الجزيرة:
2025-03-05@04:26:09 GMT

حلم سكان غزة بدولة مستقلة تبدد بعد 3 عقود على أوسلو

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

حلم سكان غزة بدولة مستقلة تبدد بعد 3 عقود على أوسلو

في عام 1994، عاد الفلسطيني مصطفى السنونو مع الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى قطاع غزة عقب توقيع اتفاق أوسلو حالما بأن يصبح القطاع "سنغافورة" المنطقة، لكن حلمه وكثيرين معه تبدّد بعد 3 عقود.

فقد وقّعت منظمة التحرير الفلسطينية (فتح) في 13 سبتمبر/أيلول 1993 على اتفاق "إعلان المبادئ الفلسطيني-الإسرائيلي" المعروف بـ "اتفاق أوسلو"، الذي أنشئت بموجبه السلطة الفلسطينية.

ونص الاتفاق على أن هدف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، من بين أمور أخرى، إقامة سلطة حكم ذاتي انتقالية فلسطينية، وعلى مواصلة التفاوض في مسائل رئيسية أخرى.

عاد عرفات في يوليو/تموز 1994 مع الآلاف من قواته العسكرية والأمنية للمرة الأولى إلى قطاع غزة ومدينة أريحا في الضفة الغربية المحتلة اللتين أقيمت عليهما مؤسسات السلطة الفلسطينية.

السنونو، الذي يبلغ الآن 57 عاما، عُيّن حينها ضابطا برتبة نقيب في الحرس الرئاسي، ثم أصبح عقيدا قبل أن يحال في عام 2008 للتقاعد المبكر مثل الآلاف من عناصر أجهزة الأمن والشرطة في السلطة الفلسطينية بعد الانقسام بين حركتي فتح والمقاومة الإسلامية (حماس).

قبل شهرين، افتتح سنونو مطعما للوجبات السريعة في مبنى يبعد مئات الأمتار عن مقرّ عرفات الرئاسي في حي الرمال غرب مدينة غزة، الذي تحوّل إلى صالة لحفلات الزفاف.

يقول سنونو في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الفرنسية "كنا نعتقد أن البلد سيصبح مثل سنغافورة: معابر مفتوحة، فرص عمل لأولادنا وحكومة ومطار وميناء وجواز سفر، ظننا أن الدولة أصبحت على مرمى حجر" منا.

مشاعر خيبة الأمل لا تقتصر على هذا الضابط السابق، بل تكاد تكون حالة عامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

بعد 30 عاما من الفشل في تحقيق سلام حقيقي وبناء دولةٍ تحرر الفلسطينيين من ويلات الاحتلال الإسرائيلي، أصبح جلّ اهتمام الشباب الفلسطيني ينصبّ على البحث عن فرص عمل وحرية التنقل والسفر، وتجاوز أزمات متعددة من بينها السكن والكهرباء والمياه التي تضاعفت في ظل الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 2007، أي منذ تولي حركة حماس السلطة في القطاع.


سجن

هاجر من قطاع غزة خلال العقدين الأخيرين أكثر من 200 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الشباب، إلى وجهات من بينها تركيا ودول أوروبية، وفق إحصاءات قامت بها مؤسسات حقوقية.

وتتجاوز نسبة البطالة في القطاع 45% وتزيد عن 70% في صفوف الشباب، وفقا لجهاز الإحصاء الفلسطيني.

تقول إسراء مراد (21 عاما) "كل الدول تنعم بمطارات ومعابر وميناء، أما نحن نسافر في خيالنا وأحلامنا، مطارنا مدمر ومعابرنا مغلقة. نحن في سجن".

أما الطالب الجامعي أدهم عبد الله (22 عاما) فيقول "دمرت أحلامنا، لا وظائف للخريجين الجامعيين، لا عمل للشباب، الأوضاع في قطاع غزة تسوء كل يوم مع زيادة البطالة والفقر".

ويقول عبد الله الذي أنهى دراسته الجامعية هذا العام، "غياب أوسلو أثّر سلبا على مستقبل جيلنا. عندما عاد أبو عمّار إلى الوطن، كان هناك أمل كبير بدولة مستقلة".

في نهاية عام 1998، احتفل الفلسطينيون بأول مطار على أرض قطاع غزة في افتتاح رسمي حضره الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلنتون ومعه عدد من رؤساء الدول، ومسؤولون كبار عربا وغربيين.

إلا إن إسرائيل دمرت المطار في عام 2001 مع اندلاع انتفاضة "الأقصى" الثانية.

ورغم أن اتفاق أوسلو ينص على أن مفاوضات الحل النهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يجب أن تبدأ بعد 5 سنوات من توقيعه، فإن جولات مفاوضات في مواضيع متفرقة تبعته، لكن دون التطرق إلى حل ينهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

تبدد حلم الدولة

ويقول عضو فريق المفاوضات الفلسطينية مع إسرائيل حسن عصفور إن حلم الدولة قد فشل، وإن فشل أوسلو لم يفاجئه.

ويضيف "توقعنا انتهاء كل شيء بعد اغتيال إسحاق رابين"، رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1995 على يد متطرف إسرائيلي.

ويتهم عصفور الذي يقيم حاليا في مصر "أطرافا إسرائيلية وفلسطينية لها ارتباطات إقليمية بالتآمر لإفشال أوسلو".

لكنه يؤكد أن "الخلاص من أوسلو أصبح ضرورة وطنية كبرى"، ويطالب السلطة ببدء مرحلة فك ارتباط شاملة عن الاحتلال الإسرائيلي.

وشنت إسرائيل 4 حروب دامية على قطاع غزة منذ نهاية 2008 استشهد على إثرها الآلاف من سكان القطاع، الذين يقدر عددهم بنحو 2,3 مليون نسمة، ويعيشون تحت وطأة حصار خانق تفرضه عليهم إسرائيل برا وبحرا وجوا، مما أدى إلى مشاكل عديدة وزاد نسبة الفقر لدى السكان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

القمة العربية ترفض تهجير سكان غزة وتؤكد دعمها لخطة الإعمار

الثورة / متابعات

أكد الزعماء العرب خلال قمتهم الطارئة في القاهرة، أمس، عن رفضهم تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ودعمهم للخطة المصرية المتعلقة بإعادة إعمار القطاع المدمر.
وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن القمة العربية الطارئة اعتمدت المشروع المصري لإعادة إعمار قطاع غزة.
وأكد البين الختامي للقمة أولوية استكمال وقف إطلاق النار الذي يتعرض لتحدٍّ كبير.
ودعا البيان مجلس الأمن لنشر قوات حفظ سلام دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي ختام القمة، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن “القمة اعتمدت خطة عربية لإعادة إعمار قطاع غزة وفق مراحل محددة”.
وأضاف أبو الغيط أن الخطة “ترسم أيضا مسارا لسياق أمني وسياسي جديد في غزة”، وتحافظ على الاتصال بين الضفة الغربية والقطاع، مشيرا إلى أن هدف القمة كان تأكيد الرفض العربي لتهجير الفلسطينيين.

ملامح خطة الإعمار
وكان السيسي قال في كلمته أمام القمة إن الخطة المصرية “تحفظ للشعب الفلسطيني حقه في إعادة بناء وطنه وبقائه على أرضه”، مؤكد أن “الحرب الضروس على قطاع غزة استهدفت تدمير سبل الحياة وخيرت أهل غزة بين الفناء والتهجير”.
وأضاف: “نعكف على تدريب الكوادر الفلسطينية الأمنية التي ستتولى الأمن في القطاع خلال المرحلة المقبلة”. كما دعا إلى توجيه الدعم “للصندوق الذي نسعى لإنشائه لتنفيذ هذه الخطة”.
وأشار إلى أن مصر عملت “بالتعاون مع الأشقاء في فلسطين على تشكيل لجنة من الفلسطينيين المستقلين لإدارة قطاع غزة”.
كما أعلن الرئيس المصري أن بلاده ستستضيف مؤتمرا دوليا لإعادة إعمار غزة في أبريل/نيسان المقبل.
من جهة أخرى، قال ملك الأردن عبد الله الثاني إنه يتعين “التأكيد على رفضنا التام للتهجير وإعادة إعمار غزة ضمن جدول زمني”.
ودعا إلى إعداد “تصور واضح وقابل للتنفيذ بشأن إدارة غزة وربطها بالضفة الغربية”.
وفي وقت سابق، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في بيان، إنها تتطلع في ظل انعقاد هذا المؤتمر الذي سمي “قمة فلسطين”، إلى “دور عربي فاعل ينهي المأساة الإنسانية التي صنعها الاحتلال في قطاع غزة”.
كما دعت الحركة إلى إلزام حكومة الاحتلال “بوقف جرائمها بحق المدنيين العزل”، والضغط “لفتح المعابر وإدخال ما يحتاجه شعبنا في القطاع لتعزيز صموده على أرضه، وإفشال مخططات الاحتلال لتهجيره”.
وقدرت الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة تكلفة الاعمار بـ53 مليار دولار.
وتتالف الخطة وفق وكالة رويترز من 112 صفحة تتضمن خرائط توضح كيفية إعادة تطوير أراضي غزة وعشرات الصور الملونة التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لمشاريع الإسكان والحدائق والمراكز المجتمعية.

أبرز بنود الخطة
تشكيل لجنة “إدارة غزة” لتتولى تسيير شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، على أن تكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية “تكنوقراط” تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.
استصدار قرار بنشر قوات حفظ سلام دولية بالأراضي الفلسطينية في سياق متكامل لإقامة الدولة الفلسطينية، مع التأكيد على إمكانية “التعامل مع معضلة تعدد الجهات الفلسطينية الحاملة للسلاح إذا أزيلت أسبابها من خلال عملية سياسية ذات مصداقية”.
إنشاء منطقة عازلة في قطاع غزة بعد إزالة الأنقاض وبناء 20 منطقة إسكان مؤقت بمشاركة شركات مصرية وأجنبية.
خطة إعادة الإعمار تستغرق 3 سنوات للتنفيذ وتشمل تنفيذ برامج للتعافي المبكر وإعادة الإعمار بشكل متواز والمضي نحو حل الدولتين كجزء من الحل السياسي.

مقالات مشابهة

  • القمة العربية ترفض تهجير سكان غزة وتؤكد دعمها لخطة الإعمار
  • أمير قطر: إقامة دولة فلسطينية مستقلة أساس الاستقرار والسلام
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: السلطة الفلسطينية متواجدة في غزة ولها مؤسسات قائمة
  • سفير مصر السابق بدولة الاحتلال: إسرائيل تسعى لتهجير الشعب الفلسطيني إلى الصومال
  • لوموند: كيف أثر السيسي على الدور الذي كانت تلعبه مصر في القضية الفلسطينية؟
  • شهيدان برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي وسط مدينة رفح الفلسطينية
  • الحكومة الفلسطينية تحذّر من مجاعة في قطاع غزة بعد إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لكافة المعابر
  • ليبرمان يهدد مصر ويطالبها بتوطين سكان غزة في سيناء
  • التقاطع المزراحي الفلسطيني الذي لا يتحدث عنه أحد
  • الخارجية الفلسطينية: نرفض تسييس المساعدات الإنسانية من قبل الاحتلال الإسرائيلي