سواليف:
2024-10-05@09:45:16 GMT

ظاهرة الضرب في المدارس..!

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

ظاهرة الضرب في المدارس..!

#ظاهرة #الضرب في #المدارس..!
د. #مفضي_المومني.
2023/9/10
جلست في الأمس مع معلم… وهو بالمناسبة من طلابي في الجامعة منذ سنين خلت… وحدثني عن ايام الجامعة وشجونها… مستذكراً إيجابيات تعاملي معه ومع الطلبة في الجامعة… وفي السياق أكد لي انه الوحيد في مدرسته الذي لا يحمل عصى… إستغربت… وسألته هل هنالك ثمة من يحمل العصى ويضرب الطلبة… أكد لي أن ذلك موجود وللأسف بكثرة… فاستذكرت مقالاً كتبته سابقا… وحدثني طالب صف خامس ابن قريب لي منذ سنتين أن غالبية المعلمين يستخدمون الضرب… مع أن مدرسته حديثة أمريكية كما يسمونها.

.من مساعدات الوكالة الأمريكية للتنمية… ! وارتأيت أن من المناسب إثارة الموضوع مرة أخرى…لعل وعسى أن يولى الموضوع الأهمية من لدن وزارة التربية… ، وتالياً ما كتبت:
ذهب فاليري لوالدته.وقال لها؛ أنا لن أذهب للمدرسة بعد اليوم، فسألته لماذا، فقال احد الطلبة يرميني بالطباشير والآخر يرميني بأشياء من خلال المطاطة وآخر يعرقلني أثناء مروري بين التلاميذ..! لن أذهب… فقالت له يا ولدي أنت مجبر على الذهاب ..أولاً عمرك خمسين وثانياً أنت مربي… وثالثاً أنت مدير المدرسة…! قصة من الأدب التربوي الروسي قرأتها على مغلف دورية تربوية اكاديمية تصدر عن إحدى الجامعات وفيها عبرة… أن الطالب هو الطالب يتحرك يشاكس يخطئ ويأتينا لكي نعلمه ونعدل سلوكه ونكسبه سلوكات حسنة… بعيداً عن إيذائه.
اكتب اليوم عن آخر حادثة ضرب وإيذاء بدني في المدارس في الأمس ونحن في 2021 زمن التعليم عن بعد وعن قرب، ويلهج لساني بلسان كل من تأثر بوجه طفل بريئ وقد انتفخت وازرقت عيونه ووجهه واتشح جسمه بخطوط حمراء من آثار فعل وحشي لمعلم، لا نقبل سلوكه المشين أيا كان السبب، وأذكر أنني كتبت بذلك الموضوع بعد حادثة مماثلة في نهاية 2019… واتمنى أن لا أعود وأكتب عن ذات الظاهرة… بعد فترة تطول وتقصر… ، وانا اتخيل هواجس الطلبة والأهالي وهم يقولون؛ (يا ريت ظلينا اونلاين عالاقل ما في ضرب..!)… .ومهما كتبت لن أزيد عن ما كتبت قبل سنتين ولكم الحكم؛ لأن ذات المشهد والتراجيديا والشخوص تتكرر وكأنني أتحدث عن حادثة الأمس:
وهذا ما كتبته في نهاية 2019،
هذه المقالة كتبتها قبل سنوات، ولأن الحال يتكرر أعيد نشرها بتصرف، وأهديها لعيون ذلك الطالب (2019) الذي كاد أن يفقدها لعنف مارسه ضده معلمه! ولطلبة كثر يتعرضون يوميا للعنف والإيذاء النفسي والجسدي من قبل معلميهم!، وأضعها أمام معالي وزير التربية والتعليم لنقول لا جميعا لهذه الممارسات التي عفا عليها الزمن.
قبل سنوات خلت زرت إحدى مدارس الشمال الحكومية، ووجدت الباب الرئيسي مغلق، وبعد إنتظار تم فتح الباب لأفاجأ بالمدير وجميع المعلمين يحملون العصي والبرابيش..! وذهلت صراحة من هذا المنظر المؤذي والذي لا يتناسب مع المدرسة، بيت الطالب الثاني والمكان الذي يجب أن يتعلم فيه ويشعر بالأمان، وعندما تناقشت مع المدير بذلك، إختصر علي الحديث قائلا(ما بيجوش إلا بالعصاه) وافتَخَرَ انه يرعب الطلبة ويخيفهم ويضبطهم بهذه الطريقة!
في المقابل أسوق مثالا مما قرأت من الأدب التربوي؛ فقد زار مدير تربية في بريطانيا إحدى المدارس الابتدائية، وعمل جولة في المدرسة مع المديرة، ولاحظ أن الصمت التام يسود المدرسة، وأن الأطفال ساكنون ساكتون لا يتحركون، وتباهت المديرة انها تدير المدرسة بهذه الصورة، غادر مدير التربية وحال وصوله مكتبه، ارسل لها كتاب الإقالة، لأنها لو كانت تفهم أصول التربية فعلا لأدركت حاجة الأطفال في هذا العمر للنشاط والحركة لتفريغ طاقاتهم الزائدة، وأن عليها ان توفر لهم بيئةً وأجواءً تعليميةٍ تمكنهم من إستخدام وتفعيل طاقاتهم من خلال نشاطهم وحركتهم، هكذا تقول التربية وعلم النفس التربوي والمتطلبات التربوية للمراحل العمرية. ويا ليت وزارة التربية تعمم على المعلمين قوائم (هافجرست) لمراحل النمو ومتطلبات كل مرحلة وما النشاطات التربوية التي يجب أن تقدم للطالب لترسيخ المتطلب الوظيفي للنمو البنائي،
قد يستغرب البعض أن هنالك من يستخدم العصا او الضرب أو الإيذاء البدني والنفسي في مدارسنا للآن..! لكني أقولها وأنا متاكد منها ومن خلال حقائق شاهدتها بعيني وسمعت عنها، أن هنالك بعض معلمي ومدراء المدارس يستخدمون العقاب البدني ضد الطلبة وبطرق مختلفة( عصي وهي انواع واشدها ايلاما الخيزران، برابيش ، كوابل وأسلاك كهربا، وإن تعذر او كان المعلم لا يحمل هذه الأسلحة فالملاكمة والبوكسات والشلاليط والكفوف أي الصفع…حاضرة… .الخ) والعقاب والإيذاء النفسي حدث ولا حرج ( الشتم، التهديد، النعت بألقاب ومصطلحات سوقية، التمييز، التجاهل، عدم الإحترام، التهديد بالرسوب…إلخ) نعم هذا موجود والمؤسف أن بعض المعلمين يتعامل مع الأطفال والطلبة بندية، وكأنه في حلبة مصارعة او في مشاجرة، ولا اعمم طبعا، ولكني أعتبر هذا الأسلوب متخلفاً وغير تربوي ويحرم إستخدامه، وأشد على يدي وزارة التربية التي تعمم دائماً بالمنع، وأن لا تكتفي بذلك بل تراقب وتوجه وتوقع أشد العقوبات بمن يصر على فعل ذلك، وقبل هذا وذاك يجب تأهيل أي معلم قبل ممارسة التدريس تأهيلاً تربوياً مسلكياً.
نتعلم التربية ونظرياتها، وأعتقد أن كل معلم وفي أي مرحلة من المدرسة إلى الجامعة، يجب أن يتلقى تأهيلاً تربوياً ومسلكياً، بكيفية التعليم وإدارة الصف والتعامل مع الطلبة، ومعرفة خصائصهم في المراحل النمائية المختلفة ومتطلبات كل مرحلة، في الجوانب العقلية والانفعالية والنفس حركية، وبالتالي تصميم وتقديم تعليم وتدريب يتوائم مع هذه المراحل، وهنالك في ادبيات علم النفس التربوي كما اسلفت، ما يوضح ذلك مثل قوائم هافجرست، وأعتقد انه على كل معلم في اي مرحلة تعليم حتى الجامعي، دراستها وتمثلها وتطبيقها، لأننا لا نريد جيلاً مهزوماً مرعوباً، تربى على العنف والخوف، نريد جيلاً يستخدم عقله، يبحث ويبتكر ويطلق العنان لقدراته وطاقاته بمساعدة بيئة مدرسية مناسبة ومعلمين متفهمين لدورهم، لأن غير ذلك ينعكس سلباً على الأجيال والمجتمع والوطن.
ولمن إنعدمت حيلته ووسائله التربوية من المعلمين، واعتقَدَ ان علاقته مع طلابه لا تمر إلا بالعصا، اقول له وليتذكر معي أيام كنا بالمدارس وكان الضرب والتعنيف البدني موجوداً، كان هنالك معلم أو أكثر لا يستخدمون العصي، ويحترمون الطلبة ويعاملونهم كابنائهم، كنا نحبهم وما زلنا نتذكرهم، ونذكرهم بخير للآن، وكانوا يديرون الصف بكل إحتراف وبساطة وكانت تكفي نظرة منهم لنتفهم ما يريدون زجراً أم تنبيهاً، ولم نسمع منهم صوتاً عالياً او شتماً او كلاماً بذيءً، فالطالب يتعلم ويقدم إستجابة للتعامل معك كمعلم حسب طريقتك، فإذا احترمته وعلمته وشعر بجديتك احترمك واستجاب لذلك، وإن استخدمت الإيذاء البدني أو النفسي فلا تنتظر منه الإستجابة بغير ذلك، لإن المعلم هو نموذج للطالب، ومن الممارسة هنالك ألف طريقةٍ وطريقة تربوية لضبط سلوك الطلبة، ليس منها الإيذاء والتعنيف النفسي والبدني، لنتعلم من الآخرين ممن سبقونا في التعليم والتربية، ومن تعاليم ديننا وثقافتنا الإيجابية، طلابنا وشبابنا هم مستقبل بلدنا، نريدهم جيلا مسلحا بالعلم والخبرة، وبشخصيات قوية مؤثرة تساهم في بناء الوطن الذي نريد، لا تؤسسوا لأجيال مرعوبة خائفة خانعة… لن تكون إلا معاول هدم لأوطاننا. … .حمى الله الاردن.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الضرب المدارس مفضي المومني

إقرأ أيضاً:

كان مختبئا عميقا تحت الأرض.. شكوك بشأن مصير هاشم صفي الدين بعد الضرب الإسرائيلية

قال مسؤول إسرائيلي الجمعة إن هاشم صفي الدين، القيادي في حزب الله، وأحد المرشحين لخلافة حسن نصر الله، كان في مخبأ عميقا تحت الأرض ولم يتضح بعد ما إذا كان قد قُتل في الضربة التي استهدفت في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، وفقا لما نقله مراسل موقع "أكسيوس" الأميركي.

ونقل باراك رافيد إن الضربة وقعت في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث توجد العديد من مجمعات حزب الله.

من هو هاشم صفي الدين؟ ألقى مقتل زعيم حزب الله، حسن نصر الله، في غارات جوية على إحدى ضواحي بيروت الضوء على الرجل الذي يعتبر على نطاق واسع وريثه، هاشم صفي الدين.

وقال مراسل الموقع في منشور على منصة "أكس" إن ضربة إسرائيلية استهدفت في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، صفي الدين، وذلك نقلا عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين.

وأشارت وسائل إعلام لبنانية أن كانت الضربة الإسرائيلية التي استهدفت صفي الدين كانت أكبر بكثير من تلك التي قتلت نصر الله الأسبوع الماضي.

 

مقالات مشابهة

  • بيوم المعلم:تضرر ١٩٦ ألف معلم ومعلمة في اليمن
  • «معلومات الوزراء» يوضح أبرز الجهود الدولية لدعم المعلمين في يومهم العالمي
  • باللعب والرسم.. 4 طرق سهلة لحفظ جدول الضرب
  • المقاهي بديل المدارس.. الهروب من الحصص الدراسية مشكلة بلا حل في الدقهلية
  • نقيب المعلمين في اليوم العالمي للمعلم: قوة الأمم بالعلم وحسن التربية
  • كان في مخبأ عميق تحت الأرض .. شكوك بشأن مصير صفي الدين بعد الضرب الإسرائيلي
  • كان مختبئا عميقا تحت الأرض.. شكوك بشأن مصير هاشم صفي الدين بعد الضرب الإسرائيلية
  • التربية بغزة : استشهاد أكثر من 11 ألف طالب وتدمير 93% من المدارس منذ 7 أكتوبر
  • بين موقفين.. طلاب لبنان يواجهون المجهول
  • "التعليم".. تفاصيل النموذج الإشرافي المحدث لتطوير جودة العملية التعليمية