يشارك فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، اليوم الأحد، في أعمال المؤتمر الدولي للسلام، الذي تنظمه جمعية "سانت إيجيديو"، والذي سيتم افتتاح أعماله اليوم الأحد، على أن تستمر حتى الـ١٢ من سبتمبر الحالي.

شيخ الأزهر يشارك في المؤتمر الدولي من أجل السلام

ومن المقرَّر أن يلقي فضيلته الكلمة الرئيسية لهذا المؤتمر الدولي المهم، الذي سوف ينعقد بحضور السيد فرانك فالتر شتاينماير، رئيس الجمهورية الألمانية، وعددًا من قادة الأديان والمجتمعات، والشخصيات السياسية؛ بهدف بحث سبل تعزيز قيم السلام والأخوة الإنسانية، ومكافحة تزايد وتيرة الإسلاموفوبيا في أوروبا، ومناقشة سبل التصدي للإساءة للمقدسات الدينية وظاهرة العداء للإسلام والمسلمين.

تجمع بين الأزهر الشريف وجمعية سانت إيجيديو – وهي منظمة إنسانية مقرها العاصمة الإيطالية "روما" وتنتشر في 73 دولة في أوروبا وأفريقيا وأمريكا وآسيا - علاقات تعاون قوية، لما لها من إسهامات دولية كبرى في مجال نشر السلام وتعزيز الحوار والتعايش المشترك، وهي الأهداف نفسها التي يسعى الأزهر الشريف إلى تحقيقها على المستوى الدولي، وهو ما مثل أرضية مشتركة للتعاون البناء بين الأزهر وجمعية سانت إيجيديو، ذلك التعاون الذي استمر على مدار السنوات العشر الماضية.

في اليوم العالمي لمنع الانتحار.. تعرَّف على آلية التواصل مع وحدة الدعم النفسي بالأزهر اليزيدي: زيارة شيخ الأزهر لألمانيا ترسخ البعد الإنساني لصرح إسلامي عريق

كانت البداية في يونيو من العام 2015، حيث شارك فضيلة الإمام الأكبر في مؤتمر حكماء الشرق والغرب بمدينة فلورنسا التاريخية، والذي نظمته جمعية سانت إيجيديو، بهدف الوصول إلى صيغة مشتركة للتعايش السلمي وتعزيز ثقافة السلم وقبول الآخر وإعادة الثقة بين الشرق والغرب، ثم تلا ذلك استقبال فضيلته للسيد ماركو إمباليازو، رئيس جمعية "سانت إيجيديو"، في مقر إقامته بالعاصمة الفرنسية باريس في مايو من العام 2016، وأيضا مشاركة فضيلته في الملتقى العالمي الثالث للشرق والغرب بعنوان: "الشرق والغرب.. نحو حوارٍ حضاري"، والذي نظمته الجمعية في العاصمة الإيطالية روما، في نوفمبر 2017.

بالإضافة لذلك، فقد شارك فضيلة الإمام الأكبر في مؤتمر "الأديان.. والثقافة والحوار"، الذي نظمته جمعية سانت إيجيديو في مدينة بولونيا الإيطالية في أكتوبر من العام 2018, ثم تلا ذلك مشاركة فضيلته في مؤتمر "طرق السلام" – والذي نظمته الجمعية في مدينة مونستر بألمانيا في شهر سبتمبر من العام 2019، كما شملت أيضا مشاركة فضيلته في المؤتمر السنوي لجمعية سانت إيجدو بالعاصمة الإيطالية روما تحت عنوان "الدعاء من أجــل السلام"، وذلك في أكتوبر من العام 2021.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر شيخ الأزهر حكماء المسلمين العداء للإسلام المؤتمر الدولی شیخ الأزهر من العام

إقرأ أيضاً:

شـواطئ.. روسيا والغرب.. لمن الغلبة؟ (4)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يتابع عالم السياسة الشهير ألكسندر جليبوفيتش رار في كتاب (روسيا والغرب.. لمن الغلبة؟)، والذى نقله إلى العربية محمد نصر الدين الجبالى، بقوله: وبعد انهيار الاتحاد السوفيتى مباشرة قام يلتسين بكل ما هو ممكن للإبقاء على أوكرانيا وروسيا البيضاء في كونفدرالية تضم الدول السلافية. 

وكانت تلك الفكرة هى النواة الأولى لتأسيس رابطة الدول المستقلة لاحقًا. غير أن النموذج "السلافى" للاتحاد لم ينجح لأسباب ثلاثة: أولا، أن الجمهوريات الإسلامية لن ترغب فى الانضمام إلى تحالف كهذا. وثانيًا أن أوكرانيا كانت تسعى إلى الخروج بأى شكل من عباءة موسكو ونفوذها. وثالثا، أن الغرب الذى يؤثر بشكل كبير على تطورات الأحداث في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي يرفض هو الآخر فكرة تأسيس اتحاد سلافي ويرى فيه خطرا يهدد بميلاد إمبراطورية جديدة. 

وقد أثار الاستقلال الوطني لأوكرانيا ومولدوفيا وروسيا البيضاء قلق النخبة الحاكمة فى روسيا. 

وأدت مساعي هذه الجمهوريات إلى الاندماج في المؤسسات الاقتصادية والسياسية الغربية سواء الاتحاد الأوروبي أو الناتو إلى إثارة الكثير من المشكلات بينها وبين روسيا. 

ومن ناحية أخرى كانت النخبة الحاكمة في موسكو تتفهم أن علاقات روسيا بالدول الغربية الأعضاء في رابطة الدول المستقلة لا يمكن تسويتها خارج الإطار الأوروبي. 

ووضعت الحكومة الروسية من بين أهدافها على الأقل عدم السماح بتحول هذه الدول إلى منطقة عازلة بين روسيا والغرب. 

وفى ظل تمسكها الفعلى بمسار التقارب مع حلف الأطلسي حاولت موسكو بكل قوتها إظهار أنها لا تمثل أى تهديد للغرب.وحدد يلتسين الأولوية الأهم فى السياسة الخارجية الروسية فى التسعينيات وتتمثل فى الانضمام إلى النظام الاقتصادى العالمى والتكامل السياسى مع الغرب وتأسيس منظومة للأمن الجماعى فى أوروبا. 

وفى السنوات الأولى من التسعينيات قامت روسيا بتنفيذ كافة التزاماتها الدولية، حيث قامت خلال ثلاث سنوات بسحب كل قواتها من شرق أوروبا وقامت بالتخلى عن حلفائها الشيوعيين القدامى فى العالم الثالث وحرصت على تنفيذ كل توصيات صندوق النقد الدولى والبنك الدولى. 

غير أنه سرعان ما خاب أملها فى إحداث تقارب سريع مع الغرب. وفشلت محاولات تأسيس "البيت الأوروبى المشترك"، سواء فى المجال الاقتصادى أو السياسى أو حتى فى مجال الأمن. كان هناك تباين كبير فى الرؤى والمبادئ حول النظام الأوروبى الجديد. 

كانت الدول الغربية الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ترغب فى بناء أوروبا المستقبل انطلاقًا من قيم ديمقراطية مثل دولة القانون والديمقراطية واقتصاد السوق. وهى نفس القيم التى دافع عنها الغرب على مدى النصف الثانى من القرن العشرين ضد الاتحاد السوفيتى والتهديد الشيوعى. 

أما روسيا بتقاليدها الدبلوماسية الممتدة لقرون، والقائمة على مبدأ " توازن القوى" فلم تستطيع قبول نظرية "القيم الديمقراطية المشتركة" والتى تعد أساسا لخارطة باريس حول مستقبل أوروبا. لم تكن روسيا مستعدة للعمل وفق مبدأ "التعددية الديمقراطية" فيما يتعلق بقضايا الأمن بل أرادت لعب دور مهيمن يتفق ووضعها كدولة عظمى. 

أدى هذا الاختلاف الجوهرى إلى مشكلات كبيرة بين الغرب وروسيا رأت روسيا فى نفسها دولة عظمى عالمية وسعت إلى اقتسام النظام العالمى مع الولايات المتحدة الأمريكية الدولة العظمى الأخرى، وتمثل أوروبا أهمية جيوسياسية استثنائية بالنسبة لروسيا. 

واستعصى على فهم القادة فى روسيا ما يقوم به الاتحاد الأوروبى من ضمن البلدان التى تعترف بالديمقراطية وحدها إلى عضويته. 

ولكن روسيا التى ترغب فى العودة إلى السياسة الأوروبية بوضعها ومكانتها القديمة لا تلقى القبول من الغرب، فقد شهدت فترة ما بعد الحرب قيام أوروبا الغربية بتأسيس نظام فريد يضمن الاستقرار والسلام والتعاون والأمن للحضارة الغربية. 

ويرى هؤلاء فى ضم روسيا تهديدًا، كون الأخيرة تسعى إلى الهيمنة مرة أخرى انطلاقا من تفوقها وقدراتها العسكرية فى الوقت الذى تتصرف فيه باقى دول القارة وفق مصالحها الاقتصادية. 

ومع حلول عام 1994 تكون انطباع لدى النخب الشيوعية أنه لا أحد فى أوروبا يفهمهم أو يقبل بهم. كان العالم يعيش ثورة من الاندماجات والتحالفات. قام الاتحاد الأوروبى بضم ثلاث دول جديدة وهى النمسا والسويد وفنلندا وتم توقيع معاهدة تاريخية للتعاون الاقتصادى بين دول النافتا (اتفاقية التجارة الحرة بين دول أمريكا الشمالية) وبين النمور الآسيوية. 

كما تم توسيع واستكمال أطر وهيكل منظمة التجارة العالمية وبقيت روسيا معزولة عن الأسواق الأوروبية وعن التحالفات الجارية فى منطقة آسيا والمحيط الهادى. 

وفى عام 1994 حدث تحول فى السياسة الروسية. فإذا كان هدف يلتسين المعلن فى بداية التسعينيات هو إنشاء منطقة آمنة من فلاديفوستوك إلى فانهوفر، فإن عام 1994 قد شهد توجه يلتسين إلى الابتعاد عن فكرة التعاون غير المشروط مع الغرب. 

وعكست الأولويات الجديدة فى السياسة الخارجية الروسية أزمة الهوية. وبعد الانتخابات البرلمانية فى ديسمبر1993 وفشل القوى الليبرالية وتنامى قوة الحزب اليمينى بزعامة فلاديمير جيرينوفسكى وصل يلتسين إلى نتيجة مفادها أن الاعتماد على المبادئ الغربية فى بناء روسيا الحديثة سيؤدى إلى فشل ذريع. لم يرفض يلتسين التعاون مع الغرب في المجال الاقتصادي ولم يوقف إصلاحات السوق ولكنه ابتعد عن حلفائها الليبراليين واقترب من الجناح المحافظ بحثا عن دعم إضافي. 

ومن بين أسباب هذا التحول فى سياسة يلتسين الخارجية خيبة أمله فى الغرب الذى يعارض كل خطط استعادة روسيا مكانتها كدولة عظمى وفى عام 1992 أكد وزير الخارجية الروسى أندرية كوزيريف أن روسيا يمكن أن تستعيد مكانتها كقوة عظمى فى حال التعاون مع الغرب. 

غير أن خطط روسيا لاستعادة مكانتها أدت إلى خلق جو من التنافس مع الغرب وليس التعايش المتوازن معه. ونتيجة لذلك قررت النخبة الروسية زيادة نفوذ روسيا فى الدول المجاورة والبحث عن حلفاء فى آسيا والعالم العربى والعودة إلى القاعدة التقليدية بخلق مناطق للنفوذ.

                                              وللحديث بقية

مقالات مشابهة

  • الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: الأزهر هو المكون الفكري الذي يسير على منهاج الوسطية
  • أمازون تستضيف المؤتمر السنوي ﻟﺸﺮﻛﺎء البيع لتعزيز فرص نموهم
  • حملة ترويجية دولية لمصر احتفالًا بيوم  السياحة العالمى لتعزيز قيم السلام والتبادل الثقافى والتعايش المجتمعى
  • نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي يشارك الطلاب القدامى والجدد تحية العلم
  • 500 طبيب ومتخصص في «المؤتمر الدولي لطب الأجنة»
  • مصطفى محمد يشارك بديلا في تعادل نانت مع سانت إيتيان بالدوري الفرنسي
  • مصطفى محمد يشارك في تعادل نانت أمام سانت إيتيان في الدوري الفرنسي
  • شـواطئ.. روسيا والغرب.. لمن الغلبة؟ (4)
  • البوزيدي: الجامعة العربية تعمل على تعزيز التعاون العربي الإفريقي لتحقيق السلام والتنمية
  • بطريرك القدس اللاتين يشارك في الجمعية العامة لمؤتمر الأساقفة الألمان بفولدا