تفاصيل متحف شانيل في لندن ومارلين مونرو حاضرة في المشهد
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
تكريما لمسيرة المصممة غابرييل بونور شانيل المعروفة بـ"كوكو شانيل"، يقيم متحف "فيكتوريا وألبرت" (Victoria & Albert Museum) في لندن أول معرض في المملكة المتحدة مخصص لحياة وتأثير وأعمال ورموز "كوكو شانيل". بعنوان (Gabrielle Chanel Fashion Manifesto)، إذ سيستمر المعرض من السادس عشر من شهر سبتمبر إلى الخامس والعشرون من فبراير 2024.
ويعرض الـ"جاليري" القادم مسيرة المصممة الرائعة والمثيرة للجدل التي امتدت لستة عقود تقريبا، بداية من افتتاح أول متجر قبعات (Le chapou) لها في عام 1910 في باريس في "رو دي سان جون"، ووصولا إلى مجموعتها الأخيرة التي قدمتها في باريس في مارس عام 1971.
وضمن إطار زمني متسلسل بالترتيب، سيتتبع المعرض تطور وتأسيس أسلوب "كوكو شانيل" الشخصي الذي أثر على دار شانيل من خلال عرض ما يقارب المئتي تصميم، التي تم جمع الكثير منها معا للمرة الأولى من عدة معامل ومتاحف ومشاغل عمل مختلفة خاصة أو تابعة للدار بشكل رئيسي.
تصاميم تكشف للمرة الأولى في متحف شانيل ولماذا تعرض لوقت قصير؟ابتكرت جابرييل بونور شانيل المعروفة بـ"كوكو شانيل" ملابس تتصف بأنها ثورية في عشرينيات القرن الماضي، وذلك بسبب الحرية التي لطالما حلمت بها وخصوصا في ملابس النساء، فرغبت بتطبيقها بشكل عملي في تصاميمها التي ما تزال خالدة حتى يومنا هذا.
ولأن الأناقة صفة ولدت بشكل طبيعي مع كوكو شانيل، فصممت الأزياء لنفسها في البداية لتتناسب مع متطلبات أسلوب حياتها الـ"ديناميكي" والعملي.
سخرت شانيل جهودها في فكرة السماح للمرأة بالتحرر من تعقيد المشدات التي عايشتها خلال نشأتها، فقد صنعت ملابس مريحة وأنيقة في الوقت نفسه. وقامت بقص تنانيرها حتى لا ترتفع، وثقلت حاشية ستراتها للتأكد من أناقتها بشكل صحيح وصقلت الأكتاف بقياسات وقصات حادة تعطي المرأة القوة التي تحتاجها.
وسيتم عرض فستان أحمر مخملي من قماش المخمل أو الـ"قطيفة" الذي سيظهر للعلن للمرة الأولى منذ 1932، ومن الصعب عرضه لمدة طويلة نظرا لقدم الفستان وسرعة تأثره بالهواء المحيط به.
Marlene Dietrich نجمة هوليوود بعيون شانيليتضمن المعرض بعضا من أقدم إطلالات شانيل المعروفة، والتي يعود تاريخها إلى عام 1916، والأزياء الأصلية التي ابتكرتها لـ فرق الباليه الروسي في عام 1924.
اقرأ ايضاًوسيتضمن المعرض أيضا إطلالات تم تصميمها لممثلتي هوليوود مارلين ديتريش Marlene Dietrich ولورين باكال Lauren Bacall يعودان للعام 1940.
وفي حديثه عن المعرض الجديد، أوضح برونو بافلوفسكي Bruno Pavlovsky، رئيس شانيل "ساس" وشانيل فاشن: "نحن سعداء ويشرفنا أن أول معرض مخصص لغابرييل شانيل سيقام في المملكة المتحدة سيتم تقديمه في متحف فيكتوريا وألبرت، أحد المتاحف المرموقة في العالم." وتابع "كانت غابرييل شانيل أسطورة في حياتها. وسيقوم هذا المعرض بتحليل مساهمتها في الموضة ورؤيتها الجذرية للأسلوب الذي خلق الحداثة وعكس تطلعات المرأة وتطور مكانتها في المجتمع".
مارلين مونرو وعطر شانيل الرقم خمسةلن يقتصر المعرض فقط على صناعة الأزياء وحسب، بل سيتضمن المعرض ابتكارات عالم الجمال الخاص بالعلامة الأيقونية، إضافة إلى "بورتريه" مارلين مونرو وروتين ارتدائها لعطر شانيل الرقم خمسة الأيقوني والذي احتفلت العلامة في العام الماضي بإتمامه المئة عام على أنه واحد من أكثر العطور صمودا وشموخا في عالم الجمال.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ لندن متحف شانيل مارلين مونرو شانيل 5
إقرأ أيضاً:
السيد نصرالله.. مشاهد على عتبة الألم
أيامٌ تقف بيننا وبين حزننا المؤجّل منذ ما يزيد على شهرين.
يوم عاهدنا النفس على التصبّر وإرجاء الوجع، حتى لا يتمكّن منا عدو استطاع أن يخطف أغلى ما عندنا.
على عتبة الألم والحزن واستحقاق اليتم العميق، تحضر في خاطري مشاهد رسمت علاقتي العاطفية بقائد امتلك الأفئدة، قائد كان يُطاع حباً.
المشهد الأول
في ملعب بنت جبيل، في الـ26 من مايو 2000م، يقف عالم دين شاب على بعد بضع قرى عن الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، في تحدٍّ شجاع وجريء للاحتلال الإسرائيلي بعد أيام قليلة على إخراجه مدحوراً من جنوبي لبنان.
كنت حينها في الـ9 من عمري، طفلاً لا يفقه في السياسة شيئاً، في منزل لا يحب الأحزاب والتحزب، بل لديه موقف سلبي مسبق تجاه كل ما يمتّ إلى الحياة الحزبية في لبنان، كنت أجلس بين جمع يستمع بفرح وفخر، يومها رأيت في عيني والدي للمرة الأولى الإعجاب والتقدير لسياسي وقائد حزب في لبنان (لم يكن يرى فيه حينها أكثر من ذلك).
“إن إسرائيل هذه أوهن من بين العنكبوت”، أذكر قول والدي تعقيباً: “هيدا الزلمي بيحكي دهب”.
وكانت بداية رحلة الفضول عند الطفل ابن الأعوام الـ9 لمعرفة من هو هذا القائد.
المشهد الثاني
في الـ29 من يناير 2004م، تنجح المقاومة الإسلامية في لبنان في إنجاز صفقة لتبادل الأسرى بينها وبين العدو الصهيوني، لتفرج عن 462 أسيراً لبنانياً وفلسطينياً.
مواضيع متعلقة
إرث عماد مغنية في المقاومة.. كيف أسس لمعركة لا حدود لها؟
12 شباط 12:31
لبنان: الاستحقاقات التي تنتظر الحكومة.. تحديات وملفات حساسة
5 شباط 13:07
في مطار بيروت، اجتمعت الشخصيات الرسمية (رئيس الجمهورية، رئيس مجلس النواب، رئيس الوزراء… وغيرهم) في صالون الشرف، بينما أفردت صالات في المطار لعوائل الأسرى الذين ينتظرون وصول أبنائهم.
لحظة وصول سماحة السيد إلى مطار بيروت، اتجهت وسائل الإعلام كلها نحو صالون الشرف، حيث كبار الشخصيات، لتوثق لحظة دخوله، بينما استدار هو باتجاه أهالي الأسرى، حيث ينتظرون، فكانوا أول من التقاهم لينتظر بينهم وصول أبنائهم.
المشهد الثالث
في الـ28 من مارس 2006م، تُلقي القوى الأمنية في لبنان القبض على مجموعة إرهابية مسلحة، تخطط لاغتيال الأمين العام لحزب الله، إبان توجهه إلى مبنى البرلمان اللبناني للمشاركة في إحدى جلسات الحوار الوطني آنذاك.
بعد أيام على إعلان إحباط المحاولة والقبض على عناصر المجموعة الإرهابية، يخرج السيد حسن ليعلن عفوه عن الأفراد المعتقلين، ويُسقط حقه في مقاضاتهم.
أذكر يومها ملامح وجهه، بسمته السمحة، وهو يُعلِن عفوه، كأنّ قلبه كان ممتلئاً بمحبة أولئك الذين كانوا يخططون قتله.
المشهد الرابع
في الأيام الأولى لمعركة الوعد الصادق في يوليو 2006، يظهر السيد حسن في رسالة متلفزة، بدا فيها متعب العينين، مبعثرَ اللحية قليلاً، كان متعباً، وكانت القذائف الإسرائيلية تتساقط على الضاحية الجنوبية في بيروت، وكان الناس يفترشون المدارس والساحات والحدائق العامة، يجمعهم همٌّ واحدٌ، بعد تلك الرسالة، “السيد تعبان”، لم يعد أي شيء يعني لهم في مقابل “شوفته تعبان”.
في اليوم التالي زارنا أحد الأقرباء؛ رجل صرف عمره في الاغتراب ليعود بما مكّنه من شراء بيته وتجهيزه، أتى يومها وكان قد علم، قبل ساعات، باستهداف المبنى الذي يوجد فيه بيته، وحوّله إلى ركام.
قال له أبي “يعوضك الله يا أبا علي”، فأجابه أبو علي: “عمر البيت ما يرجع، بس ما شوف السيد تعبان”.
المشهد الخامس
سأقفز أعواماً طويلة لأصل إلى هذا المشهد:
لحظة كان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ينتظر رد حزب الله على “العرض” الإسرائيلي بتحييد لبنان في مقابل وقف المقاومة إسنادها لقطاع غزة إبان معركة طوفان الأقصى.
وكان ذاك الجواب الذي زرع في قلبي أثراً لن يمحى: “أتعطينا الأمان وأطفال غزة لا أمان لهم؟”.
هكذا كان جوابه.
وبجوابه هذا، وضع روحه قرباناً لنصرة الحق: نصرة فلسطين، ونصرة المستضعفين.
هكذا ارتسم في قلبي قائداَ لم أره يوماً معصوماً عن الخطأ أو الزلل، وخالفته في موارد وموارد، لكنه استطاع أن يُطاع حباً، ومن يُطَعْ حباً فلن تقدر على الفكاك من الانتماء إليه، وإلى ما يمثّل، مهما اختلفت أو تمايزت وتعارضت معه.
كاتب لبناني