مخيم عين الحلوة.. ماذا وراء التطورات الميدانية؟
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
منذ اللحظة الاولى لانتهاء الإشتباك الأول في "عين الحلوة"، اكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان، كان واضحاً ان ما يحصل هو هدنة مؤقتة ستشتعل بعدها الجبهات للوصول الى الأهداف التي رسمت منذ اللحظة الاولى والتي لا تبتعد ابداً عن الحسابات الإقليمية والدولية في لحظة بالغة الحساسية على المستوى الداخلي، خصوصاً إذا ما أخذ بعين الاعتبار التصريحات والإتهامات الإسرائيلية لفلسطينيي لبنان.
احدى أبرز العناوين الأساسية التي باتت تقلق إسرائيل، اضافة الى خروج "حزب الله" وعملية تراكم القوة لديه عن السيطرة، هو إقحام الحزب لعناصر فلسطينية ولفصائل اساسية في معركته المباشرة مع تل ابيب انطلاقا من الساحة اللبنانية، وقد صوب قادة في الجيش الاسرائيلي مؤخرا على قيادات حركة حماس الموجودين في لبنان بإعتبارهم والتنسيق مع الحزب يديرون أعمال المقاومة وعمليات التسليح في الضفة الغربية.
حتى اللحظة، ومنذ الطلقة الأولى في مخيم عين الحلوة قبل اسابيع، كان هناك شعور لدى بعض المتابعين بوجود شرخ ما، بين قيادة حركة فتح في المخيم وبين قيادة الحركة في فلسطين، او اقله لا يبدو ان فتح في لبنان قادرة على الالتزام بكامل التعليمات السياسية، وهذا يعني أن الإشتباك الحاصل لن يكون تحت السيطرة الشاملة، خصوصا وأن الإسلاميين في المخيم وتحديدا الذين يقاتلون ضد "فتح" ليس لديهم مرجعية واضحة يمكن التفاوض معها.
لكن ماذا ستحقق اسرائيل من تطور الأمور في عين الحلوة؟ تقول مصادر مطلعة انه وبعيدا عن الدور الاسرائيل وحجمه، الا ان تل ابيب مستفيدة بشكل كبير من تفلت الواقع الأمني في عين الحلوة، خصوصا أن المخيم يقع عند طريق إمداد أساسي ولا بديل عنه لـ"حزب الله" واحداث فوضى امنية عند تلك الطريق سيساهم في عرقلة تحركات الحزب، ولعل ما فشل به الحراك الأمني للشيخ احمد الاسير قد تنجح فيه حرب طويلة في عين الحلوة.
وتعتبر المصادر ان الأهم من كل ذلك هو إشغال حركة حماس في لبنان، وانهاء مرحلة الإستقرار التي يعيشها الشتات الفلسطيني في مخيمات البلد، لان ذلك سيجعل من اولويات الحركة ترتيب البيت الداخلي وانهاء المعارك او المشاركة فيها في لحظة ما، مما يقلل من قدرتها على المساهمة في دعم التحركات العسكرية للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية التي باتت تشكل قلقاً وجوديا على إسرائيل.
وترى المصادر أن تطور المعارك وعدم تمكن الفصائل الفلسطينية من احتوائها، حسماً او تسويةً، قد يؤدي الى نتائج خطيرة مثل تدمير جزئي لعين الحلوة او سيطرة للفصائل المتشددة على أجزاء منه وتثبيتها قاعدة حقيقية عند تخوم معاقل "حزب الله" في الجنوب، وهذه امور، في حال حصولها، ستفتح الباب على سيناريوات خطيرة جدا لا يمكن إحتواؤها من دون كارثة كبرى في لبنان... المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان
إقرأ أيضاً:
ماذا تحمل زيارة ماكرون للبنان بعد انتخاب عون؟
بيروت- وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، صباح اليوم الجمعة، إلى العاصمة اللبنانية العاصمة اللبنانية في أول زيارة له منذ انتخاب قائد الجيش جوزيف عون رئيسا للجمهورية بعد فراغ لهذا المنصب استمر أكثر من عامين.
وتأتي هذه الزيارة بعد 4 سنوات من زيارته السابقة التي أعقبت كارثة انفجار مرفأ بيروت. وتهدف -بحسب مراقبين- إلى دعم لبنان في مواجهة أزماته المتفاقمة، وتعكس حرص باريس على تعزيز الشراكة مع القيادة اللبنانية الجديدة.
وتستمر الزيارة يوما واحدا، وبحسب بيان صادر عن قصر الإليزيه، سيجري ماكرون محادثات مع عون ورئيس الحكومة المكلّف نواف سلام ورئيس البرلمان نبيه بري، تركز على دعم سيادة لبنان وضمان وحدته وازدهاره، كما ستتناول النقاشات تسريع تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات الضرورية، وفتح الباب أمام إعادة الإعمار.
ومن أبرز الملفات المدرجة على جدول الأعمال، التشديد على الالتزام بوقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه في 26 نوفمبر/تشرين الثاني بين حزب الله وإسرائيل بوساطة مشتركة بين الرئيسين الأميركي جو بايدن وإيمانويل ماكرون.
وتأتي الزيارة في ظل انقسام سياسي في لبنان، بعد مقاطعة كتلتي حركة أمل وحزب الله الاستشارات الحكومية. وفي هذا السياق، كثفت فرنسا اتصالاتها مع القيادات اللبنانية، بما في ذلك اتصال أجراه ماكرون برئيس مجلس النواب قبيل زيارته في محاولة لخفض التوتر وحث الأطراف كافة على المشاركة في جهود إعادة بناء الدولة.
زيارة ماكرون (يمين) هي الأولى بعد انتخاب جوزيف عون رئيسا (الفرنسية) دعم دولييعتقد المحلل السياسي جورج علم أن ماكرون -بصفته رئيس دولة كبرى وعضوا دائما في مجلس الأمن الدولي– يمثل دائما شخصية بارزة في إطلاق المبادرات التي تهدف إلى مساعدة لبنان في مواجهة أزماته المتعددة.
إعلانوأشار علم -خلال حديثه مع الجزيرة نت- إلى أن ماكرون سبق أن دعا إلى عقد مؤتمرات دولية لدعم لبنان والجيش اللبناني، إلا أن بعض تلك المؤتمرات لم يُنفذ بسبب عوامل مختلفة، منها الصراعات السياسية الداخلية والأزمات المتراكمة التي أعاقت الدول المانحة عن الوفاء بتعهداتها.
ورأى أن زيارة ماكرون تلك تكتسب أهمية خاصة لعدة أسباب، من بينها:
دعم العهد الجديد. تسريع تشكيل حكومة برئاسة سلام. إضافة إلى التأكيد على تنفيذ وقف إطلاق النار بالجنوب وانسحاب إسرائيل وفق الاتفاق المبرم. إمكانية أن تمهد الزيارة لعقد مؤتمر دولي يهدف إلى إعادة إعمار الجنوب.وأوضح علم أن هذه الزيارة تعد دعما واضحا للمرحلة الجديدة التي يشهدها لبنان، حيث يُعوَّل عليها كثيرا في ظل تعاطف ماكرون مع بيروت، ونظرا لدوره كرئيس لدولة مؤثرة وعضو دائم بمجلس الأمن فإنه يُنظر إليه كشخصية قادرة على تحريك المجتمع الدولي لدعم لبنان بشكل إيجابي.
كما ذكر أن معلوماته تشير إلى أن الثنائي الشيعي سيشارك بالحكومة المرتقبة، موضحا أن اجتماعا سيعقد اليوم بين سلام وبري لبحث سبل معالجة العقبات. واعتبر أن الثنائي يدرك أن العودة إلى كنف الدولة تمثل مصلحة إستراتيجية، خاصة في ظل التغيرات الإقليمية والمحلية، وأشار إلى أن هذا الاجتماع قد يكون حاسما في تحديد معالم المرحلة المقبلة.
تأييد فرنسيمن جهته، اعتبر الأستاذ الجامعي والناشط السياسي علي مراد أن الهدف الأساسي من الزيارة هو تعزيز الدعم الفرنسي للبنان، مع الإشارة إلى أن علاقات البلدين تاريخية وأن باريس حريصة على مصلحة بيروت، ووفقا له فإن زيارة فرنسية بعد ما مر به لبنان لتقديم التهنئة للرئيس الجديد أمر طبيعي، ولا يمكن اعتبارها تدخلا في تشكيل الحكومة.
وأوضح الناشط السياسي -للجزيرة نت- أن موعد الزيارة تم تحديده منذ انتخاب رئيس الجمهورية، أي قبل نحو أسبوع، وبالتالي فإن التحضير لم يكن مرتبطا أو مشروطا بمن سيكلف برئاسة الحكومة.
إعلانوتمثل الزيارة الحالية -حسب مراد- دعما للمسار الجديد الذي بدأ مع انتخاب الرئيس وتكليف رئيس الحكومة، معتبرا أن زيارة ماكرون تؤكد احترام فرنسا لإرادة اللبنانيين، لا سيما في ما يتعلق بانتخاب عون، رغم الضغوط التي مورست على الأحزاب اللبنانية، وأضاف أن "عون يحظى بدعم شعبي واسع من جهة، في حين أن تكليف سلام لرئاسة الحكومة يحظى بتأييد دولي".
واعتبر مراد أن الزيارة تشكل دعما لعون وسلام، مما يعكس موقفًا فرنسيًا يعزز العهد اللبناني ويدعم الخيارات الإصلاحية التي ستتجسد من خلال الحكومة المقبلة.
من ناحيته، يرى المحلل السياسي توفيق شومان أن زيارة ماكرون تحمل عدة رسائل. فبالإضافة لتهنئة عون، تأتي في سياق يتعلق بسلام الذي يرى أنه يتمتع بعلاقة جيدة مع الفرنسيين.
ويعتبر شومان أن الزيارة تحمل بُعدا يرتبط بمتابعة الأوضاع اللبنانية، مستندا إلى العلاقة التاريخية والوجدانية التي تجمع البلدين. كما يرى أن أحد أهدافها قد يكون الوساطة بين باريس والثنائي الشيعي لا سيما عبر التواصل مع بري والسعي لإزالة العقبات.
ويخلص شومان إلى أن العلاقات الفرنسية الجيدة مع مختلف الأطراف السياسية، بما في ذلك حزب الله، تمنح باريس هامشا واسعا للعب دور الوسيط في المشهد اللبناني.