تخوف إسرائيلي من عدم استقرار التطبيع مع البحرين
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
عقب أيام على انتهاء زيارة وزير خارجية الاحتلال، إيلي كوهين، للبحرين، تزايدت الدعوات الإسرائيلية للطلب من المنامة تقديم الدعم العلني والفعال لمن يريدون الحفاظ على العلاقات معها، مع أنها الزيارة الأولى التي يقوم بها مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى منذ تسعة أشهر للبحرين.
وزعم كوهين خلال الزيارة أنه لا يزال هناك موقف إيجابي تجاه "إسرائيل"، ومن ناحية أخرى تنكشف التحديات والصعوبات التي قد تؤدي لتدهور العلاقات بين تل أبيب والمنامة.
وكشف رئيس برنامج "اتفاقيات أبراهام" بمعهد "مسغاف" للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية، والمدير التنفيذي لمعهد اتفاقيات التطبيع للسلام، آشير فريدمان، أنه "خلال زيارتي للبحرين قبل شهرين، استقبلنا ممثلو الحكومة بحفاوة وودية، وعندما ذهبت لزيارة مسجد الفتح الكبير في العاصمة المنامة، نصحني صديق بحريني بعدم ارتداء القبعة الدينية (الكيبا) لتجنب وقوع حادث غير سار، مما يشير للخوف من الجماعات التي لا تزال تعارض التطبيع".
وأضاف فريدمان، في مقال ترجمته "عربي21"، أن "هذه الانطباعات كشف عنها نتائج استطلاع للرأي العام أجراه معهد واشنطن أعرب خلاله 38 بالمئة من البحرينيين عن دعمهم للعلاقات التجارية مع الإسرائيليين، لكن 23 بالمئة فقط يعتقدون أن اتفاقيات أبراهام لها تأثير إيجابي على المنطقة، فيما تشير أرقام التجارة والسياحة المنخفضة إلى التحديات في تعميق العلاقات".
وذكر أنه في الأشهر السبعة الأولى من 2023 "بلغ حجم التجارة بين البحرين وإسرائيل 8.3 مليون دولار فقط، ورغم أن هذه زيادة مقارنة بـ2022، لكن الأرقام لا تزال ضئيلة، وفي السنوات الثلاث الماضية، وصل أقل من ألف بحريني لدولة الاحتلال".
وأوضح أن "شركة الطيران البحرينية افتتحت خمس رحلات أسبوعية بين المنامة وتل أبيب، فيما تنشط سفارة البحرين في إسرائيل بشكل خاص في إقامة الاتصالات، وبدأ مؤخرا التعاون بين المؤسسات الطبية، بزعم أن البحرين دولة صغيرة، لكنها ذات أهمية كبيرة بالنسبة للاحتلال، وانضمامها لاتفاقيات التطبيع نقل الاتفاق مع الإمارات من كونه إلى حدث فردي إلى اتجاه إقليمي، من خلال تقاليد التسامح الديني وتواجد الجالية اليهودية، بحيث يمكن للبحرين أن تكون جسرا للخطاب بين الأديان".
وأشار أن "ما يجعل للتطبيع مع البحرين أهمية استثنائية بالنسبة لإسرائيل أنها تتمتع بعلاقات خاصة مع السعودية، المرتبطة بها بجسر طوله 25 كيلومترا، كما أنها مركز مالي إقليمي، وموقعها الجغرافي ومشاريعها التنموية، وشعبها الطموح يخلق فرصا للشركات الإسرائيلية، مما يعني أن تعزيز تطبيعهما الدافئ يتطلب المزيد من الزيارات المتبادلة، ولكي يسمح البحرينيون بمزيد من الوفود لزيارة إسرائيل، يجب أن يكون هناك تقارب في التنسيق بين الحكومات فيما يتعلق بطبيعة الوفود وتخطيطها، بما في ذلك التي تأتي عبر المنظمات المدنية".
وبين أن "أحد التحديات الرئيسية أمام تعزيز التطبيع الاسرائيلي البحريني هو السماح للشركات والمؤسسات البحرينية المهتمة بالعمل مع الإسرائيليين، لكنهم يخشون الضغط أو المقاطعة، وهذا يستدعي من وزارة الخارجية الطلب من القيادة العليا في البحرين تقديم الدعم العام والفعال لمن يريدون الحفاظ على العلاقات مع إسرائيل، من أجل التغلب على حاجز الخوف، ولذلك فإن التوقيع المرتقب على اتفاقية التجارة الحرة سيساعد على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل، رغم أن الشركات الإسرائيلية ستجد صعوبة بالعثور على شركاء محليين دون إشارة إيجابية واضحة من الأعلى".
وأشار إلى أنه "من الضروري التأكد أن التجارب السلبية التي عاشها زوار دول اتفاق التطبيع في إسرائيل لن تعود مرة أخرى، لأنه بعد انطلاق رحلة "طيران الخليج" البحرينية إلى تل أبيب، يريد البحرينيون أن تفتح شركة طيران إسرائيلية خط طيران طريق مباشر بينهما، كما أن للبحرين اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة، وهي على وشك التوقيع على اتفاقية مماثلة مع إسرائيل، وفي هذه الحالة ينبغي دراسة إنشاء تعاون اقتصادي ثلاثي بين الولايات المتحدة والبحرين وإسرائيل، في مجالات التجارة والصناعة والتكنولوجيا والاستدامة".
وتكشف هذه التخوفات الإسرائيلية من تراجع فرص تحسين مستوى التطبيع مع البحرين أن دولة الاحتلال إذا لم تنجح في التغلب على العقبات في العلاقة معها، فقد تتدهور في بعض الأحيان، وتعود سنوات عديدة إلى حالة من السلام البارد، مثل ذلك الذي يسود مع مصر والأردن، أو السلام الاقتصادي بالأساس مع تركيا، الأمر الذي يؤكد أن التطبيع مع البحرين ليس له أقدام قوية يسير عليها، وهو معرّض في أي لحظة لحالة من الانتكاس.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال التطبيع البحرينيين الاحتلال البحرين تطبيع التطبيع البحريني صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مع البحرین
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: رصد إطلاق صواريخ من اليمن باتجاه وسط إسرائيل
أكد إعلام إسرائيلي عن مصادر عسكرية، أنه تم رصد إطلاق صواريخ من اليمن باتجاه وسط إسرائيل، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.
خبير: إسرائيل استغلت عملية 7 أكتوبر لتحقيق أهدافها في المنطقة روسيا تدين ضم إسرائيل لأراض بمرتفعات الجولان السورية: غير مقبول على الإطلاق
قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 16 فلسطينيا على الأقل من الضفة الغربية
وعلى صعيد آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ مساء أمس، وحتّى صباح اليوم الاثنين، 16 فلسطينيا على الأقل من الضّفة الغربية المحتلة، بينهم أسرى سابقون.
وأشارت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، في بيان اليوم، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إلى أن عمليات الاعتقال توزعت على محافظات طولكرم، والخليل، ونابلس، رام الله، بيت لحم، جنين، رافقها تنفيذ عمليات تنكيل واسعة، واعتداءات وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل الفلسطينيين، مشيرة إلى أن عدد حالات الاعتقال منذ بدء حرب الإبادة المستمرة والعدوان الشامل على أبناء شعبنا، بلغ أكثر من 12 ألفا و100 فلسطيني من الضّفة، بما فيها القدس.
ويواصل الاحتلال اعتقال المدنيين من غزة، وتحديدا من الشمال، وينفذ جريمة الإخفاء القسري بحقهم، ويرفض الإفصاح بشكل كامل عن هوياتهم وأماكن احتجازهم، مع العلم أن المؤسسات المختصة ومنذ بدء حرب الإبادة لم تتمكن من حصر حالات الاعتقال من غزة والتي تقدر بالآلاف.
وفي سياق آخر، اقتحم مستوطنون إسرائيليون، اليوم الاثنين، باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية، بحماية قوات الاحتلال.
قطر تدين بشدة مصادقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي على خطة لتوسيع المستوطنات في هضبة الجولان المحتلة
كما أدانت قطر بشدة، مصادقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي على خطة لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة، واعتبرتها حلقة جديدة في سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وانتهاكاً سافراً للقانون الدولي.
وشددت وزارة الخارجية القطرية على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته القانونية والأخلاقية لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف الاعتداءات على الأراضي السورية، والامتثال لقرارات الشرعية الدولية، فضلاً عن التضامن لمواجهة مخططاته الانتهازية.
ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة لـ45028 شهيدًا منذ 7 أكتوبر 2023ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 45028 شهيدا و106962 مصابا منذ 7 أكتوبر من العام الماضي، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.
قال السفير سعيد أبو علي، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، إن العدوان الإسرائيلي قد أسفر عن إبادة أكثر من 10% من سكان قطاع غزة، حيث تم تسجيل آلاف الشهداء والمصابين والمفقودين، وحذف حوالي 1410 عائلة فلسطينية من السجل المدني، بعد عن قتل الاحتلال جميع أفراد العائلة ليمحو اي وجود لها ، مما يعكس حجم الفاجعة الإنسانية، حيث بلغ عدد الأفراد الذين تم شطبهم من السجل المدني 5444 شهيدًا، مما يسلط الضوء على الآثار المأساوية للعدوان.
جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة، مشيرًا إلى الظروف الإنسانية الصعبة التي يعاني منها قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر، الذي دخل شهره الخامس عشر.
أوضح أبو علي أن أكثر من 80% من المباني السكنية في القطاع قد دمرت، مع الإشارة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بتنفيذ أكثر من 9900 مجزرة مروعة، مستخدمًا حوالي 90 ألف طن من المتفجرات، مما أدى إلى تدمير واسع النطاق للبنية التحتية.
أوضح أبو علي أن الوضع في قطاع غزة قد بلغ مرحلة خطيرة، حيث يعاني أكثر من 96% من السكان من انعدام حاد في الأمن الغذائي. وأكد أن المساعدات المتدفقة إلى القطاع حاليًا لا تكفي سوى 6% من السكان، مما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية خلال فصل الشتاء، حيث يعاني الجميع من الفقر، الذي بلغ نسبته 100%.
دعا أبو علي المجتمع الدولي إلى ضرورة ضمان وصول المواد الغذائية والإمدادات الإنسانية إلى جميع سكان غزة، مشددًا على أهمية تسريع عملية تقديم المساعدات وتبسيط الإجراءات اللازمة لذلك. كما أكد على ضرورة تحديد الاحتياجات التشغيلية واللوجستية اللازمة لدعم الجهود الإنسانية.