زراعة التبغ تتمدد في اليمن... وتهديدات للغذاء
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
صنعاء (عدن الغد) محمد راجح – العربي الجديد:
تتزايد مخاوف اليمنيين ومنظمات دولية من التغير الحاصل في الخريطة الزراعية للبلاد، إذ يتزايد إقبال المزراعين في مناطق عدة على زراعة التبغ ومحاصيل أخرى مدرة للمال على حساب المحاصيل الغذائية، ما يزيد التهديدات في البلد الذي يواجه في الأساس تمدداً في رقعة الجوع بفعل الفقر وانعدام الأمن الغذائي.
وتظهر خريطة الإنتاج الزراعي في اليمن، تركز زراعة التبغ بدرجة رئيسية في محافظة الحديدة شمال غربي البلاد بنسبة تتجاوز 90%، في حين تتوزع النسبة المتبقية على ست محافظات في جنوب وشرق اليمن، ولا سيما في حضرموت وأبين ولحج والمهرة وشبوة.
وتقدر بيانات الإحصاء الزراعي المحلية إنتاج اليمن من التبغ بحوالي 30 ألف طن من مساحة زراعية تصل إلى نحو 7 آلاف هكتار (الهكتار يعادل 10 آلاف متر مربع).
يقول الباحث الزراعي مطلق العزي لـ"العربي الجديد"، إنّ هناك سوقاً رائجة للمنتجات الزراعية من مختلف المحاصيل النقدية كالتبغ والبن والسمسم وغيرها من المنتجات التي يجد فيها المزارع عائداً مناسباً يغطي تكاليفه.
ويشكو مزارعون في عدد من المناطق الزراعية اليمنية كمحافظات الحديدة ولحج وأبين من ارتفاع تكاليف زراعة وإنتاج المحاصيل التي تشتهر بها هذه المناطق.
ويلفت التاجر عبد العليم المطري، وهو بائع تنباك (صنف من التبغ) في صنعاء، لـ"العربي الجديد"، إلى رواج تجارة التبغ المحلي، مشيراً إلى أنّ له فترة طويلة تزيد على 25 عاماً يعمل في هذا النوع من الأعمال التجارية ويلحظ اهتمام المستهلكين به بالرغم من التغيرات الحاصلة وإغراق الأسواق المحلية بعشرات الأصناف من التبغ والسجائر المستوردة.
في المقابل، يشير مختصون إلى إمكانية الاهتمام بمحاصيل أخرى ذات مردود جيد للمزراعين على غرار القطن الذي تراجع الاهتمام به. وتحذر منظمة الصحة العالمية من زراعة مثل هذه المحاصيل، ودعت في تقرير صادر في مايو/ أيار الماضي، إلى التوقف عن دعم محاصيل التبغ ومساعدة المزارعين على زراعة الغذاء، في ظل انتشار الجوع في جميع أنحاء العالم.
وتؤكد منظمات أممية أن زراعة التبغ تفاقم تحديات الأمن الغذائي التي تعاني منها الكثير من البلدان من خلال شغل الأراضي الصالحة للزراعة، كما تعاني البيئة والمجتمعات التي تعتمد عليها، حيث يؤدي توسع المحصول إلى إزالة الغابات وتلوث مصادر المياه وتدهور التربة.
وشهدت العاصمة اليمنية صنعاء خلال الأيام الماضية عدة فعاليات وأنشطته استعرضت تجارب ناجحة في زراعة وتسويق القطن، وكذا تجارب عالمية لتحسين إنتاجيته، إضافة إلى مضاعفة الاهتمام بزراعة المحاصيل الغذائية لمواجهة الأزمات المتفاقمة الناتجة عن انهيار الأمن الغذائي في البلاد.
لكن الباحث الزراعي بسام قاسم، يرى في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه رغم الحاجة الماسة إلى المحاصيل الغذائية وحتى النقدية الأخرى مثل القطن إلا أن المردود المالي الذي يحققه بعض المزارعين من زراعة التبغ و"القات" يشجعهم على الاستمرار في زراعة هذه النباتات خاصة في ظل معاناتهم من توفير البذور والأسمدة والبنزين للمحاصيل الأخرى بأسعار وكميات تفضيليه.
ولا بيانات حديثة عن حجم وقيمة استهلاك اليمنيين للتبغ، بينما يؤكد مختصون في القطاع التجاري تزايده كثيراً عن مستويات ما قبل الحرب.
وكانت بيانات مسح ميزانية الأسرة الصادرة عام 2014 عن الجهاز المركزي الإحصاء الحكومي، قد أشارت إلى إنفاق اليمنين نحو 180 مليار ريال على التبغ، علماً أن سعر صرف الريال اليمني شهد انخفاضاً كبيراً خلال السنوات الثماني الماضية من عمر الحرب والصراع الدائر في البلاد ليصل إلى أكثر من 1300 ريال مقابل الدولار الواحد من 250 ريالا للدولار قبل عام 2015.
ويعاني اليمن من انعدام الأمن الغذائي الذي لا يزال عند مستويات عالية للغاية مع توسع نسبة الأسر غير القادرة على تلبية احتياجاتها الغذائية والتي يقدرها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بما يقارب 50%، ناهيك عن ارتفاع نسبة الأسر التي تعاني من عدم كفاية استهلاك الغذاء إلى أكثر من 55%.
يأتي هذا بينما يتجه برنامج الأغذية العالمي لخفض وتقليص نطاق وحجم أنشطته في اليمن بسبب محدودية التمويل، والتي تشمل برنامج تعزيز القدرة على الصمود وسُبل المعيشة.
ويتلقى حالياً نحو 13.1 مليون شخص في جميع أنحاء اليمن حصصاً غذائية عبر برنامج المساعدات الغذائية العامة، وتُعادل هذه الحصة حوالي 40%من مكونات السلة الغذائية القياسية.
وفي حال عدم الحصول على تمويل جديد، يتوقع البرنامج أن يتأثر قرابة 3 ملايين شخص في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، ونحو 1.4 مليون شخص في مناطق الحكومة المعترف بها دولياً.
وحسب مراقبين تحدثوا لـ"العربي الجديد"، فقد توسعت سياسة التقشف في اليمن لتشمل نسبة كبيرة من الأسر تتجاوز 70%، إضافة إلى انخفاض معدل انتشار الاستهلاك الغذائي وعدم كفايته بين الأسر في معظم المناطق اليمنية مع تغير أنماط الاستهلاك وتأثيره على تراجع استهلاك الغذاء، وتقلص عدد الوجبات اليومية. ويلاحظ توقف كثير من اليمنيين عن تناول الوجبات والأطعمة المرتفعة أسعارها، أو التي تتطلب عملية إعدادها تكاليف إضافية.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: العربی الجدید الأمن الغذائی زراعة التبغ فی الیمن
إقرأ أيضاً:
صندوق تطوير التعليم: إطلاق مشروعات تعليمية جديدة وجامعة للغذاء الأولى من نوعها
عقد مجلس إدارة صندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة مجلس الوزراء، اجتماعًا ، برئاسة د. مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وحضور المهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، د. رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، د. عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، د. محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، د. هاني هلال، وزير التعليم العالي الأسبق، د. رشا سعد شرف، أمين عام صندوق تطوير التعليم، على السيسي، مساعد وزير المالية، ومسئولي عدد من الوزارات والجهات المعنية.
أكد رئيس الوزراء، في مستهل الاجتماع، على دور صندوق تطوير التعليم للمساهمة في تحسين العملية التعليمية لقطاعي التعليم الجامعي وقبل الجامعي، هذا إلى جانب دوره في تعزيز أوجه التعاون والتنسيق بين وزارتي التربية والتعليم والتعليم الفني، والتعليم العالي والبحث العلمي، لتقديم نماذج رائدة من التعليم وتوفير تعليم يمتاز بجودة عالية، وخريجين يسهمون في تلبية احتياجات ومتطلبات سوق العمل من الكوادر البشرية المدربة والمؤهلة تأهيلا عملياً مميزاً.
من جانبها، قالت د. رشا سعد شرف، أمين عام صندوق تطوير التعليم، إن الاجتماع شهد التصديق على محضر اجتماع مجلس إدارة صندوق تطوير التعليم رقم 43، ومتابعة تنفيذ ما تم اتخاذه من قرارات خلال الاجتماع السابق، واستعراض استراتيجية عمل صندوق تطوير التعليم والمشروعات المستقبلية له والتي قامت بعرضها على مجلس إدارة الصندوق خلال الاجتماع، ومناقشة كافة الجوانب الفنية والمالية لتلك المشروعات، وذلك في ضوء استراتيجية عمل وزارتي التربية والتعليم والتعليم الفني، والتعليم العالي والبحث العلمي، بما يحقق التكامل للمنظومة التعليمية في مصر، حيث تمت الإشارة في هذا الصدد إلى رؤية ورسالة صندوق تطوير التعليم 2030، وما تتضمنه الاستراتيجية من محاور ومكونات من شأنها أن تسهم في تحقيق الأهداف المرجوة من إنشاء الصندوق.
وأضافت - في البيان الصحفي الصادر اليوم عن صندوق تطوير التعليم - أن مجلس الإدارة وافق خلال الاجتماع على إطلاق مشروع أكاديميات التأهيل لمزاولة المهن في الخارج، والذي يأتي بالتوازي مع إطلاق الصندوق لمرصد سوق العمل الدولي لتصدير العمالة المصرية للخارج، وتهدف تلك الأكاديميات إلى تأهيل مليون مهني/ فنى مصري على مدار خمس سنوات لسوق العمل في أوروبا، وكندا، وأمريكا، ودول التعاون الخليجي.
وأوضحت «شرف» أن المجلس وافق أيضًا على مشروع مراكز مهارات القرن الواحد والعشرين، بالتعاون مع شركة سيسكو، لبناء وتنمية قدرات الشباب من خلال تعليمهم المهارات الأكثر صلة وفائدة المطلوبة عالميًا، واستكشاف وتأهيل الموهوبين في مختلف المجالات، كما وافق على قيام صندوق تطوير التعليم بتنفيذ النموذج التعليمي الياباني «كوزن»، بالتنسيق مع وزارتي التربية والتعليم والتعليم الفني، والتعليم العالي والبحث العلمي، وهو نظام تعليمي هندسي متطور يوفر تعليمًا متخصصًا بعد المرحلة الإعدادية ولمدة خمس سنوات، يركز على التجارب والتدريب العملي منذ مرحلة مبكرة، ويتميز بمنهج دراسي يسمح للطلاب باكتساب المعرفة والمهارات بنفس مستوى الطلاب في الجامعة أو أعلى منه بحلول وقت تخرجهم، على أن تبدأ الدراسة للدفعة الأولى في سبتمبر من العام المقبل، كما تمت الموافقة على قيام الصندوق بالبدء في إعداد دراسة تفصيلية للتوسع في المدارس المصرية اليابانية، واستدامة الأنشطة اليابانية "توكاتسو" على مستوى جميع مدارس الجمهورية.
وأشارت إلى أن مجلس إدارة صندوق تطوير التعليم ، وافق أيضًا على إطلاق مشروع رياض أطفال «جيل ألفا»، بالتعاون مع المجلس العربي للطفولة والتنمية، وذلك في إطار اهتمام الصندوق بالنشء تنفيذًا لرؤية القيادة السياسية نحو بناء مجتمع متقدم ومتكامل يبدأ من الاهتمام بالنشء، كما وافق المجلس أيضًا على البدء في مشروع يعد الأول من نوعه في المنطقة، وهو إنشاء «جامعة الغذاء»، بالتنسيق بين وزارات التعليم العالي والبحث العلمي، والموارد المائية والري، والزراعة واستصلاح الأراضي، وبالتعاون مع جامعة "هامك" للعلوم التطبيقية بفنلندا، وجهات دولية داعمة كالاتحاد الأوروبي، وبرنامج الغذاء العالمي، ووزارة الصناعة وعدد من الشركات، والتي سيكون بها تخصصات فريدة تلبي احتياجات سوق العمل، وتفتح آفاقًا جديدة أمام الشباب، ومن المقرر أن تضم الجامعة ثلاث كليات: الزراعة الذكية، وتكنولوجيا المياه، والإنتاج الحيواني.
وأضافت أمين عام صندوق تطوير التعليم، أن المجلس وافق على البدء في إعداد منهج وتطبيقات تعليم القراءة والحساب بنظام التعليم الذاتي في مرحلة التعليم الأساسي بأساليب مبتكرة لتعليم اللغة الأم، والمهارات الحسابية، على أن تصبح مكونا أساسيا في التعليم العام بعد الانتهاء من تنفيذ هذا المشروع بشكل متكامل، كما تمت الموافقة على قيام صندوق تطوير التعليم بالبدء في تنفيذ مشروع إنشاء المركز المصري للاختبارات، وتطوير المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، بحيث يكون على غرار مراكز الاختبارات الدولية المتخصصة في هذا الشأن.