الرباط - الوكالات
فند خبراء في الجيولوجيا والزلازل الكثير من الشائعات والتحليلات الفاقدة لأي سند علمي، دفعت البعض للمبيت خارج المنازل خوفا من تكرار الهزة بشكل أقوى وأعنف.

وقال بدر الصفراوي، الخبير والباحث في علوم الطبقات الأرضية والرسوبيات،إن الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز بالنسبة للجيولوجيين "أمر متوقع"، مؤكدا أن القشرة الأرضية بالمنطقة يخترقها فالق كبير ينطلق من أغادير وبداية سلسلة جبال الأطلس الكبير مرورا بالجزائر ويصل حتى تونس.

وأكد الباحث في علوم الطبقات الأرضية والرسوبيات أن الهزة التي عرفتها البلاد هي الأقوى منذ سنوات، وحتى عمق الزلزال المحدد في 8 كيلومترات جعل الإحساس به من قبل المواطنين أكبر"، لافتا إلى أن تسجيل 7 درجات على سلم ريختر يولد شدة وطاقة هائلة.

وفيما يخص حدوث هزات مقبلة، أبرز الصفراوي أن الزلازل من هذا النوع من "الضروري أن تتبعه هزات ارتدادية أخرى، تكون شدتها في الغالب أقل من الهزة الأولى"، مستدركا أن هذا الأمر لا يعني أن لا تكون هزات مشابهة أو أعنف من الهزة الأولى.

ونوه الخبير بأنها تبقى أمرا طبيعيا، لأنه عند حدوث انزلاق صفيحة تكتونية ما يحتاج إلى أن تستعيد توازنها، وهذا يتم عبر هزات أخرى، نافيا إمكانية التنبؤ بالوقت الذي يمكن أن تحدث فيه الهزات الجديدة.

وتابع قائلا: "يمكن تحديد المناطق المهددة بالزلازل. أما تحديد الوقت الذي سيضرب فيه الزلزال هذا غير صحيح ولا يمكن، في إشارة إلى أن التكهنات والسرديات التي جرى الترويج لها الليلة الماضية محض افتراء وتضليل".

من جهته، شدد لحسن كبيري، الخبير الجيولوجي، على أهمية التركيز على التوعية والتحسيس بالزلازل وطريقة التعامل معها من طرف المواطنين، مؤكدا أن هذه الظاهرة الطبيعية أضحت واقعا ينبغي التأقلم معها في المستقبل.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن المشاهد المتداولة بخصوص المناطق التي ضربها الزلزال تبين أن المباني الحديثة صمدت وقاومت أكثر، في مقابل المباني القديمة التي من الطبيعي أن تنهار بسبب شدة وقوة الزلزال.

وحذر كبيري مما سماه التهاون في التعاطي مع الموضوع حيث أن المنطقة معروفة بأنها مهددة بالزلازل، وتحتاج إلى التوعية، لافتا إلى أن المباني التراثية والتاريخية التي تشكل عامل جذب للسياح الأجانب، خاصة في مراكش وأحوازها، "يجب ترميمها وإعادة تأهيلها وفق دراسات ومعايير علمية مضبوطة من أجل الحفاظ عليها كتراث عالمي من الاندثار بسبب الزلازل".

 

وأوضح خبراء أن الهزات الارتدادية في المغرب قد تستمر مدة قد تصل إلى سنة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

زلزال دامغان .. حكاية أشد الزلازل دموية في التاريخ

يُعتبر زلزال دامغان واحدًا من أشد الزلازل فتكًا في التاريخ القديم، حيث ضرب مدينة دامغان الإيرانية ومحيطها في 22 ديسمبر عام 856 ميلادي، مخلّفًا دمارًا هائلًا وأعدادًا كبيرة من الضحايا. يُقدر أن هذا الزلزال قد تسبب في وفاة حوالي 200,000 شخص، مما يجعله من بين أسوأ الكوارث الطبيعية التي عرفها التاريخ البشري.
 

موقع الزلزال وأسبابه

وقع الزلزال بالقرب من مدينة دامغان، عاصمة إقليم قُمِس آنذاك، وهو منطقة تقع على طول صدع تكتوني نشط يُعرف بـ”صدع البرز”. هذه المنطقة تقع في شمال إيران، وهي جزء من سلسلة جبال البرز، التي تشهد نشاطًا زلزاليًا متكررًا بسبب تصادم الصفائح التكتونية الأوراسية والعربية.

بلغت شدة الزلزال 7.9 درجة على مقياس ريختر، وتركز مركزه بالقرب من دامغان، ما أدى إلى دمار واسع النطاق امتد إلى مسافة تجاوزت 350 كيلومترًا.

آثار الزلزال

الخسائر البشرية: تشير التقديرات إلى أن الزلزال أودى بحياة حوالي 200,000 شخص، وهو عدد ضخم يعكس حجم الكارثة وشدة تأثيرها.

الدمار العمراني:

تسبب الزلزال في انهيار معظم المباني في دامغان والمدن والقرى المحيطة بها. كما تعرضت البنية التحتية للطرق والقنوات المائية للدمار، مما أدى إلى انقطاع الإمدادات الغذائية والمياه عن السكان.

الزراعة والتجارة:

باعتبار دامغان مركزًا تجاريًا وزراعيًا مهمًا، أثر الزلزال بشكل كارثي على النشاط الاقتصادي للمنطقة. الحقول والمزارع التي كانت تعتمد على شبكة ري متطورة دُمرت بالكامل.

الجانب التاريخي


في ذلك العصر، لم تكن هناك أنظمة إنذار مبكر أو تقنيات بناء مقاومة للزلازل، مما جعل الخسائر البشرية والمادية هائلة. ويُعتقد أن هذه الكارثة أثرت على استقرار المنطقة لعقود، حيث تطلبت عملية إعادة الإعمار جهدًا كبيرًا واستغرق التعافي زمنًا طويلًا.

مقالات مشابهة

  • ما الذي يمكن خسارته من تشكيل حكومة مدنية موازية لحكومة بورتسودان؟
  • زلزال دامغان .. حكاية أشد الزلازل دموية في التاريخ
  • زلزال يضرب بحر مرمرة غرب تركيا
  • بعد الزلزال المدمر.. هزة أرضية بقوة 6.1 ريختر يضرب جزر فانواتو
  • زلزال بقوة 5.4 درجة يهز جنوب إفريقيا
  • لماذا تشعر الحيوانات والطيور بالزلازل قبل حدوثها؟.. أستاذ بمعهد الفلك يجيب
  • خبير يكشف سر شعور الحيوانات بالزلازل قبل وقوعها (فيديو)
  • كيف تشعر الحيوانات بالزلازل قبل وقوعها؟.. خبير يكشف السر
  • هزة أرضية تضرب عين الدفلى 
  • باحث سياسي: ما يحدث في سوريا هزة ارتدادية لزلزال سقوط الأسد