المغرب يشيّع ضحايا الزلزال المدمر.. وعمليات بحث مستمرة تحت الأنقاض
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
يشيّع المغرب، الأحد، ضحاياه بعد الزلزال العنيف الذي دمّر جزءاً كبيراً من البلاد، وأودى بحياة أكثر من ألفي شخص، وفق حصيلة رسمية من المتوقع أن ترتفع مع تواصل عمليات البحث.
وتعدّ ولاية الحوز مركز الزلزال والأكثر تضرّراً، حيث سقط 1293 قتيلاً، تليها ولاية تارودانت التي سقط فيها 452 قتيلاً. وفي هاتين المنطقتين الواقعتين جنوب غرب مدينة مراكش السياحية، دمّر الزلزال قرى بأكملها.
ويقول الحسن، وهو أحد سكان مولاي إبراهيم في الأطلس الكبير، الذي فقد زوجته وأبناءه الأربعة: "لقد فقدت كلّ شيء"، ويضيف وهو يسجد في الزاوية: "لا أستطيع أن أفعل شيئاً الآن، أريد فقط الابتعاد عن العالم".
مراسم الدفن الأولىعلى مرتفعات هذه القرية التي يبلغ عدد سكانها حوالي 3 آلاف نسمة، تجفّف بشرى دموعها بوشاحها وهي تشاهد الرجال وهم يحفرون القبور لدفن الموتى.
تقول: "لقد مات أحفاد قريبتي"، قبل أن تضيف بصوت مختنق: "لقد رأيت الدمار الذي خلفه الزلزال، وما زلت أرتجف. إنه مثل كرة من النار ابتلعت كلّ شيء في طريقها".
"تعاطف" عربي ودولي و"عروض مساعدة" عقب زلزال المغرب العنيف أعرب العديد من قادة وزعماء العالم عن تعاطفهم وتعازيهم في أعقاب الزلزال العنيف الذي هز مناطق عدة في المغرب، في وقت متأخر من يوم الجمعة، وأودى بحياة 296 شخصا على الأقل وتدمير عدد من المباني، بالإضافة إلى دفع سكان المدن الكبرى للفرار من منازلهم، وهم في حالة من الذعر.وتتابع: "لقد فقد الجميع هنا عائلاتهم، سواء في قريتنا أو في أي مكان آخر في المنطقة".
في هذه الأثناء، أعلن مجلس الوزراء الملكي الحداد الوطني لمدة 3 أيام، وأعرب زعماء العالم عن صدمتهم وتعازيهم.
وعرضت عدة دول، من بينها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والولايات المتحدة وإسرائيل، المساعدة.
وحتى الجزائر المجاورة، التي تربطها علاقات متوترة مع المغرب، فتحت مجالها الجوي المغلق منذ عامين أمام الرحلات الجوية التي تحمل المساعدات الإنسانية والجرحى.
"سنوات" من المساعدةوفقاً للصليب الأحمر الدولي، فإن احتياجات المغرب من المساعدات "هائلة".
وحذر مدير الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حسام الشرقاوي، من أن "الأمر لن يستغرق أسبوعاً أو أسبوعين إننا نتوقّع أشهراً، بل سنوات من الاستجابة".
ومن بين القرى التي تكاد تكون دُمّرت تماما، قرية تفغاغت الواقعة على بعد حوالي 50 كيلومترا من مركز الزلزال، ونحو 60 كيلومترا جنوب غرب مراكش.
زلزال المغرب.. ما حقيقة فيديو "لحظة انهيار منزل بالدار البيضاء"؟ تدوال مغردون على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لانهيار منزل على أنه بسبب الزلزال الذي ضرب الممكلة اليوم الجمعة، لكن ذلك غير صحيح وانهيار المنزل يعود لفترة سابقة.وأعرب الشيخ عمر بنهنا (72 عاما) عن صدمته، قائلا: "توفي 3 من أحفادي (12، 8 و4 أعوام) ووالدتهم. لا يزالون تحت الأنقاض.. قبل وقت قصير فقط كنا نلعب معا".
وتوجه العديد من السكان، السبت، إلى المقبرة لدفن نحو 70 جثة.
ومساءً، بثت قنوات تلفزيونية لقطات جوية، تظهر قرى بأكملها وبيوتها الطينية في منطقة الحوز مدمّرة بالكامل.
وقالت وزارة الداخلية، مساء السبت، إن "السلطات العامة لا تزال في حالة استنفار، لتسريع عمليات الإنقاذ والإخلاء للمصابين".
وفي مراكش، امتلأت شوارع الملاح، الحي اليهودي التاريخي، بالحطام، حيث قضى العشرات ليلتهم الثانية في العراء، خوفاً من انهيار منازلهم المتضرّرة.
وتقول فاطمة ساتر (62 عاماً) وهي من السكان، لوكالة فرانس برس: "انظروا أين ينام كل هؤلاء الناس، لا توجد أية مساعدة لنا، منازلنا متصدّعة، وأخرى مدمّرة مثل منزل ابنتي، إنها فوضى".
كذلك، شعر سكان الرباط والدار البيضاء وأكادير والصويرة بالزلزال، حيث خرج العديد من السكان المذعورين إلى الشوارع عند منتصف الليل، خوفاً من انهيار منازلهم.
ويعتبر هذا الزلزال الأكثر دموية في المغرب منذالزلزال الذي دمّر مدينة أكادير، على الساحل الغربي للبلاد، في 29 فبراير 1960، وقد لقي حوالي 15 ألف شخص، أي ثلث سكان المدينة، حتفهم.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
ستكون باهظة للغاية.. ما هي كلفة إعادة إعمار غزة وكم تستغرق؟
أشارت وكالة “بلومبرغ نيوز”، في تقرير لها إلى أن “تكلفة إعادة الإعمار في غزة ستكون باهظة للغاية”.
وبحسب التقرير، فإن “الغارات الجوية الإسرائيلية خلفت أكثر من 42 مليون طن من الأنقاض في مختلف أنحاء القطاع، وفقاً للأمم المتحدة، وهذا يكفي من الأنقاض لملء خط من شاحنات القمامة يمتد من نيويورك إلى سنغافورة!
وأضاف تقرير الوكالة: “قد تستغرق عملية إزالة كل هذه الأنقاض سنوات، وقد يكلف ما يصل إلى 700 مليون دولار، وسوف تتعقد المهمة بسبب القنابل غير المنفجرة والمواد الملوثة الخطيرة والبقايا البشرية تحت الأنقاض”.
وقالت: “غالبية الأنقاض عبارة عن مساكن مدمرة، وتوزيعها في مختلف أنحاء القطاع يحاكي تقريباً الكثافة السكانية في غزة قبل الحرب”.
وأشار التقرير، “إلى أن أكثر من 70 بالمئة من مساكن غزة، التي استنزفت بالفعل في الصراعات السابقة، تضررت، إلى جانب المدارس والمستشفيات والشركات”.
وأوضح تقرير “بلومبرغ”، “أن إعادة بناء غزة، وحياة سكانها، سوف تتطلب إصلاحاً شاملاً للبنية الأساسية المادية للقطاع، فضلاً عن التوصل إلى شكل من أشكال الحل السياسي بشأن الشكل الذي قد تبدو عليه غزة الجديدة، ولكن قبل أن يتسنى تحقيق أي من هذه الأهداف، فإن جمع كل الأنقاض والتخلص منهاــ بعد انتهاء الحربــ سوف يشكل أهمية بالغة”.
من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي الدكتور نصر عبدالكريم، لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أن “عملية إعادة إعمار قطاع غزة ستتم بتدرج ووفق خطة منظمة تستند إلى أولويات واضحة، مشيراً إلى أن هناك خطة جاهزة بانتظار التطبيق”.
ووفق تقديرات عبدالكريم، فإن “العملية في حدها الأدنى قد تستغرق ما بين 7 إلى 10 سنوات؛ نظرًا لحجم الدمار غير المسبوق الذي تعرض له القطاع بفعل العدوان الأخير، مضيفاً أن التمويل المطلوب لإعادة الإعمار ضخم للغاية، إذ تتراوح التقديرات بين 30 إلى 40 مليار دولار، وهو مبلغ يتجاوز قدرة السلطة الفلسطينية أو أية دولة منفردة على توفيره”.
وشدد على أن “هذه المسؤولية يجب أن تكون دولية، بالإضافة إلى أنها تقع على عاتق الكيان الإسرائيلي الذي تسبب بهذا الدمار الهائل، متجاهلًا المواثيق الدولية والإنسانية”.
هذا “وكانت مؤسسة راند الأمريكية، ذكرت “أن الكلفة تصل إلى 80 مليار دولار، من بينها 700 مليون دولار لإزال الأنقاض وحدها، ويتزامن ذلك مع خسائر بشرية باهظة؛ فوفق أحدث بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، منتصف يناير الجاري، فإن عدد الضحايا ارتفع إلى 46 ألفا و707، والمصابين ارتفع إلى 110 آلاف و265 منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023”.