عربي21:
2025-01-08@07:26:13 GMT

فوبيا طنطاوي ومسرحية الانتخابات الرئاسية في مصر

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

مبكرا كنت ممن رأوا أن الانتخابات الرئاسية المصرية المقررة بنهاية هذا العام أي بعد 3 شهور تقريبا هي مسرحية هزلية جديدة على غرار ما حدث في 2014 و2018، وربما يكون الجديد فيها هو تغيير شكلي في الإخراج بحيث لا يحصل السيسي على نسبة 98 في المئة كما حدث من قبل، وإنما يكتفي بنسبة 70 أو 75 في المئة مع توزيع النسبة الباقية على باقي المرشحين، الذين يفترض أنهم يقبلون مسبقا القيام بدور الكومبارس، ويرضون بتلك النسب التي لا يحلمون بتحقيقها في ظل انتخابات نزيهة!! والتي ترفع قيمتهم السياسية داخل أحزابهم أو تياراتهم، وتمنحهم لقب مرشح رئاسي سابق!!

لكن ما لفت انتباهي كما لفت انتباه آخرين حالة الهياج الإعلامي الرافض لترشح النائب السابق أحمد طنطاوي، ظهر ذلك في برامج القنوات المملوكة لشركة المخابرات (المتحدة للخدمات الإعلامية، والتي تمتلك غالبية القنوات التلفزيونية الخاصة والصحف والمواقع الإخبارية، وشركات الإنتاج التلفزيوني والسينمائي.

. إلخ)، كما ظهر في قنوات يوتيوب الداعمة للنظام وللسيسي شخصيا، والتي وصلت حالة الهياج فيها إلى حد توجيه اتهامات الخيانة والعمالة والتمول الأجنبي ضد طنطاوي وأنصاره ومن يقومون بعمل توكيلات له، بل والمطالبة بالقبض على طنطاوي ومحاكمته وحبسه بدعوى أنه يمثل خطرا على الأمن القومي المصري.

الهياج الإعلامي أو "فوبيا طنطاوي" التي سيطرت على وسائل الإعلام المحلية تكشف خوفا حقيقيا لمعسكر النظام من مرشح جاء من خارج ترتيبات الإخراج المسرحي، وطرح خطابا سياسيا مختلفا عما يريده المخرج، تمسك بتطبيق الدستور على الجميع بدءا من رئيس الدولة وحتى أصغر مواطن، وتعهد بالإفراج عن سجناء الرأي دون تمييز، وطالب بضمانات لنزاهة الانتخابات، ورفض سياسة العزل العنصري ضد ملايين المصريين
هذا الهياج الإعلامي أو "فوبيا طنطاوي" التي سيطرت على وسائل الإعلام المحلية تكشف خوفا حقيقيا لمعسكر النظام من مرشح جاء من خارج ترتيبات الإخراج المسرحي، وطرح خطابا سياسيا مختلفا عما يريده المخرج، تمسك بتطبيق الدستور على الجميع بدءا من رئيس الدولة وحتى أصغر مواطن، وتعهد بالإفراج عن سجناء الرأي دون تمييز، وطالب بضمانات لنزاهة الانتخابات، ورفض سياسة العزل العنصري ضد ملايين المصريين بدعوى انتسابهم للإخوان، مؤكدا أن الفيصل في التعامل مع أي شخص هو الدستور والقانون، والقضاء الطبيعي، وهو ما استنفر الأذرع الإعلامية، فراحت توجه الاتهامات له بأنه يخطط لإعادة الإخوان إلى المشهد، وهو ما يرفضونه بشدة لخطورته على مصالحهم.

لست من حزب طنطاوي، ولا تياره، ولكن هذه الهوجة الإعلامية ضده دفعتني وغيري للتفكير في مدى خطورة هذا المرشح الشاب، وأقصد الخطورة على النظام الحالي وليس على الأمن القومي كما تدعي الأذرع الإعلامية، ورغم قناعتي التامة بأن فوز طنطاوي أو أي مرشح غيره هو من سابع المستحيلات في ظل نظام يدرك أن غيابه عن السلطة يعني نهايته، ومحاكمته، إلا أن تحركات طنطاوي وخطابه، واستمراره في هذه التحركات وهذا الخطاب حتى فتح باب الترشح على الأقل، يمثل ضربات موجعة لنظام هش لا يقوى على مواجهة هذا الخطاب، وقد بذل الغالي والرخيص خلال السنوات الماضية حتى تمكن من تكميم الأفواه، وفرض سياسة الصوت الواحد عبر احتكاره لغالبية وسائل الإعلام، وعبر سنه للمزيد من التشريعات المقيدة لحرية التعبير، والتي بلغت حد المحاسبة على ما ينشر على صفحات فيسبوك.

فبعد أن نجح النظام في سياسة تكميم الأفواه تلك إذ به يواجه مرشحا رئاسيا يتحدث من داخل الدولة وليس من خارجها، كما أنه لا يمكن تصنيفه من أهل الشر، لأنه كان ولا يزال جزءا من معسكر 30 يونيو، وليس من المعسكر المضاد الذي يوصف بأهل الشر، وإذ بهذا المرشح يكسر التابوهات التي فرضها النظام خلال العشرية السوداء، وبالتالي لم تستطع أذرعه الإعلامية الرد على ما يطرحه فلجأت إلى أسلوب الطعن والتخوين، والمطالبة بضبطه وحبسه فورا لخطورته الشديدة، وهي اتهامات تستوجب محاكمة هؤلاء الإعلاميين و"اليوتيوبرز" الذين أطلقوها، لكن أنّى لذلك أن يحدث في ظل سلطة هي التي أطلقت تلك الأبواق وتعهدت بحمايتها.

في مقابل هذا الهياج الإعلامي ضد طنطاوي فإن هناك صمتا بل رضا وترحيبا بباقي المرشحين المعلنين أو المحتملين، لأن هؤلاء المرشحين مطلوبون وفقا للمسرحية، ولكل منهم أدوار مرسوم، وقد يكون أحد تلك الأدوار هو الاشتباك مع طنطاوي أو غيره من المرشحين، ليقدموا مادة دسمة للأذرع الإعلامية، وإبراز الأمر باعتباره تراشق بين مرشحين أو معارضين سياسيين ضد بعضهم، وليس للسيسي أو سلطته علاقة بالأمر كما حدث في أزمة حبس الناشر هشام قاسم
في مقابل هذا الهياج الإعلامي ضد طنطاوي فإن هناك صمتا بل رضا وترحيبا بباقي المرشحين المعلنين أو المحتملين، لأن هؤلاء المرشحين مطلوبون وفقا للمسرحية، ولكل منهم أدوار مرسوم، وقد يكون أحد تلك الأدوار هو الاشتباك مع طنطاوي أو غيره من المرشحين، ليقدموا مادة دسمة للأذرع الإعلامية، وإبراز الأمر باعتباره تراشق بين مرشحين أو معارضين سياسيين ضد بعضهم، وليس للسيسي أو سلطته علاقة بالأمر كما حدث في أزمة حبس الناشر هشام قاسم التي تصورها تلك الأذرع باعتبارها خناقة بين قطبين معارضين أحدهما ناصري والآخر ليبرالي، وأن النيابة قامت فقط بدورها تجاه بلاغ مقدم إليها، رغم أن النيابة ذاتها بكل فروعها تتجاهل مئات بل آلاف البلاغات الأخرى رغم أهميتها البالغة، ورغم أن الكثير منها يمكن أن ينقذ حياة بشر، أو ينقذ مقدرات وثروات الوطن.

في ظل هذا الهياج الإعلامي ضد طنطاوي لنا أن نتوقع كيف ستتعامل السلطة معه في قادم الأيام إذا استمر مرشحا منفردا من خارج الصندوق الرسمي (هناك توقعات بحدوث مفاجآت خلال الشهور الثلاثة المقبلة)، وستكون محطة الاختبار الأولى هي جمع التوكيلات المطلوبة للترشح، والتي يجري جمعها خلال مدة زمنية قصيرة ستحددها اللجنة العليا للانتخابات، رغم أن حملة طنطاوي تنشر أعداد متطوعيها في كل المحافظات لإيصال رسالة عملية بقدرتها على جمع تلك التوكيلات المطلوبة (25 ألف توكيل، من 15 محافظة على الأقل، وبحد أدنى ألف توكيل للمحافظة الواحدة). والمتوقع أن تصدر السلطة توجيهات غير مكتوبة لمكاتب التوثيق إما بتعطيل عمل تلك التوكيلات بحجج مختلفة، أو بإبلاغ السلطات الأمنية عن أصحاب تلك التوكيلات لتهديدهم أو تلفيق قضايا لهم، كما يحتمل أن تدس السلطة توكيلات مزورة ضمن التوكيلات الممنوحة لطنطاوي بهدف استخدامها لاحقا ضده، وإذا نجح طنطاوي في معركة التوكيلات فسوف ندخل مستوى جديدا للمعركة سيتابعه العالم أجمع.

twitter.com/kotbelaraby

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الانتخابات المصرية السيسي المرشحين أحمد طنطاوي مصر السيسي انتخابات مرشحين أحمد طنطاوي مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة صحة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ما حدث حدث فی

إقرأ أيضاً:

النواب الأمريكي: العاصفة الثلجية لن تمنعنا من المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية

أكد مايك جونسون، رئيس مجلس النواب الأمريكي، أن العاصفة الثلجية التي تقترب من واشنطن لن تمنع الكونجرس رقم 119 من المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية اليوم الاثنين.

أستاذ مناخ: أمريكا معرضة لتطرف مناخي نعيم قاسم: كسرنا شوكة إسرائيل وسليماني كشف مخططات أمريكا

وبحسب روسيا اليوم، قال جونسون، "يتطلب قانون فرز الأصوات إجراء ذلك في الساعة الواحدة ظهرا يوم 6 يناير. لذا، سواء كنا وسط العاصفة أم لا، سنكون في مجلس النواب للقيام بذلك". 

كما أعرب رئيس مجلس النواب عن أمله في أن يحضر جميع أعضاء الكونغرس الأمريكي رقم 119 جلسة التصديق في مبنى الكابيتول.

ومن المقرر أن يعقد الكونجرس الأمريكي الجديد يوم الاثنين جلسة رسمية لعدّ الأصوات الانتخابية واعتماد نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في 5 نوفمبر 2024، والتي فاز فيها الجمهوري دونالد ترامب، في حين من المتوقع أن تترأس عملية التصديق نائبة الرئيس الحالي الديمقراطية كامالا هاريس التي خسرت أمام ترامب.

وعادة ما تكون مسألة التصديق على نتائج انتخابات الرئاسة في الكونغرس روتينية، حيث يجتمع مجلسا الكونغرس في 6 يناير كل أربع سنوات، وهي المرحلة الأخيرة من التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية.

وخلال الجلسة، يقرأ نواب من كلا الحزبين ومن كلا المجلسين النتائج بصوت عال، ويقومون بإحصاء رسمي للأصوات.

وبعد إتمام هذه العملية الرسمية، سيتمكن ترامب ونائبه جي دي فانس من مباشرة مهامهما بعد أداء اليمين خلال حفل التنصيب المقرر في 20 يناير الجاري.

مقالات مشابهة

  • لبنان يترقب الانتخابات الرئاسية بعد ثلاث سنوات من الشغور
  • الكونغرس الأميركي يصدق على فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية
  • الكونغرس الأمريكي يصادق على فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية
  • الكونجرس الأمريكي يصادق على فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية
  • رسميا.. الكونغرس يصادق على فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية
  • الكونجرس الأمريكي يُصادق على فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية
  • الكونغرس يصادق اليوم على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية
  • السعودية تدخل على خط الانتخابات الرئاسية اللبنانية.. وتفضل قائد الجيش
  • الكونجرس الأميركي يصدق على نتيجة الانتخابات الرئاسية
  • النواب الأمريكي: العاصفة الثلجية لن تمنعنا من المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية