بكيرات لـ"صفا": الاحتلال يعزز فكرة بناء "الهيكل" بدل الأقصى
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
القدس المحتلة - خاص صفا
أكد نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة الشيخ ناجح بكيرات، يوم الأحد، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تحاول من خلال الاقتحامات وأداء الطقوس التلمودية عند أبواب المسجد الأقصى المبارك، تكريس فكرة بناء "الهيكل" المزعوم على أنقاضه.
وقال بكيرات، في حديث خاص لوكالة "صفا": "حينما تدفع حكومة الاحتلال مستوطنيها إلى أداء صلواتهم وطقوسهم التلمودية عند بابي المجلس، والقطانين، وغيرها من أبواب الأقصى، وأيضًا اقتحام قواتها مصلى باب الرحمة، فهي تنظر بذلك للمسجد المبارك كأنه هيكلًا".
وأوضح أن الأعياد اليهودية تعد أحد الروافد لتكريس فكرة "الهيكل"، مضيفًا أن "المعركة بيننا وبين الاحتلال معركة وجود على الأقصى كحضارة ودين وعقيدة وتاريخ ومكان، وإما عدم وجوده".
وتابع "وما الصلاة قرب باب المجلس أو الأسباط، وغيرها من الانتهاكات، إلا رموز نقلها الاحتلال لخلق جو عام لدى جمهوره أن هذا المكان المقدس هيكلًا وليس مسجدًا، وكذلك إيصال رسالة للعالم بأنه من حقنا".
لعب بالرواية
وأشار إلى أن "الحركة الصهيونية لا تعتبر أي وجود للمسجد الأقصى ولا لكنيسة القيامة، ولا وجود للمسلمين والعرب في مدينة القدس، لذلك تسعى لتكريس هذه الفكرة العنصرية".
وبين بكيرات أن الاحتلال يقدم روايته التلمودية، ومناسباته وأعياده، بما فيها اقتحامات الأقصى، وحتى الحفريات التي يجريها أسفل المسجد وفي محيطه يقول إنها "حق تاريخي تُدلل على وجود الهيكل المزعوم".
وأكد أن الاحتلال يريد اللعب في التراث والتاريخ والفكر والرواية الفلسطينية، بالإضافة إلى محاولته لتزوير كل شيء في المدينة المحتلة لتحقيق هدفه الاستراتيجي وهو بناء "الهيكل" مكان الأقصى.
وقال: إن "الإسرائيليين استهدفوا منذ العام 1967، العمران في القدس ومحيط الأقصى، وهدموا حارة المغاربة، واستولوا على القصور الأموية، وأقاموا 100 كنيس يهودي، وعشرات البؤر الاستيطانية في سلوان والشيخ جراح وغيرها، وطردوا السكان عن طريق الإبعاد وهدم المنازل والاعتقالات".
وأضاف أن الاحتلال دائمًا يسعى إلى التضييق على المقدسيين سواء بالاعتقال أو الإبعاد أو هدم المنازل وتشريدهم منها، بالإضافة إلى محاربته للتعليم والاقتصاد، وكل مناحي حياتهم ووجودهم داخل مدينتهم، بهدف تفريغها وتجفيف وجودهم.
وبحسب بكيرات، فإن سلطات الاحتلال تريد إحلال "الكهنة" والمستوطنين المقتحمين من أجل تحقيق كل أهدافها في المسجد الأقصى.
وأشار إلى أن الاحتلال عمل أيضًا، على تفتيت دور الأوقاف الإسلامية وسيادتها على المسجد، ومنعت الإعمار والترميم داخله، وفي مصلى باب الرحمة، حتى باتت حركة الإعمار مشلولة.
وأكد أن حكومة الاحتلال تريد إدارة هذا المكان المقدس ليس فقط سيادة أمنية بل إدارية، مضيفًا "وما تفعله من تطبيع مع الدول العربية وتضييقات ومحاولات لإنهاء دور الأوقاف والبحث عن دور جديد كي تُصبح هي التي تملك إدارة المكان".
مشروع مقاوم
وحول المطلوب لمواجهة هذه الإجراءات، قال بكيرات: "علينا ألا ننظر للأعياد اليهودية على أنها جزء من الهيكل فقط، بل نعمق فكرنا، وننظر لما يُخطط له الاحتلال بعين الخطورة، وأن نمتلك مشروع مقاوم يعتمد على تعميق الوعي لدى المقدسيين والفلسطينيين والعالم العربي والإسلامي بما يقوم به الاحتلال بحق الأقصى".
وشدد على ضرورة الوعي بأهمية المكان المقدس بالنسبة للمسلمين، لأن الحفاظ على الأقصى والقدس حفاظ على وجودنا ورباطنا فيهما.
وأضاف "يجب أن نبقى في المسجد الأقصى حتى لو أبعدنا واعتقلنا وقتلنا وطردنا، وأن نقوي مشروع الرباط، لتعطيل المشروع الصهيوني وإفشاله"، مطالبًا في الوقت نفسه، العالم بمساندة الشعب الفلسطيني وقضيته.
ودعا نائب مدير عام الأوقاف إلى اتخاذ قرار مقدسي فلسطيني عربي وإسلامي لرفض الاحتلال والتطبيع معه والعمل على إنهاء احتلاله للقدس والأقصى، والاستمرار في مقاومة مشروعه، لأن الأقصى لا يقبل القسمة على اثنين.
والجمعة الماضي، اقتحمت قوات الاحتلال بأحذيتها مصلى باب الرحمة شرقي الأقصى، وعاثت خرابًا كبيرًا فيه، قبل مصادرة بعض محتوياته، ومنعت اقتراب الحراس من المكان، وذلك قبل نحو أسبوع من موسم العدوان الأخطر على المسجد المبارك، والذي يترافق مع الأعياد اليهودية.
ويواصل المستوطنون المتطرفون أداء طقوسهم وصلواتهم التلمودية عند أبواب المسجد، وسط استفزازات للمصلين والمرابطين.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: الهيكل ناجح بكيرات أن الاحتلال
إقرأ أيضاً:
في ذكرى النكبة.. الأعلام الإسرائيلية تغزو القدس والمستوطنون يتوعدون الأقصى
القدس المحتلة - الوكالات
في الوقت الذي يحتفل فيه الإسرائيليون بما يُعرف بـ"يوم الاستقلال"، والذي يصادف هذا العام يوم الخميس 1 مايو، تتجدد المخاوف من تصعيد الانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، مع تصاعد دعوات الجماعات اليهودية المتطرفة لاقتحام المسجد ورفع الأعلام الإسرائيلية داخله.
ويوافق هذا اليوم، وفق التقويم العبري، ذكرى إعلان قيام "دولة إسرائيل" في الخامس من مايو عام 1948، قبل يوم واحد من انتهاء الانتداب البريطاني لفلسطين. غير أن هذه المناسبة تمثل للفلسطينيين ذكرى نكبتهم الكبرى، التي تم خلالها تهجير مئات الآلاف من ديارهم وتحويلهم إلى لاجئين داخل وخارج وطنهم.
وفي السنوات الأخيرة، تحوّل هذا اليوم إلى محطة بارزة في أجندة الاقتحامات الجماعية للمسجد الأقصى من قبل المستوطنين، الذين يحظون بحماية من شرطة الاحتلال. ووفق دائرة الأوقاف الإسلامية، بلغ عدد المقتحمين في المناسبة ذاتها العام الماضي 526 مستوطنًا، بزيادة 11% عن عام 2023، حيث سُجل اقتحام 474 مستوطنًا للأقصى.
وخلال هذه الاقتحامات، شهدت ساحات المسجد انتهاكات لحرمة المكان، تمثلت في ترديد النشيد الإسرائيلي "هاتيكفا"، ورفع الأعلام، وأداء طقوس تلمودية منها "السجود الملحمي"، في محاولة متكررة لفرض واقع جديد داخل أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
من جهته، حذر خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري من خطورة هذه الدعوات، مؤكدا أن "هذه الجماعات تستغل المناسبات الوطنية والدينية لتكثيف الاقتحامات"، واصفا ما يجري بأنه "عدوان واستباحة واستفزاز لمشاعر المسلمين يجب التصدي له بشدّ الرحال إلى الأقصى".
وفي سياق متصل، نشرت منظمة "بيدينو" المتطرفة دعوة صريحة لرفع الأعلام داخل المسجد الأقصى، مصحوبة بتصميم يظهر قبة الصخرة محاطة بعشرات الأعلام الإسرائيلية، وعلّق رئيس المنظمة توم نيساني قائلاً: "برأيي، أهم مكان للتلويح بالعلم في يوم الاستقلال هو على جبل الهيكل".
التحركات الإسرائيلية لم تقتصر على وسائل التواصل أو الشعارات، بل امتدت إلى الفضاء العام في القدس، حيث نشرت بلدية الاحتلال آلاف الأعلام الإسرائيلية في مختلف الشوارع، بما في ذلك محيط البلدة القديمة، مما اعتبره المقدسيون استفزازًا مباشرًا في مدينة محتلة.
من جانبه، قال المحامي المقدسي بلال محفوظ إن تكثيف الدعوات لاقتحام الأقصى في مناسبة وطنية لا دينية يمثل استفزازًا واضحًا، ومحاولة لفرض السيادة الإسرائيلية على المكان، في خطوة تهدد الاستقرار وتستفز مشاعر المسلمين في أنحاء العالم.
وتستعد جماعات "جبل الهيكل" لما تسميه "أكبر مشاركة جماعية في يوم الاستقلال داخل الحرم"، وسط توقعات بأن يتكرر سيناريو العامين الماضيين برفع الأعلام داخل باحات الأقصى، مما ينذر بتصعيد محتمل في مدينة القدس المحتلة.