سواليف:
2024-07-07@01:04:12 GMT

لا استردوا فلسطين ولا عاشوا في دولهم

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

لا استردوا فلسطين ولا عاشوا في دولهم

لا استردوا #فلسطين ولا عاشوا في دولهم / #ماهر_أبوطير

كانت الانظمة العربية تدوس على شعوبها بذريعة الانشغال في معركة تحرير فلسطين، وتسرق أموال هذه الشعوب بذريعة تسخير الموارد للحرب على إسرائيل، ومنذ بدايات القرن الماضي وحتى هذه الايام، تعتقد شعوب عربية انه لولا التضيحة لأجل فلسطين لكانت أحوالها أحسن.

خطر على بالي هذا الكلام وأنا اقرأ التقارير عن اقتحام القوات الإسرائيلية لمصلى باب الرحمة في الحرم القدسي، بأحذيتهم، وأهانة المصلين، وتفتيش المصلى، هذا في توقيت متزامن مع معلومات متسربة مثلا، عن مخطط لتقسيم سورية إلى ستة دول عرقية وطائفية ومذهبية، ومخطط آخر لاقامة دولة درزية في سورية، وما يجري مثلا من مذابح وصراعات في السودان توطئة لتقسيم هذا البلد نهاية المطاف، وصولا إلى بقية أغلب الدول العربية، حيث التفقير والتجهيل والفساد وسرقة حقوق الشعوب، والتنكيل والقمع، وهكذا تضيع القضية الأولى أي فلسطين، مقابل شعوب منهكة ومرهقة، يتم ارهاقها اليوم بحروب مستجدة استكمالا لاستنزاف الانظمة لها باسم فلسطين ومعركة التحرير.

الرابط هنا بين الجهتين غريب، ويمر اليوم خبر اقتحام الاقصى، أو أي مصلى بشكل باهت وعادي، والذين تناسوا الأقصى وما قاموا باسترداد فلسطين، يا ليتهم عاشوا على الأقل في بلادهم بشكل جيد، ولو نسوا فلسطين وقضية الأقصى مثلا، مقابل تحقيق ازدهار أو تفوق أو رفاه في دول كثيرة، لفهمنا الأمر وتقبلناه، لكن يثبت اليوم ان دفع قضية فلسطين إلى الوراء، وانهاك شعوب المنطقة بوسائل مختلفة، يصب كله لصالح المشروع الإسرائيلي، بأدوات محلية، من أجل ان تبقى إسرائيل هي الأقوى، ومن خلال توليد الخراب في كل المنطقة، ولقد كانت فلسطين أول ضربة في كل بنية هذه المنطقة، وجرت خلفها ما جرت على الجميع.

مقالات ذات صلة أحداثُ مخيم عين الحلوة تبكي العيون وتدمي القلوب 2023/09/10

الذي يقرأ تقارير التنمية الاقليمية والدولية يشعر بهلع أمام ما يجري في العالم العربي، فالأمية مرتفعة، والفقر منتشر، والجهل لا يغيب، والصراع الطبقي في أعلى درجاته، وفرص التنمية تكاد تكون منعدمة، فتسأل نفسك عن كثير من هذه الانظمة فلا هي حاربت لأجل فلسطين، ولا هي صرفت أموالها لاجل فلسطين، ولا هي ركزت على شعوبها، وطورت من شخصيتهم الاجتماعية، والتعليمية، ولا فعلت شيئا سوى التنكيل بكل سوار فلسطين التاريخي والممتد.

فلسطين هنا لا يمكن لها ان تعود دون “خزان الدم” الذي حولها وحواليها، في هذه المنطقة الممتدة، ومن الوهم هنا تصغير فلسطين على مقاسات من ينتزعون تمثيلها اليوم، فقط، أو من يظنون ان الحل سيأتي من داخل فلسطين، خصوصا، ان من انتزعوا تمثيلها وبيننا وبين ذكرى اتفاقية اوسلو المنكرة ثلاثة أيام فقط، يستحقون اليوم محاكمة سياسية عما اقترفوه حين اصروا انهم الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وحين منحوا إسرائيل شرعية الوجود وثلاثة أرباع فلسطين-حتى الآن-، وحين فرطوا بحقوق كثيرة، ولم يخرجوا بربع دولة، بل باتت فعلتهم وصمة عار يتم رميها في وجه الفلسطيني إذا عاتب عربياً صالحت دولته إسرائيل بقوله انتم أصحاب القضية صالحتم إسرائيل، فلماذا تسجلون اللوم والعتب على سجلات تاريخنا ووجودنا، برغم ان الفعلة هي فعلتكم، قبل أي أحد آخر.

اقرأ تقارير عن تاريخ مصلى باب الرحمة البالغ من العمر 1300 عام وكيف جاءت هبة الرحمة لتفتحه بالقوة عكس ما تريده إسرائيل ويسترد روح الصلاة فيه وهو المستهدف إسرائيليا، لاعتبارات دينية، وبحاجة إلى ترميم تمنعه إسرائيل، فأشعر بالأسى أمام امة لم يعد يعنيها شيء، فهي اما مشغولة بفقرها برغم غنى أرضها، أو مشغولة بحروب الدم والفتن الأهلية، أو بما يأتي به الرفاه الفائض عن الحاجة من إهمال لكل ما يجري في الجوار.

نعبر توقيتا مؤلما، وأظنه أقسى التواقيت في حياة هذه الأجيال، وربما من نصيب اعمارنا أن نرى اسوأ من ذاك الذي عاشه الآباء والأجداد، ولا أحد يعرف ما الذي ستأتي به الأيام، حتى تصير أمنيتك أن لا ترحل من شدة الأسى، وهي الفاعل الخفي، وراء كل نوبة قلبية في هذا الزمن الصعب أيها القوم، حتى لو تجاهل الأطباء خطورة الأسى مقارنة بقصص الشرايين.

فلسطين بركة لمن لا يتخلى عنها، ولعنة على من يخذلها، والأقصى أمانة في أعناق ملياري عربي ومسلم، حتى لو تجاهلوا ذلك لسبب أو آخر، فهذا تجاهل مدفوع الثمن.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: فلسطين

إقرأ أيضاً:

عبد الملك الحوثي: انحسار الاهتمام بأحداث غزة أخطر نقطة ضعف لصالح إسرائيل

أكد قائد حركة "أنصار الله" في اليمن عبد الملك الحوثي في كلمة حول آخر التطورات في فلسطين أن الاهتمام بما يحدث في غزة ينحسر لدى الكثيرين، واصفا ذلك بأنه أخطر نقاط ضعف لصالح إسرائيل.

وقال الحوثي: "ما يحصل في فلسطين ليس من الأحداث العادية التي يُبَرر للإنسان اعتياد سماعها والبرود في متابعتها والتفاعل معها.. ما يجري في فلسطين هو جريمة إبادة جماعية لشعب مظلوم ومسلم، ومسلسل دموي إجرامي بشع لا مثيل له".

وأضاف: "الإنسانية في فلسطين تهدر وتستباح ولم يبق هناك أي اعتبار لدى العدو ولا قيمة لأي شيء من الحرمات"، مشيرا إلى أن "من أخطر نقاط الضعف التي يحسبها الأعداء لصالحهم في واقع العرب والمسلمين ضعف التفاعل والاهتمام بالأحداث الخطيرة".

وتابع الحوثي: "من جرائم العدو الفظيعة، إقدام جنوده على قتل امرأة مسنة بدهسها بجنازير الدبابات أمام أنظار أقاربها في حي الشجاعية.. العدو الإسرائيلي يتباهى بجرائمه البشعة، ومن المؤسف تجاهلها التام من الأنظمة العربية".

واستطرد قائلا: "العدو الإسرائيلي في عدوانه الوحشي يستهدف الأطفال بشكل كبير جدا، وأين هي حقوق الطفل والإنسان من ذلك؟!.. الدول الغربية والأمم المتحدة تتحدث عن عنوان الأطفال في سياقات التوظيف السياسي والاستغلال للتشويه بالاستناد إلى دعايات كاذبة.. أطفال فلسطين من أكثر فئات المجتمع معاناة وتضررا، ورغم الحقائق الواضحة لا يوجد أي اهتمام".

وشدد على أن "أسلوب التجويع من أشد أنواع الظلم وأكبر انتهاكات حقوق الإنسان، ومع ذلك يمارس العدو الإسرائيلي الإبادة الجماعية في غزة، ومنذ احتلال العدو لمعبر رفح، توقفت عملية إدخال المساعدات ولو بالنسب الضئيلة جدا.. المأساة كبيرة فيما يتعلق بالتجويع، والعدو يهدد حياة 300 ألف طفل بذلك، وما يقارب 700 ألف فلسطيني في حالة معاناة كبيرة".

وأوضح أن إسرائيل "تستمر في استهداف المخطوفين والأسرى من خلال التعذيب والتجويع بأسوأ الممارسات والأساليب، مذكرا "باستخدامها لبعض المخطوفين كدروع بشرية أثناء توغلها في أحياء غزة".

وأشار إلى أن واشنطن مستمرة في دعمها وتعاونها مع إسرائيل، لافتا إلى أن "مرشحي الرئاسة في أمريكا يتنافسون في حملاتهم الانتخابية على من هو الأكثر ولاء للصهيونية والأكثر دعما للعدو، كبايدن الذي تباهى في مناظرته مع ترامب بحجم ما يقدمه من دعم للعدو الإسرائيلي".

وينفذ الحوثيون في اليمن منذ نوفمبر الماضي هجمات في البحر الأحمر على سفن إسرائيلية أو متوجهة إلى إسرائيل دعما ونصرة للشعب الفلسطيني وغزة.

وردا على ذلك شكلت الولايات المتحدة وحلفاؤها قوة عسكرية للتعامل مع ضربات الحوثيين، حيث شنت الطائرات الأمريكية والبريطانية ضربات عدة على مناطق متفرقة في اليمن فيما ينفذ الجيش الأمريكي بين الحين والآخر مهمات بشكل منفصل عن أي تحالف بحري بالمنطقة

مقالات مشابهة

  • عمرو موسى: هناك خطة إسرائيلية للاستيلاء على كل أراضي فلسطين وسياسة تل أبيب عنصرية ولن نقبل بها
  • العالم على بعد خطوة من حرب مدمرة..!
  • عمرو موسى: ضغط اللوبي الإسرائيلي أدى لحصار المبادرة العربية بشأن فلسطين
  • مناصرو فلسطين في بريطانيا يتظاهرون بلندن دعما لغزة ومطالبة بوقف الحرب
  • القضية الفلسطينية في ضوء الانتخابات البريطانية
  • أول دفعة من المقاتلين الحوثيين تقاتل إسرائيل على الحدود مع فلسطين.. تصريح غريب للجماعة
  • فلسطين في سوق الانتخابات الامريكية 272 من الصمود البطولي
  • عبد الملك الحوثي: انحسار الاهتمام بأحداث غزة أخطر نقطة ضعف لصالح إسرائيل
  • فلسطين والنِّكروبوليتيكس: هل يملك أحد الحق في قتلنا؟
  • مخرج فلسطيني: لم يعد ممكنا الحديث عن فلسطين في هوليوود بعد 7 أكتوبر