لحسابات سياسية وعسكرية.. واشنطن تعزز نفوذها في اليمن
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
تحضر الولايات المتحدة الأميركية كلاعب فاعل في الأزمة اليمنية من خلال تواجدها سياسياً وعسكرياً، إذ تزايد التواجد الأميركي غير المعلن في اليمن عقب انطلاق العمليات العسكرية التي شنّها التحالف العربي في مارس/آذار 2015، لتكون الولايات المتحدة من أبرز اللاعبين الدوليين في الأزمة إلى جانب بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين.
3 قرارات أميركية في اليمن
وتزايد النشاط الدبلوماسي الأميركي في الأزمة اليمنية مع صعود جو بايدن إلى سدة الحكم مطلع 2021، إذ تبنّى نهجاً مخالفاً لسلفه دونالد ترامب من الأزمة اليمنية، ليتخذ بذلك ثلاثة قرارات حاسمة، تمثّل القرار الأول بإسقاط الحوثيين من قائمة الإرهاب الأميركية. وبررت إدارة بايدن يومها قرارها بأنه "ناجم فقط عن العواقب الإنسانية لهذا التصنيف الذي قامت به الإدارة السابقة في الدقائق الأخيرة" من عهدها، فيما فسر يومها القرار من قبل البعض بأنه كي تتمكن الولايات المتحدة من الدخول كوسيط في الأزمة اليمنية.
والقرار الثاني لإدارة بايدن كان اتخاذ قرار وقف بيع الأسلحة وتقديم الدعم العسكري للتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات، تنفيذاً للتعهد الذي قطعه بايدن خلال حملته الانتخابية بإنهاء الدعم الأميركي للتدخل العسكري السعودي في اليمن.
أما القرار الثالث فيتمثل بتسمية الدبلوماسي تيم ليندركينغ في فبراير/شباط 2021 مبعوثاً خاصاً لحل الأزمة اليمنية. وأراد بايدن من خلال هذه القرارات أن تكون السياسات الأميركية في الأزمة اليمنية تتم بشكل مباشر، لخدمة التوجه الأميركي المعلن الهادف لإيقاف الحرب في اليمن.
لكن هذه التغييرات لم تسفر عن حلحلة في الملف اليمني، إذ ترافقت مع تصعيد حوثي ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ودول التحالف عبر شن هجمات في محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز بهدف السيطرة عليها. كما نفذ الحوثيون هجمات على مواقع حساسة في السعودية والإمارات، من ضمنها هجمات على مواقع في الإمارات في يناير/كانون الثاني 2022، وقصف مواقع تابعة لشركة "أرامكو" السعودية في مارس/آذار 2022.
وقال الناشط السياسي محمد العبيدي، لـ"العربي الجديد"، إن سياسة بايدن نحو الحوثيين جاءت مخالفة لسياسة ترامب. وأضاف: "لاحظنا أن من أول القرارات التي اتخذها بايدن هو إسقاط جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب، لأن الديمقراطيين يأملون أن يكون هناك حوار ينهي الحرب في اليمن، وجماعة الحوثي شريك فاعل في الأزمة، ولا يمكن أن تشارك أميركا في الحوار مع جماعة تصنفها أنها إرهابية".
ولفت العبيدي إلى أن بايدن أوقف كذلك بيع الأسلحة للسعودية، وهذا مؤشر على توجّه الإدارة الأميركية لإيقاف الحرب في اليمن، على أن يكون لها نفوذ في اليمن خلال المرحلة التي تلي انتهاء الحرب، معتبراً بالتالي أن "الأميركيين حريصون على علاقات جيدة مع جميع الأطراف اليمنية، والتواجد في الملف العسكري والأمني لليمن، بما يضمن لهم بقاء تواجدهم في البحر الأحمر، وخليج عدن، وفي الأجواء اليمنية، والتواجد البري إن دعت الحاجة".
حماية الملاحة الدولية
ويتواجد الأميركيون في البحر الأحمر وخليج عدن بهدف حماية طريق الملاحة الدولية، وتزايد هذا التواجد مع التهديدات الحوثية باستهداف الممر المائي في باب المندب والذي يعد من أهم الممرات المائية بالعالم.
وكان الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية، قد أعلن الشهر الماضي، في بيان له، وصول أكثر من ثلاثة آلاف بحار وجندي أميركي إلى الشرق الأوسط، ودخول السفينة الهجومية البرمائية "يو إس إس باتان" وسفينة الإنزال "يو إس إس كارتر هول"، البحر الأحمر عبر قناة السويس. وأشار الأسطول الخامس إلى أن منطقة عمليات الأسطول تشمل الخليج وخليج عمان والبحر الأحمر، وأجزاء من المحيط الهندي و3 نقاط حرجة في مضيق هرمز وقناة السويس ومضيق باب المندب.
وأكد بايدن في رسالة إلى الكونغرس في يونيو/حزيران 2022، أنه "يتم نشر عدد صغير من الأفراد العسكريين الأميركيين في اليمن للقيام بعمليات ضد تنظيمي القاعدة وداعش". وأضاف أن "الجيش الأميركي يواصل العمل بشكل وثيق مع الحكومة اليمنية والقوات الإقليمية الشريكة للحد من التهديد الإرهابي الذي تشكله تلك الجماعات". كما أكد أن القوات الأميركية تواصل القيام "بدور غير قتالي، عبر تقديم المشورة العسكرية والمعلومات المحدودة للتحالف الذي تقوده السعودية لأغراض دفاعية وتدريبية فقط، ولا يشمل هذا الدعم مشاركة القوات الأميركية في الأعمال العدائية مع الحوثيين".
وجود منذ عهد علي عبد الله صالح
وبدأ التواجد الأميركي في اليمن في عهد الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، إذ بدأت القوات الأميركية بنشر عدد من جنودها في اليمن عقب استهداف تنظيم "القاعدة" للمدمرة الأميركية "يو إس إس كول" في ميناء عدن في أكتوبر/تشرين الأول 2000. وعقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، بدأ الطيران الأميركي المسيّر باستهداف عناصر "القاعدة" في اليمن، وصرحت الولايات المتحدة بأنها استخدمت القتل المستهدف بالطيران المسيّر في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2002 بتعاون وموافقة الحكومة اليمنية، لتتوالى بعد ذلك هذه العمليات التي شهدت تزايداً ملحوظاً في عهد الرئيس السابق عبدربه منصور هادي.
ومع تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في إبريل/نيسان 2022 برئاسة رشاد العليمي، استمر التعاون مع الجانب الأميركي الذي واصل هجماته بالطيران المسيّر لاستهداف عناصر "القاعدة"، وآخرها الهجوم الذي استهدف القيادي البارز في تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، رئيس مجلس شورى التنظيم، حمد بن حمود التميمي، والمعروف باسم عبدالعزيز العدناني في وادي عبيدة بمحافظة مأرب نهاية فبراير/شباط الماضي.
المحلل السياسي والخبير في شؤون الجماعات الدينية، أمجد خشافة، قال في حديث لـ"العربي الجديد" إن التواجد العسكري الأميركي في اليمن ليس حديثاً، بل يعود إلى السنوات التي تلت أحداث 11 سبتمبر 2001، وبعد تفجير المدمرة الأميركية "كول" على سواحل عدن، حيث كان اليمن حينها يشكل منطقة جغرافية نشطة لـ"القاعدة". وأشار إلى أنه جرى اتفاق بين السلطات اليمنية وتلك الأميركية لمكافحة الإرهاب، "وتتركز الاتفاقية على تدريب القوات اليمنية وتقديم الدعم الاستخباري والمالي لها، ولهذا السبب فإن الانتشار العسكري الأميركي في المناطق الشرقية، وتحديداً محافظة المهرة، يعد امتداداً لهذه الاتفاقية".
ولفت خشافة إلى أنه "على الرغم من تراجع نشاط تنظيم القاعدة في المناطق الجنوبية والشرقية، إلا أن القوات الأميركية ما تزال متواجدة في المهرة إلى جانب قوات بريطانية وسعودية، لتأدية مهمة مكافحة الإرهاب وفقاً للاتفاقية القديمة"، لكنه أشار إلى أن "مفهوم الإرهاب لدى أميركا غير محدد وواضح، لذلك من المتوقع أن مهام قواتها العسكرية تمتد إلى مراقبة الممرات المائية في البحر العربي ومضيق باب المندب وتأمينها".
من جهته، قال المتحدث باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي لليمن، العميد وضاح الدبيش، لـ"العربي الجديد"، إن "القوات الأميركية موجودة من السابق، إنما عززت قواتها أخيراً، وأعادت الانتشار وقامت بتوسيعه، وتتواجد في البحر الأحمر، وخليج عدن، وفي بحر عمان، وتنتشر على طول البحار المحاذية لليمن والجزيرة العربية والقرن الأفريقي".
وأضاف الدبيش أنه بالنسبة للتنسيق مع الجانب اليمني، "فبالتأكيد هناك تنسيق بين الحكومتين وبين البحرية وخفر السواحل، ولكن كما هو معروف فأميركا هي صاحبة القرار الأول، وهي من تحمي البحر الأحمر وقناة السويس وباب المندب من أي اعتداءات قادمة أو وشيكة ستقوم بها إيران كخطوة تصعيدية، أو كورقة ضغط على الجانب الأميركي، أو دول الخليج، وأميركا تتخذ خطوات استباقية لتفادي أي ضربات".
حضور على الأرض اليمنية
ولا تكتفي الإدارة الأميركية بالتواجد في أجواء اليمن والبحر الأحمر وخليج عدن، بل تدفع بين الحين والآخر بقوات برية تتواجد في المعسكرات مثل قاعدة العند الجوية، أو في شوارع بعض المدن ومطاراتها مثل حضرموت والمهرة وسقطرى.
وكان جنود من قوات المارينز الأميركية قد وصلوا الأسبوع الماضي إلى منطقة الغرفة بمدينة سيئون محافظة حضرموت شرقي البلاد، مع حراسات من جنود سعوديين ومدرعات أميركية، وقاموا كذلك بزيارة عدد من المدارس في وادي حضرموت. وأفادت مصادر صحافية أن قوة من المارينز تحركت إلى ثانوية الغرفة للبنين أثناء الدوام الدراسي برفقة مترجم، ثم اتجهت إلى ثانوية البنات المجاورة، من دون تنسيق أو معرفة السلطات المحلية.
وترافق هذا التواجد مع إعلان السفارة الأميركية في اليمن عن زيارة السفير ستيفن فاجن إلى مدينة سيئون للمرة الأولى لسفير أميركي منذ أكثر من عشرة أعوام، فيما تعد زيارته هذه الثالثة من نوعها إلى حضرموت.
وزارة التربية والتعليم في حكومة الحوثيين دانت تواجد جنود أميركيين في عدد من مدارس محافظة حضرموت الثلاثاء الماضي، معتبرة تواجد الجنود الأميركيين في تلك المؤسسات التعليمية يعبّر عن "حالة الذل والهوان التي وصلت إليها أدوات العدوان من المرتزقة"، على حد قولها.
كذلك قال نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين حسين العزي، إن تواجد أي قوة أجنبية، سواء أميركية أو من جنسيات أخرى في أي جزء من اليمن، يمثل تهديداً كبيراً لكل اليمن والمنطقة، مضيفاً أن "هذه القوات الهمجية تعطي لشعبنا اليمني كامل الحق في استهدافها، وعليها أن تتوقع ذلك في أي لحظة".
بدوره، قال نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع التابعة للحوثيين العميد عبد الله بن عامر، إن "الأميركي طرح خلال المفاوضات مسألة إقامة قواعد عسكرية أجنبية جنوب وشرق اليمن، وفي الجزر اليمنية، غير أن صنعاء رفضت ذلك بشدّة"، مضيفاً "بعد أن رفضت صنعاء طرح الأميركي مسألة إقامة قواعد عسكرية أجنبية في اليمن، اتجهت واشنطن إلى فرض مشروع التقسيم".
الكاتب الصحافي ماهر أبو المجد قال لـ"العربي الجديد" إن "التواجد الأميركي في اليمن تحت مبرر محاربة الإرهاب، لم يتأثر بالانقلاب الحوثي وسيطرة المليشيات التي ترفع شعارات مناهضة لأميركا، بل هذا التواجد ازداد زخماً، ونفذ العديد من العمليات". وأضاف: "بعيداً عن الخطابات والشعارات التي يستخدمها الحوثيون في حشد البسطاء، فإن الجماعة لا تنفك في البحث عن مجالات لخدمة الأميركيين، وكسب رضاهم، وبناء مشتركات مع مواقفهم، وأظن أن الموقف الأميركي خدم الحوثيين في كثير من المناسبات خلال سنوات الصراع".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أمريكا نفوذ فی الأزمة الیمنیة الولایات المتحدة القوات الأمیرکیة العربی الجدید البحر الأحمر الأمیرکی فی وخلیج عدن فی الیمن فی البحر إلى أن
إقرأ أيضاً:
الجزيرة نت تتجول في مراكز الاقتراع الأميركية
واشنطن – على مدى ساعات التصويت الصباحية في الانتخابات الأميركية، تجولت الجزيرة نت في عدة مقرات انتخابية، أحدها نادٍ اجتماعي حكومي بمقاطعة مونتغمري بولاية ماريلاند، والثاني مكتبة عامة في قلب العاصمة واشنطن.
لكن طوابير الناخبين الطويلة غابت عن بعض مراكز الاقتراع، في حين كان عدد من المتطوعين والعاملين بالنادي موجودين لتسهيل عملية التصويت وإرشاد الناخبين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف يكسب المرشح الأصوات ويخسر الانتخابات في أميركا؟list 2 of 2الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024.. دروب الفوز وحصاد 4 سباقاتExternal Linkسيتم فتح هذه المقالة في علامة تبويب جديدةend of listوتصوّت ولاية ماريلاند والعاصمة واشنطن عادة لصالح الحزب والمرشحين الديمقراطيين، مما يفسر غياب منطقة واشنطن الكبرى عن خريطة الفعاليات الانتخابية الواسعة، حيث تجاهلها كل من المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، وذلك لتأكدهما من نتائج التصويت فيها.
فنست (يمين) اختار التصويت لهاريس رغم عدم اقتناعه بها بل رفضا لترامب (الجزيرة) تصويت المضطرتحدثت الجزيرة نت إلى ديلان فنست، وهو مهندس تكنولوجيا متعاقد مع جهة حكومية، وعبّر عن غضبه من حتمية الاختيار بين مرشحين سيئين بالنسبة له.
وقال فنست "ترامب مختل، ووصوله للبيت الأبيض يمثل خطرا على العالم وعلى أميركا وعلى البيئة، أنا مضطر للتصويت لكامالا هاريس رغم عدم معرفتي بها، ومعارضتي مواقفها تجاه القضايا الهامة خاصة الاقتصاد والضرائب".
وأضاف أن غياب الانتخابات التمهيدية عن الجانب الديمقراطي جعلنا لا نعرف من هي هاريس، فهي اختيار من الرئيس جو بايدن فقط، "ولم نصوت لها في أي انتخابات تمهيدية، وقد فرضت علينا، لكن مع استحالة التصويت لترامب سيذهب صوتي لها".
في حين عبّر ناخب آخر عن رفضه منح صوته لهاريس، وقال إنها "ستمثل أربع سنوات إضافية من حكم بايدن الكارثي، انظر إلى الحروب في أوكرانيا وفي الشرق الوسط، انظر إلى ارتفاع الأسعار وانهيار نظام الهجرة، حكم هاريس سيكون كارثيا".
وأشار الناخب، الذي تحفظ على ذكر اسمه، إلى أن ترامب على الرغم من كل عيوبه ومواقفه وهفواته، فإنه "يجعل العالم يحترم أميركا، وأنا مع تعهده بإصلاح نظام الهجرة ووقف تدفق الملايين إلى بلادنا دون أي تدقيق".
صوتت الناخبة براون لهاريس باعتبار أنها سيدة وتشبهها (الجزيرة) القضايا المحليةوتحدثت الناخبة الديمقراطية لايفت براون للجزيرة نت عن تصويتها لهاريس بسبب قضية واحدة وهي "الحق في الإجهاض"، وذكرت براون أنها تقوم بمهام تطوعية في حملة هاريس بسبب هذه القضية الحساسة بالنسبة لها والمهمة لنصف الأميركيين من النساء.
وأضافت براون "هاريس تشبهني، فهي سيدة سوداء وناجحة، وهي شخصية مهمة لنا نحن النساء، الكثير من دول العالم أوصلت النساء إلى القمة السياسية، وقد حان وقت هذا هنا في أميركا".
واعتبرت الناخبة أن سباق الكونغرس لا يقل أهمية عن سباق البيت الأبيض، وأشارت إلى أن هاريس لا يمكنها تعديل قوانين الإجهاض إلا مع وجود أغلبية ديمقراطية في مجلس النواب ومجلس الشيوخ، "ولهذا السبب أنا أدعم ترشح الديمقراطية أنجيلا ألسبروك ضد منافسها الجمهوري لاري هوجان على مقعد السيناتور بولاية ماريلاند".
المكتبات العامة في واشنطن فتحت أبوابها أمام الزوار والمقترعين (الجزيرة)واستخدمت واشنطن مكتباتها ومدارسها العامة كمراكز اقتراع، وبينما أغلقت المدارس أبوابها أمام الطلاب وأعلنتها عطلة لهم، فتحت المكتبات أبوابها للزوار كما هو معتاد، رغم استضافتها عملية الاقتراع.
وفي طابور ليس بطويل من الناخبين خارج المكتبة العامة بمنطقة جورج تاون، انتظر الناخبون ما يقل عن 10 دقائق للانتهاء من عملية الاقتراع.
وذكر أحد الناخبين للجزيرة نت أنه يصوّت لأن هذا حق يتمتع به ويفتقده الملايين حول العالم ممن يعيشون في ظل أنظمة غير ديمقراطية، وأضاف أن ارتفاع نسبة الجريمة وانتشارها الواسع في واشنطن يدفعه للتصويت لأي مرشح غير ديمقراطي، لأنهم لا يواجهون هذه الظاهرة الجديدة في العديد من أحياء واشنطن.
وقال الناخب إنه من القلائل الذين سيصوتون لترامب "بسبب سجله الجيد المتعلق بمواجهة الجريمة والتشدد في تنفيذ القانون، ووقف الهجرة غير النظامية"، وتقليديا يصوّت أكثر من 90% من سكان العاصمة للمرشح الديمقراطي، وتعد من أكثر مناطق الولايات المتحدة ليبرالية وتساهلا مع مرتكبي الجرائم.
دعاية تشير إلى أن انتخاب ترامب سيخفض الأسعار وأن انتخاب هاريس سيتسبب في ارتفاعها (الجزيرة) خلل في التصويتواشتكت الناخبة المستقلة أيمي فينتش من غياب اسم مرشحة حزب الخضر جيل ستاين في بطاقات الاقتراع الخاصة بواشنطن، والتي تدعمها "لأنها تناصر حق الفلسطينيين في دولة مستقلة، وتنادي بوقف العدوان الإسرائيلي والدعم الأميركي المستمر لإسرائيل".
وفي حديث قصير للجزيرة نت، ذكرت فينتش أنها صدمت عندما لم تجد اسم ستاين على بطاقة الاقتراع، وقالت "كان هناك 3 مرشحين فقط، روبرت كينيدي الذي انسحب ودعم ترامب، إضافة لهاريس وترامب، ومن المستحيل أن أصوت لهما بسبب دعمهما الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لقد تركت خانة الرئيس خالية من أي مرشح".
وأضافت الناخبة أن "مواقف هاريس وما تمثله يروق لها بشدة، وباستثناء موقفها من غزة فإنها كانت ستكون خيارها الطبيعي، خاصة أنها سيدة مثلي".
وعن الأوضاع الاقتصادية، قالت فينتش إنها على الرغم من عملها هي وزوجها، فإن ارتفاع الأسعار جعلاهما يعيدان التفكير في ولائهما التقليدي للحزب الديمقراطي.
وذكرت للجزيرة نت "سننتظر حتى يختفي ترامب من المشهد السياسي، ونأمل أن يعود الحزب الجمهوري لمبادئه المحافظة اقتصاديا، وحينها قد نغير وجهتنا له بدلا من الحزب الديمقراطي الذي يثبت فشله في مواجهة مخاوفنا من الاستمرار في ارتفاع الأسعار بلا توقف".
وتجري انتخابات 2024 في ظل شارع أميركي شديد الانقسام، وفقما تؤكد كل استطلاعات الرأي. وتبدو الصورة ضبابية أكثر من أي انتخابات رئاسية أخرى في تاريخ الولايات المتحدة، في حين يأمل كثير من الأميركيين أن لا يحتاج انجلاء الصورة وقتا طويلا لمعرفة اسم الرئيس الجديد.