كتب- محمد نصار:

افتتحت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، الورشة الختامية لمشروع بناء القدرات الثالث CB3 تحت عنوان "تعزيز القدرات الوطنية لتحسين المشاركة العامة في تنفيذ مشروع اتفاقيات ريو" على مدار يومين بالقاهرة، بحضور الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أليساندرو فراكاسيتي ، والدكتور علي أبو سنة، رئيس جهاز شئون البيئة، والدكتور أحمد وجدي، مدير المشروع، وعدد من ممثلي وزارات التعليم العالي والتربية والتعليم والطاقة والمياه والبيئة، وممثلي المجتمع المدني والمحميات والمدارس والجامعات والإعلام، والمنظمات الدولية والخبراء ومتخذي القرار.

ونفذ المشروع وزارة البيئة بتمويل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومرفق البيئة العالمية على مدار 4 سنوات.

وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد أن اتفاقيات "ريو الثلاث" التي بدأت معا في 1992، وتم العمل بكل منها لفترة بشكل منفصل، ولكن مع نهاية التسعينيات أدرك العالم أهمية إعادة الربط بين هذه الاتفاقيات مرة أخرى لارتباط كل منها بالآخر، بما يحقق التقدم المطلوب.

وبدأت مصر الرحلة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP للعمل على الربط بين الاتفاقيات الثلاث، وذلك بدءًا بالمرحلة الأولى المعنية بالتقييم، ثم العمل على إنشاء آليات الربط، لتأتي المرحلة الثالثة تركز على تعزيز المشاركة العامة والتوعية ورفع القدرات في مال الربط بين الاتفاقيات الثلاث.

وأشارت وزيرة البيئة إلى أهمية المرحلة الثالثة من المشروع والتي تسعى لبناء قدرات وطنية قادرة على الربط العمل في اتفاقيات ريو الثلاث، قادرة على استيعاب العلاقة بين التحديات البيئية الوطنية وتنفيذ هذه الاتفاقيات في مجالات المناخ والتنوع البيولوجي والتصحر.

واستعرضت وزيرة البيئة دور مصر على المستوى الدولي، وعلى مستوى المجموعات العربية والإفريقية ومجموعة الصين والـ77 في تسليط الضوء على ضرورة الربط بين اتفاقيات ريو الثلاث، وتم تخصيص يوم كامل للتنوع البيولوجي ضمن الأيام الموضوعية لمؤتمر المناخ COP27 برئاسة مصر، كأحد أهم الآليات لتأكيد ضرورة النظر لملف التنوع البيولوجي في قلب ملف المناخ، وتضمن هذا اليوم جلسة حول نظم إدارة الأراضي ومكافحة التصحر، وحرصت مصر على الخروج بقرارات تتعلق بالتنوع البيولوجي في قلب قرارات مؤتمر المناخ.

ولفتت الوزيرة إلى أن مصر استمرت في تسليط الضوء على ضرورة الربط بين الاتفاقيات الثلاث خلال مشاركتها ضمن أكثر من 196 دولة في مؤتمر التنوع البيولوجي بكندا COP15 لإصدار الإطار العام للتنوع البيولوجي لما بعد 2020، حيث حرصت على الخروج بإطار يضع في قلبه تغير المناخ، لتكون قرارات مؤتمر المناخ COP27 ليست بمعزل عن التنوع البيولوجي، وأيضا قرارات مؤتمر التنوع البيولوجي COP15 ليست بمعزل عن تغير المناخ.

وأكدت وزيرة البيئة أن الربط بين الاتفاقيات الثلاث يعد أمرا ملحا للقارة الإفريقية التي يعتمد رأس مالها بشكل كبير على مواردها الطبيعية، مما دعا إلى تسليط الضوء على انعكاس ممارسات الاستغلال غير الرشيد العشوائي للموارد على تدهور الموارد واقتصاديات الدول الإفريقية، لتأثيره على الناتج المحلي لها، وضرورة الربط بين البيئة بمختلف مكوناتها مع الحياة الاجتماعية والاقتصادية للدول الإفريقية والنامية.

وشددت الوزيرة على أن وزارة البيئة في إطار اهتمامها بالعمل على دمج الأبعاد البيئية المختلفة في السياسات والمناهج وبناء القدرات، طرحت ملف تعزيز الاستثمار البيئي والمناخي في مصر، لتعطي رسالة للعالم بإمكانية تحويل التحدي إلى فرصة، خاصة لصغار المزارعين والصيادين والمرأة والشباب والقطاع الخاص المصري والاستثمارات الأجنبية في مختلف مجالات البيئة، كخلق فرص استثمارية مختلفة في مجال التنوع البيولوجي.

وأضافت وزيرة البيئة أن تزامن الورشة الختامية للمشروع مع الوصول للعد التنازلي لإطلاق النسخة الأولى لمؤتمر الاستثمار البيئي والمناخي تحت رعاية رئيس الجمهورية وبحضور رئيس مجلس الوزراء، يحقق تأثير متبادل من خلال خلق قدرات وطنية قادرة على الربط بين التحديات البيئية والاتفاقيات الدولية؛ وخلق مناخ داعم لتعزيز الاستثمار في مجالات البيئة والمناخ، لتصبح البيئة داعم للإنتاج والاستثمار.

وتفقدت الدكتورة ياسمين فؤاد، خلال افتتاح فعاليات الورشة، نماذج المناهج التعليمية المطورة التي تتضمن دمج المفاهيم البيئية في المناهج الدراسية وعددا من الأدلة الإرشادية التي نفذها المشروع بالتعاون بين وزارتي البيئة والتربية والتعليم وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP.

ومن جانبه، أكد أليساندرو فراكاسيتي، أهمية المرحلة الثالثة لمشروع تعزيز المشاركة العامة في تنفيذ اتفاقيات ريو الثلاث، حيث يعد مشروعا استراتيجيا رغم صغره، ويعمل على رفع الوعي المجتمعي، خاصة أنه بدأ في 2018 تزامنا مع رئاسة مصر لمؤتمر التنوع البيولوجي COP14، وساعد على مشاركة أكثر من 100 طالب في المؤتمر كفرصة للاطلاع عن قرب على مفهوم التنوع البيولوجي.

كما لعب المشروع دورا مهما في الإعداد لاستضافة مؤتمر المناخ COP27، وتسليط الضوء على جهود مصر في التخفيف والتكيف، وساهم في الإعداد لإصدار معايير الاستدامة البيئية بالتعاون مع وزارتي البيئة والتخطيط..

وأشار إلى دور المشروع في دعم الأنشطة الطلابية المتعلقة لاتفاقيات ريو الثلاث، ووضع المناهج الجامعية الممهدة للحصول على درجات علمية متخصصة في الربط بين اتفاقيات ريو الثلاث، حيث خصصت جامعة القاهرة درجة الماجستير في هذا المجال، ونسعى لتكرار الفكرة مع جامعات أخرى، بالإضافة للتعاون مع وزارة البيئة في تنفيذ نادي العلوم بمحمية قبة الحسنة لتوعية الطلاب باتفاقيات ريو الثلاث.

جدير بالذكر، أن المشروع يهدف إلى تحديد الاحتياجات ذات الأولوية لبناء القدرات المطلوبة لزيادة مشاركة أصحاب المصلحة في الوفاء بالتزامات الاتفاقيات البيئية متعددة الأطراف، التي تلتزم بها الحكومة المصرية، وأهمها اتفاقيات ريو الثلاث المعنية بتغير المناخ والتنوع البيولوجي ومكافحة التصحر، حيث يعد من أهم التحديات رفع الوعي المجتمعي والمشاركة في صنع القرار، وأهمية تطوير البرامج التعليمية والتدريبية المتعلقة بإدارة الموارد الطبيعية والحفاظ عليها، وضرورة التوسع في تنفيذ دورات وبرامج تدريبية تتناول مفاهيم الاتفاقيات البيئية المتعددة الأطراف.

ويهدف مشروع بناء القدرات الثالث إلى "تعزيز مشاركة أصحاب المصلحة في تنفيذ الاتفاقيات البيئية المتعددة الأطراف في مصر"، من خلال إشراك عدد كبير من المسؤولين الحكوميين والجامعات وممثلي الوزارات التنفيذية والمنظمات غير الحكومية، لبناء شراكات تتيح نقل المعرفة المتبادلة والتعلم، تعزيز القدرات على المستوى الحكومة والمنظمات والأفراد، لتعزيز جهود مصر في دمج الأولويات البيئية العالمية في أطر التخطيط والإدارة للحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية.

وتهدف الورشة الختامية للمشروع إلى عرض جهود ومخرجات المشروع خلال الفترة الماضية، والدروس المستفادة منها وإمكانية تكرارها، وآليات تحقيق الاستدامة للمضي قدمًا، حيث تتضمن عدد من الجلسات التي تناقش مخرجات المشروع وكيفية البناء عليها.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: زلزال المغرب اليوم الطقس سعر الدولار الحوار الوطني تمرد فاجنر أحداث السودان سعر الفائدة الدكتورة ياسمين فؤاد ربط العمل وزيرة البيئة الأمم المتحدة الإنمائی التنوع البیولوجی وزیرة البیئة مؤتمر المناخ الضوء على فی تنفیذ

إقرأ أيضاً:

بختام الدور 36 للجنة المصايد بالفاو.. المملكة تستعرض جهود تطوير الثروة السمكية

استعرضت المملكة العربية السعودية، أبرز جهودها لتعزيز وتطوير قطاع الثروة السمكية وتحقيق استدامته، خلال رئاستها للدورة السادسة والثلاثين للجنة مصايد الأسماك «COFI36» بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، والتي استمرت لمدة عامين.
جاء ذلك خلال ختام أعمال الدورة «36» للجنة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، التي عُقدت اليوم في المقر الرئيس لمنظمة «الفاو» بالعاصمة الإيطالية روما، وترأسها المندوب الدائم للمملكة لدى «الفاو» الدكتور محمد الغامدي، بمشاركة أكثر من «19» وزير من مختلف دول العالم، وما يزيد عن «300» مسؤول ومندوب للدول الأعضاء في «الفاو».
أخبار متعلقة مجلس الشورى يطالب بتطوير آليات التبليغ السريع عن التسمم الغذائيرصد 6 منشآت صيدلية لم تلتزم بتوفير الأدوية خلال شهر يونيووثمّن مدير عام منظمة «الفاو» شو دينيو، الدور البارز الذي قامت به المملكة أثناء رئاستها للدورة «36» للجنة مصايد الأسماك «COFI36»، ودعمها لجهود الحكومات والمنظمات الأممية للعناية بقطاع الثروة السمكية وتعزيزه، والتأكيد على استدامته، وأهميته في حياة الشعوب.دور المملكة بالدورة الحاليةمن جهته، أوضح المندوب الدائم للمملكة لدى منظمة «الفاو» الدكتور محمد الغامدي، أن المملكة لعبت دورًا استثنائيًا خلال رئاستها للدورة الحالية، في قيادة وتوحيد الجهود الدولية لتطوير قطاع الثروة السمكية وتحقيق نهضتها، مبينًا أن اللجنة عملت في مرحلتها الأولى على تطبيق مخرجات وتوصيات الدورة السابقة للجنة «35»، بينما ركزت جهودها في المرحلة الثانية على تطوير أداء الدول الأعضاء، والتفاعل مع الأحداث الرئيسة والفرعية؛ لتحقيق مستهدفاتها.
وبيّن الدكتور الغامدي، أن اللجنة عقدت «10» ا اجتماعات رئيسية، و«6» ا اجتماعات فرعية، مضيفًا أن اللجنة الرئيسية اشتملت على لجنتين فرعيتين؛ الأولى لمصايد الأسماك، والثانية لتربية الأحياء المائية، وقد عقدت أكثر من «18» اجتماع رسمي خلال عامين، مشيرًا إلى أن أعمال اللجنة خلصت إلى التأكيد على أهمية تطبيق مدونة السلوك الرشيد في مصايد الأسماك، وتعزيز نمو تربية الأحياء المائية، كما تطرقت إلى دعم التعاون مع منظمة التجارة العالمية، وجميع المنظمات الدولية ذات العلاقة بقطاع الصيد والثروة السمكية.
ومثّل المملكة في اجتماعات أعمال الدورة «36» للجنة مصايد الأسماك، الوكيل المساعد للثروة الحيوانية والسمكية بوزارة البيئة والمياه والزراعة الدكتور علي بن محمد الشيخي، وستقوم المملكة في ختام أعمال الدورة التي تنتهي في 11 يوليو الجاري، بتسليم ملف لجنة مصايد الأسماك إلى دولة نيوزيلندا، إلى أن يتم انتخاب رئيس للدورة المقبلة «COFI37».
يُشار إلى أن الدورة «36» للجنة ستركز على، على الدور الحيوي لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في معالجة انعدام الأمن الغذائي، وسوء التغذية والفقر، مع التأكيد على قدرتها على التخفيف من حدة الجوع، والدفع بالنمو المستدام، وعكس مسار التدهور البيئي.

مقالات مشابهة

  • المؤسسة الوطنية للنفط تدعم مشروع الربط الكهربائي ضمن برامج التنمية المستدامة
  • وزيرة التضامن تستعرض تقريراً عن فريق التدخل السريع خلال النصف الأول من العام الجاري
  • بختام الدور 36 للجنة المصايد بالفاو.. المملكة تستعرض جهود تطوير الثروة السمكية
  • وزير الثقافة: بناء الإنسان على رأس الأولويات.. وهدفنا تعزيز مكانة مصر إقليميا ودوليا وعودة الفعاليات المتوقفة منذ سنوات (حوار)
  • وزيرة التخطيط والتعاون الدولي تستعرض جهود حوكمة ورفع كفاءة الإنفاق الاستثماري وموقف تمويلات دعم الموازنة
  • وزيرة التخطيط تستعرض جهود حوكمة ورفع كفاءة الإنفاق وموقف تمويلات دعم الموازنة
  • وزيرة التخطيط والتعاون الدولي تستعرض جهود حوكمة ورفع كفاءة الإنفاق الاستثماري
  • وزيرة البيئة تُشدد على ضرورة التعامل مع الملفات التى تمس المواطنين بشفافية
  • رزان المبارك تحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة غلاسكو
  • وزيرة البيئة فى جولة تفقدية داخل مبنى الوزارة