يرجح أن يحقق الحزب الحاكم في روسيا "فوزا محسوما" في الانتخابات الإقليمية، الأحد، والتي بمثابة "بالون اختبار" يمهد لإعادة انتخاب الرئيس، فلاديمير بوتين، العام المقبل، ومحاولة لتعزيز قبضة الكرملين على 4 مناطق محتلة في أوكرانيا.

وتجري السلطات الروسية أيضا انتخابات محلية في المناطق الأوكرانية الأربع المحتلة - زابوريجيا ودونيتسك ولوهانسك وخيرسون - التي ضمتها موسكو قبل عام في استفتاءات "غير قانونية".

ونددت كييف وحلفاؤها الغربيون بالانتخابات "غير القانونية" في شرق وجنوب أوكرانيا. ووصفت أوكرانيا التصويت في الأراضي المحتلة بأنه "انتخابات زائفة.. خالية تماما من المعنى السياسي والقانوني"، بينما اعتبرها الاتحاد الأوروبي "غير قانونية".

وقالت الزميلة البارزة في برنامج أوروبا وروسيا وأوراسيا بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ماريا سنيغوفايا، إن "هذه الانتخابات مهمة، لأنها توفر للسلطات الروسية "وسيلة لاختبار أنظمة التصويت، والتحقق من القضايا والروايات التي تجذب الناخبين".

وفي حديث لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية، أضافت سنيغوفايا: "يحتاج الكرملين إلى التحقق من أنه يعمل بشكل جيد قبل إعادة انتخاب بوتين عام 2024، حيث سيكون الهدف هو إظهار الوحدة المجتمعية حول بوتين، على الرغم من الحرب والتكلفة الاقتصادية، من خلال الأرقام الانتخابية المرتفعة".

"انتخابات صورية"

ومؤخرا، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، "إن الانتخابات الصورية التي تجريها روسيا في المناطق المحتلة من أوكرانيا، غير شرعية". 

في المقابل، ردت السفارة الروسية لدى الولايات المتحدة بالقول، إن "أميركا لا ينبغي أن تتدخل في شؤون الدول الأجنبية"، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال".

بلينكن يعلق على الانتخابات الروسية "الصورية" في مناطق أوكرانية محتلة أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الخميس، أن الاتحاد الروسي يقوم بإجراء انتخابات "صورية" في المناطق المحتلة من أوكرانيا، بعد مرور ما يقرب من عام على تنظيم الكرملين "استفتاءات زائفة"، وزعمه ضم مناطق خيرسون وزابوريجا ودونيتسك ولوهانسك في أوكرانيا.

وعندما أجرت روسيا استفتاءات العام الماضي لضم المناطق الأربع رسميا، يتذكر بعض السكان أنهم تعرضوا لضغوط للتصويت من قبل مسؤولي الانتخابات، الذين زاروا المباني السكنية المحاطة بجنود روس مسلحين.

ومن خلال إشراك المئات من السكان المحليين في الانتخابات، أشارت روسيا ضمنيا إليهم كمشاركين في احتلالها، مما جعلهم عرضة للمحاكمة في أوكرانيا، وربطهم بشكل أقرب إلى موسكو. 

ويفرض القانون الجنائي الأوكراني عقوبات بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات على المرشحين للانتخابات وأعضاء اللجنة الانتخابية، وأي شخص يدعو الناس علنا إلى المشاركة في الانتخابات على الأراضي المحتلة.

"مستوى تأهل عال"

وفي موسكو، بالكاد كانت الحملة الانتخابية محسوسة، حيث كانت ملصقات المرشحين، بما في ذلك رئيس البلدية المنتهية ولايته، سيرغي سوبيانين، الموالي لبوتين، والذي يتولى منصبه منذ عام 2010، نادرة في الشوارع.

غير أن سوبيانين كان حاضرا في كل مكان على شاشات التلفزيون خلال الأيام الأخيرة، حيث أطلق خطوط قطار إقليمية جديدة، وطريقا سريعا برسوم مرور، وافتتح مستشفيات تمّ تجديدها.

يذكر أنه في عام 2013، ترشح المعارض، ألكسي نافالني ضده، وفشل في التغلب عليه بفارق ضئيل. لكن بعد عقد من الزمان، لا يزال العدو الأول للكرملين يقبع خلف القضبان، مع عدم وجود إمكانية حقيقية للحشد في الشوارع.

رغم تصاعد "تكاليف الحرب".. بوتين يضع نصب عينيه الترشح لولاية جديدة ذكرت صحيفة "الغارديان" أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الذي يضع نصب عينيه إعادة الترشح لولاية خامسة في الانتخابات التي تقام السنة المقبلة، يواجه تحديات اقتصادية كبرى ناتجة عن "حالة الحرب والإنفاق العسكري الكبير".   

وعلى بعد عدة مئات الكيلومترات جنوب غرب موسكو، في المناطق الحدودية لأوكرانيا، والتي تعتبر أهدافا بانتظام لهجمات من كييف بطائرات مسيرة، سيتم تنظيم الاقتراع في ظل ظروف أمنية محفوفة بالمخاطر.

وكانت رئيسة اللجنة الانتخابية، إيلا بامفيلوفا، قد أعلنت أن التصويت في بلدة شيبيكينو في منطقة بيلغورود "تم تأجيله بسبب مستوى تأهب عال".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

كيف يتعامل ترامب مع أوكرانيا عبر فن الصفقة والتخلي لصالح بوتين؟

نشر موقع "ذا هيل" تقريرًا يتناول فيه طريقة تعامل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع القضايا الدولية، مثل حرب أوكرانيا، من خلال مفهومه الخاص بـ "الصفقات"، مشيرًا إلى أن ترامب يفتقر إلى التعاطف والفهم المعقد للوضع، ما يجعله مستعدًا للتخلي عن بعض القيم الأساسية لتحقيق صفقات سريعة.

وأوضح الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، أن أنصار الرئيس ترامب يزعمون في كثير من الأحيان أن قوته تكمن في براعته التجارية، التي اكتسبها خارج الساحة السياسية التي فقدت مصداقيتها. ويقدمونه كصانع صفقات جريء وذو حدس قوي، قادر على النظر إلى ما وراء الحكمة التقليدية وإيجاد حلول عملية للمشكلات المستعصية.

واستند الموقع في ذلك إلى اتفاقات إبراهيم لسنة 2020، حيث وافقت البحرين والإمارات على إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع إسرائيل، وكان ذلك تحت رعاية ترامب، وربما كان التاجر الكبير قد بدأ مرحلة جديدة وإيجابية في المنطقة.

وأفاد الموقع بأن صورة صانع صفقات هذه مبينة على أسس مشكوك فيها. والواقع أن مفهوم الرئيس نفسه لـ"الصفقة" يمكن أن يكون غامضًا، كما تكتشف أوكرانيا، والتي تدفع ثمنًا باهظًا لذلك. فقد يكون ترامب مهووسًا بالتوصل إلى اتفاق لدرجة أنه قد يتجاهل أي اعتبارات فردية. والجانب الآخر من انغماسه في ذاته هو الافتقار إلى التعاطف، وهي صفة حيوية للمفاوض الفعال.

وذكر الموقع أن سمعة ترامب تستند إلى دليل أعماله/ مذكراته الصادر سنة 1987، "فن الصفقة"، وهو كتاب حقق مبيعات ضخمة وساهم في جعله اسمًا معروفًا. ولكن "فن الصفقة"، سواء بطبيعته أو ما يمثله، يقدم صورة مغرية لكنها مضللة.



وحمل الكتاب اسم ترامب ونُسب إلى "دونالد ج. ترامب مع توني شوارتز". وكان شوارتز، الصحفي في مجلة نيويورك، قد تم تعيينه لكتابة الكتاب بشكل غير رسمي في سنة 1985، وهو عرض كان مغريًا للغاية لدرجة أنه لا يمكن رفضه. وفي سنة 2019، قال إنه أكبر ندم في حياته وأشار إلى أن حقوق الملكية بأنها "مال ملوث بالدم".

ويزعم شوارتز أن ترامب لم يُساهم تقريبًا بأي شيء ذو قيمة في النص، مضيفًا أن الكتاب يجب أن يُعاد تصنيفه على أنه "خيال".

وبحسب الصحيفة؛ فإذا فشلت أي صفقة، فإن ترامب سريعًا ما يتنصل منها. وقد هاجم ترامب سقوط كابول في آب/ أغسطس 2021 ووصفه بأنه "أكثر اللحظات إحراجًا في تاريخ الولايات المتحدة"، محملاً إدارة بايدن مسؤولية ذلك بسبب ضعفها. والحقيقة هي أن بذور الانسحاب المهين من أفغانستان، الذي أسفر عن مقتل 13 جنديًا أمريكيًا، كانت قد زرعها ترامب ومستشاروه في شباط/ فبراير 2020.

وأضاف الموقع أن الصفقة التي أبرمتها إدارة ترامب مع طالبان في الدوحة كانت ثنائية، دون مشاركة الحكومة الأفغانية. ونصت على انسحاب القوات الأمريكية بحلول أيار/ مايو 2021 ورفع العقوبات عن طالبان. باختصار، قدمت الصفقة مخرجًا لترامب من الحملة العسكرية في أفغانستان التي استمرت 20 سنة، متجاهلًا الحقائق على الأرض وأملًا في الأفضل.

وفي مفاوضاته بشأن أوكرانيا، يستبعد ترامب الحكومة في كييف لأنه يرى فلاديمير بوتين كبوابة أسهل لتحقيق ما يريد. ولم تتميز المفاوضات الأولية بين الولايات المتحدة وروسيا بحكم متقلب، حيث تم التنازل عن أوراق المساومة دون مقابل.

وقبل أن تبدأ المفاوضات بشكل جدي، استبعد وزير الدفاع بيت هيغسميث فعليًا انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، وألمح ترامب بشكل قوي إلى أن روسيا لن تتخلى عن الأراضي التي تسيطر عليها حاليًا في أوكرانيا، كما وضع المسؤولون الأمريكيون لأنفسهم مهلة صعبة بشكل غير ضروري، حيث أعربوا عن أملهم في التوصل إلى تسوية بحلول عيد الفصح.



وأشار الموقع إلى أن هذه تمثل بعض أهداف بوتين من الحرب، لكن ترامب تنازل عنها لأنها بدت غير مهمة له أو للولايات المتحدة. كما أنه مدفوع بكراهية شديدة للرئيس الأوكراني زيلينسكي، الذي وصفه بـ "الدكتاتور" رغم عدم وجود دليل على ذلك. واتهم ترامب أوكرانيا بالتسبب في الحرب قائلاً: "كان يمكن تسويتها بسهولة. ولم يكن يجب أن تبدأوها أبدًا. كان يمكنكم إبرام صفقة."

الواقع أن ترامب يحب بوتن ويكره زيلينسكي. ولم يكن له أي مصلحة في أسباب حرب أوكرانيا، وهو يقدس "الصفقة"؛ ونتيجة لهذا، فمن غير المفهوم بالنسبة له أن تقاوم أوكرانيا روسيا لمدة ثلاث سنوات ملطخة بالدماء. إن احتمال خروج بوتن من الحرب بعدوانه مكافأ أمر لا مفر منه ببساطة في النظام البيئي العقلي لترامب من الأقوياء والفائزين والخاسرين.

وقال الموقع إن ترامب يحب بوتين ويكره زيلينسكي، ولم يكن له مصلحة في أسباب حرب أوكرانيا. فهو يقدس "الصفقة"، لذا يصعب عليه فهم مقاومة أوكرانيا لروسيا. بالنسبة له، من المحتمل أن يخرج بوتين من الحرب منتصرًا على عدوانه، وهو أمر متوقع في رؤيته للعالم الذي يفضل الأقوياء والفائزين.

واعتبر الموقع أن انتهاء الحرب بالشروط التي وافقت عليها الولايات المتحدة بالفعل سيكون نجاحًا باهرًا في السياسة الخارجية لبوتن.

وبين الموقع أن ضابط سابق في جهاز الاستخبارات السوفيتي يتفوق بشكل مريح على مطور عقاري متهور لعب دورًا كاريكاتيريًا لنفسه في برنامج "ذا أپنتيس". ولا يولي ترامب أي قيمة لأوكرانيا سوى ما يمكنه استخراجه منها. ببساطة، هو يريد أن تنتهي الحرب مهما كان الثمن.

واختتم الموقع تقريره بالإشارة إلى أن أوكرانيا قد تدفع هذا الثمن في البداية، ولكن ستكون هناك عواقب طويلة الأمد جراء إظهار أن العدوان العسكري ينجح. وربما يجب أن نسمّي ذلك "الصفقة الجديدة" لترامب.

مقالات مشابهة

  • بيان القمة العربية الطارئة: انتخابات في كافة المناطق الفلسطينية خلال عام.. و53 مليار دولار لإعمار غزة
  • استمرار تقلبات الطقس في اليمن وأمطار متوقعة الأسبوع القادم
  • اليمن يودع الفقر.. اكتشاف كميات كبيرة من الألماس والمناطق الغنية بالكنوز والثروات
  • العراق.. انتخابات على وقع قلق العقوبات والتدخلات الخارجية
  • وزير الخارجية الفرنسي: الهدنة بين روسيا وأوكرانيا قد تظهر مدى استعداد بوتين لمحادثات سلام
  • كيف استقبل المواطنون في المحافظات المحتلة شهر رمضان المبارك؟
  • كيف يتعامل ترامب مع أوكرانيا عبر فن الصفقة والتخلي لصالح بوتين؟
  • السايح يبحث مع تيته استعدادات المفوضية لتنظيم انتخابات المجالس البلدية
  • معلقًا على موقف النويري.. العرفي: لا تغيير في موقف البرلمان.. الانتخابات يجب أن تكون رئاسية أو متزامنة
  • منذ بداية الحرب.. 652 مدنيا قتلوا في الهجمات الأوكرانية على روسيا