مجموعة العشرين..قمة نيودلهي ترسم واقعا جديدا للعلاقة بين الشمال الغنى والجنوب المتطلع
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
عندما تأسست مجموعة العشرين في عام 1999 من 19 دولة و أنضم اليها الاتحاد الأوروبي لاحقا كان شعارها (G- 20) يعبر بصدق عن طبيعة هذا التجمع كناد للاغنياء يهدف إلى "تنسيق مواقف الدول العشرين الكبرى و الأكثر غنى وقوة اقتصادية في العالم "ويعيش فيه ثلثا سكان العالم و تساهم بلدانه 85 % من إجمالي الناتج العالمي .
إلا انه ومع تولى الهند رئاسة المجموعة في الأول من ديسمبر 2022 و حتى 30 نوفمبر 2023 اتسقت سياساتها - وهى البلد الذى يفخر بأنه يحسب نفسه على العالم النامى – مع واقعها المتعاظم ، و سجل تاريخ المجموعة للهند اسهامها في قمة نيودلهى التى ستختتم اعمالها اليوم بإدماجها لافريقيا فى صلب التجمع ليس كمراقب او مشارك بل كعضو كامل العضوية .
يقول المراقبون إن هذا التطور الجديد – ادخال افريقيا لعضوية مجموعة العشرين – هو تحول تاريخي سيكون له ما بعده في مسار المجموعة حيث تشكل افريقيا اكبر تجمع لبلدان العالم النامية الاقل دخلا والاعظم مواردا – تماما مثلما كانت الهند قبل نصف قرن – فعندما دق رئيس الوزراء الهندى فى جلسة افتتاح القمة ناقوس الانضمام ودعوته رئيس الاتحاد الافريقى الحالى لأخذ مكانه كعضو كامل العضوية فى مجموعة العشرين ، بدا و كأن رئيس الوزراء الهندى يدق ناقوس البدء فى رسم واقعا جديد لمستقبل المجموعة و لاقتصاد العالم .
لقد قابل الرأى العام الافريقى بالترحاب انضمام افريقيا لمجموعة العشرين باعتبارها انتقال بالقارة من عالم المتسكعين على اباب المقرضين الى عالم الساعين الى امتلاك اسباب القوة والتقدم مهما كان الطريق شاقا .
فقد كانت تلك الخطوة هى بداية على الطريق الصحيح للتطبيقات العملية للنهوض بافريقيا كشريك و لاعب رئيسى فى منظومة اقتصاد العالم المتقدم بعد ان كانت القارة لا تطمح الى فى " مساعدات سخية " او " قروض ميسرة " برغم كونها سوقا بشريا يتعدى 2ر1 مليار نسمة و يتجاوز حجم ناتجه الكلى 5ر3 تريليون دولار .
وهو ما عبرت عنه صحف نيجيريا الصادرة اليوم معتبرة ان قمة العشرين حققت انتصارا كبيرا لافريقيا الساعية الى الدخول الى عالم الكبار وعبرت عنه كذلك كلمة رئيس وزراء الهند الذى قال إن مجموعة العشرين التي صارت أفريقيا عضوا فيها وشهدت ميلاد ممر التجارة الشرق أوسطى بين اسيا و اوروبا تكون قد خطت الخطوة الاولى في الاتجاه الصحيح لبناء عالم الغد امام الاجيال القادمة " عالم الثقة و تبادل المصالح " كبديل عن "عالم التشكك و النمو على حساب الاخرين " ، كما سيتكامل هذا الممر التجاري الدولي مع مشروع افريقى واعد هو مسار التجارة الأفريقى الحر الرابط بين الكونغو الديمقراطية و زامبيا و انجولا و سيحيل منطقة الشرق الاوسط الى اهم مركز لتمويل الاستثمار و التنمية فى العالم .
كذلك جاء الإعلان عن تدشين "ممر التجارة الشرق أوسطى"ليشكل نقلة نوعية جديدة في عمل مجموعة العشرين وشريان اتصال يمتد بطول 1850 كم بين اسيا و شبه القارة الهندية ويربط دولا شرق اوسطية بدول مثل نيبال و بنجلاديش برباط تجارة و مصالح مع ايطاليا والمانيا و فرنسا و الولايات المتحدة ، رابطا بذلك بين الجنوب النامى و المتطلع للرخاء و الوفرة و الغرب الغنى المتقدم و القادر بامكانياته و نقله للتكنولوجيا من انتشار 124 مليون انسان فى دول الجنوب من براثن الفقر و العوز فى عالم الجنوب .
من جانبها قالت صحيفة " هندوستان تايمز " كبرى صحف الهند ان رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى قد حقق بصمة دولية و مكانة عالمية تعزز من مكانته فى الهند كرجل دولة و زعيم للبلاد، وهو الرجل الذى سيخوض مطلع العام القادم معركة انتخابية للفوز بولاية ثالثة قالت ان امر اكتساحه فيها بات " مؤكدا " مستندا الى واقع دولى اتضحت معالمه فى قمة العشرين التى رأسها مودى ، و استضافته لقادة دولها خلال اليومين الماضيين و نجاحه فى العبور بالقمة من مزلقات التجاذب الروسى الغربى و الصينى الأمريكى .
وقالت هندوستان تايمز إن اعلان القمة الذى تعهد فيه قادتها بخفض الانبعاثات الملوثة الى الصفر بحلول العام 2050 كان معلم نجاح بارز لمجرياتها و مخرجاتها ، كما خصص الاتحاد الاوروبى 300 مليار يورو لتطوير البنية التحتية للاستثمار الدولى فى مجال دعم التجارة فى دول المجموعة و بينها و بين دول افريقية و اسيوية و شرق اوسطية فى الفترة من 2021 و حتى 2027 وهى الاستثمارات التى اعتبرتها الصين محاولة من جانب الغرب لاجهاض مشروع " الحزام و الطريق " .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مجموعة العشرین
إقرأ أيضاً:
بحضور حمدان بن محمد.. موانئ دبي العالمية تعلن البدء في بناء «بهارات مارت»
بحضور سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، و بيوش غويال، وزير التجارة والصناعة الهندي، أعلنت مجموعة موانئ دبي العالمية «دي بي ورلد» البدء في تشييد «بهارات مارت»، السوق العالمي الذي يربط أعمال الشركات بعضها ببعض، ويدعم تجارة التجزئة والجملة في دبي، ويوفر منصّة تجارية عالمية المستوى للمصنّعين والمصدّرين الهنود، تمكنّهم من الوصول إلى الأسواق العالمية.
وكشفت موانئ دبي العالمية عن المجسم الافتراضي للمشروع الجديد المُقرر افتتاحه بنهاية العام 2026، حيث يمثّل البدء في أعمال بناء السوق الجديد تمهيداً لإضافة نوعية تحويلية تُعيد تعريف الروابط التجارية العالمية بين الهند والشرق الأوسط، وغيرهما من مناطق العالم.
وفي هذه المناسبة، قال سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم: «استثمرت دبي في بنية تحتية عالمية المستوى وأسست شبكة نقل واتصال فعالة تربطها بكل أنحاء العالم.. القدرات اللوجستية المتقدمة التي تتمتع بها دبي تجعلها شريكاً قادراً على تقديم قيمة مضافة حقيقية للهند في سعيها لتوسعة تجارتها العالمية. ومع النمو الكبير في حجم التجارة البينية، وازدهار أعمال أكثر من 2300 شركة هندية في المنطقة الحرة في جبل علي، سيعزز بهارات مارت الشراكة الاقتصادية مع الهند.»
من جانبه، أشاد وزير التجارة والصناعة الهندي بالأثر المتوقع للسوق الجديدة، وقال: «بهارات مارت مشروع تحويلي أطلقته مجموعة موانئ دبي العالمية، ويحمل إمكاناتٍ هائلة، ونتطلع إلى اكتمال أعمال الإنشاء. وستضمن جهود»دي بي ورلد«في تطوير الممر التجاري الافتراضي بين الهند ودولة الإمارات الارتقاء بالتبادل التجاري إلى آفاقٍ جديدة، تماشياً مع أهداف اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين. كما نُقدّر جهود المجموعة في بناء آفاقٍ وفرصٍ جديدة تُمكّن الشركات الهندية متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة من الوصول إلى الأسواق الأفريقية».
وقال سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية «دي بي ورلد»: «تهدف دولة الإمارات والهند للوصول بتجارتهما البينية غير النفطية إلى 100 مليار دولار أمريكي بحلول العام 2030، وسيكون بهارات مارت محركًا رئيسياً في تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي. ونحن نؤكد التزام موانئ دبي العالمية بتعزيز حركة التجارة من خلال تطوير بنية تحتية لوجستية عالمية المستوى، وفتح أسواق جديدة، ودعم النمو الاقتصادي المستدام».
ويمتد «بهارات مارت» على مساحة 2.7 مليون قدم مربع، تغطي مرحلته الأولى 1.3 مليون قدم مربع، وسيُشكل مركزًا تجاريًا رئيسيًا للشركات الهندية متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة. ويتميز بموقع استراتيجي في المنطقة الحرة لجبل علي (جافزا).
وسيضم السوق 1500 صالة عرض، وأكثر من 700 ألف قدم مربع من المستودعات الحديثة، ووحدات الصناعات الخفيفة، ومساحات مكتبية، وقاعات للاجتماعات، مع مساحة مخصصة لشركات رائدات الأعمال من الهند.
ويقع «بهارات مارت» على بُعد 11 كيلومترًا فقط من ميناء جبل علي، و15 كيلومترًا من مطار آل مكتوم الدولي، وعلى مقربة من شبكة قطارات الاتحاد، ما يوفر للشركات الهندية وصولًا سلساً إلى شبكة لوجستية متعددة الأنماط. ومن خلال منظومة جبل علي، سيتمكن المصدرون من الوصول إلى 150 وجهة بحرية وجوية، بالإضافة إلى روابط مع أكثر من 300 مدينة حول العالم، ما يعزز وصولهم إلى الأسواق ويزيد من كفاءتهم.
وتواصل «جافزا» لعب دور رئيسي في التجارة الثنائية بين دولة الإمارات و الهند، حيث تستضيف المنطقة الحرة أكثر من 2300 شركة هندية، بعد تأسيس 283 شركة هندية جديدة في عام 2024، بزيادة قدرها 15% على أساس سنوي، ما يسهم في تعزيز مكانة دبي كمركز تجاري عالمي حيوي.