عدن الغد:
2024-11-16@12:39:38 GMT

زراعة التبغ تتمدد في اليمن... وتهديدات للغذاء

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

زراعة التبغ تتمدد في اليمن... وتهديدات للغذاء

صنعاء (عدن الغد) محمد راجح – العربي الجديد:

تتزايد مخاوف اليمنيين ومنظمات دولية من التغير الحاصل في الخريطة الزراعية للبلاد، إذ يتزايد إقبال المزراعين في مناطق عدة على زراعة التبغ ومحاصيل أخرى مدرة للمال على حساب المحاصيل الغذائية، ما يزيد التهديدات في البلد الذي يواجه في الأساس تمدداً في رقعة الجوع بفعل الفقر وانعدام الأمن الغذائي.

 

وتظهر خريطة الإنتاج الزراعي في اليمن، تركز زراعة التبغ بدرجة رئيسية في محافظة الحديدة شمال غربي البلاد بنسبة تتجاوز 90%، في حين تتوزع النسبة المتبقية على ست محافظات في جنوب وشرق اليمن، ولا سيما في حضرموت وأبين ولحج والمهرة وشبوة.

 

وتقدر بيانات الإحصاء الزراعي المحلية إنتاج اليمن من التبغ بحوالي 30 ألف طن من مساحة زراعية تصل إلى نحو 7 آلاف هكتار (الهكتار يعادل 10 آلاف متر مربع).

 

يقول الباحث الزراعي مطلق العزي لـ"العربي الجديد"، إنّ هناك سوقاً رائجة للمنتجات الزراعية من مختلف المحاصيل النقدية كالتبغ والبن والسمسم وغيرها من المنتجات التي يجد فيها المزارع عائداً مناسباً يغطي تكاليفه.

 

ويشكو مزارعون في عدد من المناطق الزراعية اليمنية كمحافظات الحديدة ولحج وأبين من ارتفاع تكاليف زراعة وإنتاج المحاصيل التي تشتهر بها هذه المناطق.

 

ويلفت التاجر عبد العليم المطري، وهو بائع تنباك (صنف من التبغ) في صنعاء، لـ"العربي الجديد"، إلى رواج تجارة التبغ المحلي، مشيراً إلى أنّ له فترة طويلة تزيد على 25 عاماً يعمل في هذا النوع من الأعمال التجارية ويلحظ اهتمام المستهلكين به بالرغم من التغيرات الحاصلة وإغراق الأسواق المحلية بعشرات الأصناف من التبغ والسجائر المستوردة.

 

في المقابل، يشير مختصون إلى إمكانية الاهتمام بمحاصيل أخرى ذات مردود جيد للمزراعين على غرار القطن الذي تراجع الاهتمام به. وتحذر منظمة الصحة العالمية من زراعة مثل هذه المحاصيل، ودعت في تقرير صادر في مايو/ أيار الماضي، إلى التوقف عن دعم محاصيل التبغ ومساعدة المزارعين على زراعة الغذاء، في ظل انتشار الجوع في جميع أنحاء العالم.

 

وتؤكد منظمات أممية أن زراعة التبغ تفاقم تحديات الأمن الغذائي التي تعاني منها الكثير من البلدان من خلال شغل الأراضي الصالحة للزراعة، كما تعاني البيئة والمجتمعات التي تعتمد عليها، حيث يؤدي توسع المحصول إلى إزالة الغابات وتلوث مصادر المياه وتدهور التربة.

 

وشهدت العاصمة اليمنية صنعاء خلال الأيام الماضية عدة فعاليات وأنشطته استعرضت تجارب ناجحة في زراعة وتسويق القطن، وكذا تجارب عالمية لتحسين إنتاجيته، إضافة إلى مضاعفة الاهتمام بزراعة المحاصيل الغذائية لمواجهة الأزمات المتفاقمة الناتجة عن انهيار الأمن الغذائي في البلاد.

 

لكن الباحث الزراعي بسام قاسم، يرى في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه رغم الحاجة الماسة إلى المحاصيل الغذائية وحتى النقدية الأخرى مثل القطن إلا أن المردود المالي الذي يحققه بعض المزارعين من زراعة التبغ و"القات" يشجعهم على الاستمرار في زراعة هذه النباتات خاصة في ظل معاناتهم من توفير البذور والأسمدة والبنزين للمحاصيل الأخرى بأسعار وكميات تفضيليه.

 

ولا بيانات حديثة عن حجم وقيمة استهلاك اليمنيين للتبغ، بينما يؤكد مختصون في القطاع التجاري تزايده كثيراً عن مستويات ما قبل الحرب.

 

وكانت بيانات مسح ميزانية الأسرة الصادرة عام 2014 عن الجهاز المركزي الإحصاء الحكومي، قد أشارت إلى إنفاق اليمنين نحو 180 مليار ريال على التبغ، علماً أن سعر صرف الريال اليمني شهد انخفاضاً كبيراً خلال السنوات الثماني الماضية من عمر الحرب والصراع الدائر في البلاد ليصل إلى أكثر من 1300 ريال مقابل الدولار الواحد من 250 ريالا للدولار قبل عام 2015.

 

ويعاني اليمن من انعدام الأمن الغذائي الذي لا يزال عند مستويات عالية للغاية مع توسع نسبة الأسر غير القادرة على تلبية احتياجاتها الغذائية والتي يقدرها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بما يقارب 50%، ناهيك عن ارتفاع نسبة الأسر التي تعاني من عدم كفاية استهلاك الغذاء إلى أكثر من 55%.

 

يأتي هذا بينما يتجه برنامج الأغذية العالمي لخفض وتقليص نطاق وحجم أنشطته في اليمن بسبب محدودية التمويل، والتي تشمل برنامج تعزيز القدرة على الصمود وسُبل المعيشة.

 

ويتلقى حالياً نحو 13.1 مليون شخص في جميع أنحاء اليمن حصصاً غذائية عبر برنامج المساعدات الغذائية العامة، وتُعادل هذه الحصة حوالي 40%من مكونات السلة الغذائية القياسية.

 

وفي حال عدم الحصول على تمويل جديد، يتوقع البرنامج أن يتأثر قرابة 3 ملايين شخص في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، ونحو 1.4 مليون شخص في مناطق الحكومة المعترف بها دولياً.

 

وحسب مراقبين تحدثوا لـ"العربي الجديد"، فقد توسعت سياسة التقشف في اليمن لتشمل نسبة كبيرة من الأسر تتجاوز 70%، إضافة إلى انخفاض معدل انتشار الاستهلاك الغذائي وعدم كفايته بين الأسر في معظم المناطق اليمنية مع تغير أنماط الاستهلاك وتأثيره على تراجع استهلاك الغذاء، وتقلص عدد الوجبات اليومية. ويلاحظ توقف كثير من اليمنيين عن تناول الوجبات والأطعمة المرتفعة أسعارها، أو التي تتطلب عملية إعدادها تكاليف إضافية.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: العربی الجدید الأمن الغذائی زراعة التبغ فی الیمن

إقرأ أيضاً:

تصعيد إسرائيلي متزايد على عدة جبهات: تعزيز الاستيطان وتفاقم الأزمة في غزة وتهديدات للعلاقات الإقليمية والدولية

 

في تحركات تعكس توجهات سياسية وأمنية حادة، صعّدت إسرائيل من خطواتها على عدة جبهات، أبرزها تعزيز سيطرتها في الضفة الغربية وإجراءات أمنية موسعة في الخارج، إلى جانب استمرار الحملة العسكرية في غزة وتفاقم التوترات النووية مع إيران. تزامن هذا التصعيد مع تحركات دولية وأميركية لضبط الوضع، وسط مطالبات من الكونغرس بفرض عقوبات على بعض الشخصيات الإسرائيلية.

 

التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية: إسرائيل تعزز السيادة وتمنع التصويت الفلسطيني

في تصريحات مثيرة للجدل، أعلنت وزيرة الاستيطان الإسرائيلية أوريت ستروك عن مضاعفة الجهود لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، مشددة على هدف الاستحواذ على أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية. وأضافت ستروك أن الفلسطينيين لن يتمكنوا من التصويت في الكنيست الإسرائيلي بعد فرض السيادة، مما أثار جدلًا واسعًا حول مستقبل الحقوق السياسية للفلسطينيين تحت هذا المخطط.

تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة: آلاف الشهداء والمصابين

ذكرت مصادر طبية أن العملية العسكرية الإسرائيلية على جباليا وشمال غزة، التي دخلت يومها الحادي والأربعين، أسفرت عن سقوط نحو 2000 شهيد و6000 مصاب، مما يعكس حجم التصعيد الدامي في القطاع. ويأتي هذا التصعيد مع زيادة حدة المعارك والضربات الجوية المكثفة، ما يفاقم معاناة المدنيين ويضع القطاع في أزمة إنسانية خطيرة وسط مطالبات دولية بوقف القتال وتوفير ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية.

التطورات النووية الإيرانية: زيارة مفاجئة لرئيس وكالة الطاقة الذرية

في تطور لافت على الساحة النووية الإيرانية، أعلنت قناة "كان" العبرية أن رئيس وكالة الطاقة الذرية الدولية سيقوم بزيارة غير اعتيادية لموقعي نطنز وبوردو النوويين غدًا الجمعة، بعد اجتماعات مكثفة مع كبار المسؤولين الإيرانيين خلال اليومين الماضيين. وتأتي هذه الزيارة في وقت حساس في ظل الجهود الدولية لكبح طموحات إيران النووية وسط تصاعد التوترات الإقليمية.

جهود الوساطة بين إسرائيل ولبنان: خطوات نحو اتفاق محتمل

أفادت مصادر مطلعة لموقع "واللا" الإسرائيلي بأن صيغة اتفاق بين إسرائيل ولبنان باتت قريبة من الاكتمال، وذلك رغم استمرار بعض التفاصيل العالقة. وتكثف الأطراف جهودها في الكواليس للوصول إلى تفاهمات نهائية، بينما تلعب الوساطة الأميركية دورًا محوريًا في تقريب وجهات النظر بهدف تهدئة الحدود وتجنب التصعيد.

دعوات داخل الكونغرس الأميركي لفرض عقوبات على وزراء إسرائيليين

أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن 88 عضوًا ديمقراطيًا في الكونغرس الأميركي وجّهوا رسالة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، طالبوا فيها بفرض عقوبات على الوزيرين الإسرائيليين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش، في خطوة تشير إلى تزايد الضغوط الدولية على حكومة نتنياهو بسبب سياساتها تجاه الفلسطينيين.

 

مقالات مشابهة

  • الذهب الابيض يغزو الوادي الجديد.. نجاح زراعة 1355 فدانا بمحصول القطن
  • إسرائيل تتمدد بمحاذاة مواقع اليونيفيل وحزب الله يواصل استهداف العمق حتى ما بعد حيفا
  • مسؤول في “البنتاغون”: اليمن أصبح يمتلك تكنولوجيا صناعة الصواريخ الباليستية التي تستحوذ عليها الدول المتقدمة فقط
  • اليوم.. العرض العربي الأول لفيلم "غزة التي تطل على البحر"
  • من علّم العالم التدخين؟
  • تصعيد إسرائيلي متزايد على عدة جبهات: تعزيز الاستيطان وتفاقم الأزمة في غزة وتهديدات للعلاقات الإقليمية والدولية
  • ”نساء اليمن: سلاح حرب الحوثيين الجديد”
  • البحوث الزراعية يعقد ورشة حول دور المعلوماتية الحيوية في تحسين إنتاجية المحاصيل
  • مشروع مانهاتن الجديد.. ما هي الإدارة التي سيقودها ماسك وراماسوامي؟
  • زراعة الحبوب في اليمن.. إنجازات متسارعة على طريق الاكتفاء الذاتي