الخليج الجديد:
2025-04-22@18:44:21 GMT

.. لولا فسحة الأمل!

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

.. لولا فسحة الأمل!

.. لولا فسحة الأمل!

الأمل حالة ذهنية وعاطفية تعبر عن الثقة والتفاؤل بأن الأمور ستتحسن وستتطور في المستقبل.

هو قوة داخلية تدفع الأفراد إلى الاستمرار، حيث يمنح المرء الشعور بالحياة والدافع للسعي نحو تحقيق الأهداف والأحلام.

الأمل كقيمة ليس مجرد أمنية عابرة، أو معالجة نفسية آنية، بل هو أيضا قوة داخلية تحملنا عبر الأوقات الصعبة على أجنحة الحياة.

يعيد الأمل إلينا الثقة في أن الحياة قد تحمل لنا أيامًا أفضل في فسحة العيش التي ستكون ضيقة فعلا لولا تلك الفسحة المهمة التي تسمى فسحة الأمل!

* * *

أتساءل عن حجم خسائر الذين فقدوا إيمانهم بالأمل.

أتساءل عما إذا كانوا قد أدركوا أخيرا ما خسروه لصالح العدم وحده، ومجانا!

وأتساءل أيضا عن جدوى الحياة كلها إن لم يكن الأمل أحد أهم مفرداتها على الإطلاق!

في عالم مليء بالتحديات والمشاكل، يبدو أن الأمل كقيمة إنسانية عالية، يتلاشى ويختفي من حياة البشر. يواجه الكثيرون تحديات صعبة وظروفًا قاسية تجعلهم يشكون في إمكانية تحقيق أحلامهم وتحقيق طموحاتهم. ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان الأمل وانخفاض الإيمان في المستقبل.

وفقدان الأمل قد ينجم عن تجارب صعبة ومآس شخصية، مثل فقدان العمل أو المواجهة المستمرة للفشل في تحقيق الأهداف، أو التماس المباشر مع الموت الذي يمتحننا في أقرب الناس إلينا، ولكن هناك أسباب أخرى أكثر شمولية منها الأحداث العالمية المدمرة، كالكوارث الطبيعية، والحروب، والأزمات الاقتصادية، أو حتى الأزمات الصحية العامة وآخرها جائحة كورونا التي اجتاحت الكرة الأرضية بأسرها وعرضت البشرية لتحدٍّ عالمي موحد لقيم إنسانية كثيرة.

الخسائر دائما كثيرة على الصعيدين الفردي والجمعي، فعندما يفقد الناس الأمل، يمكن أن يعانوا من عواقب سلبية على صحتهم العقلية والجسدية، فيصابون، على سبيل المثال، بالاكتئاب والقلق وفقدان الثقة في الذات بالإضافة الى فقدان الثقة بالآخرين حولهم وخصوصا من أولئك الذين يقدمون لهم وجبة الأمل باعتبارها الوجبة المنقذة! ذلك أنهم يصبحون عرضة للشعور بالإحباط والتشاؤم، ويمكن أن يعجزوا عن الاستمتاع بالحياة وتحقيق السعادة الشخصية.

إن معالجة هذه المشكلة تتطلب توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد الذين يعانون من اليأس. نعم.. يجب أن يكون هناك تركيز على تعزيز الصحة العقلية وتعزيز الإيجابية في حياة الناس. ويمكن تحقيق ذلك من خلال توفير الدعم العاطفي والمشورة، سواء عن طريق الأصدقاء والعائلة أو من خلال المؤسسات الخاصة بالصحة النفسية والاستشارة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون القصص الإلهامية والنماذج الإيجابية مصدرًا للاستلهام والتشجيع. فعندما يرى الخاسرون في تحدي الأمل أمثلة حية للآخرين الذين واجهوا التحديات وتغلبوا عليها فاستعادوا شغفهم بالحياة، سيكونون أكثر استعدادا لإعادة إشعال شرارة الأمل في قلوبهم، وقد تكون التكنولوجيا أيضًا وسيلة فعالة للتواصل وتبادل القصص والخبرات.

إذ يمكن للمنصات الاجتماعية والمواقع الإلكترونية أن تكون مساحات للتحفيز والتعبير عما يختلج في النفوس حيث سيجد فيها اليائسون مجتمعات يمكنهم مشاركة قصصهم معها أو مع الذين يمرون بقصص مماثلة، مما يخفف الشعور بالعزلة ويوفر بيئة داعمة للتعافي.

والأمل حالة ذهنية وعاطفية تعبر عن الثقة والتفاؤل بأن الأشياء ستتحسن وستتطور في المستقبل. وهي قوة داخلية تدفع الأفراد إلى الاستمرار، حيث يمنح المرء الشعور بالحياة والدافع للسعي نحو تحقيق الأهداف والأحلام.

وهو أيضا رد فعل إيجابي يولد الطاقة والتفاؤل، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على الصحة العقلية والجسدية، ويساعدنا على التغلب على الصعاب والمواجهة النفسية، كما يعزز قدرتنا على التكيف مع التحولات والتغيرات المتصاعدة في الحياة، فعندما يكون المرء متحمسًا ومتفائلا بشأن مستقبله، سيعمل بجد لتحويل تلك الأفكار إلى واقع.

ولذلك فالأمل كقيمة ليس مجرد أمنية عابرة، أو معالجة نفسية آنية وحسب، بل هو أيضا قوة داخلية تحملنا عبر الأوقات الصعبة على أجنحة الحياة وتعيد إلينا الثقة في أن الحياة قد تحمل لنا أيامًا أفضل في فسحة العيش التي ستكون ضيقة فعلا لولا تلك الفسحة المهمة التي تسمى فسحة الأمل!

*سعدية مفرح كاتبة وصحفية وشاعرة كويتية

المصدر | الشرق

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الأمل الأوقات الصعبة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

ماكرون: البابا فرنسيس كان متواضعا وعمل على نشر الأمل في قلوب البسطاء

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنّ البابا فرنسيس كان رجلا متواضعا وعمل على نشر السعادة والأمل في قلوب الفئات البسيطة، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.

وأعلن قبل قليل نيافة الحبر كارد فاريل ، وفاة البابا فرنسيس بهذه الكلمات: "أخوتي وأخواتي الأعزاء، ببالغ الأسى، أعلن وفاة القديس البابا فرنسيس. في الساعة 7:35 صباح هذا اليوم عاد أسقف روما البابا فرنسيس إلى منزل الأب.. كانت حياته كلها مكرسة لخدمة الرب وكنيسته.

الكاردينال كيفن فاريل: هذا آخر ما قاله البابا فرانسيسالفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس رسميًاوفد الجبهة الوطنية يشارك في قداس عيد القيامة ويهنئ البابا تواضروسأمانة حزب الجيل بالقاهرة الجديدة تهنئ البابا تواضروس والأقباط بعيد القيامة

وتابع قائلا : علمنا أن نعيش قيم الإنجيل بالولاء والشجاعة والحب العالمي، خاصة لأفقر الناس وتهميشا. مع الامتنان الشديد لمثله من تلميذ حقيقي للرب يسوع، نوصي روح البابا فرنسيس للرب".

مقالات مشابهة

  • أبو الغيط: ندعم الحكومة اللبنانية الجديدة
  • ???? اهالي النيجر.. يبحثون عن ابناءهم (المرتزقة) الذين انقطعت اخبارهم فى السودان
  • الاحتلال يقدم لائحة اتهام بحق مقاتلي المقاومة الذين اقتحموا نير عوز
  • الذين يشبهون الدعاء لا يُنسَون
  • ماكرون: البابا فرنسيس كان متواضعا وعمل على نشر الأمل في قلوب البسطاء
  • هبة عبد العزيز تكتب.. لنفرح ونبتهج.. عيد فصح مجيد
  • «فيدرا»: الأشخاص الذين يعذبون الحيوانات لا يعرفون الإنسانية
  • مجمع ناصر الطبي:كل الذين يتبرعون بالدم في غزة يُعانون من نقص في الدم
  • الشباب والذكاء الاصطناعي.. مشاعر معقدة بين الثقة والقلق
  • لقضاء فسحة مع أسرتك.. اعرف أفضل أماكن الخروج في شم النسيم 2025