#ظاهرة #الضرب في #المدارس..!
د. #مفضي_المومني.
2023/9/10
جلست في الأمس مع معلم… وهو بالمناسبة من طلابي في الجامعة منذ سنين خلت… وحدثني عن ايام الجامعة وشجونها… مستذكراً إيجابيات تعاملي معه ومع الطلبة في الجامعة… وفي السياق أكد لي انه الوحيد في مدرسته الذي لا يحمل عصى… إستغربت… وسألته هل هنالك ثمة من يحمل العصى ويضرب الطلبة… أكد لي أن ذلك موجود وللأسف بكثرة… فاستذكرت مقالاً كتبته سابقا… وحدثني طالب صف خامس ابن قريب لي منذ سنتين أن غالبية المعلمين يستخدمون الضرب… مع أن مدرسته حديثة أمريكية كما يسمونها.
ذهب فاليري لوالدته.وقال لها؛ أنا لن أذهب للمدرسة بعد اليوم، فسألته لماذا، فقال احد الطلبة يرميني بالطباشير والآخر يرميني بأشياء من خلال المطاطة وآخر يعرقلني أثناء مروري بين التلاميذ..! لن أذهب… فقالت له يا ولدي أنت مجبر على الذهاب ..أولاً عمرك خمسين وثانياً أنت مربي… وثالثاً أنت مدير المدرسة…! قصة من الأدب التربوي الروسي قرأتها على مغلف دورية تربوية اكاديمية تصدر عن إحدى الجامعات وفيها عبرة… أن الطالب هو الطالب يتحرك يشاكس يخطئ ويأتينا لكي نعلمه ونعدل سلوكه ونكسبه سلوكات حسنة… بعيداً عن إيذائه.
اكتب اليوم عن آخر حادثة ضرب وإيذاء بدني في المدارس في الأمس ونحن في 2021 زمن التعليم عن بعد وعن قرب، ويلهج لساني بلسان كل من تأثر بوجه طفل بريئ وقد انتفخت وازرقت عيونه ووجهه واتشح جسمه بخطوط حمراء من آثار فعل وحشي لمعلم، لا نقبل سلوكه المشين أيا كان السبب، وأذكر أنني كتبت بذلك الموضوع بعد حادثة مماثلة في نهاية 2019… واتمنى أن لا أعود وأكتب عن ذات الظاهرة… بعد فترة تطول وتقصر… ، وانا اتخيل هواجس الطلبة والأهالي وهم يقولون؛ (يا ريت ظلينا اونلاين عالاقل ما في ضرب..!)… .ومهما كتبت لن أزيد عن ما كتبت قبل سنتين ولكم الحكم؛ لأن ذات المشهد والتراجيديا والشخوص تتكرر وكأنني أتحدث عن حادثة الأمس:
وهذا ما كتبته في نهاية 2019،
هذه المقالة كتبتها قبل سنوات، ولأن الحال يتكرر أعيد نشرها بتصرف، وأهديها لعيون ذلك الطالب (2019) الذي كاد أن يفقدها لعنف مارسه ضده معلمه! ولطلبة كثر يتعرضون يوميا للعنف والإيذاء النفسي والجسدي من قبل معلميهم!، وأضعها أمام معالي وزير التربية والتعليم لنقول لا جميعا لهذه الممارسات التي عفا عليها الزمن.
قبل سنوات خلت زرت إحدى مدارس الشمال الحكومية، ووجدت الباب الرئيسي مغلق، وبعد إنتظار تم فتح الباب لأفاجأ بالمدير وجميع المعلمين يحملون العصي والبرابيش..! وذهلت صراحة من هذا المنظر المؤذي والذي لا يتناسب مع المدرسة، بيت الطالب الثاني والمكان الذي يجب أن يتعلم فيه ويشعر بالأمان، وعندما تناقشت مع المدير بذلك، إختصر علي الحديث قائلا(ما بيجوش إلا بالعصاه) وافتَخَرَ انه يرعب الطلبة ويخيفهم ويضبطهم بهذه الطريقة!
في المقابل أسوق مثالا مما قرأت من الأدب التربوي؛ فقد زار مدير تربية في بريطانيا إحدى المدارس الابتدائية، وعمل جولة في المدرسة مع المديرة، ولاحظ أن الصمت التام يسود المدرسة، وأن الأطفال ساكنون ساكتون لا يتحركون، وتباهت المديرة انها تدير المدرسة بهذه الصورة، غادر مدير التربية وحال وصوله مكتبه، ارسل لها كتاب الإقالة، لأنها لو كانت تفهم أصول التربية فعلا لأدركت حاجة الأطفال في هذا العمر للنشاط والحركة لتفريغ طاقاتهم الزائدة، وأن عليها ان توفر لهم بيئةً وأجواءً تعليميةٍ تمكنهم من إستخدام وتفعيل طاقاتهم من خلال نشاطهم وحركتهم، هكذا تقول التربية وعلم النفس التربوي والمتطلبات التربوية للمراحل العمرية. ويا ليت وزارة التربية تعمم على المعلمين قوائم (هافجرست) لمراحل النمو ومتطلبات كل مرحلة وما النشاطات التربوية التي يجب أن تقدم للطالب لترسيخ المتطلب الوظيفي للنمو البنائي،
قد يستغرب البعض أن هنالك من يستخدم العصا او الضرب أو الإيذاء البدني والنفسي في مدارسنا للآن..! لكني أقولها وأنا متاكد منها ومن خلال حقائق شاهدتها بعيني وسمعت عنها، أن هنالك بعض معلمي ومدراء المدارس يستخدمون العقاب البدني ضد الطلبة وبطرق مختلفة( عصي وهي انواع واشدها ايلاما الخيزران، برابيش ، كوابل وأسلاك كهربا، وإن تعذر او كان المعلم لا يحمل هذه الأسلحة فالملاكمة والبوكسات والشلاليط والكفوف أي الصفع…حاضرة… .الخ) والعقاب والإيذاء النفسي حدث ولا حرج ( الشتم، التهديد، النعت بألقاب ومصطلحات سوقية، التمييز، التجاهل، عدم الإحترام، التهديد بالرسوب…إلخ) نعم هذا موجود والمؤسف أن بعض المعلمين يتعامل مع الأطفال والطلبة بندية، وكأنه في حلبة مصارعة او في مشاجرة، ولا اعمم طبعا، ولكني أعتبر هذا الأسلوب متخلفاً وغير تربوي ويحرم إستخدامه، وأشد على يدي وزارة التربية التي تعمم دائماً بالمنع، وأن لا تكتفي بذلك بل تراقب وتوجه وتوقع أشد العقوبات بمن يصر على فعل ذلك، وقبل هذا وذاك يجب تأهيل أي معلم قبل ممارسة التدريس تأهيلاً تربوياً مسلكياً.
نتعلم التربية ونظرياتها، وأعتقد أن كل معلم وفي أي مرحلة من المدرسة إلى الجامعة، يجب أن يتلقى تأهيلاً تربوياً ومسلكياً، بكيفية التعليم وإدارة الصف والتعامل مع الطلبة، ومعرفة خصائصهم في المراحل النمائية المختلفة ومتطلبات كل مرحلة، في الجوانب العقلية والانفعالية والنفس حركية، وبالتالي تصميم وتقديم تعليم وتدريب يتوائم مع هذه المراحل، وهنالك في ادبيات علم النفس التربوي كما اسلفت، ما يوضح ذلك مثل قوائم هافجرست، وأعتقد انه على كل معلم في اي مرحلة تعليم حتى الجامعي، دراستها وتمثلها وتطبيقها، لأننا لا نريد جيلاً مهزوماً مرعوباً، تربى على العنف والخوف، نريد جيلاً يستخدم عقله، يبحث ويبتكر ويطلق العنان لقدراته وطاقاته بمساعدة بيئة مدرسية مناسبة ومعلمين متفهمين لدورهم، لأن غير ذلك ينعكس سلباً على الأجيال والمجتمع والوطن.
ولمن إنعدمت حيلته ووسائله التربوية من المعلمين، واعتقَدَ ان علاقته مع طلابه لا تمر إلا بالعصا، اقول له وليتذكر معي أيام كنا بالمدارس وكان الضرب والتعنيف البدني موجوداً، كان هنالك معلم أو أكثر لا يستخدمون العصي، ويحترمون الطلبة ويعاملونهم كابنائهم، كنا نحبهم وما زلنا نتذكرهم، ونذكرهم بخير للآن، وكانوا يديرون الصف بكل إحتراف وبساطة وكانت تكفي نظرة منهم لنتفهم ما يريدون زجراً أم تنبيهاً، ولم نسمع منهم صوتاً عالياً او شتماً او كلاماً بذيءً، فالطالب يتعلم ويقدم إستجابة للتعامل معك كمعلم حسب طريقتك، فإذا احترمته وعلمته وشعر بجديتك احترمك واستجاب لذلك، وإن استخدمت الإيذاء البدني أو النفسي فلا تنتظر منه الإستجابة بغير ذلك، لإن المعلم هو نموذج للطالب، ومن الممارسة هنالك ألف طريقةٍ وطريقة تربوية لضبط سلوك الطلبة، ليس منها الإيذاء والتعنيف النفسي والبدني، لنتعلم من الآخرين ممن سبقونا في التعليم والتربية، ومن تعاليم ديننا وثقافتنا الإيجابية، طلابنا وشبابنا هم مستقبل بلدنا، نريدهم جيلا مسلحا بالعلم والخبرة، وبشخصيات قوية مؤثرة تساهم في بناء الوطن الذي نريد، لا تؤسسوا لأجيال مرعوبة خائفة خانعة… لن تكون إلا معاول هدم لأوطاننا. … .حمى الله الاردن.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الضرب المدارس مفضي المومني
إقرأ أيضاً:
فتح باب التسجيل للطلبة المؤهلين في برنامج “فصول موهبة” للعام الدراسي القادم 2025-2026م
المناطق_واس
أعلنت مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة” فتح باب التسجيل في برنامج “فصول موهبة” للعام الدراسي القادم 1447هـ، 2025–2026م، بدءًا من اليوم ويستمر حتى 8 أبريل القادم، عبر موقعها الإلكتروني: https://www.mawhiba.org/services/mawhiba-classes .
وأوضحت “موهبة” أن الالتحاق في البرنامج الذي سيُقام في قرابة 200 مدرسة موزعة على 18 مدينة بالمملكة، حصري للطلبة المسجلين في البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين، حيث يتم ترشيح الطلبة المحققين لدرجة التأهيل والمحددة بـ1550 درجة، كما أن على الطلبة المرشحين اختيار المدارس التي يرغبون بها ضمن مجموعة مدارس الشراكة، ووفقًا للمدن والصفوف المتاحة من خلال النظام الموجود في الموقع الإلكتروني لمؤسسة موهبة.
أخبار قد تهمك هيئة الأدب والنشر والترجمة و “موهبة” تطلقان النسخة الثانية من برنامج “جيل الأدب” 25 ديسمبر 2024 - 1:49 مساءً لجان تحيكم “موهبة” تستعرض المشاريع العلمية لـ 480 طالبًا وطالبة 23 ديسمبر 2024 - 1:53 مساءًويدعم البرنامج الطلبة الموهوبين في المراحل الدراسية من الصف الرابع الابتدائي وحتى الثالث الثانوي، بمناهج إضافية متقدمة، ومعتمدة عالميًا، بالإضافة إلى المناهج المعتمدة من قبل وزارة التعليم، وينفذ بالتعاون مع أهم بيوت الخبرة التربوية والتعليمية في المملكة، مستهدفًا المدارس الحكومية والأهلية ذات المواصفات المتميزة من حيث البنية التحتية، وطرق التدريس، وأساليب التقويم، والتعلم.
وانطلقت أول نسخة من برنامج “فصول موهبة” في 2009، وبدأ بـ 185 طالبًا وطالبة في 28 مدرسة موزعة على 4 مدن، وواصل التوسع ليصل في العام الماضي 2023-2024م إلى 8100 طالب وطالبة في 135 مدرسة بـ 13 مدينة، قبل أن يرتفع العدد في العام الدراسي الحالي 2024-2025م إلى أكثر من 8800 طالب وطالبة في 169 مدرسة بـ 14 مدينة.
وتسعى “موهبة” إلى زيادة عدد الطلبة المقبولين في البرنامج خلال السنوات القادمة، ضمن الإستراتيجية الجديدة للمؤسسة، ورؤيتها للاستثمار في العقول الوطنية المبدعة، وتقديم الدعم والرعاية اللازمة لهم؛ بهدف زيادة فرص رعاية الطلبة الموهوبين وتقديم الرعاية والدعم من خلال الفصول الدراسية المهيئة بالمدارس؛ التي حققت معايير الانضمام لبرنامج فصول موهبة، ويقوم على تدريسهم معلمون ذوو كفاءة عالية؛ لتنمية مهاراتهم وقدراتهم الإبداعية من خلال مناهج موهبة الإثرائية الإضافية.
وتهدف “فصول موهبة” إلى رفع مستويات الأداء في المدارس المختارة لرعاية الطلبة المبدعين والموهوبين، ومساندتها لتحقيق معايير جودة المدرسة الفاعلة، وتمكين المدارس من تطبيق مناهج متقدمة في الموضوعات الأساسية، واستخدام إستراتيجيات وطرق التدريس والتقويم المناسبة، وذلك من أجل تطوير قدرات الطلبة الموهوبين بما يمكنهم من الالتحاق بالجامعات المتميزة، إضافة إلى إشراك أولياء الأمور في تربية وتعليم أبنائهم، وتفعيل مبدأ المشاركة المجتمعية.
ويمتاز البرنامج بدراسة مناهج متقدمة في العلوم والرياضيات تعمل على تنمية جوانب عدة في شخصية الطالب الموهوب من خلال التركيز على المعرفة والفهم المتقدم، وتوليد الأفكار الإبداعية، واستخدام البرهان والتركيز على التفاصيل الدقيقة، والتفكير المنطقي والاستدلال، وتكوين الصور الذهنية المجردة.
وتُتاح الفرصة للكثير من طلبة فصول موهبة للمشاركة في مجموعة من المسابقات والبرامج المحلية والوطنية والدولية الخاصة بالموهوبين، وتحقيق الإنجازات فيها من ميداليات ومراكز متقدمة وجوائز، وكذلك تمكين الكثير من طلبة البرنامج من حجز مقاعدهم في أفضل الجامعات المحلية والعالمية المرموقة.