دراسة: المشي لدقيقتين فقط بعد تناول الطعام قد يؤثر إيجابيًا على مستوى السكر في الدم
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لقرونٍ عديدة، كان الناس في منطقة البحر الأبيض المتوسط المشمسة ينهضون من مكانهم بعد تناول وجبة من أجل المشي إلى ساحة البلدة غالبًا لرؤية الجيران، والتواصل الاجتماعي. ويُعد المشي جزءًا كبيرًا من نمط الحياة هذا، وتم إدراجه كأساس النظام الغذائي الصحي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط.
قد يكون هذا من أسباب استنتاج الدراسات أنّ النظام الغذائي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط قد يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري، وارتفاع الكوليسترول، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، وبعض أنواع السرطان، والمساهمة في تقوية العظام، وتعزيز صحة الدماغ، ودرء الخرف، والاكتئاب، وفقدان الوزن بشكلٍ صحي.
وليس من الضروري أن يستغرق المشي قدرًا كبيرًا من وقتك أيضًا، إذ أنّ ممارسته لمدة تتراوح بين دقيقتين إلى خمس دقائق بعد تناول الوجبة يمكن أن يفي بالغرض، وفقًا لدراسة أُجريت عام 2022 في مجلة "Sports Medicine".
ويمكن للوقوف بعد تناول الطعام أن يُفيدك أيضًا، ولكن ليس بقدر المشي، بحسب المؤلف المشارك في الدراسة إيدان بوفي، وهو طالب دكتوراه في قسم التربية البدنية وعلوم الرياضة في جامعة "ليمريك" بأيرلندا.
وأفاد بوفي لشبكة CNN عبر البريد الإلكتروني: "فترات الوقوف المتقطعة طوال اليوم وبعد الوجبات تقلل نسبة الغلوكوز بمعدل 9.51% مقارنة بالجلوس لفترات طويلة. ومع ذلك، إلا أنّ المشي الخفيف المتقطع طوال اليوم شهد انخفاضًا أكبر في نسبة الغلوكوز بمعدل 17.01% مقارنةً بالجلوس لفتراتٍ طويلة".
المشي لمسافة قصيرة بعد تناول الطعام قد يؤدي لارتفاع وانخفاض مستويات السكر في الدم بشكلٍ تدريجيوحلّل التحليل التلوي المنشور في فبراير/شباط 2022 سبع دراسات قارنت تأثير الجلوس، والوقوف، والمشي على مستويات الأنسولين والسكر في الدم.
وطُلب من المشاركين في الدراسات إمّا الوقوف أو المشي لدقيقتين إلى 5 دقائق كل 20 إلى 30 دقيقة على مدار يوم كامل.
وأكّد بوفي: "بين الدراسات السبع التي تمت مراجعتها، بلغ إجمالي وقت النشاط طوال فترة المراقبة حوالي 28 دقيقة، تخللتها فترات راحة للوقوف والمشي الخفيف تراوحت بين دقيقتين إلى 5 دقائق".
ووجد التحليل أنّ الوقوف كان أفضل من التوجه مباشرة إلى المكتب أو الأريكة للجلوس عندما تعلّق الأمر بمستويات السكر في الدم، لكنه لم يساعد في خفض الأنسولين في مجرى الدم.
ومع ذلك، عند توجّه الأشخاص للمشي لفترة قصيرة بعد تناول الطعام، ارتفعت مستويات السكر في الدم وانخفضت بشكل تدريجي، بينما كانت مستويات الأنسولين لديهم أكثر استقرارًا عند مقارنتها بمستواها عند الوقوف أو الجلوس، بحسب الدراسة.
تساعد الحركة في إزالة السكريات من مجرى الدمالمصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أبحاث دراسات رياضة بعد تناول الطعام السکر فی الدم
إقرأ أيضاً:
صحة الجهاز الهضمي أثناء الصيام
على الرغم من أن الصيام يُعدّ في الأساس عبادة روحية، إلا أنه يحمل أيضًا فوائد صحية عديدة، خاصة لصحة الجهاز الهضمي. في هذا المقال، سنستعرض أفضل الطرق للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي خلال فترة الصيام، وكيف يسهم الصيام في الوقاية من عسر الهضم والانتفاخ.
يعمل الجهاز الهضمي بشكل مستمر طوال اليوم لهضم الطعام وامتصاص العناصر الغذائية. ومع ذلك، فإن تناول الطعام بشكل متكرر وخاصة الأطعمة الدسمة أو الثقيلة يمكن أن يزيد من العبء على الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى مشكلات مثل عسر الهضم والانتفاخ. الصيام يعطي الجهاز الهضمي فرصة للراحة والتعافي، حيث يتوقف عن العمل لفترة زمنية محددة، مما يسمح له بإصلاح الخلايا التالفة وتجديد نشاطه. عند الصيام، يقل إفراز العصارة الهضمية بشكل مؤقت، مما يقلل من احتمالية حدوث ارتداد الحمض المعدي (الارتجاع المريئي) وعسر الهضم. بالإضافة إلى ذلك، فإن الصيام يعزز من تنظيم حركة الأمعاء، حيث يعتاد الجسم على أوقات محددة لتناول الطعام، مما يساعد في تحسين عملية الهضم وتقليل حدوث الإمساك أو الإسهال.
الانتفاخ هو إحدى المشكلات الشائعة التي يعاني منها الكثيرون، وغالبًا ما يكون ناتجًا عن تناول كميات كبيرة من الطعام أو الأطعمة التي تسبب الغازات مثل: البقوليات والمشروبات الغازية. خلال الصيام، يتم تقليل كمية الطعام المتناولة، مما يقلل من الضغط على المعدة والأمعاء، وبالتالي تقليل فرص حدوث الانتفاخ. كما أن الصيام يشجع على تناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا، مما يساعد في تقليل ابتلاع الهواء الذي يمكن أن يسبب الانتفاخ. الصيام يساعد أيضا في تحسين توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، والتي تؤدي دورًا مهمًا في عملية الهضم وصحة الجهاز الهضمي بشكل عام. عند الصيام، يتم تقليل تناول الأطعمة المصنعة والسكريات التي يمكن أن تؤثر سلبًا على توازن البكتيريا في الأمعاء، مما يعزز من صحة الأمعاء ويقلل من مشكلات الهضم.
لتحقيق أقصى استفادة من الصيام في تعزيز صحة الجهاز الهضمي، يُنصح باتباع عدة نصائح مهمة. أولًا، تجنب الإفراط في تناول الطعام عند الإفطار، حيث إن تناول كميات كبيرة يزيد العبء على الجهاز الهضمي. بدلًا من ذلك، يمكن البدء بوجبة خفيفة مثل التمر والماء، ثم الانتظار قليلًا قبل تناول الوجبة الرئيسية. ثانيًا، يُفضل تجنب الأطعمة الدسمة والمقلية التي تبطئ عملية الهضم، واستبدالها بأطعمة مشوية أو مسلوقة سهلة الهضم. ثالثًا، يجب الحرص على تناول الألياف الغذائية الموجودة في الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، حيث تساعد في تحسين حركة الأمعاء وتقليل الإمساك. رابعًا، شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور لتجنب الجفاف الذي قد يؤثر سلبًا على الهضم. خامسًا، تجنب المشروبات الغازية التي تزيد من الغازات والانتفاخ، واستبدالها بالماء أو العصائر الطبيعية. سادسًا، عدم إهمال وجبة السحور، والتي يُفضل أن تحتوي على أطعمة غنية بالألياف والبروتين مثل الشوفان والبيض والزبادي لتزويد الجسم بالطاقة طوال اليوم. أخيرًا، ممارسة نشاط بدني خفيف مثل المشي بعد الإفطار، حيث يساعد في تحسين حركة الأمعاء وتقليل الانتفاخ. تُعدّ الأعشاب الطبيعية وسيلة فعّالة لتخفيف عسر الهضم والانتفاخ، حيث يساعد الزنجبيل في تعزيز عملية الهضم والتخفيف من الشعور بالانتفاخ، بينما يعمل النعناع على تهدئة المعدة وتقليل الغازات، مما يسهم في تحسين راحة الجهاز الهضمي.
للصيام فوائد نفسية كبيرة تنعكس إيجابًا على صحة الجهاز الهضمي، حيث يسهم في تقليل مستويات التوتر والقلق، وهما عاملان رئيسيان يمكن أن يؤثرا سلبًا على وظائف الجهاز الهضمي. عندما يشعر الشخص بالاسترخاء والهدوء النفسي، تتحسن كفاءة الجهاز الهضمي، مما يقلل من احتمالية الإصابة بعسر الهضم والانتفاخ. بالإضافة إلى ذلك، يُعد الصيام فرصة ذهبية ليس فقط لتعزيز الجانب الروحي، بل أيضًا لتحسين صحة الجهاز الهضمي والوقاية من العديد من المشكلات الهضمية. من خلال اتباع نظام غذائي متوازن وتجنب العادات الغذائية السيئة، يمكن تعظيم فوائد الصيام لدعم صحة الجهاز الهضمي بشكل عام. ومع ذلك، إذا استمرت مشكلات الجهاز الهضمي رغم اتباع النصائح الموصى بها، أو ظهرت أعراض غير طبيعية مثل آلام شديدة في البطن أو قيء مستمر أو اضطرابات غير معتادة في عملية الهضم، فمن الضروري استشارة الطبيب لتشخيص الحالة بدقة وتحديد العلاج المناسب.