الخليج الجديد:
2024-09-30@17:19:00 GMT

.. لولا فسحة الأمل!

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

.. لولا فسحة الأمل!

.. لولا فسحة الأمل!

الأمل حالة ذهنية وعاطفية تعبر عن الثقة والتفاؤل بأن الأمور ستتحسن وستتطور في المستقبل.

هو قوة داخلية تدفع الأفراد إلى الاستمرار، حيث يمنح المرء الشعور بالحياة والدافع للسعي نحو تحقيق الأهداف والأحلام.

الأمل كقيمة ليس مجرد أمنية عابرة، أو معالجة نفسية آنية، بل هو أيضا قوة داخلية تحملنا عبر الأوقات الصعبة على أجنحة الحياة.

يعيد الأمل إلينا الثقة في أن الحياة قد تحمل لنا أيامًا أفضل في فسحة العيش التي ستكون ضيقة فعلا لولا تلك الفسحة المهمة التي تسمى فسحة الأمل!

* * *

أتساءل عن حجم خسائر الذين فقدوا إيمانهم بالأمل.

أتساءل عما إذا كانوا قد أدركوا أخيرا ما خسروه لصالح العدم وحده، ومجانا!

وأتساءل أيضا عن جدوى الحياة كلها إن لم يكن الأمل أحد أهم مفرداتها على الإطلاق!

في عالم مليء بالتحديات والمشاكل، يبدو أن الأمل كقيمة إنسانية عالية، يتلاشى ويختفي من حياة البشر. يواجه الكثيرون تحديات صعبة وظروفًا قاسية تجعلهم يشكون في إمكانية تحقيق أحلامهم وتحقيق طموحاتهم. ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان الأمل وانخفاض الإيمان في المستقبل.

وفقدان الأمل قد ينجم عن تجارب صعبة ومآس شخصية، مثل فقدان العمل أو المواجهة المستمرة للفشل في تحقيق الأهداف، أو التماس المباشر مع الموت الذي يمتحننا في أقرب الناس إلينا، ولكن هناك أسباب أخرى أكثر شمولية منها الأحداث العالمية المدمرة، كالكوارث الطبيعية، والحروب، والأزمات الاقتصادية، أو حتى الأزمات الصحية العامة وآخرها جائحة كورونا التي اجتاحت الكرة الأرضية بأسرها وعرضت البشرية لتحدٍّ عالمي موحد لقيم إنسانية كثيرة.

الخسائر دائما كثيرة على الصعيدين الفردي والجمعي، فعندما يفقد الناس الأمل، يمكن أن يعانوا من عواقب سلبية على صحتهم العقلية والجسدية، فيصابون، على سبيل المثال، بالاكتئاب والقلق وفقدان الثقة في الذات بالإضافة الى فقدان الثقة بالآخرين حولهم وخصوصا من أولئك الذين يقدمون لهم وجبة الأمل باعتبارها الوجبة المنقذة! ذلك أنهم يصبحون عرضة للشعور بالإحباط والتشاؤم، ويمكن أن يعجزوا عن الاستمتاع بالحياة وتحقيق السعادة الشخصية.

إن معالجة هذه المشكلة تتطلب توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد الذين يعانون من اليأس. نعم.. يجب أن يكون هناك تركيز على تعزيز الصحة العقلية وتعزيز الإيجابية في حياة الناس. ويمكن تحقيق ذلك من خلال توفير الدعم العاطفي والمشورة، سواء عن طريق الأصدقاء والعائلة أو من خلال المؤسسات الخاصة بالصحة النفسية والاستشارة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون القصص الإلهامية والنماذج الإيجابية مصدرًا للاستلهام والتشجيع. فعندما يرى الخاسرون في تحدي الأمل أمثلة حية للآخرين الذين واجهوا التحديات وتغلبوا عليها فاستعادوا شغفهم بالحياة، سيكونون أكثر استعدادا لإعادة إشعال شرارة الأمل في قلوبهم، وقد تكون التكنولوجيا أيضًا وسيلة فعالة للتواصل وتبادل القصص والخبرات.

إذ يمكن للمنصات الاجتماعية والمواقع الإلكترونية أن تكون مساحات للتحفيز والتعبير عما يختلج في النفوس حيث سيجد فيها اليائسون مجتمعات يمكنهم مشاركة قصصهم معها أو مع الذين يمرون بقصص مماثلة، مما يخفف الشعور بالعزلة ويوفر بيئة داعمة للتعافي.

والأمل حالة ذهنية وعاطفية تعبر عن الثقة والتفاؤل بأن الأشياء ستتحسن وستتطور في المستقبل. وهي قوة داخلية تدفع الأفراد إلى الاستمرار، حيث يمنح المرء الشعور بالحياة والدافع للسعي نحو تحقيق الأهداف والأحلام.

وهو أيضا رد فعل إيجابي يولد الطاقة والتفاؤل، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على الصحة العقلية والجسدية، ويساعدنا على التغلب على الصعاب والمواجهة النفسية، كما يعزز قدرتنا على التكيف مع التحولات والتغيرات المتصاعدة في الحياة، فعندما يكون المرء متحمسًا ومتفائلا بشأن مستقبله، سيعمل بجد لتحويل تلك الأفكار إلى واقع.

ولذلك فالأمل كقيمة ليس مجرد أمنية عابرة، أو معالجة نفسية آنية وحسب، بل هو أيضا قوة داخلية تحملنا عبر الأوقات الصعبة على أجنحة الحياة وتعيد إلينا الثقة في أن الحياة قد تحمل لنا أيامًا أفضل في فسحة العيش التي ستكون ضيقة فعلا لولا تلك الفسحة المهمة التي تسمى فسحة الأمل!

*سعدية مفرح كاتبة وصحفية وشاعرة كويتية

المصدر | الشرق

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الأمل الأوقات الصعبة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

للمطالبة برحيل اتحاد الكرة.. أندية طرابلس الكبرى تعلق أنشطتها

طالبت أندية طرابلس الكبرى بسحب الثقة من الرئيس الحالي للاتحاد الليبي لكرة القدم عبد الحكيم الشلماني وتكليف الأمين العام لاتحاد الكرة ناصر الصويعي رئيسا مؤقتا إلى حين إجراء انتخابات عاجلة.

جاء ذلك عقب اجتماع طارئ عُقِد اليوم السبت في العاصمة من أجل المطالبة بسحب الثقة من رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم ومناقشة قرار الصعود للممتاز وآلية المسابقة.

وقررت أندية طرابلس الكبرى في بيان أصدرته، عدم المشاركة في أي مسابقة يشرف عليها الاتحاد الحالي وطالبت باعتماد الملاعب واللعب بنظام الذهاب والإياب واستغلال كل الملاعب وبحضور الجماهير الرياضية.

كما قررت الأندية إيقاف النشاط وطالبت الاتحاد العام لكرة القدم الاستقالة والتنحي وإن لزم الأمر سحب الثقة منه والدعوة إلى انتخابات مبكرة.

وطالبت أندية طرابلس الكبرى بالتسوية المطلوبة لأندية الدرجة الثانية ورفعها للاتحاد المحلي للفراغ الذي خلفه قرار 57 لسنة 2024.

مقالات مشابهة

  • رشيد جابر يدشن رحلة إعادة بناء الثقة وإيجاد هوية للأحمر
  • «حماة الوطن»: إعادة الإقرارات الضريبية تعزز الثقة بين الضرائب والممولين
  • استشاري صحة نفسية: مقارنة الطفل بغيره أمر كارثي يدمر ثقته
  • مصطفى تمبور: الذين يرددون شعار لا للحرب هم من أشعلوها بتخطيطهم وتدبيرهم
  • تعرف على شركة الثقة للقرميد والحجر الهاشمي
  • علي مهدي: لولا العمر لكنت أُحارب الآن بجوار الجيش
  • وزير المالية يمد يد الثقة والشراكة والمساندة للمجتمع التجاري والصناعي
  • التُّؤَدَة
  • للمطالبة برحيل اتحاد الكرة.. أندية طرابلس الكبرى تعلق أنشطتها
  • تراجع الثقة الاقتصادية بمنطقة اليورو وسط تدهور قطاع الصناعة