نيودلهي في 10 سبتمبر/ وام/ نجحت قمة العشرين والتي تواصلت فعالياتها لمدة يومين بالعاصمة الهندية نيودلهي، في تعزيز الجهود العالمية المشتركة ضمن عدة مجالات رئيسة، أهمها محاور التنمية المستدامة، ودفع الجهود الحالية لمواجهة قضايا التغير المناخي، إضافة إلى تفعيل أطر التعاون الاقتصادي، بما يسهم في تحقيق المستهدفات الرئيسة التي حددتها الهند من الدورة الحالية للقمة.


وتضمّن إعلان نيودلهي، التأكيد على المشاركة في إنجاز أول تقييم عالمي لمدى تقدّم الدول في تنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق باريس، ضمن أعمال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة COP28 في دولة الإمارات، الأمر الذي يدفع نحو تعزيز العمل المناخي عبر التخفيف والتكيف ووسائل التنفيذ والدعم، كما أشار الإعلان للإشادة بالدول التي وضعت أهدافاَ لخفض الانبعاثات الكربونية ضمن خططها الاقتصادية، بما يسهم في دفع عجلة الجهود العالمية نحو مواجهة التغير المناخي.
ويعكس الإعلان عن دعم الجهود المبذولة لزيادة القدرة العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول العام 2030، وتسريع التدابير لمواجهة الأزمات والتحديات البيئية بما فيها تغير المناخ، الاهتمام العالمي المتزايد بالطاقة المتجددة ومشاريعها الحيوية، والتي لها بالغ الأثر في تعزيز النمو الاقتصادي وتحسين جودة حياة السكان والحد من تداعيات التغير المناخي.
وضمن محور “التحول التقني”، نجحت القمة في التأكيد على دور التكنوجيا في تمكين التحولات السريعة لتقليل الفجوات الرقمية، وتسريع التقدم نحو التنمية الشاملة والمستدامة، حيث أشار إعلان نيودلهي إلى البنية التحتية الرقمية وأهمية الأنظمة الرقمية المشتركة، التي تتم بناؤها والاستفادة منها من قبل القطاعين العام والخاص، بما يرسخ لبنية رقمية آمنة وقوية وبما يعزز دور البيانات في تحقيق التنمية.
وضمن محور “الذكاء الاصطناعي”، أبرزت القمة التقدم السريع للذكاء الاصطناعي، وهو الأمر الذي يعد بالازدهار وتوسيع الاقتصاد الرقمي العالمي، حيث أشارت مجموعة العشرين إلى أن الجهود تتجه نحو الاستفادة من الذكاء الاصطناعي للصالح العام من خلال حل التحديات بطريقة مسؤولة وشاملة وتوجيهها نحو الإنسان، مع حماية الأفراد وسلامتهم، حيث سيتم العمل على تعزيز التعاون الدولي وتفعيل المزيد من المناقشات حول الحوكمة الدولية للذكاء الاصطناعي.
وشهدت القمة إبراز دور القطاع الخاص، وتضمّن إعلان نيودلهي الإشارة إلى الدور الحاسم الذي تلعبه الشركات الخاصة في تسريع النمو ودفع التحولات الاقتصادية المستدامة، حيث أقرت المجموعة العمل مع القطاع الخاص لإنشاء سلاسل قيم عالمية شاملة ومستدامة وقائمة، ووضع خطط لمشاريع يمكن استثمارها في الدول النامية، كما تطرّقت القمة لدور الشركات الناشئة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، باعتبارها أساسية للتحولات الاقتصادية من خلال تعزيز الابتكار وخلق فرص عمل، بالتزامن مع إنشاء مجموعة العمل المعنية بالشركات الناشئة خلال فترة رئاسة الهند لمجموعة العشرين والإعلان عن استمرارها.
وتضمّنت القمة خلال أعمالها لمدة يومين، التأكيد على أهمية ضمان الأمن الغذائي العالمي، وتشجيع التعاون في مجال الأبحاث حول المحاصيل الغنية بالعناصر الغذائية والتي تتوافق مع متطلبات الاستدامة، كما تطرقت القمة إلى أهمية زيادة الوصول إلى الأسمدة والمدخلات الزراعية وزيادة كفاءة استخدامها، بما في ذلك تعزيز إنتاج الأسمدة المحلية، وتحسين صحة التربة، فيما تم التأكيد على دعم جهود وقدرات الدول النامية لمواجهة تحديات الأمن الغذائي الخاصة بهم، والعمل لتمكين الوصول إلى نظم غذائية ميسرة وآمنة وغنية بالعناصر الغذائية والصحية.
وتتجه الأنظار بعد ما تضمنه إعلان نيودلهي من نتائج، للاجتماعات التي ستُعقد خلال الفترة من سبتمبر الجاري وحتى نوفمبر المقبل والتي ستشهد استكمال اجتماعات مجموعة العشرين برئاسة الهند، حيث من المتوقع أن تتم مناقشة المخرجات والتوصيات وبحث سبل التنفيذ.

أحمد البوتلي/ ناصر الجابري

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: إعلان نیودلهی التأکید على

إقرأ أيضاً:

المفتي يثمن المبادرة المصرية في القمة العربية: موقف تاريخي يعزز وحدة الصف العربي

ثمَّن أ.د. نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، مخرجات المبادرة المصرية المعتمدة في القمة العربية الطارئة لإعادة إعمار غزة بالقاهرة، مشيدًا بجهود القيادة المصرية برئاسة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في التنسيق مع الدول العربية من أجل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، والتصدي لمحاولات التهجير القسري والتغيير الديموغرافي للأراضي المحتلة، مؤكدًا أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو واجب ديني وأخلاقي وإنساني.

وأشاد بالموقف العربي الموحد الذي برز خلال القمة، معتبرًا إياه تحولًا محوريًا يعيد للقضية الفلسطينية زخمها في وجدان الأمة، والتمسك بحل الدولتين ورفض أي إجراءات تقوضه، مشيرًا إلى أن صمود الشعب الفلسطيني يستوجب دعمًا عربيًا وإسلاميًا ودوليًا مستمرًا.

هل تجوز العادة الســرية خوفا من الوقوع في الزنا؟ علي جمعة يرد على سؤال أحد الشبابهل يجوز الدعاء بالزواج من شخص معين في السجود؟.. الإفتاء تجيب

وفي هذا السياق، يحمَّل مفتي الجمهورية الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل للضغط على الاحتلال لاحترام قرارات الشرعية الدولية ووقف الانتهاكات المتكررة، ومجددًا تأكيد دار الإفتاء المصرية على دعم كافة الجهود الرامية إلى تحقيق السلام العادل والشامل، القائم على إنهاء الاحتلال.

واختتم بيانه بمناشدة الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بمواصلة دعم الشعب الفلسطيني، والإسراع في تقديم المساعدات الإنسانية، وتعزيز المبادرة المصرية الساعية لإعادة إعمار غزة، بما يضمن وضع حدٍّ نهائي للعدوان الإسرائيلي المتكرر.

مقالات مشابهة

  • تعاون مشترك بين الرقابة المالية والبنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية
  • الوزراء يستعرض أبرز الجهود الدولية المبذولة لتحقيق المساواة بين الجنسين
  • العراق يبحث تعزيز أمن حدوده الدولية وسط تحركات إسرائيلية مقلقة
  • المجلس الوزاري برئاسة السوداني يناقش تعزيز الإجراءات المتعلقة بأمن الحدود الدولية
  • القمة العربية تحث على تنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية بشأن جرائم الاحتلال
  • المفتي يثمن المبادرة المصرية في القمة العربية: موقف تاريخي يعزز وحدة الصف العربي
  • هيئة حقوق الإنسان والمنظمة الدولية للهجرة توقّعان اتفاق المرحلة الثالثة ضمن مشروع تعزيز آليات مكافحة الاتجار بالأشخاص في المملكة
  • من القاهرة.. مصر تطرح خطة شاكلة لإعمار غزة والحفاظ على حق الشعب الفلسطيني خلال القمة العربية
  • وزير الصحة يستقبل وفدا أوروبيا لبحث تعزيز التعاون واستدامة الجهود الإغاثية بغزة
  • المؤتمر: لقاء السيسي ومفوضة الاتحاد الأوروبي يهدف لتعزيز العلاقات الدولية والإقليمية