تُشبه القلاع الفرنسية وتشرف على أرض الجنوب.. قلعة شعبان تُحفة فنية تُراثية لا تفوتوا زيارتها (صور)
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
أعلن وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى مؤخرا ادراج قلعة شعبان في بلدة خربة سلم في الجنوب قريبا على لائحة المتاحف الرسمية اللبنانية.
كلام المرتضى جاء خلال جولة له في ارجاء القلعة برفقة صاحبها يوسف شعبان، حيث عبّر عن اعجابه بما شاهد، مؤكداً ان "وزارة الثقافة سوف تُدرجها قريبا على لائحة المتاحف الرسمية في لبنان".
إذا معلم جديد يمكن إضافته إلى خارطة السياحة في الجنوب بشكل خاص وفي لبنان بشكل عام من خلال زيارة قلعة شعبان، هذه أبرز المعلومات عنها.
تقع قلعة شعبان في خربة سلم قضاء بنت جبيل على تلة تشرف على الجنوب وصولاً حتى فلسطين المحتلة، وهي مؤلفة من 9 أبراج في إشارة إلى عدد أشقاء صاحبها يوسف شعبان "أبو موسى" وتمتد على مساحة 5 آلاف متر مربع. تتألف من 5 طوابق تبلغ مساحة كل منها 250 مترًا، تأخذ شكلًا دائريًا وتروي سيرة لبنان التاريخية والثقافية والحضارية والتراثية.
ينحدر "أبو موسى" من عائلة يسكنها الهاجس الفني، فوالده كان متخصصًا في أعمال النحت والرسم على الصخر والحفر فيه، وبصماته واضحة في العديد من المنازل الجنوبية، وشقيقه بهيج ياسين شعبان كان خطّاطًا مشهورًا ونقيبًا لخطّاطي الصحف في لبنان.
في هذه الأجواء ترعرع شعبان متأثرًا بمواهب والده وفنّ شقيقه، وبدا هذا التأثر واضحًا في أسلوب تشييدها، وهو وضع الحجر الأساس لبناء القلعة في عام 1990.
تعرّضت القلعة ولأكثر من مرة لسقوط قذائف المدفعية واستهداف الطيران الإسرائيلي صيف عام 1993، مما أدى إلى تضررها بشكل واضح.
تُحيط بالقلعة أشجار الأرز والسرو وعشرات الأنواع من الزهور، وهي تنتصب شاهقة في قببها المستديرة وأحجارها الفريدة وشرفاتها الرحبة.
المواد المستخدمة في بناء القلعة هي من حجارة المنطقة التي صقلها شعبان بيديه، وبيديه أيضًا صنع زخرفة زجاج النوافذ، والأبواب الخشبية والحديدية، ما يعني أنّ القلعة بكاملها بناها رجل واحد أراد ان يحوّلها إلى متحف يضم رموزًا للشخصيات الوطنية ولتاريخ المنطقة. متحف تُراثي
تحتوي القلعة على متحف يضم 35 حرفة تراثية إندثرت بمعظمها. تتوزّع هذه الحِرف على مساحة الطابق الأول، ولكل منها زاوية خاصة أو غرفة صغيرة: الحداد العربي، النجّار، السكّاف، المبيّض، المنجّد، صانع الزجاج، المصوّر القديم، المُجلّي (الذي يجلي الحديد والسكاكين)، الفاخوري (صانع الفخار)، بائع الكاز، غزل الصوف، دق الزعتر، إلى خبز الصاج والتنور.
وهناك في إحدى الغرف مجسّمات تمثّل الأديب، المختار، عازف العود، عازف الربابة، الطبّال، الحلّاق، الناطور، الحطّاب، النحّاس، بائع البيض، بائع القهوة، المصوراتي. وفي غرفة أخرى كيفية صناعة الزبدة، وعين الضيعة. وهناك محل فلافل وفول القلعة، وغيرها، لينتهي المطاف بزاوية الأدوات التراثية حيث يمكن رؤية جرن الكبّة، بلاطة اللحمة، المهباج، آلة تحميص البن، الجاروشة، والفونوغراف.
كما يضم المتحف الوطني شخصيات لبنانية وعربية وعالمية، أدبية كجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة، وعلمية كالعالم حسن كامل الصباح، وفنية كفيروز وصباح ووديع الصافي ونصري شمس الدين وعبد الحليم حافظ والممثل "شوشو"، وسياسية كالرئيس الشهيد رفيق الحريري، والزعيم كمال جنبلاط والإمام موسى الصدر، وغيرها من الشخصيات التي نحتها شعبان بدقة عالية والتي حازت إعجاب أمير دولة عربية يُقال انه عرض عليه أن يشتريها أو بناء قلعة شبيهة لها في بلده ولكنه رفض.
وعبر درج مكوكي مرصوف بحجارة قديمة العهد، يمكن الوصول إلى الطابق العلوي من القلعة حيث يحتوي على جناح للمنامة للزوار الذين يرغبون في قضاء وقت مع ثقافة الحرف والتاريخ، وهو مصمّم بشكل يتلاءم مع هندسة القلعة. قبل مغادرة القلعة، يمكن التمتع بحدائق وساحات جميلة مع مطعم صغير يقدّم لزوّاره المأكولات التراثية وفندق صغير، وفي الباحة الخارجية تنتشر منحوتات ضخمة رسمها شعبان ونفّذها بيديه مثل الفيل والطيور والسلحفاة وغيرها.
وضعت قلعة شعبان بلدة خربة سلم على الخارطة السياحية فهي باتت مقصدا للعديد من السياح والمغتربين ومن المُقيمين.
هي قلعة فنية تُراثية يُشبهها البعض بقلعة "فالتا" الفرنسية، وإلى حد ما قلعة موسى في الشوف الا ان لهذه القلعة ميزتها الخاصة وهندستها وزخرفتها المميزة التي استغرق العمل فيها أكثر من 21 عاماً.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
قطع طرقات بالدبابات وحاجز إسرائيليّ... هذا ما يشهده الجنوب
أفادت مندوبة "لبنان 24" أنّ دبابات إسرائيليّة تمركزت على طريق الخردلي عند مثلث كفركلا - القليعة - برج الملوك وقطعت الطريق أمام السيارات والمارة. وفي دير ميماس، قال مصدر أمنيّ إنّ قوات العدوّ الإسرائيليّ نصبت حاجزاً عند مفرق البلدة، وقطعت الطريق بواسطة جرافة ودبابة. وبحسب معلومات "لبنان 24"، فإنّه لدى مرور موكب لقوات "اليونيفيل" والجيش، سمح العدوّ بمرور قوات حفظ السلام، بينما أجبر الجيش على العودة. وتجدر الإشارة إلى أنّ موكب "اليونيفيل" والجيش كان في طريقه من النبطية إلى مرجعيون.