انطلقت ظهر اليوم، الأحد، فعاليات العلمية السادسة تحت عنوان "الرؤية الإعلامية للتعامل مع الفضاء الإلكتروني" بمؤتمر الأوقاف الدولي الـ 34، برئاسة الدكتور سامي محمد ربيع الشريف، أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية.

مؤتمر الأوقاف الدولي الـ 34

وفي كلمته، أكد الدكتور سامي محمد ربيع الشريف أن استخدام الفضاء الإلكتروني أصبح يشغل العالم كله لاسيما  في مجال الدعوة، والفضاء الإلكتروني أثر تأثيرًا مباشرًا وقويًّا في مجالات حياتنا السياسية والثقافية والإعلامية والأمنية وبشكل خطير، والذين دعوا إلى هذا الفضاء الإلكتروني بدأوا هم أنفسهم ينقلبون على ما اخترعوه، وفي الحقيقة الذكاء الاصطناعي دخل كل المجالات ولكن أصبح لدينا قلق عندما وصل الأمر إلى الدين، وقد تخطت تطورات الذكاء الاصطناعي استيعاب البشر لفترات طويلة.

وفي كلمته، قدم الدكتور رضا عبد الواجد أمين الشكر للدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، على حسن اختيار هذا الموضوع المبارك، الذي يقوم على دراسة الواقع واستشراف المستقبل، مؤكدًا أن الخطاب الديني واحد من المجالات التي يمكن أن تتأثر بتطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أنه لا يمكن أن ندير ظهورنا إلى هذه التطبيقات رغم المخاطر التي تحتويها، وعلينا توخي هذه المخاطر والتحذير منها، واقتناص الفرص السانحة منها واستخدامها في مجال الخطاب الدعوي.

وبين أن الخطاب الديني يتحدث في مجموعة من القوالب كخطب الجمعة والمقالات التي تنشر في الصحف الدينية والمحتوى الإعلامي في الإذاعات والقنوات الدينية المتخصصة، فهناك فرص متعددة حيث تتسم تقنيات الذكاء الاصطناعي بقدرة فائقة وسرعة كبيرة في صياغة محتوى يتناسب مع الجمهور المستهدف، بل وإعداد نص دعوي مبدئي اعتمادًا على البيانات الضخمة وتنقيحه ومراجعته فيمكنها اختصار الكثير من الوقت للداعية المعد للبرنامج التليفزيوني لإنتاج محتوى دعوي متميز، فهو لا يحل محل الخطيب أو الداعية بل هو أداة ووسيلة توفر له الكثير من الوقت والجهد للحصول على محتوى جيد من تخريج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأبيات الشعرية وغير ذلك، بل ويمكن لهذه التقنية أيضاً إعداد خطبة على نفس المنهج والطريقة التي يستخدمها الخطيب في خطبه، كما تتيح بعض مواقع وتطبيقات الذكاء الاصطناعي إمكانية إنتاج التصميمات المصورة التي تتناسب مع مواضع محددة، ويمكن أن نخلص إلى أن الذكاء الاصطناعي وجد لمساعدة العقل البشري للحصول على المعلومات والتقارير وليس بديلاً عنه، كما نؤكد أن هناك فرصًا للدعاة لتطوير أدائهم الدعوي من خلال استغلال الذكاء الاصطناعي.

وفي كلمته، قدم الشيخ السيد علي بن السيد بن عبد الرحمن آل هاشم الشكر لوزير الأوقاف لكل ما يقوم به من جهد نافع في سبيل تصحيح المفاهيم بكل ثبات وجرأة واقتدار، داعيا  المولى (عز وجل) للرئيس عبد الفتاح السيسي بكل توفيق، رافعًا له تحيات أخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، تحية أخوية مشفوعة بالحب المتواصل، ومن الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، ومن كل مواطني الإمارات والخليج العربي.

مؤتمر الأوقاف الـ 34|أكاديميون: لابد من وضع القوانين لحماية النشء من الفضاء الإلكتروني الأوقاف: افتتاح 22 مسجدًا الجمعة القادمة

وأكد أن الخروج عن الجادة يأخذ معاني عديدة منها الانحراف بهذه الوسائل غير التقليدية إلى مساحات لا تمت للمطلوب منها بصلة، كما أشار إلى أن الخلاف لا يقع إلا في المسائل التي اختلفت فيها الأدلة المنصوص عليها، فمقصود الشرع الاستخدام الأمثل للقضايا التي تخدم مصالح العباد فالأعمال الشرعية لم تكن مقصودة لذاتها وإنما لمعانيها التي هي لمقصود مصالح العباد.

وقال إن الإمام الشاطبي أضاف مسألة في غاية الأهمية وهي أن أحكام الشريعة الإسلامية تشتمل على مصلحة كلية في الجملة، وهي أن يكون كل مكلف تحت قانون معين من تكاليف الشرع الحنيف في كل حركاته وأقواله واعتقاده، موضحًا أنه على الباحث إذا تطرق للوسائل العصرية للخطاب الديني بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة أن يلتزم بمعنى الدين وهي الشريعة الإسلامية الغراء، والتحايل والخروج عن الجادة المطلوبة تحايل على قلب الأعمال الصحيحة.

وفي كلمته، أكد الدكتور عبد الله حسين الشيعاني، عضو اللجنة الإعلامية لرابطة الجامعات الإسلامية، أن وسائل التواصل الاجتماعي لها دور كبير في نشر الوعي الديني لدى الشعوب والمجتمعات، مبينا أنه من الضروري الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز قيم التسامح والاحترام والتعايش بين المجتمعات والشعوب من خلال تقديم البرامج الدينية والأنشطة التوعوية وتعزيز المحتوى المتميز الذي يعزز القيم الإنسانية، إضافة إلى الاستفادة من برامج التدريب لعمل دورات متخصصة في مجال صياغة المحتوى الإعلامي وتقديم برامج مشتركة في الاستخدام الأفضل لمواقع التواصل الاجتماعي.

كما بين أهمية عقد الملتقيات المتخصصة لتقييم آليات العمل في مواقع التواصل الاجتماعي ومتابعة المستجدات في هذا المجال، كما بين أهمية إنشاء مرصد في كل الإدارات الدينية لتقديم حلول ناجعة حول ما يتم نشره في مواقع التواصل الاجتماعي من الشبهات ضد المبادئ  الإسلامية والرد بأسلوب علمي واختيار الوسيلة المناسبة، وإتاحة الفرصة للشباب المتفوق للعمل في إدارات التواصل الرقمي للاستفادة منهم في الآليات الحديثة ومراعاة نشر الرسالة الإعلامية فيما يتوافق مع الجمهور المستهدف في جميع أنحاء العالم.

وفي كلمته، أشاد الدكتور ماجد منير، رئيس تحرير الأهرام المسائي، بهذا المؤتمر الدولي، مؤكدًا أن العالم الإسلامي يتطلع إلى مخرجاته، شاكرًا دعوة وزير الأوقاف للمشاركة بهذا المؤتمر، موضحًا أن أمانة الكلمة تقتضي الحرص على عرض المفيد في سياق موضوع النقاش لخطورة دور الإعلام بوسائله المتعددة لا سيما في مجال الفضاء الإلكتروني بوسائله وأدواته وانتشاراته، مما يقتضي وضع تصور علمي محدد لا ستخدامه بطريقة صحيحة.

وأكد أن ارتباط الخطاب الديني بالفضاء الإلكتروني قضية عصرية استغلها البعض للعبث بقضية الإسلام زاعمين أنهم يقدمون قراءة عصرية، وأن ثورة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والتي كان الفضاء الإلكتروني إحدى نتائجها استدعى وضع آلية لتصحيح المعلومات ودحض الشبهات التي تبث عن الإسلام، ما يستدعي استثمار الفضاء الإلكتروني بكل أدواته وآلياته من خلال توظيف مجموعة من الآليات لتوفير حلول قصيرة ومتوسطة المدى تشمل جميع المجالات لصناعة عقول متفتحة غير منغلقة في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية، مع الدعوة إلى أسلوب حياة وطريقة عمل تعتمد التعلم بعد التعليم والبحث بدل النقل والحوار بدل الاستماع، وتكوين مرجعيات حديثة تتعامل مع التراث قائمة على تعدد مصادر المعرفة وتنوعها، مع الاهتمام بالخريطة الإعلامية ولغة الخطاب الإعلامي من أجل البناء وتقديم التصورات العلمية البناءة، والتأكيد على أن الإسلام في أنقى صوره بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة يقدم نموذجا إنسانيا عالميا للدين الذي يلائم الطبيعة الإنسانية ويعترف بالتنوع الكوني والإنساني ويعتبر الاختلاف والتنوع سنة إلهية ويحقق العدالة الاجتماعية ويحفظ الأوطان ومصالح الناس، والإسلام هو الملاذ الآمن لبناء مجتمع حضاري ينطلق من ماض حضارته هي التي فتحت الآفاق للعالم لاستشراف المستقبل بأساليب العصر وأدواته.

وفي كلمته، أكد الدكتور هشام كمال أبو العز أنه مع تطور الوسائل التكنولوجية أصبح مصطلح الفضاء الإلكتروني مصطلحا عصريا لازما في جميع المجالات والأنشطة، لا سيما التي في المجال الديني والفكري، الأمر الذي يجعل الدعوة الإلكترونية أمرا لازما يتوافق مع طبيعة العصر، مما يوجب وضع ضوابط لهذا الأمر.

وشدد على أننا بحاجة إلى آليات عملية تجمع بين جهد الدعاة عبر الوسائل التقليدية كخطب الجمعة والدروس الدينية من خلال عمل نوافذ إلكترونية على أعلى درجة من الحرفية في نشر مقاطع الفيديو الدعوية والتي يتم تصويرها على أعلى درجة من الدقة وأدوات الجذب لنشرها عبر وسائل التواصل المختلفة، أيضا الانتقال من تدريب الدعاة التقليدي إلى التدريب الجاد والعملي على الوسائل الإلكترونية الحديثة مع تخصيص لجان مساعدة من الدعاة وتدريبهم على أعلى مستوى وهذا ما قام به وزير الأوقاف، فله جهود طيبة في هذا المجال في بعض مديريات وإدارات مساجد مصر، كما بين أن العالم الإسلامي الآن أصبح يواجه تحديا كبيرا من خلال ظهور وسائل التواصل الاجتماعي  والذكاء الاصطناعي ويجب علينا أن نستفيد من الذكاء الاصطناعي في مجال الدعوة.

كما بين أن التعامل مع الذكاء الاصطناعي أصبح حقيقة لا بد من تقبلها والتعامل معها، فهو إضافة لكل فنون المعرفة وهو وسيلة وأداة يجب حسن استخدامها، فإذا لم نستخدمها اتخذها غيرنا في هدم الثوابت.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الفضاء الإلكتروني رابطة الجامعات الإسلامية مؤتمر الأوقاف الخطاب الديني خطب الجمعة مؤتمر الأوقاف الدولي الـ 34 الفضاء الإلکترونی التواصل الاجتماعی الذکاء الاصطناعی وسائل التواصل وزیر الأوقاف کما بین من خلال فی مجال

إقرأ أيضاً:

سامسونج Galaxy S25 Ultra.. الريادة في الذكاء الاصطناعي ومستقبل الهواتف الذكية

تستعد شركة سامسونج لإطلاق هاتفها الرائد Galaxy S25 Ultra ضمن فعاليات Galaxy Unpacked، والذي سيكون محور تطوير برمجيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة تحت اسم Galaxy AI.

 سيمثل هذا الإطلاق خطوة استراتيجية لتحديد مستقبل الذكاء الاصطناعي في الهواتف المحمولة خلال عام 2025 وما بعده.

سامسونج تكشف عن مزايا جديدة في Galaxy S25 Ultraسامسونج تكشف عن تصميم ثوري لجهاز Galaxy S25 Ultra: حواف مستديرة وأداء استثنائيكاميرا جديدة كليا.. تسريبات جديدة حول هاتف Galaxy S25 Ultraدور سامسونج في تعزيز الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكية

على الرغم من أن شركة جوجل أطلقت ثورة الهواتف الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي مع إصدارها Pixel 8 وPixel 8 Pro في أكتوبر 2023، إلا أن سامسونج نجحت في جعل الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من تجربة المستهلكين بإطلاق سلسلة Galaxy S24. 

وفقًا لتقرير من Kantar Research، كان الذكاء الاصطناعي سببًا رئيسيًا وراء شراء ما يقرب من ربع المستهلكين لهواتف Galaxy S24 في عام 2024.

بينما لا تزال Apple تحاول اللحاق بالركب بإطلاق نسختها الخاصة من الذكاء الاصطناعي تحت اسم "Apple Intelligence"، تمكنت سامسونج من تعزيز موقعها كقائد في هذا المجال، حيث يتوقع أن تُعلن عن تحديثات كبيرة في Galaxy AI خلال حدث Galaxy Unpacked القادم.

موجة صعود الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكية

شهد عام 2024 دخول كل الشركات المصنعة الكبرى إلى سباق الذكاء الاصطناعي، مما جعل مفهوم "الهاتف الذكي المدعوم بالذكاء الاصطناعي" أمرًا عاديًا وليس مجرد فكرة مبتكرة. 

ووفقًا لـ Anthony Scarsella من IDC، أصبحت الهواتف القادرة على التعامل مع الذكاء الاصطناعي التوليدي بمثابة "الشيء الكبير التالي" الذي تقدمه الصناعة للمستهلكين.

مع إطلاق Galaxy S25 Ultra، تدخل سامسونج سوقًا أكثر نضجًا، حيث أصبح المستهلكون متحمسين لتجربة ميزات الذكاء الاصطناعي بعد أن تبددت شكوكهم السابقة.

من يدفع تكلفة الذكاء الاصطناعي؟

رغم أن هواتف الذكاء الاصطناعي تعتمد على مكونات محلية لمعالجة البيانات على الجهاز، إلا أن العديد من الميزات المتطورة تعتمد على الخوادم السحابية التي تتطلب تكاليف تشغيل عالية.

 على سبيل المثال، يتم تضمين ميزات الذكاء الاصطناعي المتقدمة مثل Gemini Advanced في اشتراك Google One، بينما تفرض بعض الشركات الأخرى رسوم اشتراك للوصول إلى ميزاتها الكاملة.

في عام 2024، أعلنت سامسونج أن خدمة Galaxy AI مجانية، سواء على الجهاز أو في السحابة. ومع ذلك، تشير التفاصيل الصغيرة إلى أن بعض ميزات الذكاء الاصطناعي قد تكون مدفوعة بحلول نهاية عام 2025.

 إذا قررت سامسونج فرض رسوم، فقد تمهد الطريق لاعتماد نموذج "الذكاء الاصطناعي كخدمة" بين الشركات المصنعة الأخرى.

التسريبات حول ميزات Galaxy AI

وفقًا لتقارير حديثة من SamMobile، من المتوقع أن تتضمن ميزات الذكاء الاصطناعي في Galaxy S25 Ultra أدوات مثل:

Homework AI: لمساعدة الطلاب في حل الواجبات الدراسية.Music Search: للتعرف على الأغاني بسرعة.تحسين Routines: لتخصيص التجارب اليومية.YouTube Notes: لتلخيص محتوى الفيديوهات.

تعد هذه الميزات جزءًا من الإصدار التجريبي لنظام One UI 7، والذي يقدم عنصرًا جديدًا يُسمى Now Bar، يدمج التطبيقات والإجراءات اليومية مباشرةً على شاشة القفل، مما يوفر للمستخدمين تجربة أكثر تخصيصًا وسهولة.

رؤية سامسونج لمستقبل الذكاء الاصطناعي

مع نجاح Galaxy S24 في تعزيز الوعي بالذكاء الاصطناعي وزيادة المبيعات، تستعد سامسونج لمواصلة ريادتها مع Galaxy S25 Ultra. 

من خلال الابتكار المستمر، تهدف سامسونج إلى تحديد كيفية دمج الذكاء الاصطناعي وقبوله وتمويله في السنوات المقبلة.

مقالات مشابهة

  • ترامب متّهم باستخدام الذكاء الاصطناعي.. تعرّف على الأسباب
  • ترامب يوقع أمراً تنفيذياً بشأن الذكاء الاصطناعي
  • 5 ميزات الذكاء الاصطناعي في هواتف Galaxy S25.. تعرف عليها
  • أول علاج للسرطان وأمراض القلب مطور من قبل الذكاء الاصطناعي
  • جامعة حلوان تستضيف مؤتمر توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي
  • جامعة حلوان تستضيف المؤتمر الدولي لتوظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي
  • عبر الذكاء الاصطناعي.. "أدنوك" تخفض الانبعاثات في حقل شاه النفطي
  • عميد طب قصر العيني: سياسة جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي
  • معرض القاهرة الدولي للكتاب يوظف الذكاء الاصطناعي لتقديم خدمات معرفية
  • سامسونج Galaxy S25 Ultra.. الريادة في الذكاء الاصطناعي ومستقبل الهواتف الذكية