الخليج الجديد:
2024-11-24@20:37:46 GMT

إفريقيا العربية

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

إفريقيا العربية

إفريقيا العربية

يواصل الروس والصينيون التوغل داخل الاقتصادات الإفريقية بعد قرون من الهيمنة الأوروبية التي خلفت وراءها كوارث بلا حصر.

تحاول دول أوروبا ومعها أمريكا تدارك الموقف لأن الصراع على إفريقيا وثرواتها الكبيرة هو الذي سيحدد أوزان عدد من الاقتصادات العالمية.

عربيًا تبدو أفريقيا العربية معنية بشكل مباشر بما يحدث من صراعات القوى الدولية على أرضها أو على حدودها المباشرة ومجالها الحيوي.

ما تأثير ما يحدث بأفريقيا على الواقع العربي والتغيرات السريعة التي تشهدها المنطقة وسط عاصفة من التسريبات والتكهنات والتأويلات والتنبؤات؟

استقرار إفريقيا وأمنها يضمن استقرار جزء كبير من البلاد العربية ويجب اعتبار الفوضى الزاحفة عليها تهديدا صريحا للمنطقة كلها من المحيط إلى الخليج.

انقلاب النيجر ثم انقلاب الغابون في قلب النفوذ الفرنسي يؤشران على تحول عميق في موازين القوى بأفريقيا التي تثير لعاب القوى الدولية القديمة والجديدة.

لا يمكن فصل إفريقيا جنوب الصحراء عن المنطقة العربية كساحة أساسية لصراع الأقطاب الجديدة كما ظهر بعد ثوة ليبيا وتمدد الميليشيات الأجنبية خاصة فاغنر بالسودان.

* * *

صحيح أن إفريقيا محسوبة على دول وسطها وجنوبها أو ما يسمى «القارة السمراء» رغم وجود جزء كبير منها مغطى بالكيانات العربية في الشمال وصولا إلى الصومال والسودان وموريتانيا.

لكن ما يهمنا هنا هو تأثير ما يحدث هناك على الواقع العربي وعلى التغيرات السريعة التي تشهدها المنطقة وسط عاصفة من التسريبات والتكهنات والتأويلات والتنبؤات.

انقلاب النيجر ثم انقلاب الغابون في قلب منطقة النفوذ الفرنسي يؤشران معا على تحول عميق في موازين القوى بالقارة التي تثير لعاب القوى الدولية القديمة والجديدة.

فالروس والصينيون يواصلون التوغل داخل الاقتصادات الإفريقية بعد قرون من الهيمنة الأوروبية التي خلفت وراءها كوارث لا يمكن حصرها.

من جهة أخرى تحاول الدول الأوروبية ومعها الولايات المتحدة تدارك الموقف لأن الصراع على إفريقيا وثرواتها الكبيرة هو الذي سيحدد أوزان عدد من الاقتصادات العالمية.

من هذه الزاوية لا ينفصل الصراع في إفريقيا عنه في أوروبا الشرقية بين روسيا وأوكرانيا لكنه يمثل طورا جديدا من أطوار النزاع على مناطق النفوذ في العالم.

عربيا تبدو أفريقيا العربية معنية بشكل مباشر بما يحدث من صراعات القوى الدولية على أرضها أو على حدودها المباشرة ومجالها الحيوي.

فما حدث خلال الثورات الأخيرة من تدخل القوى الدولية كما هو الأمر في ليبيا وسوريا واليمن قد أكّد على أن هذه المنطقة لا تزال ترزح تحت التأثير المباشر للقوى الدولية المهيمنة عسكريا واقتصاديا.

لا يمكن إذن فصل المشهد في إفريقيا جنوب الصحراء عنه في المنطقة العربية كما أن هذه الدول تعتبر اليوم ساحة أساسية من ساحات الصراع بين الأقطاب الجديدة الأمر الذي ظهر جليا بعد الثوة الليبية وكذلك في السودان المجاور مع تمدد الميليشيات الأجنبية وخاصة ميليشيا فاغنر.

استقرار إفريقيا وأمنها هو الضامن لاستقرار جزء كبير من البلاد العربية ولا يمكن اعتبار الفوضى الزاحفة عليها إلا تهديدا صريحا للمنطقة كلها من المحيط إلى الخليج.

*د. محمد هنيد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة السوربون، باريس

المصدر | الوطن

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أفريقيا العرب الفوضى الروس الصينيون ميليشيا فاغنر أفريقيا العربية جنوب الصحراء انقلاب النيجر انقلاب الغابون النفوذ الفرنسي موازين القوى القوى الدولية القوى الدولیة لا یمکن ما یحدث

إقرأ أيضاً:

علاء شلبي: المنطقة العربية تمر بظروف صعبة للغاية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد علاء شلبي، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، أن الحلقة النقاشية هدفها العمل علي تفعيل الجهود الإقليمية للحد من عقوبة الإعدام التي تمثل انتهاكًا لحق الحياة، وأهمية مواءمة التشريعات الوطنية مع المعايير الدولية، مع مراعاة السياقات الثقافية والقانونية الخاصة بالدول العربية، مشيرًا إلى أنه وفقًا لإحصائية أعدتها المنظمة فهناك أكثر من 160 دولة على مستوى العالم أوقفت أو ألغت عقوبة الإعدام.

وأضاف شلبي خلال كلمته في أعمال الحلقة النقاشية الإقليمية تحت عنوان دعم تنفيذ توصيات الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان، أن مشروع المنظمة بشأن الحد من عقوبة الإعدام يبدأ بـ 5 دول أولها مصر، وسنقوم بالدعوة لعمل حوار وطني خالص داخل كل دولة، سيكون دور المنظمة متمثلًا في مد الحوارات الوطنية بالاستشارات.

وتابع، أن المنطقة تمر بظروف صعبة للغاية وهي الأسوأ على الإطلاق منذ عدة عقود، ووسط هذه الظروف نحاول أن نخاطب الدول بالحد من عقوبة الإعدام، لافتًا ان لدينا تجارب جيدة في المنطقة حيث شهدنا دولة تونس اتخذت خطوات جيدة بشأن عقوبة الإعدام، ثم يليها المغرب، والجزائر.

يذكر أن أطلقت المنظمة العربية لحقوق الإنسان بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة صباح اليوم، أعمال الحلقة النقاشية الإقليمية تحت عنوان دعم تنفيذ توصيات الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان.

يشارك في الورشة الوطنية من قادة منظمات حقوق الإنسان غير الحكومية في الدول العربية والمشتغلين بالقانون والإعلاميين وممثلين عن السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية 
تهدف الحلقة التي تستمر يومين إلى تعزيز الحوار حول الآليات القانونية والإنسانية للحد من تطبيق دعم تنفيذ توصيات الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان، عقوبة الإعدام
في الدول العربية، مع التركيز على معايير الجرائم الأشد خطورة التي يُسمح بها وفق القانون الدولي، وضمانات المحاكمة العادلة للمحكوم عليهم.

تأتي هذه الفاعلية للعمل علي تفعيل الجهود الإقليمية للحد من عقوبة الإعدام التي تمثل انتهاكًا لحق الحياة، و أهمية مواءمة التشريعات الوطنية مع المعايير الدولية، مع مراعاة السياقات الثقافية والقانونية الخاصة بالدول العربية.

ومن المتوقع أن تخرج الحلقة بمجموعة من التوصيات العملية لدعم جهود الإصلاح التشريعي وتوفير الضمانات القانونية، بما يسهم في تعزيز احترام حقوق الإنسان في المنطقة العربية.

مقالات مشابهة

  • الجامعة العربية تحذر من نوايا "إسرائيل" توسيع عدوانها في المنطقة
  • ورشة عمل هجينة بعنوان "الابتكار والتكنولوجيا: نحو التنمية المستدامة في المنطقة العربية"
  • بحضور أبو الغيط.. انطلاق فعاليات الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية
  • المشاط: التحديات الجيوسياسية بالدول العربية تُعوق مسيرة التنمية في المنطقة والعالم
  • أوكرانيا تخسر أكثر من 40% من الأراضي التي استولت عليها في كورسك
  • كورسك.. روسيا استعادت 60% من الأراضي التي احتلتها أوكرانيا
  • الجامعة العربية تعقد اجتماعا طارئا لبحث تهديدات إسرائيل للعراق
  • علاء شلبي: المنطقة العربية تمر بظروف صعبة للغاية
  • الفلسطينيون يرحبون بأوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق مسؤولين إسرائيليين  
  • ما الدول التي إذا زارها نتنياهو قد يتعرض فيها للإعتقال بعد قرار الجنائية الدولية؟