الإدارة الأهلية كيان ينتمي إليه معظم أهل السودان وكذالك الطرق الصوفية قبل التسييس
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
الإدارة الأهلية كيان ينتمي إليه معظم أهل السودان وكذالك الطرق الصوفية قبل التسييس كانتا درعا واقيا للوطن ولما ضربتهما جرثومة ( ساس يسوس ) تمزق النسيج الاجتماعي وصار ثوباً باليا وبتنا لا نبالي وضاعت منا الحكومة ولحقتها الدولة والمحصلة النهائية مافيه نحن ال
هذه العلاقة التي ربطت بين زعيم المسيرية الناظر بابو نمر ( طيب الله ثراه و جعل الجنة متقلبه ومثواه ) وبين أخيه ( الراحل ) زعيم قبيلة دينكا نقونق الناظر دينج ماجوك ( نسأل الله سبحانه وتعالى له المغفرة والرحمة ) هذه العلاقة كانت مثالاً يحتذى في حسن الجوار والاحترام المتبادل والبعد عن كل ما يعكر الصفو ويجلب الفرقة والشتات .
نحيلكم إلي انسان بمعني الكلمة غني عن التعريف أنه ابن السودان البار د. فرانسيس دينق استمعوا له ليحدثكم عن أحد حكماء بلادنا الحبيبة عمه بابو نمر ويكفي أنه قال فيه رباني كما رباني ابي وكانت داره دارنا ولم نحس يوما بانا مختلفين وعشنا في سلام وحب وامان ووالدي كان له من البنين من اعتنق الاسلام والجميع كان يربطهما التسامح وحرية العبادة دون إكراه ولا إملاء !!..
بيت الناظر دينج ماجوك انجب د. فرانسيس مفخرة السودان في الأمم المتحدة هذا الأديب العالمي الذي له قلمه المميز ومن أسلوبه تعرفه من قبل أن تتطلع علي اسمه وعلي العنوان !!..
كان من أنصار الوحدة ولم يكن يوما مناصرا للفرقة والشتات ولا الإنفصال ... وحتي عندما فقدنا جنوبنا الحبيب وصار دولة بالنسبة لنا أجنبية ظل د. فرانسيس علي وده القديم ولم يتنكر لنا أو ينسانا ... وحسنا فعلت لجنة جائزة الطيب صالح وقد كرمته في عام من الأعوام باختياره كرجل العام لهذه الجائزة المرموقة ويالها من لفتة ذكية !!..
قبائل السودان كلها محترمة وعلي رأسها رجال كم لهم من الشهامة والفروسية والنخوة وحب الخير وحب الغير وكانوا يشكلون مع البقية من زعماء العشائر لوحة مضيئة وقصة محكية عن مآثر ومفاخر وتاريخ ندي كان خير زاد للأبناء والأحفاد ولامتنا التي تعشق السلام والعيش في امان !!..
كل ما ذكرناه عن القبيلة ينطبق علي الطريقة الصوفية وكلاهما عبارة عن مسيد ومعهد للتربية وفيهما يتم لم الشمل ويسعد الجميع بأجواء من الروحانية يخرجون فيها من اللهاث والحياة المادية التي بها المال يكون المال سيدا يذل أعناق الرجال!!..
نرجو الكثير من القبائل وبها من المتعلمين ومن افذاذ الشيب والشباب والنساء الكثير واي قبيلة لا عيب أن تعتز بتراثها وثقافتها وما توارثته من آبائها المؤسسين من اكرم العادات والتقاليد والأعراف واحترام الآخر والعمل يدا واحدة ضد من لم يرد خيراً بالوطن العزيز !! .
هذه الطرق الصوفية هي كنزنا المخبوء الذي ندخره للمستقبل مثل القرش الابيض لليوم الاسود ونريد لها أن تحافظ علي نهج الآباء والأجداد في الحفاظ علي الأواصر والفضائل والعمل الجماعي والنفير في كافة أنواع الخير وفي الزراعة والمراعي والنهضة بالبنية التحتية واهم شيء محو الأمية والعودة للشعار القديم ( كل واحد يعلم واحد ) !!..
الخلاصة أن اهلنا في الطرق الصوفية وفي القبيلة تسرب إليهم شغل السياسة الخالي من الكياسة وللأسف حصل الشرخ وبدأ بنيان هذين الصرحين العريقين في التهدم لأن بعض ضعاف النفوس قد غرتهم الأماني الزائفة بأن يكونوا من ذوي الجاه أو من حملة المناصب الدستورية أو أي من هذه المنافع الدنوية التي لا تستحق أن يبيع بها فتي القبيلة أو ابن الصوفية كيانه الرفيع ويخذل الفرسان والزهاد وأهل الطريق ويخذل بلاده السودان !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجئ بمصر .
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الطرق الصوفیة
إقرأ أيضاً:
إسحق أحمد فضل الله يكتب: خلق آخر
كل شىء فى السودان إنهدم تحت الحرب هذه وتبدل
الناس … المجتمع … رؤيتنا لكل شيء … الساسة …. المقاييس. ال … ال ….
ونقرأ أفكار السنوات الخمسين الأخيرة .. وأرباب السفير دون قصد … يؤجز ….
وفي فقرة عابرة يشير إلى نجوم سماء السودان الدبلوماسي في نصف القرن .. وحول حادثة يسرد الأسماء
…. ومرتضى أحمد إبراهيم والعجباني والريح والطيب عبد الرازق وبخيت مكي ومامون بحيري وعلي التوم ويحى عبد المجيد وعبد الله محمد إبراهيم و … عشرة عشرون اسماً
كان مايجمعهم يومها هو أنهم كانوا كلمات في كتاب السودان الدبلوماسي
وسبدرات يحشد مئات الاسماء… وزراء ورؤساء و…
وما يجمع الجميع هو أنهم كلهم الآن …. تحت التراب
والصورة تحت الثراب … والأمجاد تحت التراب
وزمانهم صورته الآن هي صورة بيوت النازحين التى أحتلها الجنجويد زماناً
(( بعد حين يبدل الحب دارا
والعصافير تهجر الاوكارا
وديارا كانت زمانا ديارا
سترانا..كما نراها قفارا))
………
سودان ما بين يناير 1956
وحتى 15 أبريل بداية الحرب الحالية …. ينهدم كله …. ويكنس الآن ….
……..
وسودان ما بعد الحرب سوف تكون بدايته هى
… رواية البوسطجي ليوسف إدريس تتحول إلى فيلم
وفيه مشهد .. هو
البوسطجى الذى كان يقوم بتوزيع الخطابات إلى البيوت …. يسام … ويرقد فى حجرته
والخطابات المكتوبة تتحول كلماتها كلها إلى أصوات … وتنطلق فى سماء الغرفة .. … عاصفة من كل الأصوات واللهجات والموضوعات و…
الأحداث القادمة فى السودان سوف يكون لها المشهد ذاته فى غرفة السودان المغلقة
…….
واحدهم … فى بلد هناك يقول
الولد لدغ بثعبان … نعرف أنه يقتل بعد ربع ساعة ان لم نصل به الى المستشفى
لكن المستشفى كان يبعد نصف ساعة
وهكذا جعلنا الثعبان يلدغه مرة أخرى…
أصوات كثيرة فى صناعة السودان القادم سوف تعالج السودان بالأسلوب هذا…
إسحق أحمد فضل الله
الوان