انطلقت فعاليات الجلسة العلمية السادسة تحت عنوان : "الرؤية الإعلامية للتعامل مع الفضاء الإلكتروني" برئاسة الدكتور سامي محمد ربيع الشريف، أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية ، وعضوية كل من: الدكتور رضا عبد الواجد أمين، أستاذ وعميد كلية الإعلام، والشيخ السيد علي بن السيد بن عبد الرحمن آل هاشم، مستشار الشئون القضائية والدينية بوزارة شئون الرئاسة بالإمارات العربية المتحدة، والدكتور عبد الله حسين  الشيعاني، عضو اللجنة الإعلامية لرابطة الجامعات الإسلامية بالسعودية، والدكتور ماجد منير رئيس، تحرير الأهرام المسائي، والدكتور هشام كمال علي أبو العز، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف بالكويت.


وفي كلمته أكد الدكتور سامي محمد ربيع الشريف، أن استخدام الفضاء الإلكتروني أصبح يشغل العالم كله لاسيما  في مجال الدعوة، والفضاء الإلكتروني أثر تأثيرًا مباشرًا وقويًّا في مجالات حياتنا السياسية والثقافية والإعلامية والأمنية وبشكل خطير، والذين دعوا إلى هذا الفضاء الإلكتروني بدأوا هم انفسهم ينقلبون على ما اخترعوه، وفي الحقيقة الذكاء الاصطناعي دخل كل المجالات ولكن أصبح لدينا قلق عندما وصل الأمر إلى الدين، وقد تخطت تطورات الذكاء الاصطناعي استيعاب البشر لفترات طويلة.
من جانبه قدم الدكتور رضا عبد الواجد أمين، الشكر للدكتور محمد مختار جمعة ،وزير الأوقاف، على حسن اختيار هذا الموضوع المبارك، الذي يقوم على دراسة الواقع واستشراف المستقبل، مؤكدًا، أن الخطاب الديني واحد من المجالات التي يمكن أن تتأثر بتطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أنه لا يمكن أن ندير ظهورنا إلى هذه التطبيقات رغم المخاطر التي تحتويها، وعلينا توخي هذه المخاطر والتحذير منها، واقتناص الفرص السانحة منها واستخدامها في مجال الخطاب الدعوي

 وبين، أن الخطاب الديني يتحدث في مجموعة من القوالب كخطب الجمعة والمقالات التي تنشر في الصحف الدينية والمحتوى الإعلامي في الإذاعات والقنوات الدينية المتخصصة فهناك فرص متعددة حيث تتسم تقنيات الذكاء الاصطناعي بقدرة فائقة وسرعة كبيرة في صياغة محتوى يتناسب مع الجمهور المستهدف، بل وإعداد نص دعوي مبدأي اعتمادًا على البيانات الضخمة وتنقيحه ومراجعته فيمكنها اختصار الكثير من الوقت للداعية المعد للبرنامج التليفزيوني لإنتاج محتوى دعوي متميز، فهو لا يحل محل الخطيب أو الداعية بل هو أداة ووسيلة توفر له الكثير من الوقت والجهد للحصول على محتوى جيد من تخريج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأبيات الشعرية وغير ذلك، بل ويمكن لهذه التقنية أيضاً إعداد خطبة على نفس المنهج والطريقة التي يستخدمها الخطيب في خطبه

كما تتيح بعض مواقع وتطبيقات الذكاء الاصطناعي إمكانية انتاج التصميمات المصورة التي تتناسب مع مواضع محددة، ويمكن أن نخلص إلى أن الذكاء الاصطناعي وجد لمساعدة العقل البشري للحصول على المعلومات والتقارير وليس بديلاً عنه، كما نؤكد على أن هناك فرصًا للدعاة لتطوير أدائهم الدعوي من خلال استغلال الذكاء الاصطناعي.
وقدم الشيخ السيد علي بن السيد بن عبد الرحمن آل هاشم، الشكر لوزير الأوقاف لكل ما يقوم به من جهد نافع في سبيل تصحيح المفاهيم بكل ثبات وجرأة واقتدار، وداعيا المولى (عز وجل) للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية بكل توفيق، رافعًا، تحيات أخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة تحية أخوية مشفوعة بالحب المتواصل، ومن الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة ومن كل مواطني الإمارات والخليج العربي.
وأكد، أن الخروج عن الجادة يأخذ معان عديدة منها الانحراف بهذه الوسائل غير التقليدية إلى مساحات لا تمت للمطلوب منها بصلة، كما أشار إلى أن الخلاف لا يقع إلا في المسائل التي اختلفت فيها الأدلة المنصوص عليها فمقصود الشرع الاستخدام الأمثل للقضايا التي تخدم مصالح العباد فالأعمال الشرعية لم تكن مقصودة لذاتها وإنما لمعانيها التي هي لمقصود مصالح العباد.

وأشار، إلى أن الإمام الشاطبي أضاف مسألة في غاية الأهمية وهي أن أحكام الشريعة الإسلامية تشتمل على مصلحة كلية في الجملة وهي أن يكون كل مكلف تحت قانون معين من تكاليف الشرع الحنيف في كل حركاته وأقواله واعتقاده، موضحًا أن على الباحث إذا تطرق للوسائل العصرية للخطاب الديني بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة أن يلتزم بمعنى الدين وهي الشريعة الإسلامية الغراء، والتحايل والخروج عن الجادة المطلوبة تحايل على قلب الأعمال الصحيحة.
وفي السياق نفسه أكد الدكتور عبد الله حسين الشيعاني، أن وسائل التواصل الاجتماعي لها دور كبير في نشر الوعي الديني لدى الشعوب والمجتمعات، مبينا أنه من الضروري الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز قيم التسامح والاحترام والتعايش بين المجتمعات والشعوب من خلال تقديم البرامج الدينية والأنشطة التوعوية وتعزيز المحتوى المتميز الذي يعزز القيم الإنسانية، إضافة إلى الاستفادة من برامج التدريب لعمل دورات متخصصة في مجال صياغة المحتوى الإعلامي وتقديم برامج مشتركة في الاستخدام الأفضل لمواقع التواصل الاجتماعي، كما بين أهمية عقد الملتقيات المتخصصة لتقييم آليات العمل في مواقع التواصل الاجتماعي ومتابعة المستجدات في هذا المجال، كما بين أهمية إنشاء مرصد في كل الإدارات الدينية لتقديم حلول ناجعة حول ما يتم نشره في مواقع التواصل الاجتماعي من الشبهات ضد المبادئ  الإسلامية والرد بأسلوب علمي واختيار الوسيلة المناسبة، وإتاحة الفرصة للشباب المتفوق للعمل في إدارات التواصل الرقمي للاستفادة منهم في الآليات الحديثة ومراعاة نشر الرسالة الإعلامية فيما يتوافق مع الجمهور المستهدف في جميع أنحاء العالم.
وأشاد رئيس تحرير الأهرام المسائي، بهذا المؤتمر الدولي مؤكدًا أن العالم الإسلامي يتطلع إلى مخرجاته، شاكرًا دعوة وزير الأوقاف، للمشاركة بهذا المؤتمر، موضحًا، أن أمانة الكلمة تقتضي الحرص على عرض المفيد في سياق موضوع النقاش لخطورة دور الإعلام بوسائله المتعددة لا سيما في مجال الفضاء الإلكتروني بوسائله وأدواته وانتشاراته، مما يقتضي وضع تصور علمي محدد لا ستخدامه بطريقة صحيحة، مؤكدًا أن ارتباط الخطاب الديني بالفضاء الإلكتروني قضية عصرية استغلها البعض للعبث بقضية الإسلام زاعمين أنهم يقدمون قراءة عصرية، وأن ثورة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والتي كان الفضاء الإلكتروني أحد نتائجها استدعى وضع آلية لتصحيح المعلومات ودحض الشبهات التي تبث عن الإسلام، مما يستدعي استثمار الفضاء الإلكتروني بكل أدواته وآلياته من خلال توظيف مجموعة من الآليات لتوفير حلول قصيرة ومتوسطة المدى تشمل جميع المجالات لصناعة عقول متفتحة غير منغلقة في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية، مع الدعوة إلى أسلوب حياة وطريقة عمل تعتمد التعلم بعد التعليم والبحث بدل النقل والحوار بدل الاستماع، وتكوين مرجعيات حديثة تتعامل مع التراث قائمة على تعدد مصادر المعرفة وتنوعها.

 مع الاهتمام بالخريطة الإعلامية ولغة الخطاب الإعلامي من أجل البناء وتقديم التصورات العلمية البناءة، والتأكيد على أن الإسلام في أنقى صوره بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة يقدم نموذجا إنسانيا عالميا للدين الذي يلائم الطبيعة الإنسانية ويعترف بالتنوع الكوني والإنساني ويعتبر الاختلاف والتنوع سنة إلهية ويحقق العدالة الاجتماعية ويحفظ الأوطان ومصالح الناس، والإسلام هو الملاذ الآمن لبناء مجتمع حضاري ينطلق من ماض حضارته هي التي فتحت الآفاق للعالم لاستشراف المستقبل بأساليب العصر وأدواته.
وأكد الدكتور هشام كمال أبو العز، أنه مع تطور الوسائل التكنولوجية أصبح مصطلح الفضاء الإلكتروني مصطلحا عصريا لازما في كافة المجالات والأنشطة لا سيما التي في المجال الديني والفكري ، الأمر الذي يجعل الدعوة الإلكترونية أمرا لازما يتوافق مع طبيعة العصر، مما يوجب وضع ضوابط لهذا الأمر، مؤكداً أننا بحاجة إلى آليات عملية تجمع بين جهد الدعاة عبر الوسائل التقليدية كخطب الجمعة والدروس الدينية من خلال عمل نوافذ إلكترونية على أعلى درجة من الحرفية في نشر مقاطع الفيديو الدعوية والتي يتم تصويرها على أعلى درجة من الدقة وأدوات الجذب لنشرها عبر وسائل التواصل المختلفة، أيضا الانتقال من تدريب الدعاة التقليدي إلى التدريب الجاد والعملي على الوسائل الإلكترونية الحديثة مع تخصيص لجان مساعدة من الدعاة وتدريبهم على أعلى مستوى وهذا ما قام به الدكتور محمد مختار جمعة، فله جهود طيبة في هذا المجال في بعض مديريات وإدارات مساجد مصر،  كما بين أن العالم الإسلامي الآن أصبح يواجه تحديا كبيرا من خلال ظهور وسائل التواصل الاجتماعي  والذكاء الاصطناعي ويجب علينا أن نستفيد من الذكاء الاصطناعي في مجال الدعوة.
كما بين أن التعامل مع الذكاء الاصطناعي أصبح حقيقة لا بد من تقبلها والتعامل معها فهو إضافة لكل فنون المعرفة وهو وسيلة وأداة يجب حسن استخدامها فإذا لم نستخدمها اتخذها غيرنا في هدم الثوابت.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الدكتور محمد مختار جمعة تطبيقات الذكاء الاصطناعى مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التواصل الاجتماعی الفضاء الإلکترونی الذکاء الاصطناعی وسائل التواصل فی مجال من خلال کما بین إلى أن

إقرأ أيضاً:

بيل غيتس يكشف عن 3 مهن آمنة في عصر الذكاء الاصطناعي

يشهد العالم اليوم تسارعًا غير مسبوق في تقدم الذكاء الاصطناعي، مما يفتح أمام الصناعات فرصًا جديدة بينما يثير في الوقت نفسه مخاوف بشأن تأثيره على سوق العمل.

العديد من الناس يعبرون عن قلقهم من أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى استبدال العديد من الوظائف، مما سيسبب تحولات كبيرة في هيكل سوق العمل العالمي.

وفقاً لموقع "THE TIMES OF INDIA"، أعرب بيل غيتس، الملياردير ورائد الأعمال التكنولوجي، عن رأيه في هذا الجدل المتزايد، محذرًا من أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى جعل العديد من الوظائف قديمة خلال السنوات المقبلة.

ومع ذلك، أشار غيتس إلى ثلاث مهن تبقى، حتى الآن، محصنة نسبيًا من الأتمتة التي يدفعها الذكاء الاصطناعي. هذه المجالات، وهي البرمجة، إدارة الطاقة، وعلم الأحياء، تتطلب مهارات إنسانية فريدة مثل القدرة على حل المشكلات، الإبداع، والقدرة على التكيف، وهي مهارات لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تقليدها بشكل كامل.

ثلاث وظائف لا يمكن للذكاء الاصطناعي استبدالها وفقًا لبيل غيتس:




المبرمجون: مهندسو الذكاء الاصطناعي


يرى بيل غيتس أن مهنة البرمجة تعد من المهن التي لا تزال في مأمن نسبيًا من التهديدات التي يشكلها الذكاء الاصطناعي. ورغم أن الذكاء الاصطناعي قادر على المساعدة في بعض المهام البسيطة مثل كتابة الأكواد أو تصحيح الأخطاء، إلا أن تطوير البرمجيات يتطلب مهارات معقدة في حل المشكلات، بالإضافة إلى الإبداع وفهم عميق لاحتياجات البشر.

اقرأ أيضاً.. "آخر اختبار للبشرية".. التحدي الأخير أمام الذكاء الاصطناعي لاجتياز قدرات البشر

أخبار ذات صلة المفوضية الأوروبية تستثمر 1.3 مليار يورو في الذكاء الاصطناعي جوجل تطرح ميزات ذكية لرحلات صيفية مثالية


المبرمجون هم من يبتكرون ويصممون الأنظمة التي يعتمد عليها الذكاء الاصطناعي نفسه، وهي مهمة تتطلب أكثر من مجرد قدرات تقنية، بل تتطلب أيضًا فهماً دقيقًا للبيئات المعقدة التي يصعب على الآلات التعامل معها بمفردها.


إدارة الطاقة: قيادة مستقبل الاستدامة


المجال الآخر الذي ذكره غيتس هو إدارة الطاقة. مع التحولات العالمية نحو الطاقة المستدامة، تظل الحاجة إلى الإشراف البشري أمرًا بالغ الأهمية.

يستطيع الذكاء الاصطناعي تحسين استهلاك الطاقة، التنبؤ بالطلب، وإدارة الموارد، لكنه لا يستطيع تفسير البيانات المعقدة واتخاذ القرارات الأخلاقية حول استدامة الطاقة.

 





إضافة إلى ذلك، يلعب الخبراء البشريون دورًا أساسيًا في التعامل مع السياسات التنظيمية والبيئة القانونية المتعلقة بالطاقة، وهي جوانب تتطلب مهارات تفاوض واتخاذ قرارات بشرية لا يمكن للذكاء الاصطناعي محاكاتها.


علم الأحياء: التحديات الإنسانية في الأنظمة البيولوجية


أخيرًا، يسلط غيتس الضوء على مجال علم الأحياء، الذي لا يزال يتطلب المهارات الإنسانية بشكل كبير. رغم أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم في تحليل البيانات البيولوجية الضخمة، محاكاة العمليات البيولوجية، واقتراح العلاجات الطبية، إلا أن إدارة وتعقيد الكائنات الحية، سواء في علم الوراثة أو الطب أو البيئة، يحتاج إلى حدس بشري وفهم دقيق للمواقف التي تتسم بالتحولات المستمرة.

بالإضافة إلى ذلك، يتطلب التعامل مع القضايا الصحية والبيئية اتخاذ قرارات معقدة لا يستطيع الذكاء الاصطناعي اتخاذها بمفرده.

 

اقرأ أيضاً.. عصر جديد يبدأ.. "كيرال" أول نموذج للذكاء الاصطناعي يقرأ العقل


يؤكد غيتس أن الذكاء الاصطناعي سيغير بلا شك ملامح سوق العمل في المستقبل، لكنه يشير إلى أن هناك مجالات وظيفية تظل بحاجة إلى المهارات البشرية الأساسية مثل الإبداع، التفكير النقدي، والقدرة على التكيف.

حتى في المجالات التي يتطور فيها الذكاء الاصطناعي بسرعة، ستظل الحاجة إلى التدخل والإشراف البشري أمرًا حيويًا في المستقبل القريب.


إسلام العبادي(أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • خالد الجندي: ويل للمطففين تحذير إلهي ليس البيع والشراء فقط
  • بيل جيتس: الذكاء الاصطناعي سيحل محل العديد من المهن
  • استوديو جيبلي وكابوس الذكاء الاصطناعي
  • رغم الدفاع عن نظامها.. بلومبرج تواجه مشكلات مع ملخصات الذكاء الاصطناعي
  • «ChatGPT» يغير قواعد إنشاء الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يشارك.. السعودية تدعو لتحري هلال عيد الفطر
  • بيل غيتس يكشف عن 3 مهن آمنة في عصر الذكاء الاصطناعي
  • «AIM للاستثمار» تستشرف مستقبل الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يتفوق في رصد تشوهات الجنين
  • الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر بتشخيص مرض السيلياك