بدأ القرن العشرين تطوره المذهل في الربع الاول من القرن اجتماعياً بوصول صراع المستعمرين وتنافسهم في مرحلتها المباشرة الى الحرب العالمية الاولى. رياضياً وفيزيائيا بنظريات اينشتين في ١٩٠٥ و اكمالها بالنظرية النسبية العامة ١٩١٧، و طرح اطروحات الفيزياء الكمية.

لوقت طويل حتى نيوتن اعتبر أنَّ المسافة والكتلة والسرعة والتسارع والمكان والزمان مقاييس ثابتة لها معايير مطلقة، لا تتغير بتغير الزمان أو المكان.

مع «أينشتاين» تغير هذا المفهوم للابد، لقد زعزعت «النسبية» الثقة بالحتمية والسببية، وبصرامة القانون الطبيعي، وجرّدت العلم من أهم خاصيتين لـه: اليقين والإطلاق، وأحلَّت محلهما التقريب والنسبية والاحتمال. كان هذا تغييراً فكرياً في غاية الاهمية واعتبرت النظرية برادايم جديد. وسوف يفتح الطريق لمزيد من عدم اليقين في فيزياء الكم.

اذا كانت الفيزياء الكلاسيكية تدرس الاجسام الكبيرة، فان فيزياء اينشتاين والكمية بدأت بدراسة الاجسام التحت ذرية. وكان الفيزيائي (راذرافورد) طرح ان كل مكونات الكون عبارة عن اجسام تحت ذرية تتكون من نواة بها بروتون موجب الشحنة ونيوترون وتدور حولها الكترونات سلببة الشحنة. ومن مضاعفات هذه المكونات تتشكل المواد الموجودة في كل الكون.

تقوم النسبية الخاصة على خمسة قوانين أساسية: ثبات سرعة الضوء (٣٠٠ الف كيلومتر في الثانية، مهما كان مصدره وان الضوء يتكون من حزم صغيرة جدًا من الطاقة تُسمّى الفوتونات، وان هذه الفوتونات تمتلك خاصيتين: خاصية الجُسيم (اي لها كتلة) وخاصية الموجة.)، قانون الطاقة والكتلة، (اي الطاقة = الكتلة x في مربع سرعة الضوء) وهو القانون الذي بُنيت عليه معادلة القنبلة الذرية. وقانون انكماش الطول، وزيادة الكتلة بتزايد السرعة، والقانون الخامس يتعلق بالزمان: يتباطأ الزمن بحسب السرعة. وإذا زادت السرعة حتى وصلت سرعة الضوء فإن الكتلة ستكون حينئذ لا نهائية، ويصبح زمنها صفراً، وطولها أيضاً صفراً. أوضح آينشتاين أن الزمان والمكان مرتبطان ويؤثران في بعضهما، فيما يُعرف الآن بمصطلح الزمكان، وأن كليهما مفهومان نسبيان متعلقان بسرعة الضوء.

كان نيوتن قد تمكن من تحديد قيمة الجاذبية بين جسمين على أنها قوة تجاذب، بغض النظر عن مدى كتلتهما أو المسافة التي تفصلهما. أما آينشتاين فقدم نظرية النسبية العامة والتي تتعلق بالجاذبية. وتقوم على ان موضع جسم ما له اربعة ابعاد (الطول والعرض والارتفاع والزمان) وأن المكان والزمان متشابكان. أدى هذا إلى نظريته القائلة بأن الأجسام الضخمة في الفضاء يمكن أن تشوه نسيج الزمكان وهي مصدر الجاذبية (تم اثبات هذه النظرية بالتجارب بعد مائة عام من نشرها).

كان نيوتن قد حدد الضوء بانها جسيمات ذات كتلة، بعدها عرفها ماكسويل في القرن الثامن عشر انها مزدوجة وتتصرف كجسم او موجة حسب الظروف، النظرية التي نال اينشتين عنها جائزة نوبل اعطت تفسيرا لظاهرة التأثير الكهروضوئي وهي تفسر انبعاثات الإلكترونات من سطح المعدن عندما يُسلّط عليه الضوء . وجاءت نظرية آينشتاين عن أن الضوء حزمٌ او كمات منفصلة من الطاقة تُسمىّ الفوتونات وهي عبارة عن جسيمات وموجات في نفس الوقت وسمّاها الإلكترونات الضوئية (Photoelectrons). وان الالكترونات تحتاج لقدر معين من الطاقة (التردد الحرج) لتتحرر وتعطي الضوء. شكّل هذا النموذج أساسًا لكيفية عمل الخلايا الشمسية- فالضوء يدفع الذرات لإطلاق الإلكترونات التي تولّد تيارًا ينتج عنه توليد الكهرباء، كما يستعمل في التحليل الكيميائي وفي التلسكوبات واجهزة الرؤية الليلية وغيرها.

اكتشفت «الظاهرة الكمومية» في عام 1900 على يد العالم الفيزيائي الألماني ماكس بلانك. واضافت نظريات اينشتين اليها وعبر السنوات ومساهمة علماء عديدون تطورت لتصبح فيزياء القرن الحادي والعشرين. فيزياء او ميكانيكا الكم فرع مختص بالجسيمات متناهية الصغر مثل الإلكترونات وفوتونات الضوء وينتج عنه استنتاجات يمكن وصفها بالغرابة المطلقة فيما يتعلق بالعالم المادي. يمكن عزو هذه الغرابة إلى أن العديد من معادلات الميكانيكا التقليدية التي تصف حركة وسرعة الأجسام تفشل على مستوى الذرات والإلكترونات. في عالم الميكانيكا التقليدية تتواجد الأشياء في مكان محدد في وقت محدد، أما في عالم ميكانيكا الكم، هناك فضاء من الاحتمالات لمكان تواجد شئ ما في وقت ما؛ إذ هناك احتمالية أن يتواجد الشيء عند نقطة «أ»، واحتمالية أخرى أن يتواجد عند نقطة «ب»، وهكذا. سوف نتناول الفيزياء الكمية لاحقا بتفصيل.

حاشية: اتاحت الويكيبيديا واليوتيوب والانترنت عموما مكتبات مقرؤة ومسموعة ضخمة تتطرق لكل الافكار الاجتماعية والتطورات العلمية، تتراوح مستوياتها من البسيط الذي يطرح المفاهيم العامة والاطارات الى التفاصيل المتخصصة بكل نظام علمي.
///////////////////////////  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

رحلة الطماطم من فاكهة لاتينية غامضة إلى ملكة المطابخ العالمية

إذا سُئلت عن أكبر عنصر مشترك بين مختلف المطابخ العالمية اليوم، فغالبا ستكون الإجابة هي الطماطم، أو البندورة حسبما يُسميها بعض الشعوب. هذه "الفاكهة" الحمراء الشهيرة أصبحت جزءا لا يتجزأ من الأطباق المختلفة حول العالم.

تُعتبر الطماطم فاكهة، لأنها من الناحية النباتية تنمو من مبيض الزهرة وتحتوي على بذور، وهي الخصائص الرئيسية للفاكهة، وعلى الرغم من أنها تُستخدم غالبا في الأطباق المالحة مثل الخضراوات، فإن تصنيفها كفاكهة يعتمد على هيكلها وتطورها في النباتات.

إلا أن الغريب في الأمر أن الطماطم لم تكن معروفة خارج أميركا الوسطى والجنوبية قبل اكتشاف "العالم الجديد"، بل كان الأوروبيون يعتبرونها في البداية غير صالحة للأكل، وذهب البعض إلى اعتبارها سامة.

الطماطم نبات أصلي في أميركا الجنوبية، وتحديدا في المنطقة الممتدة من شمال تشيلي إلى جنوب الإكوادور، وكانت تُستهلك من قِبل السكان الأصليين في تلك المناطق منذ قرون، حيث بدأت زراعتها في المكسيك حوالي عام 500 قبل الميلاد، وفي تلك الفترة، كانت صغيرة الحجم وذات لون أصفر وطعم حامض.

ومع مرور الزمن، خضعت لعمليات تدجين وتحسين، وأصبحت جزءا أساسيا من النظام الغذائي للأزتيك وسكان أميركا الوسطى.

بدأت زراعة البندورة حوالي عام 500 قبل الميلاد وكانت حينها صغيرة الحجم وذات لون أصفر وطعم حامض (بيكسلز) دخول الطماطم إلى أوروبا

مع قدوم المستكشفين الإسبان إلى أميركا الجنوبية والوسطى، تم جلب الطماطم إلى أوروبا في القرن السادس عشر.

في البداية، تعامل الأوروبيون معها بحذر، واعتبروها نباتا للزينة وليس للأكل، لهذا السبب، لم تُستهلك على نطاق واسع في البداية، وكانت تُزرع غالبا كنبات للزينة في الحدائق.
إلا أنه مع مرور الزمن، أدرك الأوروبيون قيمتها الغذائية، وبدأت زراعتها واستخدامها في المطبخ.

في كتابه "كيف وقعنا في حب الطعام الإيطالي"، يوضح الأستاذ الفخري للغات العصور الوسطى والحديثة في جامعة أكسفورد، دييغو زانكاني، أن البندورة كانت تُعتبر "فاكهة" مثيرة للاهتمام، لكنها قد تكون خطيرة، ولم يكن يخطر ببال أحد استخدامها كغذاء.

لكن سرعان ما تبددت هذه الشكوك، وأصبحت إضافة صالحة للأكل في العديد من الأطباق، وبعد سنوات قليلة من ظهورها في إسبانيا، بدأ الناس في زراعتها واستهلاكها، خاصة في مناخ البحر الأبيض المتوسط الذي كان مثاليا لنموها.

وفي حين كان الإسبان يستهلكون الطماطم بكميات كبيرة، استمر الأوروبيون، خاصة الإيطاليين، في اعتبارها مجرد زينة لعقود عديدة، فلم يبدأ تناولها إلا في أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر، ولكن بحلول منتصف القرن الثامن عشر، تم قبولها وانتشرت على نطاق واسع في أوروبا ومستعمراتها بآسيا وأميركا الشمالية.

وفي أميركا الشمالية، يرجع أول ظهور للبندورة المزروعة إلى عام 1710، وتحديدا في ولاية ساوث كارولينا، ومع توسع الإمبراطورية الإسبانية وتعدد مستعمراتها، انتقلت الطماطم إلى الفلبين في منتصف القرن السادس عشر، حيث بدأت زراعتها هناك، ومنها انتقلت إلى دول جنوب شرق آسيا، حيث تنبت بسرعة، وقد أُدمجت في المطبخ المحلي.

وبحلول أواخر القرن السادس عشر، وصلت إلى الصين والهند، حيث أطلق على الطماطم اسم "الباذنجان الأجنبي"، نظرا لتشابهها في بعض الجوانب مع الباذنجان التقليدي وأضفت إليها كلمة الأجنبي نظرا لمصدرها الغربي.

تعامل الأوروبيون مع الطماطم بحذر في البداية واعتبروها نباتا للزينة فلم تُستهلك على نطاق واسع (وكالة الأنباء الأوروبية) الشرق الأوسط والطماطم

حتى القرن الثامن عشر، لم تكن البندورة معروفة في الشرق الأوسط، إلا أنه في أواخر ذلك القرن، دخلت إلى المنطقة لأول مرة بفضل القنصل البريطاني في حلب، جون باركر، الذي كان لديه شغف بالبستنة والزراعة، ومع مرور الوقت، انتشرت زراعتها في بلاد الشام، ثم امتدت إلى مصر وشمال إفريقيا، وبحلول منتصف القرن التاسع عشر، أصبحت شائعة للغاية، وأصبح لها مكانة بارزة في العديد من الأطباق التقليدية بمختلف أنحاء المنطقة.

واليوم، تُعتبر منطقة الشرق الأوسط واحدة من أكبر منتجي الطماطم على مستوى العالم، ووفقا لمنظمة "فاو"، تتصدر كل من تركيا ومصر قائمة أكبر منتجي الطماطم عالميا بعد الصين والهند والولايات المتحدة.

تعتبر الطماطم من بين المحاصيل الأكثر إنتاجا على مستوى العالم والتي تُزرع على نطاق واسع في جميع القارات (Getty)

 

البندورة اليوم

وتعد الطماطم اليوم من أكثر المحاصيل انتشارا في العالم، وتُزرع بكميات هائلة، وهي مكون أساسي للعديد من الأطباق في مختلف الثقافات، بدءا من الهند والصين، وصولا إلى أوروبا، والأميركتين، وأفريقيا، ولا يكاد يوجد جزء من العالم لم يتأثر بنكهتها.

وتُعد المحصول الثاني عالميا بين الفواكه والخضراوات بعد البطاطس، وتتم زراعتها في جميع أنحاء العالم، من المناخات الحارة في إيطاليا وإسبانيا إلى المناطق الأكثر برودة في أميركا الشمالية.

ووفقا لتقارير منظمة الأغذية والزراعة "فاو"، تعتبر من بين المحاصيل الأكثر إنتاجا على مستوى العالم، حيث تُزرع على نطاق واسع في جميع القارات.

وللطماطم مكانة خاصة في الثقافة الأوروبية، فهي ليست للأكل فقط، ففي إسبانيا، في الثامن والعشرين من أغسطس كل عام ببلدة بونول في مدينة فالنسيا يُقام مهرجان "لا توماتينا" السنوي منذ عام 1945، حيث يحتفل الناس بالطماطم من خلال رميها على بعضهم البعض في أجواء احتفالية، ويعتبر الإسبان أنفسهم من أوائل الشعوب التي عرّفت العالم على هذه الفاكهة.

في إيطاليا، تُقدَّر الطماطم ليس فقط في المطبخ، ولكن أيضا ثقافيا، ففي مدينة بارما بإقليم إميليا رومانيا يوجد متحف مخصص للاحتفاء بالطماطم وتاريخها، ويعرض تاريخها ودورها في الثقافة والمطبخ الإيطالي والعالمي، ويضم معروضات متنوعة تتعلق بزراعة الطماطم واستخدامها في الطهي، بالإضافة إلى معلومات عن أصنافها المختلفة.

تُستخدم البندورة في تحضير العصائر وصنع الصلصات الشهيرة مثل الـ"تابوليتان" الإيطالية و"إسبانيول" الفرنسية (شترستوك) الطماطم.. ملكة المطابخ

تُعتبر الطماطم فاكهة من الناحية النباتية، لكن بفضل طعمها الرائع وخصائصها الفريدة، أصبحت تنافس الخضراوات في عالم الطهي، حيث نكهتها المميزة ذات الطابع اللاذع، ولونها الزاهي، ووجود الحلاوة في بعض أصنافها جعلها عنصرا أساسيا في معظم المطابخ حول العالم.

تتميز بمرونتها الكبيرة في الاستخدامات المتعددة، حيث يمكن تناولها نيئة في السلطات مثل الفتوش والتبولة، أو طهيها في مجموعة متنوعة من الأطباق، أو إدماجها في تحضير العديد من الوصفات، كما تُستخدم أيضا في تحضير العصائر وصنع الصلصات الشهيرة، مثل صلصة الـ"تابوليتان" الإيطالية والصلصة الفرنسية "إسبانيول".

وفي نطاق واسع، تُعتبر مكونا رئيسيا في أشهر الأطباق العالمية، وفي المطبخ المتوسطي، تلعب دورا محوريا في تحضير البيتزا وصلصات المعكرونة، في حين تندمج مع الكاري في الهند لتقديم أشهر النكهات الآسيوية. وفي الصين، توجد صلصة البندورة الحلوة التي تضفي طابعا مميزا من الحلاوة والحموضة.

باختصار، تظل الطماطم عنصرا لا غنى عنه في المطبخ، مما يجعلها حقا تستحق لقب "ملكة المطابخ".

مقالات مشابهة

  • برنامج جدة التاريخية يستعرض مقتنيات أثرية لأول مرة في بيت نصيف
  • حرب السودان اكبر عملية شروع لانفاذ مشروع استيطاني واحتلالي شهده القرن الواحد وعشرين
  • طريقة حساب قيمة محاضر سرقة التيار بعد إلغاء معامل النسبية - نظام جديد
  • رحلة الطماطم من فاكهة لاتينية غامضة إلى ملكة المطابخ العالمية
  • حرب غزة تقسِّم مجموعة العشرين وتنذر بشلل في اجتماعاتها
  • دورة النشاط الشمسي في القرن الـ 21 هي الأقوى
  • رحلة في تاريخ الصين (1- 4)
  • "صباح الخير يا مصر" يسلط الضوء على أهم وأبرز الأحداث اليوم (شاهد)
  • أبوظبي تستضيف مؤتمر «سايبركيو: الأمن في العصر الكمّي» نوفمبر المقبل
  • أبوظبي تستضيف مؤتمر “سايبركيو: الأمن في العصر الكمّي” نوفمبر المقبل