كلام الناس
noradin@msn.com
*لم تكن مسألة الهوية تستحق أن توضع ضمن أجندة الحوار المنتظر لولا تنامي العصبية القبلية والجهوية بصورة غير مسبوقة في تاريخ السودان الحديث، بعد أن تفاقمت في السنوات الإخيرة نتيجة محاولة بعض أدعياء الوصاية فرض هوية أحادية على أهل السودان قاطبة بالقوة.
*أصبح معروفاً للجميع أن هذا التوجه الأحادي هو الذي تسبب في دفع أبناء جنوب السودان نحو خيار الإنفصال، ولم يفلح ذلك في فرض الهوية الأحادية على أهل السودان الباقي، وتفاقمت النزاعات المسلحة التي تغذيها القبلية والجهوية التي باتت تهدد النسيج السوداني الباقي.
*صحيح هذه النعرات القبلية والجهوية كانت موجودة في السودان القديم ، خاصة في الجنوب، لكنها كانت قد بدأت تتراجع في السودان الشمالي قبل أن تطفح على سطح المجتمع بعض التصنيفات "الملغومة" مثل العرب والزرقة في دارفور، وظهرت من جديد بعض الخلافات المغذية قبلياً حتى في مناطق الوعي .
*كانت المدن السودانية "حاضنة قومية" لكل أهل السودان بمختلف أصولهم القبلية والجهوية، لكن للأسف بدأت عدوي هذه العصبية النتنة تتنامى حتى داخل بعض المدن على أساس الغلبة القبلية لسكانها ، رغم إنصهار كل أهل السودان في مكوناتها الإجتماعية والمهنية.
* بدأت هذه النعرات تنتشر حتى وسط بعض عناصر الصفوة المستنيرة، للدرجة التي بدأ فيها بعض المحللين يصورون الخلافات السياسية والمتغيرات والمستجدات التي تحدث في الساحة العامة وفق هذه التصنيفات العرقية التي للأسف تجد بعض السند الظاهرفي هذه الخلافات.
*نقول هذا ونحن ندفع بكل المبادرات لوقف الحرب وتحقيق السلام الشامل العادل واستردادالديمقراطية والانتقال للحكم المدني، ونقول للجميع : ليس من مصلحة أي مكون من مكونات الأمة السودانية فرض الغلبة على الاخرين بالقوة، حتى داخل الولاية الواحدة ، فقد عرف السودان منذ قديم الزمان بأنه متعدد الأعراق والثقافات، وكان أهله يفتخرون بسودانيتهم، دون أن يقلل ذلك من شأن أصولهم القبلية التي تثري عملياً التراث الثقافي والفني بنتاج هذا التنوع البديع.
*نعم كانوا يرفضون العصبية القبلية، وقد عبر عن هذا الشاعر السوداني الراحل المقيم ابراهيم العبادي عندما قال في مسرحية المك نمر :
جعلي ودنقلاوي وشايقي إيه فايداني
غير نبذت خلاف خلت أخوي عاداني
خلى نبانا يسري للبعيد والداني
يكفي النيل أبونا والجنس سوداني.
*ما أحوجنا لإحياء وتقوية هذا الإنتماء القومي ونحن نسعى لبناء المستقبل لكل أهل السودان.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: أهل السودان
إقرأ أيضاً:
ما شكل القوات الإسرائيلية التي هاجمت لبنان؟
بدأت إسرائيل المرحلة الأولى من حربها على لبنان بـ5 فرق على طول الجبهة، وكانت كل فرقة منها تناور في منطقة معينة، اعتمادا على قوات مشاة ومدفعية ومظليين ومدرعات.
ووفق تقرير معلوماتي أعده محمود الكن، فقد كانت الفرقة الأولى (146) تعمل في منطقة عيتا الشعب غربا، حيث بدأت التمهيد الناري بقصف مدفعي في عمق يصل إلى 10 كيلومترات، بينما كانت المشاة تقوم بمناورة تمشيط على الأرض.
في الوقت نفسه، كانت المدرعات تعمل في المناطق المفتوحة من أجل تأمين المشاة والتعامل مع القوات المدافعة واستغلال الثغرات أو فتحها، بينما اللواء الإقليمي الملحق بالفرقة يعمل لواء احتياط، في حين يحمي لواء المظليين القوات المهاجمة.
وفي المنطقة الوسطى، كانت الفرقة 36 الهجومية، التي تضم لواء غولاني -الذي عمل كرأس حربة في الهجوم- في حين عمل لواء إيتزيون كاحتياط لتأمين الفرقة.
إلى جانب ذلك، كان هناك لواء مدرعات هجومي إلى جانب لواء مدفعي مسؤول عن التمهيد الناري لعمق يصل إلى 10 كيلومترات، إضافة لوحدة إنقاذ خاصة من سلاح الجو كانت مسؤولة عن إجلاء الجنود على طول خط الجبهة.
أما الفرقة 91 فكانت مسؤولة عن المناورة الهجومية على الجبهة الوسطى من خلال لواء "الإسكندرون"، الذي كان يعمل كرأس حربة في الجبهة الغربية، واللواء الثامن المدرع الذي كان يعمل في الوسط، ولواء ألون الذي عمل في الشرق.
وكان اللواء المدرع التابع للفرقة يعمل على مناورة هجومية بطول المنطقة، بينما لواء "هيماض" الإقليمي فكان يعمل كقوة احتياط للهجوم. في الوقت نفسه، كان هناك لواء كوماندوز يعمل كنسق احتياطي ثان للفرقة.
وفي الجبهة الشرقية، كانت الفرقة 98 المظلية التي تنفذ الإنزال خلف خطوط الخصم أو السيطرة على نقاط إستراتيجية والبحث عن الأنفاق والألغام وتمهيد الطريق لقوات المشاة.
في الوقت نفسه، كانت الفرقة 210 تعمل على الجبهة الشرقية المحاذية للحدود مع سوريا وكفرشوبا ومزارع شبعا. وكانت هذه القوات كلها تعمل في تضاريس صعبة تجعل شكل الهجوم مرهونا بطبيعة الأرض.