سودانايل:
2024-12-29@05:21:21 GMT

لكل أهل السودان

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

كلام الناس

noradin@msn.com

*لم تكن مسألة الهوية تستحق أن توضع ضمن أجندة الحوار المنتظر لولا تنامي العصبية القبلية والجهوية بصورة غير مسبوقة في تاريخ السودان الحديث، بعد أن تفاقمت في السنوات الإخيرة نتيجة محاولة بعض أدعياء الوصاية فرض هوية أحادية على أهل السودان قاطبة بالقوة.

*أصبح معروفاً للجميع أن هذا التوجه الأحادي هو الذي تسبب في دفع أبناء جنوب السودان نحو خيار الإنفصال، ولم يفلح ذلك في فرض الهوية الأحادية على أهل السودان الباقي، وتفاقمت النزاعات المسلحة التي تغذيها القبلية والجهوية التي باتت تهدد النسيج السوداني الباقي.



*صحيح هذه النعرات القبلية والجهوية كانت موجودة في السودان القديم ، خاصة في الجنوب، لكنها كانت قد بدأت تتراجع في السودان الشمالي قبل أن تطفح على سطح المجتمع بعض التصنيفات "الملغومة" مثل العرب والزرقة في دارفور، وظهرت من جديد بعض الخلافات المغذية قبلياً حتى في مناطق الوعي .

*كانت المدن السودانية "حاضنة قومية" لكل أهل السودان بمختلف أصولهم القبلية والجهوية، لكن للأسف بدأت عدوي هذه العصبية النتنة تتنامى حتى داخل بعض المدن على أساس الغلبة القبلية لسكانها ، رغم إنصهار كل أهل السودان في مكوناتها الإجتماعية والمهنية.

* بدأت هذه النعرات تنتشر حتى وسط بعض عناصر الصفوة المستنيرة، للدرجة التي بدأ فيها بعض المحللين يصورون الخلافات السياسية والمتغيرات والمستجدات التي تحدث في الساحة العامة وفق هذه التصنيفات العرقية التي للأسف تجد بعض السند الظاهرفي هذه الخلافات.

*نقول هذا ونحن ندفع بكل المبادرات لوقف الحرب وتحقيق السلام الشامل العادل واستردادالديمقراطية والانتقال للحكم المدني، ونقول للجميع : ليس من مصلحة أي مكون من مكونات الأمة السودانية فرض الغلبة على الاخرين بالقوة، حتى داخل الولاية الواحدة ، فقد عرف السودان منذ قديم الزمان بأنه متعدد الأعراق والثقافات، وكان أهله يفتخرون بسودانيتهم، دون أن يقلل ذلك من شأن أصولهم القبلية التي تثري عملياً التراث الثقافي والفني بنتاج هذا التنوع البديع.

*نعم كانوا يرفضون العصبية القبلية، وقد عبر عن هذا الشاعر السوداني الراحل المقيم ابراهيم العبادي عندما قال في مسرحية المك نمر :

جعلي ودنقلاوي وشايقي إيه فايداني

غير نبذت خلاف خلت أخوي عاداني

خلى نبانا يسري للبعيد والداني

يكفي النيل أبونا والجنس سوداني.

*ما أحوجنا لإحياء وتقوية هذا الإنتماء القومي ونحن نسعى لبناء المستقبل لكل أهل السودان.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أهل السودان

إقرأ أيضاً:

منال الشرقاوي تكتب: Home Alone حكاية ديسمبر التي لا تنتهي

مع اقتراب نهاية العام، يلتف الجميع حول المدفأة – أو دعونا نكون أكثر واقعية، ونبتعد عن كلام الإعلانات – على "الكنبة" في غرفة المعيشة، أمام التلفزيون. الجو بارد، لكنه ليس ببرودة الثلوج الأوروبية التي نراها في الأفلام، بل هو ذلك البرد الذي يجعلك ترتدي كل ملابسك المتكدسة داخل الدولاب، وتلتف تحت البطانية الثقيلة، مع كوب شاي ساخن لا يخلو من ورقة نعناع تطفو برشاقة على السطح.

في هذا الوقت تحديدًا، يعود إلينا ذلك الضيف العزيز، الذي لا يتخلف أبدًا عن موعده. إنه فيلم "Home Alone"، الذي أُنتج جزؤه الأول عام 1990، للمخرج Chris Columbus(كريس كولومبوس)، وبطولة الطفل العبقري Macaulay Culkin
(ماكولي كولكين). إنه ليس مجرد فيلم؛ إنه طقس سنوي يوحي بانتظار العد التنازلي للعام الجديد.

لكن، لماذا نعود إلى هذا الفيلم بالأخص عامًا بعد عام، كأنه طقس سنوي لا يكتمل ديسمبر بدونه؟ هل لأنه يحمل شيئًا منا، من طفولتنا، ومن حكاياتنا التي نتمنى أن تعود؟
العائلة! كلمة بسيطة جدًا لكن معقدة كشبكة عنكبوتية متشابكة. "كيفن مكاليستر" كان في قلب تلك الشبكة، الطفل الذي تمنّى – في لحظة صبيانية – أن تختفي عائلته للأبد. وها قد اختفت بالفعل!

لكن اللحظات الحقيقية لا تأتي حين نمتلك ما نريد، بل حين نكتشف ما نفتقده. وسط المغامرات الطريفة والمصائد العبقرية، هناك لحظة صامتة يتأمل فيها "كيفن" شجرة عيد الميلاد وحيدًا. هنا تحديدًا، يقدم الفيلم لنا سؤالًا؛ هل نستحق أن نعيش كل هذا وحدنا؟!

ربما يكمن جزء من الإجابة في سحر الأفلام التي تبقى معنا رغم مرور الزمن. لأنك حتمًا لاحظت أن هناك أفلامًا تذوب مع الزمن، تختفي كأنها لم تكن أبدًا. لكن "Home Alone" يبقى هنا، شامخًا وسط العديد من الأفلام. كل مرة تشاهده فيها، تشم رائحة طفولتك، تسمع صوت ضحكاتك القديمة، وتلمح وجهك الصغير يطل عليك من شاشة التلفزيون. النوستالجيا ليست مجرد شعور؛ إنها حالة كاملة تتسلل إليك عبر مشهد "كيفن" وهو يتناول عشاءه على ضوء الشموع أو حين يتفنن في نصب الفخاخ للّصوص. نحن لا نشاهد الفيلم فقط؛ نحن نزور طفولتنا. كيفن ليس مجرد طفل في فيلم؛ إنه تجسيد للطفل الذي يسكن فينا جميعًا. إنه جزء منك حين قررت مواجهة خوفك لأول مرة، أو عندما ضحكت من قلبك رغم الخوف. في كل مرة ينجح فيها "كيفن" في خداع اللصوص، نشعر جميعًا وكأننا نحن من حققنا الانتصار.

هذا الفيلم يذكرك بشيء بسيط لكن عميق؛ أحيانًا، لا تحتاج إلى أن تكون كبيرًا لتواجه العالم. تحتاج فقط إلى القليل من الشجاعة.. والكثير من الذكاء!
العالم يتغير. الأفلام تتغير. وحتى نحن نتغير. لكن هناك أشياء لا تتزحزح عن مكانها، كأنها مسمار قديم في خشب شباك متهالك، ثابت رغم تشقق الإطار، لكنه ما زال يحمى من تسلل الأتربة.
وربما تكون هذه التفاصيل الصغيرة هي ما تجعلنا نتمسك ببعض الطقوس السنوية التي تمنحنا إحساسًا بالألفة والدفء وسط كل هذا التغيير. ومع اقتراب نهاية كل عام، نعود إلى تلك العادات المحببة التي تملأ أيامنا بشيء من الأمان. إنه ليس مجرد فيلم نراه على الشاشة، بل هو ذكرى مشتركة نصنعها كل عام، توقيع صغير يودع سنة قديمة ويستقبل سنة جديدة. ووسط كل ذلك، هناك شيء مؤكد؛ لا يمكن أن ينتهي ديسمبر دون زيارة سريعة لمنزل عائلة "مكاليستر".

كل عام ينتهي، وكل عام يبدأ. وبين النهاية والبداية هناك لحظة صغيرة، لحظة كافية لتشاهد فيها فيلمًا.
"Home Alone"ليس مجرد فيلم تشاهده في ليلة شتوية باردة؛ إنه دفء خفي يأتي إليك من الشاشة، يربت على كتفك، ويهمس لك:
كل شيء سيكون على ما يرام... عام جديد، بداية جديدة، ولا تنسَ أن تضحك حتى وإن كنت وحدك.
كل عام وأنت بخير.. وكل عام و"كيفن مكاليستر" صديقك السنوي المفضل.

مقالات مشابهة

  • مصطفى: التحديات التي تواجهنا تتطلب وحدتنا
  • فضل الله برمة لـ «التغيير»: الحكومة المدنية تسعى لوقف الحرب ولا شرعية لحكومة بورتسودان التي ترفع شعارات التقسيم وتقتل الناس على أساس الهوية
  • تعرف على أبرز الروبوتات التي تقوم بمهام البشر في 2024
  • علاقات بشار التي قضت عليه
  • وزير الخارجية السوداني: الثقة الكبيرة التي نوليها للرئيس التركي هي الأساس
  • منال الشرقاوي تكتب: Home Alone حكاية ديسمبر التي لا تنتهي
  • عمليات بغداد تصدر تعليمات وتحذيرات للمواطنين بعد العواصف التي داهمت البلاد
  • غياب المجلس التشريعي نتج عنه هذه المتاهة التي نحن فيها !!..
  • جيش الاحتلال انسحب من البلدات التي دخلها في ريف درعا
  • إسرائيل تقتل 5 صحافيين في غزة في قصف سيارتكم التي تحمل رمز الصحافة