الأحمال الكهربائية المتزايدة ليست مسؤولية الحكومة وحدها، بل تحتاج إلى تعاون من المواطنين وأصحاب الأعمال، إلى جانب الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة."  

كما، أكدت النائبة مرفت ألكسان، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، أن مواجهة زيادة الأحمال الكهربائية خلال فصل الصيف يجب أن تبدأ من تحسين كفاءة استخدام الكهرباء في المنازل والمرافق العامة، مشددة على أهمية رفع الوعي لدى المواطنين بشأن الترشيد في استهلاك الطاقة.  

وأوضحت ألكسان في تصريح خاص لـ"صدى البلد، أن الحكومة يجب أن تتبنى حزمة من السياسات التحفيزية التي تشجع الأسر على استخدام الأجهزة الموفرة للطاقة، مثل لمبات الليد والتكييفات ذات الكفاءة العالية، مع تقديم برامج تمويلية ميسرة لشراء هذه الأجهزة. وأضافت: "ترشيد الاستهلاك ليس مجرد مسؤولية فردية، بل يجب أن يكون هدفًا وطنيًا يُسهم فيه الجميع."  

كما شددت على أهمية التوسع في الاستثمار بمشروعات الطاقة المتجددة، قائلة: "رغم التكلفة الأولية المرتفعة، فإن الطاقة المتجددة توفر حلولاً طويلة الأجل لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري ومواجهة الأحمال الكهربائية المتزايدة." وأكدت أن هناك فرصًا واعدة للاستفادة من الموارد الطبيعية في مصر، مثل الشمس والرياح، لتطوير مشروعات ضخمة تُغطي الاحتياجات المتزايدة في فصل الصيف.  

واقترحت ألكسان تعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص لإنشاء مبانٍ ذكية تعتمد على تقنيات الطاقة الشمسية وتخزين الطاقة، ما يخفف الضغط على الشبكة الوطنية للكهرباء. واختتمت حديثها بالإشارة إلى أن مواجهة هذه التحديات تتطلب تخطيطًا استراتيجيًا يبدأ الآن ولا ينتظر الأزمات.  

وفي السياق ذاته، قال النائب إيفلين متى، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، إن الحلول الفعالة لمواجهة زيادة الأحمال الكهربائية خلال الصيف تتطلب نهجًا شاملاً يركز على تطوير البنية التحتية للطاقة ودعم استخدام الطاقة النظيفة في القطاع الصناعي. وأشار إلى أن القطاع الصناعي يمثل نسبة كبيرة من استهلاك الكهرباء، ما يستدعي إدخال تقنيات تقلل من استهلاكه وتُعزز كفاءة استخدام الطاقة.  

وأكد متى في تصريح خاص لـ"صدى البلد، أهمية التعاون مع المستثمرين لتطوير مشروعات الطاقة الشمسية والرياح في المناطق الصناعية الكبرى، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستساعد في تقليل الضغط على الشبكة العامة للكهرباء خلال ذروة الاستهلاك الصيفي. وأضاف: "التحول نحو الطاقة النظيفة ليس فقط خيارًا بيئيًا، ولكنه أصبح ضرورة اقتصادية لضمان استدامة قطاع الصناعة ومواجهة التحديات المستقبلية."  

كما شدد على ضرورة تقديم الدعم الفني والتقني للمصانع لتبني أنظمة موفرة للطاقة، مثل الإضاءة الموفرة وتقنيات التبريد الحديثة. وأوضح أن تطوير آليات تمويل ميسرة للمصانع الصغيرة والمتوسطة يمكن أن يساعد في تسريع اعتماد هذه الحلول، ما يُحقق وفرًا كبيرًا في الطاقة على المستوى الوطني.  

وأشار متى إلى أهمية تعزيز مشاريع تخزين الطاقة في مصر، مثل البطاريات العملاقة التي تُستخدم لتخزين فائض الطاقة المتجددة واستخدامها خلال فترات الذروة. وختم حديثه قائلاً: "الحلول المستدامة لمواجهة الأحمال الكهربائية المتزايدة تبدأ من الآن، ومن خلال رؤية طويلة الأجل تُحقق التوازن بين الاحتياجات الحالية والمستقبلية."  

أكد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء، أن الفترة الماضية شهدت تنسيق بين وزارتى الكهرباء والبترول بشكل جيد فى ملفات توفير الوقود و الاستكشاف لمناطق توليد الطاقة المتجددة، مشيرا إلى الاتفاق مع المستثمرين على المناطق التى تم التوافق عليها.

جاء ذلك خلال كلمته بالجلسة العامة لمجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، أثناء مناقشة عدد من طلبات بشأن ملف الطاقة المتجدة وهى طلب النائب مجد الدين بركات، بشأن استغلال وادى السيليكون المصري، وطلب النائبة سماء سليمان بشأن الإجراءات الحكومية لمواجهة التحديات في قطاع الطاقة والكهرباء، وطلب النائب محمد عزمي، بشأن خطتها الاستراتيجية المتعلقة باستدامة توفير الطاقة الكهربائية وتعظيم استغلال الموارد الطبيعية ودور القطاع الخاص في ظل خطط الدولة لزيادة مساهمة الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة لخفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق الأمن الطاقي، بالإضافة إلى تقرير لجنة الطاقة والبيئة ودراسة بعنوان: "آفاق الطاقة المتجددة في مصر.. والبيئة والقوى العاملة عن دراء إمكانيات الطاقة الحرارية الأرضية.

وأوضح الوزير، أن كميات الكهرباء المنتجة من الطاقة المتجددة، تعد مكلفة ولكنها تتميز بأنها نظيفة.

وقال وزير الكهرباء: نستعد لصيف 2025، بإضافة 2 جيجا وات جديدة، لمواجهة الأحمال المتزايدة، مشيرا إلى أن الأحمال تزيد بدرجة غير مسبوقة.


 

مقالات مشابهة

  • تفاوض مع صندوق النقد الدولي.. سيناريوهات مستقبل الاقتصاد اللبناني
  • محافظة بغداد: اتفاق لاستئناف العمل في المشاريع المتلكئة
  • الصحة الفلسطينية: الاحتلال يتلكأ في تنفيذ الشق الإنساني باتفاق وقف إطلاق النار
  • النقل وتنمية المشروعات يوقعان مذكرة تفاهم لتوفير فرص عمل مستدامة للشباب
  • النقل وجهاز تنمية المشروعات يوقعان مذكرة تفاهم لتوفير فرص عمل مستدامة للشباب
  • الرئيس السوري: نلتزم باتفاق عام 1974 لفض الاشتباك مع إسرائيل
  • الترخيص لـ120 علامة للانطلاق في البيع الترويجي وفتح أكبر سوق جواري غدا
  • روشتة برلمانية لتجنب تخفيف الأحمال الكهربائية في الصيف وحلول مستدامة واستثمار في الطاقة المتجددة
  • لندن تنفي التوصل إلى اتفاق مع باريس بشأن هدنة في أوكرانيا
  • عبدالعزيز القرشي: لا أفضل الارتباط بفتاة مشهورة لأنني رجل شرقي ..فيديو