موقع 24:
2025-03-19@23:52:13 GMT

الأوكرانيون خائفون من الغرب أكثر من روسيا

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

الأوكرانيون خائفون من الغرب أكثر من روسيا

قال الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي فريد زكريا إن الأوكرانيين يدركون أنهم يخوضون حربَ استنزاف طويلة الأمد مع عدو جبار، وهم عازمون على المثابرة، لكنهم قلقون من تخلي الحلفاء عنهم.

الشعار الشائع بينهم "لا استسلام"


كتب زكريا مقاله من كييف في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: "تُذكِّرنا رحلة القطار الليلية من بولندا إلى أوكرانيا بالسبب وراء التنافس الشديد على بقعة الأرض هذه على مدى القرن الماضي.

فتربة أوكرانيا من أكثر الأراضي خصوبة على كوكب الأرض. مررنا بحقول شاسعة مُترامية الأطراف تزدان بالقمح ومحاصيل أخرى تنتشر فيها بيوت المزارع الصغيرة. وفي بعض الأماكن، ما برحَ المزارعون يستخدمون الخيول لحرث حقولهم. وعندما دنونا من كييف، تحوُّلَ المشهد بسرعة إلى مناطق حضرية".
ورغم الحرب المُستعرة، لا تزال السكك الحديدية الأوكرانية نظيفةً ومريحةً وفعّالة. ويقول زكريا: تهادى قطاري على مهلٍ إلى كييف في الوقت المناسب. ويشي ذلك بالكثير عن أوكرانيا. فالمرء يشعر أنَّ الأمور طبيعية للغاية رغم الحرب. بعد مرور عام على الغزو، فرَّ ما يقرب من نصف سكان كييف. لكنّ كثيرين رجعوا منذ ذلك الحين. فقد كان عدد سكان المدينة يبلغ نحو 3.9 مليون نسمة في عام 2021 قبل بدء القتال، وعادَ إلى نحو 3.6 مليون نسمة اليوم (بحسب مصادر محلية). النضال هو الأهم

وما زال الاجتماع السنويّ لإستراتيجية يالطا الأوروبية يُعقَد كعادته منذ ما يقرب من 20 عاماً. وينقل الكاتب عن رجل الأعمال فيكتور بينتشوك قوله: "النضال من أجل أوكرانيا هو الأهم في العالم أجمع حاليّاً. وإننا بحاجة إلى تركيز العالم عليه".

Ukrainians are determined to persevere, but they worry that their allies are not.

My latest column: https://t.co/tYI5dNQdR3

— Fareed Zakaria (@FareedZakaria) September 8, 2023

ومضى الكاتب يقول: "ضجّت المتاجر والمقاهي في المدينة بالصخب. وانطلقت صافرات الإنذار تحذيراً من الغارات الجوية في الوقت الذي كنت أتناول فيه العشاء في منزل صديق لي، ولم يكف أحد عن الأكل. لكنّ الصراع لا يغيب عن ذاكرة الناس. فاللوحات الإعلانية المُنتشرة في جميع أرجاء المدينة تنعي الأبطال المفقودين في أوكرانيا. وأكياس الرمل وحواجز الطرق ظاهرة شائعة في المدينة".
وينقل فريد زكريا عن صديق ألماني عاش في كييف لسنوات: "أمسى الناس يستوعبون فقدان الأحبة باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الحياة الطبيعية. ويتكيف الناس مع واقع إحاطتهم علماً بعددٍ لا يفتأ يزداد من القتلى أو الجرحى. إن الأوضاع صعبة وموجعة".
لكنّ الإرهاق لا يعني الاستسلام، يقول الكاتب، لم يعتقد أي ممن تبادلت معهم أطراف الحديث أنّ أوكرانيا يجب أن تكف عن القتال لاستعادة أراضيها. "أُصيبوا بخيبة أمل لأن الهجوم المضاد لم يحقق أهدافه المنشودة. لكنّ صعوباته تُذكرهم بأن هذا الصراع سيطول ويمتد. قال لي كثيرون إنهم إذا جنحوا إلى السلم قبل الأوان، فسيكون بمنزلة استراحة محارب".
وعندما تتحدث مع الناس بإسهاب، ستجد وجهات نظرهم أدق وأعمق. فالشعار الشائع بينهم "لا استسلام". غير أن بعضهم قال إنه من الممكن تخيُّل وقف إطلاق النار مع عدم تأييد أوكرانيا قانوناً لشرعية الحكم الروسي على أجزاء من إقليم دونباس وشبه جزيرة القرم مقابل ضمانات أمنية حقيقية.

They are correct to be worried. Too many "America Firsters" which means Nazi's are in Putin's pocket.
Free to read.https://t.co/Wt5VhFbDaC

— Robin "Ban politicians not books!" Baker (@robinbaker55) September 9, 2023


وينقل الكاتب عن سياسي أوكراني، رفض الكشف عن هويته، قوله: "من السهل علينا جميعاً ممن لم يخوضوا معركةً أن نرفض تقديم أي تنازلات. لكن السؤال الحقيقي يتعلق بمواقف الجنود في الميدان وآراء الذين عادوا منهم. فقد تكون مواقفهم أدق. لكن سيتعين عليهم التعبير عنها".
وأوضح زكريا أن سبب القلق المسيطر على كييف ليس روسيا بل الغرب. فالدعم المقدَّم لمعركتهم يتضاءل من بعض البلدان الأوروبية. وقد تأتي انتخابات سلوفاكيا في وقتٍ لاحق من هذا الشهر برئيس وزراء شعبوي مؤيد لروسيا تأييداً صريحاً، مما يمكن أن يمنحَ رئيس الوزراء المجريّ فيكتور أوربان حليفاً مفيداً في سياق محاولته تغيير سياسات أوروبا.

سيناريو كارثي فضلاً عن ذلك، يضيف الكاتب، الدعم المقدم من الولايات المتحدة لأوكرانيا يتراجع. ويعتقد مراقبون كُثُر أن الروس عازمون على الاستمرار في مسارهم الحالي حتى انتخابات عام 2024 الأمريكية على أمل أن يُنتخب دونالد ترامب رئيساً، وأنه ربما تخلّى عن الأوكرانيين سعيّاً إلى عقد صفقة مع فلاديمير بوتين.
وهو ما اعتبره الكاتب سيناريو كارثيّاً، مضيفاً: "سيكون من الكارثي إضفاء صفة الشرعية على العدوان السافر وتشجيع رؤساء أمثال بوتين والرئيس الصيني شي جين بينع يريدون تجاهل المعايير وإعادة صياغة قواعد النظام العالميّ".
وأشار الكاتب إلى أنه كثيراً ما خاضَ الغرب حروباً إلى جوار حلفاء لم يكونوا ملتزمين للغاية بقضيتهم، ناهيك عن قضية الحرية الأعظم، بدايةً من الأفغان والعراقيين وانتهاءً بالفيتناميين والكوريين الجنوبيين (الذين كانوا يدافعون عن دكتاتورية بغيضة خلال الحرب الكورية). أما الأوكرانيون فمختلفون إذ إنهم مُلتزمون كل الالتزام باستقلالهم، وكذلك بالقيم التي يستمسك بها الغرب بشدة.
وخلص الكاتب إلى القول: "يُدرك الأوكرانيون أنهم يخوضون حربَ استنزاف طويلة الأمد. وهم يفهمون أنهم يواجهون عدواً جباراً. فعدد سكان روسيا يبلغ أربعة أضعاف عدد سكان أوكرانيا، واقتصادها أكبر بنحو 15 ضعفاً. إن الأوكرانيين عازمون على المثابرة، لكن القلق يساورهم من أن يتخلى عنهم حلفاؤهم".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية

إقرأ أيضاً:

روسيا تطالب بضمانات "صارمة" في أي معاهدة سلام مع أوكرانيا

موسكو-رويترز

 قال نائب وزير الخارجية الروسي في تصريحات نشرت اليوم الاثنين إن روسيا ستسعى للحصول على ضمانات "صارمة" في أي اتفاق سلام بشأن أوكرانيا بأن تستبعد دول حلف شمال الأطلسي كييف من العضوية وأن تظل أوكرانيا محايدة.

ويحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحصول على دعم الرئيس فلاديمير بوتين لمقترح وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما الذي قبلته أوكرانيا الأسبوع الماضي والذي يقول بوتين إنه يحتاج إلى تلبية شروط حاسمة ليكون مقبولا.

وقال المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لقناة "سي.إن.إن" أمس الأحد بعد عودته من اجتماع وصفه بأنه "إيجابي" مع بوتين في موسكو إنه من المتوقع أن يتحدث ترامب مع نظيره الروسي هذا الأسبوع بشأن سبل إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا.

وفي مقابلة واسعة النطاق مع صحيفة إزفستيا الروسية لم تشر إلى مقترح وقف إطلاق النار، قال ألكسندر جروشكو نائب وزير الخارجية إن أي معاهدة سلام طويلة الأمد بشأن أوكرانيا يجب أن تلبي مطالب موسكو.

ونقلت الصحيفة عن جروشكو قوله "سنطالب بأن تصبح ضمانات أمنية صارمة جزءا من هذا الاتفاق".

وأضاف "ومن بين هذه الضمانات الوضع المحايد لأوكرانيا ورفض دول حلف شمال الأطلسي قبولها في التكتل".

أكدت موسكو معارضتها القاطعة لنشر مراقبين من حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، كما شدد جروشكو مجددا على موقف الكرملين في هذا الشأن.

وعبرت بريطانيا وفرنسا عن استعدادهما لإرسال قوة حفظ سلام لمراقبة أي وقف لإطلاق النار في أوكرانيا. وصرح رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي بأن بلاده منفتحة أيضا على أي طلبات.

وقال جروشكو "لا يهم تحت أي تسمية يتم نشر قوات حلف شمال الأطلسي على الأراضي الأوكرانية، سواء كانت تابعة للاتحاد الأوروبي، أو حلف شمال الأطلسي، أو بصفة وطنية".

وتابع "إذا ظهروا هناك، فهذا يعني أنهم منتشرون في منطقة صراع مع كل العواقب التي ستترتب على هذه القوات باعتبارها أطرافا في الصراع".

وقال جروشكو إن من غير الممكن مناقشة نشر مراقبين غير مسلحين لمراقبة ما بعد انتهاء الصراع إلا بعد التوصل إلى اتفاق سلام.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريحات نشرت أمس الأحد إن نشر قوات حفظ السلام في أوكرانيا هو مسألة تقررها كييف وليس موسكو.

وقال جروشكو إن الحلفاء الأوروبيين لكييف يجب أن يفهموا أن استبعاد عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي واستبعاد إمكانية نشر قوات عسكرية أجنبية على أراضيها هو فقط ما سيكون في صالح المنطقة.

وأضاف "ومن ثم سيتم ضمان أمن أوكرانيا والمنطقة بأكملها بالمعنى الأوسع، إذ سيتم القضاء على أحد الأسباب الجذرية للصراع".

مقالات مشابهة

  • خبير دولي: روسيا استطاعت أن تقنع العالم بأن أمنها القومي هو خط أحمر
  • الدفاع الروسية تعلن عودة 175 جنديا روسيا من الأسر في أوكرانيا
  • زيلينسكي يدين هجمات روسيا على أوكرانيا
  • ويتكوف: عقد محادثات مع روسيا بشأن حرب أوكرانيا الأحد في جدة
  • روسيا تتخذ خطوة نحو الحل السلمي مع أوكرانيا
  • مقتل 25 مواطنا روسيا باستهداف قوات كييف المواقع المدنية خلال أسبوع
  • أستاذ علوم سياسية: روسيا تقبلت عرض الهدنة مع أوكرانيا بحذر
  • رغم رفض روسيا..بريطانيا: 30 دولة مستعدة لدعم وقف النار في أوكرانيا
  • مسئولة بـ الاتحاد الأوروبي: شروط روسيا تظهر أنها لا تريد السلام مع أوكرانيا
  • روسيا تطالب بضمانات "صارمة" في أي معاهدة سلام مع أوكرانيا