سودانايل:
2025-04-25@04:15:50 GMT

سينما محمد فرح عقدي الستينات والسبعينيات

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

المراقب لصفحة الأستاذ الصحفي محمد فرح يجد أن الرجل متعلق بسينما عقدي الستينيات و السبعينيات من القرن الماضي، و ظل الرجل يطلق بوسترات عن افلام المتنوعة من حيث المصادر للإنتاج السينمائي ( أمريكا – بريطانيا – فرنسا – إيطاليا – الهند) إلي جانب الأفلام العربية من مصر و لبنان، كانت تلك الفترة تتعدد فيها دور السينما في العالم المثلثة و مدن السودان الرئيسية، و حتى القرى كانت تذورها عربية سينما وزارة الإعلام ،و بوسترات محمد فرح بمثابة رسائل تحمل في جوانحها العديد من الرموز و الإشارات الثقافية لتلك الفترة، و هي تمثل العهد الذهبي للطبقة الوسطى السودانية.

و أن كانت السينما تمثل رمزية لتلك الفترة لكنها واحدة من وسائل عديدة تمثل مصدر للثقافة و الوعي، لتلك الفترة كانت أغلبية المنشورات تأتي من العديد من الدول العربية أهمها مصر و لبنان إلي جانب الجرائد و المجلات البريطانية و الأمريكية،
كانت الخرطوم فيها العديد من الكافتريات، أهمها كافتريا البرلمان في المحطة الوسطى الخرطوم و التي تجد فيها جلوسا في فترات الديمقراطية قيادات الأحزاب السياسية باعتبارها قريبة للبرلمان في شارع الجمهورية. و كانت الكافتريا تمثل منتديا سياسيا ثقافيا حيث يدور فيها الجدل بين المثقفين و القيادات السياسية. كما كانت مصدرا للمعلومة لرجال الصحافة. و عندما تكون الأفلام التي تنتج في تلك الدول ماتزال في دور العرض، كانت أيضا تعرض في السودان وطنية غرب - وطنية أم درمان - وطنية بحري - كلوزيوم - النيل الأزرق و الصافية بحري، الأمر الذي يبين الفرق الكبير في الاهتمام بين الماضي و الحاضر. حيث كانت الطبقة الوسطى تشتغل بقضايا المعرفة و الثقافة لتوفر أدواتها و قدرة الطبقة على الشراء و الترفيه.
في تلك الفترة كانت العديد من محلات الملابس تستورد من أرقي بيوت الأزياء في أوروبا إرضاء لهذه الطبقة، حيث تناولت الأغاني السودانية الشعبية العديد من فئات المجتمع، و أيضا أماكن الترفيه حيث المطاعم المنتشرة في العاصمة و الحدائق العامة، و كانت الخرطوم تسهر يوم الخميس حتى الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة. هذا الترفيه المادي و المعنوي و الثقافي، كان له انعكاسات أخرى تعبر عنه من خلال الأسئلة التي كانت تطرحها هذه الطبقة عبر حقول الأدب و الفنون ( الغابة و الصحراء – مدرسة الخرطوم - أبادماك – إلي جانب أطروحات الفنانين التشكليين و غيرها) هذا الجدل السياسي عبر حقل الفنون و الأدب كان أيضا قد طرح قبل خروج المستعمر في عقد ثلاثينيات القرن الماضي في مجلتي الفجر و النهضة. حيث برز السجال العروبي الأفريقي خاصة بين عرفات محمد عبد الله و محمد احمد محجوب و عشري. و هي الفترة التي قال عنها عبد العزيز حسين الصاوي ( محمد بشير) في كتابه ( الديمقراطية المستحيلة) " أن الميلاد الحقيقي لتيارات الاستنارة الدينية و الفكرية و السياسية و الأدبية و الفنية و الاجتماعية أرتبط بتأسيس التعليم العصري و نشوء الشرائح الاجتماعية و السياسية الحديثة في القطاعات الاقتصادية الخدمية و الزراعية الصناعية و الإدارية التي نشأت فيما بعد مستوعبة منتوجات التعليم من الكوادر و الخبرات" و يضف قائلا " أن الشروع بإعادة تأسيس هذه التيارات بمعنى فتح مسارب بعثها للحياة و عودتها التدريجية للانتعاش بوتائر متزايدة و معها تصاعد الوعي الديمقراطي كما و نوعا، لا يمكن تحقيقه إلا عبر إستراتيجية تعطي هذا الهدف الاولوية التي تتناسب و اهميته" أن التعليم الحديث الذي أسسه الاستعمار رغم محدوديته لكنه استطاع أن يبرز طبقة جديدة في المجتمع تملك وعيا جديدا هو الذي قاد إلي الاستقلال. لكن تعطل ذالك الوعي، و تراجع في النصف الثاني من عقد السبعينيات، عندما بدأ الاقتصاد يتدهور بسبب إجراءات المصادرة و التأميم التي قامت بها السلطة في اوائل السبعينات، حيث بدأ ينسحب رأس المال الخارجي من البلاد، ثم بدأت تتراجع قيمة الجنيه السوداني و بدأت تتراجع معه مظاهر الثقافة و الترفيه تدريجيا. حتى وصل التدهور قمته في التراجع في عهد الإنقاذ حيث تلاشت تماما مظاهر الثقافة و ضعفت الطبقة الوسطى و تراجع دور التعليم الحديث و غابت الاستنارة. أن ضعف الطبقة الوسطى أثر سلبيا على الأحزاب السياسية و إنتاجها الفكري و المعرفي.
الأسئلة التي يجب ان يجاوب عليها المثقفون. هل ينتظر المجتمع أن تعيد الطبقة الوسطى عافيتها ثم تبدأ بدورها الاستناري في المجتمع؟ أم أن هناك رؤية أخرى لكيفية التعامل مع قضية التغيير التي تحتاج للفكر؟ المهاجرون السودانيون في أوروبا و أمريكا و كندا و استراليا و اليابان هل قادرين على التعامل مع الشأن السوداني من خلال مناهج نقدية للتعرف على أسباب الإخفاقات إلي جانب لعب دور استناري أم سوف يكونوا مضافا إليه سالب؟ لماذا المثقفين السودانيين عاجزين في التعامل من خلال العقل المفتوح و متمسكين بالانتماءات المغلقة التي تغيب الحقائق؟ لماذا النخب السياسية تسأل عن الشخص و تقيم طرحه وفقا للإنتماء و ليس للرؤية التي يطرحها؟ إذا كان العقل مغلقا لا يستوعب و لا يتحاور مع الرأي الأخر كيف يستطيع أن يؤسس ديمقراطية. و هناك العديد من الأسئلة التي تحتاج إلي إجابات. نسأل الله حسن البصيرة.


zainsalih@hotmail.com
//////////////////

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الطبقة الوسطى العدید من إلی جانب

إقرأ أيضاً:

مهرجان «المرموم».. «الرئاسة» تُسيطر على رموز «الإيذاع» بشعار «الإبداع»

علي معالي (دبي)

أخبار ذات صلة منصور بن محمد يقدم واجب العزاء في وفاة محمد عبدالله بالعبيدة السويدي "الوطنية لحقوق الإنسان" تناقش أخلاقيات الذكاء الاصطناعي

شهد ميدان المرموم إقامة 14 شوطاً لهجن أصحاب السمو الشيوخ، ضمن اليوم السادس لمهرجان المرموم التراثي 2025، والتي خُصصت لسن الإيذاع لمسافة 6 كيلومترات، وسط منافسة قوية على الرموز الأربعة والتي أقيمت أشواطها في بداية الفترة المسائية.
وفي الشوط الأول استطاعت «طيف» بشعار هجن الشحانية وبقيادة المضمر محمد خالد العطية أن تحصد كأس الإيذاع الأبكار المفتوح، في زمن 8:46:0 دقيقة، وذهب الشوط الثاني إلى «مشبب» المملوك لهجن الرئاسة بقيادة المضمر سلطان محمد الوهيبي، الذي كسب بندقية الإيذاع الجعدان المفتوح في زمن 8:46:2 دقيقة، وتمكنت «السايحة» بشعار هجن زعبيل من الظفر بكأس الإيذاع الأبكار المحليات في الشوط الثالث بقيادة المضمر راشد محمد مروشد، بزمن 8:51:0 دقيقة، وعاد شعار هجن الشحانية للتألق من جديد عبر «الوسمي»، الذي انتزع بندقية الإيذاع الجعدان المحليات في الشوط الرابع بقيادة المضمر محمد خالد العطية، بزمن بلغ 8:47:7 دقيقة.
وقام الشيخ محمد بن مكتوم بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس إدارة نادي دبي لسباقات الهجن، بتتويج الفائزين بالرموز الأربعة، مشيداً بالمستوى الفني العالي الذي ظهرت به المطايا والمضمرون في هذه الأمسية التراثية المميزة.
وشهدت الفترة الصباحية، إقامة 15 شوطاً لهجن أصحاب السمو الشيوخ ضمن تحديات سن الإيذاع لمسافة 6 كيلومترات، وتوجت «العاصمة» لهجن الرئاسة بالصدارة في الشوط الاول للإيذاع الأبكار تحت قيادة المضمر محمد زيتون المهيري، وقطع السباق في 8:59:1 دقيقة، وحسم «متعب» لهجن الرئاسة الشوط الثاني للإيذاع الجعدان بقيادة المضمر سلطان محمد الوهيبي، بزمن 9:05:9 دقيقة، أما الشوط الثالث للإيذاع الأبكار فقد ذهب إلى «بينونة» بشعار هجن الرئاسة أيضاً، بقيادة المضمر سلطان الوهيبي، وبزمن وقدره 8:53:7 دقيقة.
وكان التميز في الشوط الرابع للإيذاع الجعدان من نصيب «مشرف» لهجن الرئاسة، الذي قاده المضمر سلطان محمد الوهيبي، مسجلاً زمن 9:01:7 دقيقة، وسجلت«الشاهينية» وهي من إنتاج مؤسسة هجن الرئاسة، أفضل توقيت في الفترة الصباحية وذلك في الشوط العاشر للإيذاع الأبكار، قطعت المسافة 8:51:0 دقيقة، بقيادة المضمر علي جميل الوهيبي.
وتستعد جماهير سباقات الهجن لمتابعة واحدة من أقوى محطات مهرجان المرموم حيث تنطلق صباح ومساء اليوم، تحديات سن الثنايا لهجن أبناء القبائل، والتي ستقام من خلال 34 شوطاً لمسافة 8 كلم منها 18 شوطاً في الفترة الصباحية و16 شوطاً في الفترة المسائية.
وتتصدر أشواط الرموز الستة مشهد الفترة المسائية، حيث يتنافس المشاركون على كأس الثنايا الأبكار المفتوح في الشوط الأول، والذي تبلغ جائزته 1.5 مليون درهم، يليه الشوط الثاني المخصص لبندقية الثنايا الجعدان المفتوح وجائزته البالغة مليون درهم، أما الشوط الثالث فسيكون على كأس الثنايا الأبكار المحليات البالغة جائزته مليون درهم، فيما يشهد الشوط الرابع المنافسة على بندقية الثنايا الجعدان المحليات بجائزة 800 ألف درهم.
وتستكمل الرموز عبر شوطي الإنتاج، حيث تبلغ جائزة كأس الثنايا الأبكار الإنتاج في الشوط الخامس 1.5 مليون درهم، تليها بندقية الثنايا الجعدان الإنتاج في الشوط السادس بجائزة مليون درهم.
وتبدأ التحديات في الفترة الصباحية بـ 8 أشواط لفئة الإنتاج، تليها 10 أشواط موزعة ما بين الثنايا المحليات والمهجنات.

مقالات مشابهة

  • بدقيق البسبوسة .. طريقة عمل تشيز كيك
  • نشرة الفن| عمر محمد رياض: مكنتش راضي عن أول دور قدمته.. ووفاة جدي محمود ياسين كانت صدمة .. علي حمدي: رفضت هذه الأعمال لأنها لا تناسبني
  • عمر محمد رياض: مكنتش راضي عن أول دور قدمته ووفاة جدي كانت صدمة.. فيديو
  • "شكرًا لأنك تحلم معنا" لثاني أسبوع في سينما زاوية
  • عرض إضافي لفيلم " شكرًا لأنك تحلم معنا" في سينما زاوية
  • الهوس بـالماركات.. أزمة تثقل كاهل الطبقة المتوسطة
  • وزيرة التخطيط: مصر لديها علاقات قوية مع العديد من المؤسسات الثنائية ومتعددة الأطراف
  • ‏⁧‫مناقشة مع قادة الطبقة السياسية‬⁩ في ⁧‫العراق‬⁩ :-
  • وزير الاقتصاد والصناعة يصدر قراراً بتشكيل ثلاث إدارات عامة ضمن الوزارة بدل الوزارات التي كانت قائمة قبل الدمج
  • مهرجان «المرموم».. «الرئاسة» تُسيطر على رموز «الإيذاع» بشعار «الإبداع»