أمريكا محاصرة في فسيفساء سوريا.. الصراع المسلح بين الكورد والعرب يُحيّر واشنطن
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
شفق نيوز/ اعتبرت مجلة "نيوزويك" الامريكية، يوم الأحد، إن الصراع المسلح الأخير الذي اندلع بين القوات الكوردية والعشائر العربية في محافظة دير الزور السورية، مع استمرار الحيرة الامريكية في التعامل مع هذا التطور، في ظل تداخل أدوار القوات الايرانية والتركية والسورية، ومع وجود تنظيم داعش، هو بمثابة فيلم متكرر وبلا نهاية امام الولايات المتحدة.
وبعدما أشارت المجلة الأمريكية إلى ان الاهتمام بأخبار سوريا كان تراجع بشكل واسع، وأن الصحافة الدولية صارت تركز على اخبار التقارير الدورية التي يقدمها مسؤولو الامم المتحدة الى مجلس الامن الدولية، والحافلة بالتحذيرات بشأن الازمة الانسانية واستمرار العنف، وتدهور الليرة السورية، أوضحت ان الاسابيع القليلة الماضية شهدت عودة التجارب والمحن السورية الى الصفحات الاولى.
ولفت تقرير المجلة الصادر تحت عنوان "الولايات المتحدة محاصرة في فسيفساء سوريا"، والذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أنه "برغم ان الحرب الاهلية بين حكومة الدكتاتور بشار الاسد ومعارضيها المسلحين قد انتهت بدرجة كبيرة، الا ان الكثير منها ما زال مستمرا، موضحا ان "القصة الأكثر اهمية جرت في دير الزور التي تضم معظم احتياطيات البلاد من النفط والموارد الزراعية، والمقسمة من خلال نهر الفرات، بين القوات الموالية للحكومة وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة".
وبالاضافة الى ذلك، اشار التقرير الى ان "دير الزور كانت بمثابة منطقة مهمة تحت سيطرة تنظيم داعش تحت "خلافته" التي انتهت قبل أربع سنوات، ومنذ ذلك الوقت، تحكم الادارة التي يسيطر عليها الكورد المنطقة، وذلك بالتعاون مع العشائر العربية التي تتمتع بنفوذ كبير في المنطقة".
إلا أن التقرير ذكر ان "المشكلة هي أن العلاقات بين الكورد والعشائر العربية لم تكن وردية بتاتا، مشيرا إلى ان "المقاتلين الكورد كانوا مترددين في توسيع حملتهم العسكرية ضد داعش الى دير الزور لهذا السبب بالتحديد، لكن في نهاية الامر جرى اقناعهم (او ربما الضغط عليهم) من قبل داعميهم الأمريكيين لوضع هذه المخاوف جانبا.
واضاف ان العلاقة الكوردية -العربية لم تكن قوية، الا انها ولدت بدافع الضرورة لأن خلافة داعش كانت بمثابة عدو مشترك يجب القضاء عليه، ولهذا عمل الطرفان معا بشكل جيد من اجل انجاز هذا الهدف.
وفي ظل تلاشي العدو المشترك، برزت خلافات بين الكورد والعرب، حيث اشار التقرير الى ان العشائر العربية لديها الكثير من المظالم ضد الادارة الكوردية، إذ تقول مصادر ان العشائر طلبت من الولايات المتحدة دفع الكورد لمنحهم المزيد من السيطرة، ان لم يكن الحكم الذاتي، إلا أن واشنطن تجاهلت ذلك في معظم الأحيان، متخوفة من آثار تغيير الترتيب القائم منذ سنوات والذي تعتقد واشنطن أنه نجح بشكل جيد نسبيا.
ومع ذلك، ذكر التقرير أن كل ذلك انهار منذ أواخر أغسطس/آب الماضي، عندما حصلت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الكورد، على معلومات استخباراتية تفيد بان رئيس مجلس دير الزور العسكري، المعروف باسم "ابو خولة" كان يسعى لطرد السلطات الكوردية وفرض سيطرته الخاصة، فاعتقله الكورد الى جانب بعض كبار مساعديه، مما احبط تنفيذ خطته، الا ان ذلك أشعل "ثورة صغيرة" في دير الزور ضد الحكم الكوردي، فأرسلت قوات سوريا الديمقراطية تعزيزات لقمعها.
وهكذا، يقول التقرير إن الشركاء اصبحوا فجأة يتقاتلون فيما بينهم بعدما كانوا يحاربون سوية ضد داعش، مما دفع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الى توجيه نداء للجميع لوقف إطلاق النار.
وكان التحالف قال في بيان له أنه "بينما نحافظ على موقفنا الداعم لقوات سوريا الديمقراطية، فإننا نحث جميع القوى على وقف القتال فورا والتوصل الى حل سلمي يسمح لنا بالتركيز على هدفنا المشترك، وهو الهزيمة الدائمة لداعش".
وبرغم ذلك، فقد استمر العنف، ومن المقدر ان نحو 200 شخص قتلوا في الاشتباكات، بينما توجه مسؤول كبير في وزارة الخارجية الامريكية وقائد التحالف العسكري الى شمال شرق سوريا لمحاولة التوصل الى حل سلمي بين قوات سوريا الديمقراطية ومجلس دير الزور، ولو فقط لوقف النزيف وضمان التركيز على الهدف الرئيسي المتمثل بالمعركة ضد فلول داعش، حتى لا يضيع في قلب هذه الدوامة.
وتابع التقرير انه في الايام التي تلت ذلك، تمكن الكورد من التغلب على المقاومة العشائرية، واستعادة البلدات التي خسروها سابقا، ومحاصرة ما تبقى من التمرد، بينما اتفق الكورد ومعارضيهم من العرب، على وقف العنف وبدء المفاوضات حول نظام سياسي جديد لإدارة المنطقة.
وبحسب "نيوزويك"، فإنه بالنسبة لغالبية الاميركيين، يمثل اشتعال الصراع في شرق سوريا، خليطا مربكا من الأحداث، حيث أن الديناميكيات الداخلية في سوريا هي بمثابة مشهد آخذ بالتطور باستمرار، بحيث انه من الممكن ان يتحول الشركاء السابقون الى خصوم، ثم يتم حل خلافاتهم مع مرور الوقت.
واوضح التقرير ان الاشتباكات الكوردية -العربية لا تقدم رواية حتى لنصف القصة، مشيرا الى ان تركيا، حليفة الولايات المتحدة، تقوم بين الوقت والاخر بقصف الكورد السوريين الذين يتلقون ايضا دعما امريكيا.
أما روسيا، خصم الولايات المتحدة، فإنه تجري مناقشات متكررة مع الكورد السوريين، الذين بدورهم يغازلون حول فكرة امكانية التوصل الى اتفاق سياسي مع بشار الاسد، الذي هو خصم للولايات المتحدة.
وبالاضافة الى ذلك، ذكر التقرير بانخراط الميليشيات المدعومة من ايران، والتي ترسل احيانا طائرات مسيرة وصواريخ نحو القواعد الامريكية في شرق سوريا، في قتال بري ضد ما تبقى من فلول داعش، في حين أن القاذفات الروسية التي تقترب بشكل خطير من المقاتلات الامريكية، تقوم بقصف مواقع داعش في صحراء وسط سوريا.
وفي حين خلص التقرير الى القول ان الصراع بأكمله في سوريا يمكن أن يجعل رأسك يدور، لفت إلى ان ما يجري مهم بالنسبة الى الولايات المتحدة لأنه لا يزال هناك نحو 900 جندي امريكي متمركزين في الشرق السوري، بعد أكثر من أربع سنوات من إنجاز مهمتهم الاصلية المتمثلة بالقضاء على خلافة داعش.
وتابع التقرير انه مهمة القوات الامريكية انتقلت من مهمة الحاق الهزيمة بداعش ومنع عودة ظهوره، الى مرحلة الصمود، بمعنى ان القوات الامريكية تتلقى أوامر من صناع القرار السياسي في واشنطن، بالاحتفاظ بمواقعها ضمن جدول زمني مفتوح.
وختم التقرير بالقول إنه ينبغي ألا يتفاجأ احد في حال وجدت الولايات المتحدة نفسها مجددا وسط الانقسام العرقي والعشائري المعقد في سوريا، وطُلب منها التخفيف من المشكلات الراسخة التي تتخطى قدرتها على تسويتها.
واضاف محذرا من انه "كلما طالت فترة بقاء القوات الامريكية في سوريا، كلما ازداد احتمال رؤية هذا الفيلم الذي لا ينتهي". ترجمة: وكالة شفق نيوز
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي القوات الامريكية سوريا سوریا الدیمقراطیة الولایات المتحدة دیر الزور فی سوریا
إقرأ أيضاً:
سوريا.. أمريكا تعلن قتل زعيم «داعش» وأردوغان: سنحدد أسماء من سيديرون البلاد مستقبلاً
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن “أنقرة تتواصل مع الإدارة السورية الجديدة لتحديد أسماء الأشخاص الذين سيديرون البلاد خلال الفترة المقبلة”.
واضاف: “بدأنا اتصالاتنا مع أحمد الشرع، والسوريون هم من سيقررون مستقبلهم، ولا يمكن قبول احتلال إسرائيل لمناطق سورية
تقع على الغرب مسؤولية كبيرة لمنع الخطوات الإسرائيلية في سوريا”.
وقال: “وزير الخارجية التركي هاكان فيدان سيتوجه إلى دمشق وسيتم وضع هيكلية الإدارة الجديدة في سوريا معا، وسنساعد الإدارة الجديدة في دمشق بشكل كامل
وزارة الخارجية التركية الآن تتواصل باستمرار مع النظراء في دمشق، وسنساعد الإدارة الجديدة في سوريا”، واضاف: “ستعيش المنطقة ظروفا مختلفة تماما عما كانت وسنضاعف حجم علاقاتنا التجارية مع سوريا والعراق”.
وتابع اردوغان: “رفع الحصار والقيود المفروضة على سوريا بسبب نظام الأسد سيكون مفيدا لتعافيها، وهناك مشكلة كبيرة في سوريا في توفر الكهرباء والوقود وسنعمل على حل هذه المشكلة وكل المشاكل التي تواجهها سوريا”، مضيفا: “إعادة إعمار المدن السورية مهم لتضميد الجراح، ويجب حل قضية الإسكان حتى يتمكن اللاجئون السوريون من العودة طوعا إلى بلادهم”.
القيادة المركزية الأمريكية تعلن قتل زعيم “داعش” خلال ضربة دقيقة في سوريا
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية اليوم الجمعة، مقتل أبو يوسف زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي والمعروف باسم “محمود” في ضربة جوية بمحافظة دير الزور في سوريا.
وقالت القيادة الأمريكية في بيان: “في 19 ديسمبر، نفذت قوات القيادة المركزية الأمريكية ضربة جوية دقيقة استهدفت زعيم داعش أبو يوسف المعروف باسم محمود في محافظة دير الزور بسوريا، مما أسفر عن مقتل اثنين من عناصر داعش، بما في ذلك أبو يوسف”.
وأضافت: “هذه الضربة الجوية هي جزء من التزام القيادة المركزية الأمريكية المستمر، جنبا إلى جنب مع الشركاء في المنطقة بتعطيل وتدهور جهود الإرهابيين للتخطيط وتنظيم وتنفيذ هجمات ضد المدنيين والعسكريين من الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا في جميع أنحاء المنطقة وخارجها”.
ولفتت إلى أنه “تم تنفيذ هذه الضربة في منطقة كانت خاضعة سابقا لسيطرة النظام السوري”.
وخلص البيان إلى أن “الولايات المتحدة- بالعمل مع الحلفاء والشركاء في المنطقة- لن تسمح لداعش باستغلال الوضع الحالي في سوريا وإعادة تشكيل نفسها، لدى داعش نية لتحرير أكثر من 8000 عميل من داعش محتجزين حاليا في منشآت في سوريا”.
وقال الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية: “سنستهدف بقوة هؤلاء القادة والنشطاء، بما في ذلك أولئك الذين يحاولون تنفيذ عمليات خارج سوريا”.