من جبال الأطلس المغطاة بالثلوج إلى أسواق مراكش الشبيهة بالمتاهة و"المدينة العاصفة" في الصويرة، جلب الزلزال الدمار والرعب إلى ثلاث من أكثر الوجهات الأسطورية على الخريطة السياحية المغربية.

لعبت المدينة أيضًا دور الخلفية في عدد لا يحصى من الأفلام


وحتى صباح السبت، كانت السياحة في البلاد تسجل انتعاشاً مذهلاً بعد سنوات الوباء، حيث ارتفع عدد الوافدين عبر الحدود بنسبة 92 في المائة إلى حوالي 6.

5 مليون في الأشهر الستة الأولى من عام 2023.

وتشكل السياحة جزءاً لا يتجزأ من الاقتصاد المغربي، حيث تدعم أكثر من نصف مليون فرصة عمل وتساهم بشكل مباشر بحوالي 7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
 وتقع مراكش، المدينة القديمة التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة والتي أصبح وسطها أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، على بعد 40 ميلاً فقط من مركز الزلزال.
 


ولكن أقسام جبال الأطلس أقرب إلى نقطة الزلزال. وتحظى هذه القمم الوعرة والوديان الخلابة والقرى الريفية بشعبية متزايدة بين المتزلجين والمتسلقين الأجانب.
يمتلك رجال الأعمال ريتشارد برانسون، فندق قصبة تمادوت، وهو فندق فخم بالقرب من مراكش ويطل على قرية أمازيغية وجبل توبقال - أعلى قمة في شمال أفريقيا بارتفاع 4167 متراً.

 الصويرة لكن الهزات الناجمة عن الكارثة كانت محسوسة على مسافة أبعد أيضاً. وترددت أصداء الصراخ حتى في مدينة الصويرة، التي تبعد ثلاث ساعات بالسيارة غربي مراكش، والتي عادة ما تكون شواطئها التي تهب عليها الرياح نقطة جذب لممارسي رياضة ركوب الأمواج شراعياً.  رولينغ ستونز وتشرشل وسان لوران

وكانت مراكش نفسها لفترة طويلة ملاذاً مفضلاً لرجال الدولة ومصممي الأزياء ونجوم موسيقى الروك.
وتأسست "المدينة الحمراء" عام 1070 كعاصمة للإمبراطورية المرابطية، وكانت ملاذاً غريباً لفرقة رولينغ ستونز في الستينيات عندما استمتع ميك جاغر وكيث ريتشاردز بأجوائها البوهيمية.


كانا يتجولان  في أنحاء المدينة دون أن يتم التعرف عليهم وهم يرتدون جلبابًا مقنعًا أثناء التسوق لشراء التحف.  
وكان رئيس الوزراء البريطاني الراحل ونستون تشرشل، أحد محبي المدينة، ووصف فندق المأمونية الفاخر في قلب المدينة القديمة - والذي رسم فيه بعضاً من أفضل لوحاته من الشرفة - بأنه "أجمل مكان في العالم كله".
وبعد حضور مؤتمر في الدار البيضاء عام 1943 مع فرانكلين روزفلت، تردد أنه قال للرئيس الأمريكي: "لا يمكنك أن تقطع كل هذه المسافة إلى شمال أفريقيا دون رؤية مراكش... . . يجب أن أكون معك عندما ترى غروب الشمس على جبال الأطلس... مراكش هي ببساطة أفضل مكان على وجه الأرض لتمضية فترة ما بعد الظهر".


في 23 يناير (كانون الثاني) 1943، غادر الزعيمان الدار البيضاء متوجهين إلى مراكش، وتوقفا في الطريق للنزهة. شقا طريقهما إلى فيلا تايلور، وهو عقار فخم تملكه عائلة من نيويورك. ثم أصر تشرشل على أن يتم حمل روزفلت بكرسيه المتحرك عبر درج متعرج إلى أعلى البرج لمشاهدة غروب الشمس.

وليس البريطانيون وحدهم الذين فتنوا بـ "باريس الصحراء"، كما أسماها تشرشل. كان أسياد المغرب الاستعماريون السابقون حتى الاستقلال في عام 1956، يجذبون الفرنسيين بأشعة الشمس طوال السنة، والمناظر الطبيعية الخلابة والهندسة المعمارية والثقافة القديمة، مما يجعل من مراكش بأسواقها الثمانية عشر والمدينة القديمة الشهيرة ملعبهم المفضل.
ونثر رماد مصمم الأزياء إيف سان لوران، بين أشجار النخيل العملاقة والصبار في حديقة اشتراها هو وشريكه بيير بيرجيه كملحق لمنزلهما في مراكش عام 1962.

ولعبت المدينة أيضًا دور الخلفية في عدد لا يحصى من الأفلام - ذهب ألفريد هيتشكوك إلى هناك في عام 1955 لتصوير نسخة جديدة من فيلم "الرجل الذي عرف أكثر من اللازم"، وهو فيلم تشويق يستند إلى قصة عائلة فرنسية تقضي عطلة في المغرب.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني زلزال المغرب

إقرأ أيضاً:

خان الخليلي والجمالية.. كيف تصنع الأحياء القديمة صورة مصر الحديثة؟

شهد حي الجمالية وخان الخليلي، وهما من أعرق أحياء القاهرة التاريخية، زيارة خاصة قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في جولة تعكس اهتمام الدولة المصرية بإبراز كنوزها التراثية والتاريخية، وتؤكد على البُعد الحضاري لمصر كجسر ثقافي بين الشرق والغرب.

وجاءت الزيارة في توقيت هام، حيث تسعى مصر إلى تعزيز السياحة الثقافية وتسليط الضوء على الأحياء القديمة التي تمثل هوية البلاد، وتؤرخ لتاريخها العريق الذي يمتد لآلاف السنين، وقد حظي حي الجمالية وخان الخليلي، في هذه المناسبة، باهتمام خاص من وسائل الإعلام المحلية والعالمية، لما يحمله من قيمة رمزية وثقافية فريدة.

الجمالية.. حيّ يروي حكاية وطن

يقع حي الجمالية في قلب القاهرة، ويُعد من أقدم أحيائها، إذ يضم بين جنباته كنوزًا معمارية تعود إلى عصور الفاطميين والمماليك والعثمانيين، هو أكثر من مجرد حي شعبي؛ إنه سجل حيّ لتاريخ المدينة، ومتحف مفتوح للعمارة الإسلامية، لا تزال الشوارع تحتفظ بطابعها التراثي، والأسواق تعجّ بالحركة، والمآذن تزين الأفق في مشهد لا يتكرر كثيرًا في مدن العالم.

حظيت المنطقة بأهمية كبيرة، فهي من المناطق النادرة التي تجتمع فيها مراحل تطور التراث المعماري الإسلامي، فنجد الآثار التي تعود للفاطميين مثل مساجد الأزهر والأقمر والحاكم بأمر الله، ونجد آثاراً نادرة تعود للعصر الأيوبي مثل المدرسة الكاملية، وآثار تعود لعهد المماليك مثل مجموعة قلاوون، وتضم أيضاً آثاراً عثمانية مثل أعمال عبدالرحمن كتخدا، فالجمالية منطقة جامعة لسلسلة التاريخ، وتضم تنوعاً معمارياً لا مثيل له يعكس تطور كل الفنون الإسلامية.

وعلى مدار السنوات كانت الجمالية ملتقى للفنانين من كل المجالات، فهي مكان ذو طاقة دافعة للإبداع، فالتجوال في الشوارع العريقة وسط الأبنية التاريخية يلهم المبدع كثيراً من الأفكار التي يستلهم منها في كل مجالات الإبداع، سواء الكتابة أو الفنون التشكيلية، وغيرها.

يحتفظ الحي بمكانته أيضًا في وجدان المصريين، كونه ارتبط بأعمال الأديب العالمي نجيب محفوظ، الحائز على جائزة نوبل للآداب، والذي وُلد ونشأ في هذا المكان، وقد تحولت الجمالية إلى مسرح حيّ لأعماله الروائية، التي جسدت بواقعية مذهلة الحياة الشعبية، والصراعات الإنسانية، والقيم الاجتماعية في مصر.

خان الخليلي.. سوق التاريخ وروح القاهرة

إلى جوار الجمالية يقع خان الخليلي، السوق الأشهر في القاهرة، والذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر الميلادي، عندما أنشأه الأمير "جُهاركس الخليلي" كمركز تجاري كبير، اليوم، لا يزال خان الخليلي يحتفظ بطابعه الأصيل، حيث تتراصّ المتاجر الصغيرة التي تعرض المشغولات اليدوية، والفضة، والنحاس، والعطور الشرقية، والتحف الإسلامية، في مشهد آسر لا تخطئه عين.

ويُعد خان الخليلي من أبرز المعالم السياحية والثقافية في القاهرة، حيث يستقبل يوميًا الزوار من كل أنحاء العالم، فضلًا عن كونه ملتقى للأدباء والمثقفين، خاصة في "قهوة الفيشاوي" التي طالما جلس فيها نجيب محفوظ، وكبار المثقفين المصريين والعرب.

يبلُغ عُمر حيّ «خان الخليلي» العتيق، 600 عام، حيثُ يُعتبر واحدًا من أقدم الأسواق في أنحاء المحروسة والشرق الأوسط، وما زال مُحتفظًا بمعماره القديم مُنذُ عصر المماليك، فلم يتأثر خان الخليل بعوامل الزمن، وظل مُلهمًا للأدباء والفنانين، فيحرض أخيلتهم دائمًا على الإبداع، مثلما كتبَ، نجيب محفوظ، روايتهُ «خان الخليلي» من وحي أجواء الحي القديم، واصفًا إياه بـ: «ستجِد في الشارع الطويل، عمارات مربعة القوائم تصل بينها ممرات جانبية تقاطع الشارع الأصلي، وتزحم جوانب الممرات والشارع نفسه بالحوانيت؛ فدكان للساعاتي وخطاط وأخر للشاي، ورابع للسجاد وخامس للتحف وهكذا».

رسائل الزيارة

الزيارة الرئاسية المزدوجة حملت رسائل متعددة، أبرزها التأكيد على أن مصر لا تملك فقط الأهرامات والمعابد، بل تمتلك قلبًا نابضًا بالحضارة في أزقة القاهرة القديمة، كما تعكس دعم الدولة لمشروعات التطوير والترميم التي تهدف للحفاظ على الهوية المعمارية والتاريخية للمنطقة، مع مراعاة البعد الإنساني والتراثي.

وتُعد هذه الجولة رسالة انفتاح ثقافي وسياحي، تعزز من مكانة مصر كوجهة متكاملة تجمع بين التراث الإنساني العريق، والواقع الحضاري المتجدد.

ويعتبر حي الجمالية وخان الخليلي ليسا مجرد موقعين أثريين، بل هما مرآة لروح القاهرة القديمة، وذاكرة وطن لا تزال تنبض بالحياة، وزيارة الرئيسين للمكان لم تكن فقط تقديرًا للتاريخ، بل دعوة للعالم للعودة إلى جوهر مصر، حيث يتعانق الماضي بالحاضر في مشهد لا يُنسى.

مقالات مشابهة

  • خان الخليلي والجمالية.. كيف تصنع الأحياء القديمة صورة مصر الحديثة؟
  • فلكي من جبال ظفار
  • مراكش: توقيف 18 شخصا بشقة مشبوهة تُقدم خدمات جنسية تحت غطاء “التدليك”
  • أحباط ترويج أزيد من 14 ألف قرص مهلوس وتوقيف أربعة أشخاص بينهم شقيقان في مراكش
  • الإمارات تنجد ميانمار المنكوبة.. بكاميرات تتسلل بين الركام
  • كلفة إنجاز الطريق السيار مراكش فاس ترتفع إلى 28 مليار درهم
  • تنوع بيئي مميز و فريد تقدمها جبال أجا وسلمى للمتنزهين في حائل
  • اندلاع حريق مهول بفندق كريستيانو رونالدو في مراكش (صور)
  • ضرب سلسلة جبال.. زلزال بقوة 4.6 درجة يهز شمال باكستان
  • إصابة شاب في حادث بمصر القديمة