هل تفوق مسلسل كريستال على عروس بيروت والثمن؟
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
رغم مرور نحو شهرين على بدء عرض مسلسل "كريستال"، فإنه نجح في الحفاظ على صدارة "ترند" منصات التواصل الاجتماعي طوال تلك المدة، مُحققا نسب مشاهدة مرتفعة ومتأرجحا بين المرتبة الأولى والثانية للأعمال الأكثر مشاهدة. فما السر وراء كل تلك الجلبة؟
"كريستال" مسلسل لبناني مكون من 90 حلقة، بدأ عرضه في يوليو/تموز الماضي، وهو من بطولة محمود نصر، وباميلا الكيك، وستيفاني عطاالله، ولين غرة، ورولا حمادة، وأنجو ريحان، وخالد شباط، وإياد أبو الشامات، وبلال مارتيني.
المسلسل مُقتبس من دراما تركية من موسمين عُرضت بين عامي 2014 و2016 بعنوان "حرب الورود"، وحظى مشاهدات عالية على منصة "شاهد". وتدور الأحداث حول مصممة أزياء شهيرة يتوفى والدها، مما يضطرها إلى العودة للوطن ورعاية شقيقها المريض للحصول على الميراث، وهناك تعاود اللقاء بطبيب التجميل صديق طفولتها وحب حياتها الأول.
غير أن وقوع ابنة البستاني في حب الطبيب ومبادلته لها المشاعر يُشعل نيران الغيرة بصدر البطلة الثرية، وسرعان ما تتأجج المنافسة قبل أن تتعقد الأمور أكثر وتمر الشخصيات بتغييرات جذرية تقلب كل شيء رأسا على عقب.
فوجئ الجمهور في العام 2019 باختيار المسلسل التركي "عروس اسطنبول" لتعريبه باسم "عروس بيروت"، وهو العمل الذي جاء من بطولة ظافر العابدين وكارمن بصيبص وحقق نجاحا طوال 3 مواسم كان آخرها في 2021.
وهو ما شجع المنتجين على تكرار التجربة وتعريب عدة مسلسلات تركية أخرى وكانت النتيجة عدة أعمال درامية مثل مسلسل "ع الحلوة والمرة" المأخوذ عن "في السراء والضراء" وهو الذي لعب بطولته دانا مارديني ونيكولا معوض وباميلا الكيك، ومسلسل "ستيليتو" المُقتبس عن "جرائم صغيرة" وهو بطولة جماعية نسائية من نصيب كاريس بشار، وديمة قندلفت، وندى أبو فرحات، وريتا حرب، وقيس شيخ نجيب، وسامر المصري.
كما تم تعريب مسلسل "الثمن" الذي لم يحقق النجاح ذاته، وهو من بطولة كل من باسل خياط ورزان جمال ونيكولا معوض واقتبست أحداثه من "ويبقى الحب" أحد أشهر المسلسلات التركية.
ويعد "كريستال" خامس تجارب تعريب الدراما التركية مؤخرا، ويبدو أن منتجيه استفادوا من سلبيات الأعمال السابقة وحاولوا تداركها بدليل نسب المشاهدة المرتفعة وتفاعل الجمهور مع الأحداث بصورة يومية، حتى إن الكثير من المشاهدين شرع بتتبع أخبار المسلسل التركي "حرب الورود" في محاولة لاستباق الأحداث ومعرفة ما ستؤول إليه الأمور، وهذه بعض مقومات النجاح التي سمحت لـ "كريستال" بالتربّع على عرش المشاهدات.
تسكين الأدواربالرغم من أهمية ومحورية الأبطال الأساسيين بالعمل، فإن قصة المسلسل مُتخمة بالعديد من الحكايات الفرعية والأبطال الثانويين، ولهذا كان لا بد من التدقيق باختيار طاقم الممثلين. وبالمقارنة بين "كريستال" و"حرب الورود" أتت النتيجة لصالح المسلسل اللبناني الذي تفوق غالبية نجومه بالأداء، وهو ما لم يتحقق بالكثير من التجارب العربية السابقة.
وإن كان لقب الأفضل حسب رأي النقاد والجمهور جاء من نصيب الممثل السوري الشاب خالد شباط الذي يلعب دور شقيق البطلة، المُصاب بمتلازمة "أسبرغر" – إحدى اضطرابات طيف التوحد-، وإتقانه لمحاكاة أعراضها من صعوبة الكلام والحركة بشكل طبيعي والتصرف بعاطفة طفل صغير.
وفي سبيل إجادة الدور صرح شباط بأنه شاهد 8 أفلام يعاني أبطالها من الاضطراب نفسه، كذلك قابل طفلا يُعاني من متلازمة "أسبرغر" وهو الأمر الذي أودى به بالنهاية إلى الانهيار العصبي ونوبات البكاء الحادة بسبب تأثره بما شاهده، قبل أن يُترجّم كل ذلك على الشاشة بطريقته الخاصة.
سرد درامي مثيررغم طول عدد الحلقات، جاءت أحداث العمل تشويقية ومثيرة في حين تميز السرد الدرامي بالتصاعد الحاد، خاصة في ظل المفاجآت والتغيرات شبه التامة التي تعرّض لها الأبطال، إذ مرّ غالبيتهم بمواقف استدعت منهم التحوّل 180 درجة وهو ما اتفق مع ثيمة الحب والانتقام، مما زاد الحبكة إثارة وجعل الأحداث غير متوقعة وبالتالي حافظ على شعبية العمل وضاعف قاعدته الجماهيرية حلقة بعد أخرى.
خطوط درامية عديدة وشائكةعادة ما تكون تلك النوعية من المسلسلات عامرة بالخطوط الدرامية النمطية وشبه المُهلهلة لملء فراغ 90 حلقة أو أكثر، لكن أن تأتي جميعها دسمة وثرية ومتقاطعة بإتقان هذا هو ما ميز مسلسل "كريستال" الذي تضمن ثنائيات عديدة لم يتشابه أي منها في شيء رغم أن بعض الأبطال كانوا أطرافا في أكثر من ثنائية.
تغيير النهاياتالمتابع للمسلسلات العربية السابقة والمأخوذة عن فورمات تركية سيجد صانعيها يميلون لتغيير النهايات لضمان مفاجأة المتفرج وعدم إصابته بالإحباط. مما جعل المشاهدين غير قادرين على توقع ما سيجري بالحلقات القادمة حتى هؤلاء من سبق لهم متابعة المسلسل التركي "حرب الورود" وبالتالي ضمن استمرار المتابعة حتى آخر لحظة.
على الرغم من كل المميزات السابق ذكرها، وقع مسلسل "كريستال" في خطأ قاتل هو ابتعاد الأحداث عن الواقع، فتلك الحكايات التي يرويها العمل أقرب إلى الروايات الرومانسية التي يقرأها المراهقون بالصغر، فهي لا تُشبه المجتمع العربي عموما ولا اللبناني أو السوري على وجه الخصوص، مما جعل المشاهدين يسخرون مما يتابعونه بسبب عدم منطقيته مع كامل اعترافهم بجاذبية الثيمة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
زنزانة 65.. دراما جريئة تفضح جحيم السجون في مصر (شاهد)
بدأت قناة "مكملين" مع أول أيام شهر رمضان المبارك، عرض مسلسل "زنزانة 65"، في خطوة وصفت بالجريئة لتقديم دراما مختلفة تكشف زوايا غير مسبوقة عن تجربة السجون السياسية في مصر.
تدور أحداث المسلسل داخل أحد السجون المصرية، حيث يصبح كل من الزنازين، مكاتب الضباط، وممرات السجن عالمًا مغلقًا يموج بالصراع بين الشخصيات، محاطًا بالأسئلة الغامضة حول مصير المساجين، الذين انتقلوا إلى زنزانة جديدة دون معرفة سبب نقلهم أو ما ينتظرهم، ويضع المسلسل المشاهد أمام خيارات أبطاله الصعبة: هل يقبلون الصفقة التي عُرضت عليهم؟ أم يقلبون الطاولة على من يقود اللعبة؟.
بين الدراما والتشويق
تتنوع أجواء المسلسل بين الدراما المشوقة والأكشن النفسي، مصحوبًا بلمحات من الكوميديا السوداء في بعض المواقف، حيث يظهر التلاعب النفسي الذي يمارسه ضابط الأمن الوطني "أدهم" على السجناء، ليضعهم أمام معركة مع أنفسهم قبل أن تكون معركتهم معه.
كل حلقة تبدأ بتتر يكشف جزءًا من أسرار أحد المساجين، وتنتهي بحدث مثير يفتح تساؤلات جديدة حول مصير الشخصيات، مما يجعل المشاهد في حالة ترقب دائم لمعرفة النهاية.
يأخذ المسلسل منحى بصريًا خاصًا، حيث تميل تيمة الألوان إلى الأخضر المشبع، الذي يرمز لزي حراس السجن، والأزرق القاتم، الذي يمثل ملابس السجناء، في انعكاس مباشر لحالة القمع والصراع النفسي داخل أسوار المعتقل.
يشارك في بطولة المسلسل محمد شومان، هشام عبدالله، وجدي العربي، وهمام حوت، في أداء تمثيلي قوي يعكس العمق النفسي لشخصيات تحمل بداخلها صراعات بين الواقع القاسي والمصير المجهول.
ليست مجرد دراما
وفي تصريح خاص، أكد مخرج المسلسل عبادة البغدادي أنه "بعد فتح سجون صيدنايا، رأى العالم جزءًا مما كان يجري خلف الأبواب المغلقة في نظام الأسد، لكن أحدًا لم يلتفت إلى أن هناك نظامًا أشد قمعًا على بعد كيلومترات قليلة، في نفس البقعة الجغرافية، لأن سجون السيسي ليست مجرد أماكن احتجاز، بل مصانع للقهر وكسر الإنسان، حيث تتلاشى الأرواح تحت وطأة التعذيب والإذلال اليومي".
وتابع: "مع تسارع الأحداث والكوارث، اعتاد الناس على نسيان مآسي الماضي، لكن في السجون المصرية، لا تزال المأساة مستمرة بلا توقف بينما تحاول الدراما الرسمية أن تروج لصورة زائفة عن العدالة والإنسانية، وأضاف: "نحن لا ندّعي أن زنزانة 65 يستطيع تقديم صورة كاملة لكل ما يجري داخل المعتقلات، فهذا مستحيل. لكننا أردنا أن نرمي حجرًا في مياه الظلم الراكدة، أن نحرك وعيًا ربما ينام، أو نضيء زاوية صغيرة في هذا الظلام الحالك".
أما أحمد الشناف، مدير عام قناة مكملين، فأكد أنه "منذ انطلاق قناة مكملين، التزمت بتقديم محتوى يكشف الحقيقة، ويسلط الضوء على القضايا التي يحاول البعض طمسها، مضيفا أن "مسلسل زنزانة 65 ليس مجرد دراما رمضانية، بل شهادة حية على واقع يعيشه الآلاف خلف القضبان، لكن واجبنا الإعلامي يحتم علينا ألا نكون جزءًا من الصمت المفروض على هذه القضايا".
وتابع: "نقدم زنزانة 65 لجمهورنا كنافذة على عالم مغلق، عالم لم يُسمح للناس برؤيته أو سماعه إلا من خلال شهادات متناثرة.. والآن، نقدمه في صورة درامية جريئة ومؤثرة"، مشددا أن "الإعلام في مصر اليوم لم يعد صوتًا للحقيقة، بل تحول إلى بوق للنظام، يزيّف الواقع ويدفن معاناة الآلاف خلف الشعارات الزائفة.
بينما تمتلئ الشاشات بمسلسلات تمجد القمع وتبرر الاستبداد، لذا فإن زنزانة 65 سيكون صوت من لا صوت لهم، وصورة لما تحاول الدراما الموجهة طمسه وإخفاءه.
واختتم حديثه بأن "ما يُعرض على قنوات النظام ليس دراما، بل بروباغندا مدفوعة، تهدف إلى تزييف وعي الجماهير وتبرير القهر. بينما يأتي مسلسل زنزانة 65 ليكشف الوجه الحقيقي لما يجري داخل السجون، بعيدًا عن التلميع والتزييف".
مخرج مسلسل زنزانة 65 عبادة البغدادي: تناهت إلى أسماعنا قصص تجسد روح الشر في نظام الأسد بسجون صيدنايا، لكن ما لم ينتبه له أحد هو وجود نظام السيسي الأشد شرا على بعد كيلومترات.. مسلسل زنزانة 65 يكشف حكايات حقيقة من داخل زنازين السيسي pic.twitter.com/hc6Cd538Uu
— Daoud Hamdi (@DaoudHamdi29435) February 28, 2025الفن مراية المجتمع والفن اللي ميعكسش واقع
مجتمعه ويتكلم عن معاناة شعبه يبقي مش فن
بيكون ترفيه زي فقرة الارجوز بالظبط #زنزانة65 مش حكاية معتقلين في سجون السيسي دي حكاية مصر المسجونة فكل شعب مصر محبوس في زنزانة 65 https://t.co/SPkc8WhFQQ
مش متابع مسلسلات من زمان بس فى مسلسل حلو اوى اسمه زنزانة 65 انصح اى مواطن شريف يسمعه
— تريكة ???????????????? (@khaldwl60960201) March 1, 2025