الأوكرانيون خائفون من الغرب أكثر من روسيا
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
قال الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي فريد زكريا إن الأوكرانيين يدركون أنهم يخوضون حربَ استنزاف طويلة الأمد مع عدو جبار، وهم عازمون على المثابرة، لكنهم قلقون من تخلي الحلفاء عنهم.
الشعار الشائع بينهم "لا استسلام"
كتب زكريا مقاله من كييف في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: "تُذكِّرنا رحلة القطار الليلية من بولندا إلى أوكرانيا بالسبب وراء التنافس الشديد على بقعة الأرض هذه على مدى القرن الماضي.
فتربة أوكرانيا من أكثر الأراضي خصوبة على كوكب الأرض. مررنا بحقول شاسعة مُترامية الأطراف تزدان بالقمح ومحاصيل أخرى تنتشر فيها بيوت المزارع الصغيرة. وفي بعض الأماكن، ما برحَ المزارعون يستخدمون الخيول لحرث حقولهم. وعندما دنونا من كييف، تحوُّلَ المشهد بسرعة إلى مناطق حضرية".
ورغم الحرب المُستعرة، لا تزال السكك الحديدية الأوكرانية نظيفةً ومريحةً وفعّالة. ويقول زكريا: تهادى قطاري على مهلٍ إلى كييف في الوقت المناسب. ويشي ذلك بالكثير عن أوكرانيا. فالمرء يشعر أنَّ الأمور طبيعية للغاية رغم الحرب. بعد مرور عام على الغزو، فرَّ ما يقرب من نصف سكان كييف. لكنّ كثيرين رجعوا منذ ذلك الحين. فقد كان عدد سكان المدينة يبلغ نحو 3.9 مليون نسمة في عام 2021 قبل بدء القتال، وعادَ إلى نحو 3.6 مليون نسمة اليوم (بحسب مصادر محلية). النضال هو الأهم
وما زال الاجتماع السنويّ لإستراتيجية يالطا الأوروبية يُعقَد كعادته منذ ما يقرب من 20 عاماً. وينقل الكاتب عن رجل الأعمال فيكتور بينتشوك قوله: "النضال من أجل أوكرانيا هو الأهم في العالم أجمع حاليّاً. وإننا بحاجة إلى تركيز العالم عليه".
Ukrainians are determined to persevere, but they worry that their allies are not.
My latest column: https://t.co/tYI5dNQdR3
ومضى الكاتب يقول: "ضجّت المتاجر والمقاهي في المدينة بالصخب. وانطلقت صافرات الإنذار تحذيراً من الغارات الجوية في الوقت الذي كنت أتناول فيه العشاء في منزل صديق لي، ولم يكف أحد عن الأكل. لكنّ الصراع لا يغيب عن ذاكرة الناس. فاللوحات الإعلانية المُنتشرة في جميع أرجاء المدينة تنعي الأبطال المفقودين في أوكرانيا. وأكياس الرمل وحواجز الطرق ظاهرة شائعة في المدينة".
وينقل فريد زكريا عن صديق ألماني عاش في كييف لسنوات: "أمسى الناس يستوعبون فقدان الأحبة باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الحياة الطبيعية. ويتكيف الناس مع واقع إحاطتهم علماً بعددٍ لا يفتأ يزداد من القتلى أو الجرحى. إن الأوضاع صعبة وموجعة".
لكنّ الإرهاق لا يعني الاستسلام، يقول الكاتب، لم يعتقد أي ممن تبادلت معهم أطراف الحديث أنّ أوكرانيا يجب أن تكف عن القتال لاستعادة أراضيها. "أُصيبوا بخيبة أمل لأن الهجوم المضاد لم يحقق أهدافه المنشودة. لكنّ صعوباته تُذكرهم بأن هذا الصراع سيطول ويمتد. قال لي كثيرون إنهم إذا جنحوا إلى السلم قبل الأوان، فسيكون بمنزلة استراحة محارب".
وعندما تتحدث مع الناس بإسهاب، ستجد وجهات نظرهم أدق وأعمق. فالشعار الشائع بينهم "لا استسلام". غير أن بعضهم قال إنه من الممكن تخيُّل وقف إطلاق النار مع عدم تأييد أوكرانيا قانوناً لشرعية الحكم الروسي على أجزاء من إقليم دونباس وشبه جزيرة القرم مقابل ضمانات أمنية حقيقية.
They are correct to be worried. Too many "America Firsters" which means Nazi's are in Putin's pocket.
Free to read.https://t.co/Wt5VhFbDaC
وينقل الكاتب عن سياسي أوكراني، رفض الكشف عن هويته، قوله: "من السهل علينا جميعاً ممن لم يخوضوا معركةً أن نرفض تقديم أي تنازلات. لكن السؤال الحقيقي يتعلق بمواقف الجنود في الميدان وآراء الذين عادوا منهم. فقد تكون مواقفهم أدق. لكن سيتعين عليهم التعبير عنها".
وأوضح زكريا أن سبب القلق المسيطر على كييف ليس روسيا بل الغرب. فالدعم المقدَّم لمعركتهم يتضاءل من بعض البلدان الأوروبية. وقد تأتي انتخابات سلوفاكيا في وقتٍ لاحق من هذا الشهر برئيس وزراء شعبوي مؤيد لروسيا تأييداً صريحاً، مما يمكن أن يمنحَ رئيس الوزراء المجريّ فيكتور أوربان حليفاً مفيداً في سياق محاولته تغيير سياسات أوروبا.
وهو ما اعتبره الكاتب سيناريو كارثيّاً، مضيفاً: "سيكون من الكارثي إضفاء صفة الشرعية على العدوان السافر وتشجيع رؤساء أمثال بوتين والرئيس الصيني شي جين بينع يريدون تجاهل المعايير وإعادة صياغة قواعد النظام العالميّ".
وأشار الكاتب إلى أنه كثيراً ما خاضَ الغرب حروباً إلى جوار حلفاء لم يكونوا ملتزمين للغاية بقضيتهم، ناهيك عن قضية الحرية الأعظم، بدايةً من الأفغان والعراقيين وانتهاءً بالفيتناميين والكوريين الجنوبيين (الذين كانوا يدافعون عن دكتاتورية بغيضة خلال الحرب الكورية). أما الأوكرانيون فمختلفون إذ إنهم مُلتزمون كل الالتزام باستقلالهم، وكذلك بالقيم التي يستمسك بها الغرب بشدة.
وخلص الكاتب إلى القول: "يُدرك الأوكرانيون أنهم يخوضون حربَ استنزاف طويلة الأمد. وهم يفهمون أنهم يواجهون عدواً جباراً. فعدد سكان روسيا يبلغ أربعة أضعاف عدد سكان أوكرانيا، واقتصادها أكبر بنحو 15 ضعفاً. إن الأوكرانيين عازمون على المثابرة، لكن القلق يساورهم من أن يتخلى عنهم حلفاؤهم".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية
إقرأ أيضاً:
رئيس جهاز العاشر: الأسواق تُنشيط الحركة الاقتصادية وتلبي احتياجات سكان المدينة
أجرى المهندس علاء عبد اللاه مصطفى رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان، اليوم الإثنين، جولة تفقدية لسوق "الباكيات" الواقع بين الحي الأول والحي الثاني، وذلك للوقوف على مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، والاطمئنان على حركة البيع والشراء، والاستماع إلى آراء وشكاوى الباعة والمتسوقين.
رافق رئيس الجهاز خلال الجولة أيمن رضا وأحمد عبد الرؤوف وكيلا مجلس أمناء المدينة، حيث شملت الجولة تفقد مختلف أقسام السوق، والتأكد من انتظام العمل وحركة البيع والشراء، مع التأكيد على أهمية توفير بيئة تجارية مريحة تضمن راحة الباعة والمتسوقين على حد سواء.
وأكد رئيس المدينة، أن هذه الجولة تأتي ضمن جهود جهاز المدينة لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، وتعزيز دور الأسواق في تلبية احتياجات السكان، مشيرًا إلى أن سوق "الباكيات" يُعد من الأسواق الحيوية التي تخدم أحياء المدينة، ما يستوجب توفير كافة سبل الدعم لضمان استمراريته ورفع كفاءته التشغيلية.
وشدد رئيس الجهاز على ضرورة الالتزام بمعايير النظافة العامة داخل السوق، وتهيئة بيئة آمنة وصحية تضمن راحة الباعة والمتسوقين، لافتًا إلى الدور المهم الذي تلعبه الأسواق في تنشيط الحركة الاقتصادية داخل المدينة.
من جانبهم، أعرب الباعة عن تقديرهم لهذه الزيارة، مثمنين اهتمام الجهاز بحل المعوقات التي تواجههم، ومعربين عن أملهم في استمرار هذا الدعم بما يساهم في تطوير السوق وتحسين مستوى الخدمات المقدمة فيه.
وفي سياق آخر، تابع المهندس علاء عبد اللاه مصطفى رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان، اصطفاف معدات النظافة العامة بمنطقة زيزينيا الصناعية، في خطوة تهدف إلى رفع كفاءة الخدمات البيئية وتعزيز المظهر الحضاري للمدينة، بما يتماشى مع مكانتها كواحدة من أبرز المدن الصناعية والعمرانية الحديثة.
وتم استعراض جاهزية المعدات التابعة لشركة الرياض للمقاولات العمومية والخدمات البيئية، المسؤولة عن تنفيذ أعمال النظافة بالمنطقة، حيث أكد على ضرورة تكثيف الجهود الميدانية لضمان إزالة المخلفات بشكل دوري، وتحقيق بيئة نظيفة ومستدامة تخدم سكان المدينة والعاملين بها.
وشدد المهندس علاء عبد اللاه مصطفى، على أهمية المتابعة المستمرة لأداء الشركات العاملة في قطاع النظافة، لضمان الالتزام بأعلى معايير الجودة في تقديم الخدمات، وذلك في إطار الجهود المستمرة للارتقاء بمنظومة النظافة وتحسين جودة الخدمات البيئية بمدينة العاشر من رمضان.
وأوضح أن هذه الجهود تأتي ضمن استراتيجية شاملة ينفذها الجهاز لتحسين الخدمات العامة وتعزيز الاستدامة البيئية، من خلال تبني أحدث المعدات والتقنيات في إدارة المخلفات ورفع كفاءة عمليات النظافة، بما يضمن بيئة حضارية متكاملة تلبي احتياجات المواطنين والمستثمرين في المدينة.