قال السفير الدكتور محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بدعوة من الهند، في قمة دول مجموعة العشرين (G20) المنعقدة بنيودلهي، عكست اهتمام ورغبة المجتمع الدولي في الاستماع إلى قضايا واحتياجات القارة الأفريقية والدول النامية.

وأضاف السفير حجازي، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الأحد، أنه من الأمور الهامة الواجب التوقف عندها هو عضوية الاتحاد الأفريقي ومشاركة مصر في اجتماعات مجموعة العشرين، ليكونا صوتًا للعالم النامي ومدخلًا للتعبير عن قضايا العالم الثالث التي حددها الرئيس السيسي في كلمته الشاملة بالقمة.

وشدد على أن انعقاد قمة مجموعة العشرين، وهي الاقتصاديات الأكبر والأسرع على المستوى العالمي، جاء في توقيت شديد الأهمية والحساسية، إذ يتعرض فيه الاقتصاد الدولي لظروف وتحديات صعبة بسبب الضغوط الواقعة على الأمن الغذائي وأمن الطاقة، بجانب القضايا المؤثرة على وضع الاقتصاد العالمي وعلى رأسها تغير المناخ و الصعوبات التي سببتها الحرب الروسية الأوكرانية وتداعيات جائحة كورونا.

وتابع أن كل هذه التحديات والضغوط دعت للعمل الجماعي من خلال تلك المنظومة التي تعد الأهم على المستوى العالمي والأكثر تأثيرًا، حيث تملك ٨٥٪ من إجمالي الناتج المحلي العالمي وثلثي سكان العالم، وتستحوذ على ٧٥٪ من حجم التجارة.

ولفت إلى أهمية الأجندة التي بحثتها النسخة الـ١٨ من قمة مجموعة العشرين، تحت رئاسة الهند، إذ تناولت العديد من المحاور أبرزها الدعم الاقتصادي للدول النامية وإعادة هيكلة البنك الدولي وصندوق النقد، وكذا قواعد جديدة للعملات المشفرة، وبحث حالة الأمن الغذائي وأمن الطاقة والتغير المناخي، والأثار الاقتصادية والاجتماعية للحرب الدائرة في أوروبا، موضحًا، في هذا الصدد، أن تلك هي النتائج التي تضمنها الإعلان الختامي الصادر في ٨٣ بندًا شاملًا، وتضمن العديد من النقاط التي عرضها الرئيس السيسي في كلمته وألقى الضوء فيها على المتغيرات الهامة ومنها مساعي تعزيز الرؤية الجماعية التعددية لأوضاع الاقتصاد العالمي.

ونوه إلى أن رئيس الجمهورية تحدث في كلمته أمام مجموعة العشرين عن أهمية الاستماع إلى رؤى العالم الثالث والاستجابة لمشاغلها بشأن اختلالات الهيكل المالي العالمي وأهمية تطوير مؤسسات التمويل الدولية وبحث مشاكل هيكلية تواجه الدول النامية وعلى رأسها إشكالية الديون خاصة في ظل تضاءل جدوى المعونات التنموية والتي تضيع بسبب مشروطيات الحصول عليها.

وأشار السفير حجازي إلى أن الرئيس السيسي حذر في كلمته من اتساع فجوة التمويل، ما يعد عائقًا للتنمية المستدامة، لذلك من الضروري مساعدة دول العالم الثالث على الانتقال العادل لاقتصاد منخفض الكربون، فضلًا عن أهمية دفع التكامل الاقتصادي القاري، وهو أحد أهداف الرئاسة المصرية الحالية للنيباد (الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا).

وأكمل السفير حجازي أن الرئيس السيسي دعا دول العشرين إلى دفع الأجندة التنموية الأفريقية وتعزيز اتفاقية التجارة الحرة القارية وحشد الموارد للبنى التحتية سواء في مجال الطاقة أو الاتصالات، وتأمين الغذاء ومعالجة الأزمة الأهم التي تتعرض لها دول القارة وهي أزمة ديون أفريقيا، لمساعدتهم على الإسهام في التكامل وفي المنظومة العالمية سياسيًا واقتصاديًا ومن أجل تحقيق الاستقرار في بلداننا وتجاوز التحديات وتعزيز التمثيل الأفريقي في المؤسسات الدولية.

وسلط الضوء على حديث الرئيس عن المسئولية المشتركة لتغير المناخ وضرورة إنصاف دولنا ومساعدتهم على تخطي الأزمات، وعن سعي القاهرة لإنشاء منتدى دولي للهيدروجين الأخضر بوصفه وقود المستقبل، على أن تكون الدولة المصرية مركزًا إقليميًا لتجارة الطاقة كونها أيضًا مقر منتدى شرق المتوسط مما سيساعد في تعزيز استقرار الأسواق.

وتحدث السفير حجازي عن تشديد الرئيس السيسي بقمة دول العشرين على أهمية الدعم المشترك لمواجهة أزمة الغذاء، حيث طرح مسعى مصر لاستضافة المركز العالمي لتخزين و تداول الحبوب مما يعزز منظومة العمل متعدد الأطراف، معتبرًا أن عقد القمة تحت عنوان "أرض واحدة - عائلة واحدة - مستقبل واحد"، يلخص وجود محاولات لكي تكون الحلول جماعية من أجل إنقاذ كوكب الأرض، و للعمل المشترك من خلال روح الأسرة الواحدة التي تنتمي إلى مستقبل واحد.

واعتبر مساعد وزير الخارجية الأسبق أنه ومن هذا المنطلق، فإن الدورة الحالية المنعقدة بنيودلهي تعد أحد محطات المسعى الدولي متعدد الأطراف للوصول إلى حلول للقضايا وبحث الأوضاع الاقتصادية الدولية، مذكرًا بأن مجموعة العشرين هي "قمة الأسواق المالية" و "قمة الاقتصاد الدولي"، التي تأسست عام 1999 عقب أزمة الاقتصاديات، وضمت 20 دولة عُضو بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.

ورأى مساعد وزير الخارجية الأسبق أننا أمام مشهد باتت فيه مجموعة العشرين قريبة من أن تعبر عن مصالح الدول النامية، معتبرًا انضمام الاتحاد الأفريقي لهذا التجمع العالمي خطوة تسير في هذا الاتجاه، كما أن مشاركة قادة مثل الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذا المحفل الهام يعد أحد أدوات نقل رؤى دول القارة ويساهم في تطوير آليات العمل الدولية من منظور يضع مصالح بلدان العالم الثالث وأفريقيا في الحسبان.

واختتم حجازي بأن المشاركة المصرية الهامة في "قمة نيودلهي" أتاحت لاسيما فرصة التواصل بين الرئيس السيسي و قادة دول العالم التي تربطها بمصر علاقات تاريخية ووثيقة، لطرح المشكلات التي تواجه أفريقيا وبحث القضايا الثنائية والعلاقات الاقتصادية والتنموية، وتعزيز قدراتنا لمواجهة الأزمات الحالية بالقارة، ومنها أيضًا قضية "سد النهضة" وضرورة حث الجانب الأثيوبي على التوصل لحلول تضمن الأمن والاستقرار في واحدة من أهم مناطق العالم الجغرافية.

اقرأ أيضاًعاجل| الرئيس السيسي يبحث مع أردوغان دفع مسار العلاقات بين البلدين

عاجل| الرئيس السيسي: الانطلاق للمستقبل يستوجب الإسراع في معالجة التحديات

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الرئيس السيسي السفير حجازي نيودلهي مجموعة العشرین الرئیس السیسی العالم الثالث السیسی فی فی کلمته

إقرأ أيضاً:

خطط مجموعة BKN301 لعام 2025.. تعزيز خدماتها وتوسيع انتشارها العالمي

 كشفت مجموعة BKN301، إحدى الشركات المتخصصة في تزويد حلول المدفوعات والخدمات المصرفية كخدمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومقرها لندن، عن خططها الطموحة لعام 2025، والتي تتضمن أهدافاً عديدة منهاهدافاً عديدةترسيخ مكانتها كمشغل عالمي ودمج الذكاء الاصطناعي في منصتهالخدمات الحلول المصرفيةالمبتكرة (BaaS Orchestrator). 

ومن المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز كفاءة جميع خدمات المجموعة ودعم مكانتها الرائدة في صناعة التكنولوجيا المالية.

وفي اطار هذه الرحلة الجديدة ، شاركت المجموعة مؤخراً في مهرجان التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2024 في قطر، تمهيداً لتوسعها العالمي المرتقب، حيث أتاح الحدث فرصة مثالية للمجموعة للتواصل مع أصحاب المصلحة الرئيسيين واستكشاف آفاق الشراكة في الأسواق الإقليمية والدولية، إضافة إلى تسليط الضوء على منصةالخدمات المصرفية(BaaS Orchestrator) الخاصة بها.

وتوفر منصة (BaaS Orchestrator)، المصممة لخدمة احتياجات البنوك التقليدية وشركات التكنولوجيا المالية والبنوك الرقمية (neobanks) والبنوك الإلكترونية (digital banks)، إمكانات قوية تتضمن الخدمات المصرفية الأساسية،ومعالجة عمليات الدفع، والمحافظ الرقمية، وإصدار البطاقات، وفصل طبقات واجهة برمجة التطبيقات(API decoupling)، بالاضافة إلى الخدمات العابرة للحدود والخدمات المصرفية المفتوحة. ومع إدخال الذكاء الاصطناعي، ستطرح المنصة ميزات متقدمة في تحليل البيانات واكتشاف الاحتيال، مما يجعلها حلاً مميزاً ومتكاملاً للمؤسسات المالية في جميع أنحاء العالم.

قال ستيفن موتشولي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة BKN301: "أتاح مهرجان التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فرصة متميزة لاستعراض قدرة منصة (BaaS Orchestrator) على تعزيز الكفاءة التشغيلية وتوفير التكاليف للمؤسسات المالية. ونواصل العمل على استكشاف إمكانية تطبيق خدماتنا على نطاق أوسع عبر الأسواق الإقليمية والدولية، مما يعكس طموحنا لتوسيع آفاقنا وتلبية احتياجات الجمهور العالمي".

وأضاف موتشولي: "يتطور المشهد المالي بسرعة، مدفوعاً بمنصات معالجة المدفوعات والتكنولوجيا المالية والحلول المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والتي باتت تعيد تشكيل الأسواق المحلية والعالمية، حيث تسهم البنية التحتية المجهزة بالذكاء الاصطناعي في تعزيز إدارة البيانات بمرونة وحيوية عالية. ومن أجل الحفاظ على القدرة التنافسية والاستمرار في قيادة الابتكار، سنعمل على دمج الذكاء الاصطناعي في منصتنا للتعامل مع البيانات المتنوعة بالكفاءة المطلوبة،  وبالتالي دفع عجلة النمو".

مقالات مشابهة

  • مشاركة متميزة للاولمبياد الخاص المصري في احتفالية الاكاديمية العربية بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاعاقة
  • تكريم الفائزين في ختام "هاكاثون عُمران" وسط مشاركة واسعة لتعزيز الابتكار
  • خطط مجموعة BKN301 لعام 2025.. تعزيز خدماتها وتوسيع انتشارها العالمي
  • جامعة بدر تحتفل باليوم العالمي للطفل ولذوي الإعاقة
  • الرئيس السيسي: المتحف الكبير نقلة حضارية عالمية وافتتاحه سيكون مشرفًا
  • السيسي يكشف نتائج مشاركة مصر في التجمعات الاقتصادية
  • إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي أودت بحياة مئات الآلاف
  • مصر أكتوبر: الرئيس السيسي أولى الشباب اهتماما ودعما غير مسبوق
  • أمين شباب «مصر أكتوبر»: الرئيس السيسي أولى الشباب اهتماما ودعما غير مسبوقين
  • كوندي يتصدر قائمة اللاعبين الأكثر مشاركة في 2024