مات جاسم وانتهت مهمة الملاك على الارض
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
*مات جاسم وانتهت مهمة الملاك على الارض*
لاحول ولاقوة الا بالله انا لله وانا اليه راجعون..
الجم الحزن لساني ..
رحيل يفتح فوهات النزيف…
هذه فجيعة اكبر من قدرتنا على الصبر والاحتمال ..
لم يعد فى القلب موضع جرح يستوعب فقد جاسم الاخ والحبيب والصديق..
تواصلنا قبل ايام كعادته فى محبتنا ومحبته وسالته اين انت طمانني وقال لي (ما طلعت لسة) وكان حديث ينضح شجاعة وصدقا ووطنية وقد كان بامكانه ان يغادر مثل الالاف من ضباط الشرطة الذين دخلوا فى اجازة مفتوحة منذ بدء الحرب اللعينة.
سيظل جاسم فى سويداء القلب ذكرى عزيزة لملاك ضل طريقه للارض وهاهو يعود من حيث اتى الان شهيدا باسما و كائنا خرافيا به من النصرة والمدد والخير والجمال ما لم ولن يخطر على بال بشر..
جاسم يارمزي كان فى (مهمة ارضية) نشر خلالها ظلال المودة والرحمة والجمال ،وعلمنا معنى الانسانية والعطاء والايثار ونكران الذات، والوفاء، جاسم كان طاقة خير موارة بالعطاء الجميل وبصمت واحتفاء لكل من عرفه، دون من او اذى…
ومن مثل جاسم يا حبيب ( احلى ثمار حديقة الاخوان) فى النقاء واجزال المودة المحصنة من الغرض، يتنقل مثل الفراشات فى مجالس الاصحاب، لاتجد منه الا الشهد والرحيق، ومثل حمامة سلام ومحبة يطربنا هديل صدقها فى ايكة علاقاته الممتدة، كان صديقا وحبيبا للجميع، يمنحك ما لا تتوقعه حتى من الاصفياء الخلص..
رحل جاسم ضابط الشرطة الهميم، وابنها البار، كان اشطر منتسبيها على الاطلاق، وصاحب تخصص نادر فى ردهات مهامها العديدة والجليلة، كانت اصلب سهم فى كنانتها، واينما وقع نفع… اخو بنات وود بلد وكريم اجواد ( يعزم على المافيش)..
لم تتوقف الرتبة العظيمة بينه والناس رغم ( الدبابير المالية الكتف) والاسم الفخيم الذى يصوره كاحد القادة العظام فى كابينة القيادة ( العقيد جاسم)، ظل متواضعا ودودا يسبقك منه ادب جم وهو يخفض الصوت فى حضرة الجميع، ويسكنه حياء عند مخاطبتك بعبارات تخرج دافئة ومحتشدة بالاحترام والمحبة..
لن تسعنا الخرطوم مع قاتلك اللعين، وسياتي حقك انصافا من المنتقم الجبار وبايدى من يقدرون قيمة من فقدنا ومصابنا الجلل، اليوم مات وطن، وعاش جاسم من جديد فى قلوبنا ورؤانا باعثا على الاحساس بعمق جرحنا ومصيبتنا الكبيرة ،
ظلت الخرطوم تنزف منذ اشهر ولكنى استشعر ان خطبها فادح اليوم و(وجعتها حارة)، و(حرقة حشاها) نار لن تنطفئ.
اليوم فهمت سر الابتسامة الصغيرة التى كنت تبذلها فى وجهي كلما حدثتك عن الزواج ورشحت لك رفيقة تصحبك فى مشوار العمر، يبدو ان نفسك كانت تسمو وتطلب اكبر مما اقول، وانت تتوسم زواجك من الحور العين، تمنينا ان نحملك على اعناقنا وانت عريس على وقع اغنيات العديل والزين، وادخنة البخور وعطر اللحظات الندية ، فات علينا انك ترنو لان تكون على حواصل طير خضر تزفك الملائكة الى من هن امثال ( اللؤلؤ المكنون).
ما افجعنا برحيلك يا جاسم..
وكيف ستكون بعدك الخرطوم..
ومن للرفاق والناس الذين يتوافدون على هاتفك طلبا لنصرة او بحثا عن خدمة او طلبا لفنجان شاي فى حضرة الشارب الكثيف و( الزول الطيب)..
اللهم ارحم جاسما بقدر ما قدم واعطى..وتقبله شهيدا عندك.. واهلك قاتليه ولا تغادر فيهم احدا..
اللهم انزل الصبر والسكينة على والديه امه المكلومة ووالده الصابر واخوته ولاصدقائه ومحبيه العديدين فى كل مكان…
ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم…
*محمد عبدالقادر*
محمد عبدالقادر
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
لماذا لم يستوعب اسلاميو السودان درس اليمن؟!
أذكر أيام التقدمات الكاسحة التي حققها الجيش بمدينة الخرطوم بحري والتي توجها بوصول الإشارة وربطها بالقيادة العامة.. واحد من الاسلاميين شالتو “الهاشمية” وكتب فرِحًا: “الخرطوم ليست صنعاء”! والحقيقة هذه العبارة لم أقرأها أول مرة؛ تكررت على مسامعي كثيرًا. وبخلاف التنبيه إلى أنّ هذه العبارة مُضللة، وفاسدة، وتنطلق من ذات تستبطن التعالي والغرور الكذوب، والاستكبار عن جهل وسفاهة.. هي قبل ذلك عبارة حقيرة ومُنحطّة وتصدرُ عن نفس لا تتحلى بالنبل ورد الحقوق والاقرار بالذنب بل تتباهى بالخسة والرذائل.
أما عن حرب العدوان على اليمن فهي من مخازينا الوطنية؛ بل عار سنحملهُ على أعناقنا جيلًا بعد جيل؛ إذ شارك السودان في العدوان على اليمن ضمن “التحالف العربي” بقيادة السعودية وسند استخباري وعون لوجستي من الولايات المتحدة وبريطانيا فيما عُرف ب “عاصفة الحزم” في العام 2015. وتسبب السودان جنبًا إلى جنب مع الإمارات العربية التي تحاربهُ اليوم بلا رحمة في جريمة بشعة وصفت بأنها: “كارثة أو مأساة إنسانية”. وقتها قننت سلطات البشير أسوأ عملية ارتزاق مُنظّم؛ واقتيدت الدولة بجلالها لتعمل كخادم ذليل يحرس الملك السعودي، ويعمل على تنفيذ المخططات الشريرة للإمارات بما فيها التعاون في الإجْهاز على شعب من أطيب وأنبل الشعوب والسيطرة على أجزاء من أراضيه ومقدّراته.
الاسلامي على النكهة العثمانية الأردوغانية أو الخليجية بعد كل عبر التاريخ التي يمكن قراءتها من الأحداث القريبة.. ليس في وسعه فهم أنّ أركان الدولة قد اهتزّت وبدأت تزيح اللثام عن أمنها القومي عشية المشاركة في حرب اليمن!
وينتصر اليمن في نهاية المطاف، ويقفُ اليمن الحرّ اليوم ببسالة كرأس رمح في مواجهة قوى الاستكبار والهيمنة.. وكان الأول في مساندة أهل غزة وشعب فلسطين ودفع وحيدًا الفاتورة العظمى نظير وقفته المشرّفة في وجه الإرهاب الدولي بقيادة الولايات المتحدة والكيان الإسرائِِيليِّ.
صنعاء هذه مدينة الأحرار والشرفاء.. ولا يتناولها بتحقير إلا من كتب الله عليه الخزي جنبًا إلى جنب مع نتنياهو وسموتريتش وغالانت وبن غفير.
ولا تكريم لأهل اليمن بعد الذي قاله عنهم سيدنا النبي:
“الإيمان يمان والحكمة يمانية”
محمد أحمد عبد السلام
إنضم لقناة النيلين على واتساب