سفر خال من الكحول.. كيف يحاول قطاع السياحة مواكبة اتجاه السفر الرصين؟
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في الآونة الأخيرة، تقدّم العديد من المسافرين بطلب لشركات السياحة الكبرى لإعداد رحلات خالية من الكحول، أو ما يعرف باسم "السفر الرصين" (Sober travel).
ويبدو أن مطالبهم أُجيبت، إذ أنّ العديد من العلامات التجارية الكبرى في مجال السفر، من فنادق "حياة" إلى "شركة الرحلات البحرية النرويجية"، لا تقدم تجارب خالية من الكحول فحسب، بل تروّج لها أيضًا.
ورغم وجود مسافرون يتجنبون المشروبات الكحولية بالفعل لأسباب متنوعة، مثل الالتزام الديني أو أسباب متعلقة بالصحة، إلا أن حركة "الفضول تجاه الامتناع عن الكحول" المتنامية امتدت إلى قطاع السياحة، غالبًا كجزءٍ من صيحة أكبر نحو العافية.
وبحسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، تُعزة 3 ملايين حالة وفاة سنويًا إلى استهلاك الكحول. ويصل هذا العدد إلى ذروته بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و39 عامًا، مع بلوغ نسبة الوفيات الناجمة عن الكحول بطريقة أو بأخرى 13.5% على مستوى العالم.
تطبيقه على أرض الواقع
وتقدّم شركة "We Love Lucid"، وهي شركة سفر متخصصة في توفير تجارب خالية من الكحول مقرّها المملكة المتحدة، نموذجًا محتملاً لجيلٍ جديد من المسافرين الراغبين بأن يظلوا متيقظين أثناء رحلاتهم، ولكن لا ينتمون إلى أي برنامج تعافي معين.
وتشرح مؤسِّسة الشركة لورين بيرنيسون: "منذ البداية، اخترت عدم استخدام كلمات مثل الإدمان والتعافي على الموقع الإلكتروني الخاص بي، وحملات التسويق، لوقوع هناك الكثير من الأشخاص ضمن هذا التصنيف".
والعديد من المشاركين في رحلات الشركة لا يعتبرون أنفسهم مدمنين على الكحول، ولا يقولون إنّهم في مرحلة التعافي.
اكتشفت بيرنيسون أنّه عندما أقلعت عن استهلاك المشروبات الكحولية، أصبح لديها فجأة المزيد من الدخل لإنفاقه على الكثير من التجارب الأخرى.
وأثناء زيارتها لمدينة روندا الإسبانية، التي تبعد حوالي 65 ميلاً شرق مالقة، خطرت ببالها فكرة: إذا كانت قد وجدت السفر دون استهلاك الكحول ممتعًا ومفيدًا للغاية، ألن يعجب آخرون بهذه التجربة أيضًا؟
الآن، تنظم شركة "We Love Lucid" رحلات جماعية إلى وجهات أقل جذبًا للسياح مثل روندا، حيث انقلت بيرنيسون في عام 2019.
ويمتلأ جدول الرحلة اليومي بتجارب مثل مشاهدة المعالم السياحية، والتجديف بقوارب الكاياك، وحصص الطهي.
تشارك العلامات التجارية الكبرى للمشروبات الكحولية حتّى بهذه الصيحة، إذ تقوم بعض أكبر شركات البيرة في العالم، مثل "Asahi"، و"ImBev"، بتسويق مشروباتها الخاصة التي تحتوي على نسبة منخفضة من الكحول، أو التي تخلو منها.
وقالت جين باتشيلور، الرئيسة التنفيذية لشركة المشروبات غير الكحولية "Kin Euphorics"، لشبكة CNN في عام 2019 إنّ "الفضول الرصين أمر حقيقي"، مشيرةً إلى أنّها اعتقدت لفترةٍ طويلة أن الخيارين الوحيدين لقضاء أمسية هما الخروج لشرب الكحوليات، أو البقاء في المنزل وعدم القيام بأي شيء.
والآن، تلبي الحانات الخالية من المشروبات الكحولية في جميع أنحاء الولايات المتحدة احتياجات جمهور جديد، مع تقديم مشروبات لذيذة وزاهية، وفرصًا للتواصل الاجتماعي.
وفي بعض الحالات، لم يكن إنشاء منتج "سفر رصين" بناء على رغبة العملاء، بل الموظفين.
ويقول ديون دي فيلييه، الذي يدير شركة السفر المخصصة "Safari Guru"، إن أحد موظفيه سجل دخوله إلى مركز صحي للتعامل مع مشكلة استهلاك الكحول تفاقمت بسبب ظروف جائحة "كوفيد-19".
وشجّع ذلك دي فيلييه في التفكير بالتحدي الذي قد يشعر الشخص به أثناء القيام برحلات السفاري.
ويقول: "عندما تذهب في رحلة سفاري، يتمتّع كل نزل بحانة. لذا ما نحاول فعله هو إزالة هذا العنصر من التجربة، ووضع مشروبات ملونة أخرى بدلاً من ذلك، وتثقيف الموظفين حول تقديم الكوكتيلات اللذيذة التي لا تحتوي على الكحول".
ونظرًا لتقديم "Safari Guru" بالفعل رحلات مخصصة بشكلٍ كبير، أشار دي فيلييه إلى أنّه كان من السهل البدء في تقديم رحلات سفاري خالية من المشروبات الكحولية.
وبالنسبة له، كان الجزء الأكثر أهمية هو الحفاظ على جميع العناصر التقليدية لرحلات السفاري، مع استبدال بعض تقاليد الشرب.
"يناير الجاف"
وأطلقت منظمة "Alcohol Change" غير الربحية في المملكة المتحدة حملة "يناير الجاف" في عام 2013.
كان المفهوم بسيطًا، وبعد انقضاء شهر ديسمبر/ كانون الأول الممتلئ بالاحتفالات، يمكن للناس قضاء الشهر التالي في الامتناع عن استهلاك الكحول كوسيلة للتخلص من السموم، والتمتّع بصحة جيّدة مرة أخرى في العام الجديد.
وبحسب بيانات شركة "CGA" التي تبحث في صيحات الطعام والشراب، اختار نسبة 35% من الأمريكيين الذين تجاوزوا السن القانوني للشرب المشاركة في "يناير الجاف" عام 2022.
وتقدم حملة "يناير الجاف" للعلامات التجارية والمستهلكين على حدٍ سواء فرصة تجربة أسلوب حياة خالٍ من الشرب دون الالتزام الكامل.
ولأول مرة، أجرت سلسلة فنادق "حياة" تجربة أطلقت فيها قائمة من الموكتيلات لشهر "يناير الجاف" في عدد من فنادقها في الولايات المتحدة. وعندما أثبتت التجربة نجاحها، عمّقت العلامة التجارية التزامها، وأنشأت برنامج "Zero Proof Zero Judgment"، ونشرته في جميع أنحاء البلاد.
وأوضحت مديرة عمليات الحانات وأسلوب الحياة لدى فنادق "حياة"، ميراندا بريدلوف، لـCNN:"بينما تلقينا طلبات للحصول على مشروبات غير كحولية قبل فترة طويلة من بدء هذه الصيحة، أدركنا من خلال الاستماع إلى ضيوفنا وزملائنا، أن هناك طلبًا حقيقيًا على الخيارات التي تسمح بعلاقة أكثر وعيًا مع الكحول".
قد يكون السفر الرصين اتجاهًا كبيرًا في قطاع السياحة حاليًا. لكن بالنسبة للبعض، قد يتحوّل الأمر لأسلوب حياة.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: المشروبات الکحولیة من الکحول خالیة من
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يهدد حياة العشرات بمستشفى كمال عدوان وينسف منازل بالنصيرات
غزة – طلب الاحتلال الإسرائيلي إخلاء مستشفى كمال عدوان بشمال قطاع غزة، واستهدفه بقصف وإطلاق النيران مما يهدد حياة العشرات من المرضى ومرافقيهم وطاقم المستشفى، وتزامن ذلك مع تواصل الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع.
وأكد مراسل الجزيرة انقطاع الاتصال بالصحفيين الموجودين داخل مستشفى كمال عدوان، وجاء ذلك بعد أن أكدت وزارة الصحة في غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي طلب إخلاء مستشفى كمال عدوان فورا. وحصلت الجزيرة على مشاهد خاصة تظهر تكدس النساء والأطفال الجرحى في أحد ممرات المستشفى بعد تعرض كل غرف أقسامه لإطلاق نار وقصف مدفعي من قبل الآليات الإسرائيلية المتوغلة في محيط المستشفى.
وقال مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية إن الاحتلال الإسرائيلي يقصف المستشفى بشكل مباشر. وأفاد بأن الاحتلال أبلغهم بإخلاء المستشفى خلال ساعات، محمّلا العالم، مسؤولية ما يحدث فيه.
من جانبه، قال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش للجزيرة إن طلب قوات الاحتلال من الطواقم إخلاء مستشفى كمال عدوان فورا يهدد حياة 80 مريضا بالمستشفى.
كما قال مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة في غزة مروان الهمص إنه لا توجد أي وسيلة آمنة لإخراج المرضى والطواقم من المستشفى. وأضاف في حديث للجزيرة أن ما يحدث في المستشفى قتل متعمد من قبل الاحتلال، وأن خروج المرضى من المستشفى يعني موتهم المحتم. وكشف عن اتصال وزارة الصحة في غزة مع منظمة الصحة العالمية والأونروا، لكن دون جدوى.
في المقابل، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن الجيش يوسع عمليته شمال قطاع غزة ويلقي منشورات تطالب سكان مناطق ببيت حانون بالإخلاء.
من جانب آخر، أفاد مراسل الجزيرة بسقوط 13 شهيدا إثر قصف استهدف مناطق عدة من القطاع، منذ فجر اليوم الأحد.
واستشهد 8 أشخاص في وقت سابق، وأصيب آخرون إثر قصف جوي إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين بحي الدرج شرقي مدينة غزة.
بينما استشهد 6 فلسطينيين في قصف استهدف منزلا في مدينة دير البلح، وسط القطاع. وقال مراسل الجزيرة إن البحث مستمر عن مفقودين تحت أنقاض المنزل المستهدف المكون من 4 طوابق.
وذكر شهود عيان أن المبنى يضم أعدادا كبيرة من النازحين.
كما أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 3 فلسطينيين إثر قصف جوي إسرائيلي على شرقي مدينة رفح، جنوبي القطاع.
بينما استشهد 4 فلسطينيين بينهم طفلان، وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شمالي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وذكر مراسل الجزيرة أن قوات الاحتلال قصفت شقة سكنية وسط مدينة خان يونس جنوبي القطاع، مما أسفر عن استشهاد شخصين.
وقال مراسل الجزيرة إن جيش الاحتلال نسف مباني سكنية شمالي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بالتزامن مع قصف مدفعي متواصل.
ومخيم النصيرات هو ثالث أكبر المخيمات في فلسطين بعد مخيمي جباليا والشاطئ من حيث المساحة والسكان، ويقع وسط قطاع غزة، وأنشئ بعد النكبة عام 1948.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة خلّفت قرابة 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل وكارثة مجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
المصدر : الجزيرة