خشية إسرائيلية من تصاعد عمليات المقاومة خلال فترة الأعياد اليهودية
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
تبدي المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، من تصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية والداخل المحتل، مع اقتراب الأعياد اليهودية.
وأجرى وزير أمن الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، تقييما للوضع الأمني قبل عطلة أيلول/ سبتمبر الجاري التي بها الأعياد اليهودية، محذرا من تنفيذ عمليات ضد المستوطنين وجنود الاحتلال.
وأوضح غالانت في جلسة تقييم الوضع التي جرت في مبنى وزارة الأمن "الكرياة" في تل أبيب، بمشاركة رئيس الأركان اللواء هرتسي هاليفي، نائب رئيس "الشاباك"، رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، عوديد باسيوك، ومسؤولون كبار آخرون في المؤسسة الأمنية، أن "إسرائيل تمر بفترة أمنية معقدة في كافة القطاعات، وخاصة في الضفة الغربية والقدس".
من جانبها، أفادت هيئة البث الرسمي الإسرائيلي "كان"، أن " بناء على التحذيرات الأمنية، جهاز الأمن الإسرائيلي يجري استعدادات أمنية، على نطاق واسع عشية الأعياد اليهودية التي تستغلها الفصائل والأقراد في تنفذ عمليات"، مضيفة: "إسرائيل تستعد لمواجهة وإحباط عمليات هجومية تقدر بنحو 200 إنذارا يوميا".
وزعمت أن "مسؤولين أمنيين كبار في الجيش الإسرائيلي، نقلوا رسائل لحركة "حماس" عبر وسطاء حذروا فيها من إطلاق صواريخ من قطاع غزة خلال فترة الأعياد القريبة، حيث يستعد المستوطنون الاحتفال بأعياد رأس السنة العبرية"، مشيرة إلى أن الجيش دفع بـ22 كتيبة في الضفة الغربية.
صحيفة "معاريف" العبرية في تقرير لها أعده الخبير تل ليف رام، أكدت أن "جهاز الأمن يشخصون دوما فترة الأعياد، كفترة ذات حساسية أمنية عالية"، لاسيما هذا العام الذي يشهد سلسلة عمليات متصاعدة.
ولفتت إلى أن "جهاز الأمن الإسرائيلي، يقدر أن "حماس" ستصعد في الفترة القادمة جهودها (تنفيذ عمليات) في الضفة الغربية وأيضا في داخل إسرائيل".
وبينت أن "ربط الساحات هو هدف مركزي في فكر "حماس" منذ حملة "حارس الأسوار" (معركة "سيف القدس")، مشيرة إلى أن مستوى التهديدات يتصاعد من جانب قيادة "حماس"، ومن غير المستبعد في مرحلة معينة، ستستأنف نار الصواريخ من القطاع مثلما يحصل بشكل عام.
ورأت "معاريف"، أن "تداخل التصعيد المتواصل في الساحة الفلسطينية في الضفة الغربية، إلى جانب استئناف المظاهرات قرب السياج الفاصل مع القطاع، هما تذكير بالمستقبل من خلال تجربة الماضي، أن وضعا أمنيا يتدهور في الضفة الغربية سيؤدي في نهاية الأمر لعدوان كبير في قطاع غزة".
حنان غرينوود وليلاخ شوفال المراسلتان العسكريتان لصحيفة "إسرائيل اليوم"، كشفتا أنه منذ بداية العام الحالي، وقع ما لا يقل عن 190 هجوما شملت إطلاق نار وطعن ودهس، وهو عدد أكبر مما كان عليه في عام 2022 بأكمله.
وزعمت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، أن الشاباك الإسرائيلي تمكن من إحباط أكثر من 500 هجوم، في الأشهر التسعة الماضية، مقارنة بـ472 حالة في 2022 بأكمله، وتعد هذه الأرقام مثيرة للقلق.
وأضافت الصحيفة أن "المشكلة التقليدية تتمثل في أن الأعياد اليهودية تعتبر فترة عرضة للتوترات الأمنية بسبب التحريض الشديد الذي يرافقها من الجانب الفلسطيني، والرغبة بتنفيذ هجمات مسلحة، بدليل أن أربع هجمات خطيرة وقعت خلال هذه الفترة من 2022".
وتابعت أن القارق الآن، هو أن "إسرائيل" "أصبحت الآن في وضع أسوأ كثيرا بسبب السلسلة الأخيرة من الهجمات القاتلة، وقد تكون بمثابة مصدر إلهام للمسلحين، وكلها عوامل مؤثرة، وإشارة لهم بإمكانية تنفيذ هجمات مماثلة، ولهذا السبب، تعمل الأجهزة الأمنية حاليًا بشكل مكثف لاعتقال الناشطين البارزين، ووقف الهجمات التي قد يتم شنّها".
وأكدت أن "المؤسسة الأمنية تدرك جيدًا أنه من غير الممكن اعتقال جميع المسلحين، ومقابل كل 100 أو 200 عملية اعتقال ناجحة سيكون هناك مسلح واحد ينجح بالوصول لوجهته".
ويقر الجيش، "بوجود زيادة هائلة في محاولات التحريض القادمة من حماس، التي تجنّد، وترسل المسلحين لتنفيذ هجمات، علما أنها للمرة الأولى منذ سنوات، لم تكن هناك زيادة كبيرة في التنبيهات خلال عطلة الأعياد اليهودية، حيث تستقر عند 200 إنذار يوميًا، وعلى مختلف المستويات، وهذه ليست أخبارًا جيدة، لأنها ستجعل الاحتلال في مستوى تأهب مرتفع للغاية، ولفترة طويلة جدًا".
وأشارت إلى أن "جيش الاحتلال وجهاز الشاباك والشرطة لا يستبعدون احتمال امتداد التصعيد الأمني لساحات أخرى في العمق الإسرائيلي، وفي المدن الكبرى، مما يستدعي منها تعزيز جميع المناطق بسرايا إضافية لحماية المستوطنين".
تتزامن هذه التحذيرات الإسرائيلية بعد مرور عدة أسابيع على عملية "منزل وحديقة" في جنين، مما دفع الجيش لتنفيذ عمليات مكثفة في مخيم نور الشمس بطولكرم، شملت هدم الطرق المعبدة التي زرع المسلحون تحتها عبوات ناسفة، وهذا النشاط ليس عرضيًا، لأنه يترافق مع اتخاذ الاحتلال لمزيد من الإجراءات لحماية المستوطنين الذين سيقتحمون المسجد الأقصى، وسيمرّ عشرات الآلاف منهم في شوارع البلدة القديمة، مما قد يجعلهم عرضة لتنفيذ هجمات مسلحة، على اعتبار أن الأعياد اليهودية تجلب معها العمليات الفلسطينية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة المقاومة الضفة الغربية الأعياد اليهودية الاحتلال الضفة الغربية الاحتلال المقاومة الأعياد اليهودية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأعیاد الیهودیة فی الضفة الغربیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
تعطيل الاحتلال الإسرائيلي لصفقة التهدئة وقرع طبول الحرب
مع انتهاء المرحلة الأولى من صفقة التهدئة وتبادل الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة، نحن أمام سلوك انتهازي إسرائيلي غير مستغرب، ومتكرر في تعامل الكيان الإسرائيلي مع الجانب الفلسطيني والبيئة العربية.
كان الخرق الإسرائيلي لاتفاق التهدئة فاضحا بإغلاق المعابر ومنع دخول البضائع، بالرغم من أن انتهاء المرحلة الأولى يلزم الجانب الإسرائيلي بمتابعة المفاوضات والاستمرار في فتح المعابر، وصولا للترتيبات النهائية للمرحلتين الثانية والثالثة.
هدف نتنياهو من إغلاق المعابر وتعطيل الصفقة إلى:
1- ابتزاز المقاومة الفلسطينية، ووضع مزيد من الضغوط عليها لمحاولة تحقيق مكاسب غير منصوص عليها في الصفقة المتوافق عليها، وخصوصا في أجواء يسعى فيها أبناء قطاع غزة إلى لملمة أنفسهم وتضميد جراحهم، وتوفير الحد الأدنى لمتطلباتهم الحياتية.
2- الحفاظ على تماسك الحكومة الإسرائيلية، وخشية نتنياهو من انهيارها، بسبب تهديد سموتريتش بالانسحاب من الحكومة إذا ما دخلت الحكومة في استحقاقات المرحلة الثانية.
خبرة الجانب الإسرائيلي في التعامل مع السلطة الفلسطينية ومع الجانب العربي، لن تُسعفه كثيرا في تعامله مع المقاومة. فقد أثبتت المقاومة صلابتها خلال 18 عاما من الحصار، وفي خمس حروب على قطاع غزة، وقدمت عشرات الآلاف من الشهداء وفي مقدمتهم قادتها، دون أن تتنازل عن أهدافها. و"الفهلوة" الإسرائيلية لن تجدي نفعا في التعامل مع المقاومة
3- الاستفادة من الغطاء الأمريكي الذي لا يحترم الاتفاقات والمواثيق، والذي بدا متقدما حتى على الجانب الإسرائيلي في طرح أفكار باستملاك قطاع غزة وتهجير أهله؛ وكذلك الاستفادة من الأفكار التي طرحها مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف (Steven Witkoff) بشأن إطلاق سراح الأسرى لدى حماس؛ ومحاولة استثمار ذلك في وضع مزيد من الضغوط على المقاومة.
4- محاولة استعادة زمام المبادرة في الحرب الإعلامية والنفسية مع المقاومة، وتقديم خطاب متشدد للبيئة الداخلية الإسرائيلية، بعد أن كسبت المقاومة الجولات الإعلامية في عمليات تبادل الأسرى، ومحاولة الإيحاء بوجود تطورات وإعادة تموضع وتجهيزات وترتيبات إسرائيلية متعلقة باستئناف الحرب على قطاع غزة، خصوصا في ضوء تولي رئيس الأركان الجديد إيال زامير منصبه، وتغيير عدد من المواقع القيادية، والإعلان عن نتائج بعض التحقيقات في أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023؛ وبالتالي، محاولة الإيحاء بقدرة الجانب الإسرائيلي هذه المرة على حسم المعركة.
* * *
يبدو أن خبرة الجانب الإسرائيلي في التعامل مع السلطة الفلسطينية ومع الجانب العربي، لن تُسعفه كثيرا في تعامله مع المقاومة. فقد أثبتت المقاومة صلابتها خلال 18 عاما من الحصار، وفي خمس حروب على قطاع غزة، وقدمت عشرات الآلاف من الشهداء وفي مقدمتهم قادتها، دون أن تتنازل عن أهدافها. و"الفهلوة" الإسرائيلية لن تجدي نفعا في التعامل مع المقاومة؛ خصوصا أننا أمام صفقة موقّع عليها لها "ضامنون" دوليون؛ وبالتالي فإصرار المقاومة على موقفها له سنده وشرعيته الثابتة.
هل معنى ذلك أن نتنياهو سيلجأ للحرب؟!
ليس بالضرورة، فالمعطيات التي بين يديه ربما تدفعه للابتزاز التكتيكي ولكن ليس في الولوغ في مستنقع الحرب. فبعد تجربة 471 يوما من الحرب الهمجية الوحشية التي استخدم فيها كل ما يمكن تخيُّله من وسائل القتل والدمار، ثم خرج بهذه الصفقة، ليس ثمة ما في الأفق ما يشجعه على حرب مماثلة تؤدي إلى نتائج أفضل. ثم إن المزاج العام للجمهور الإسرائيلي الصهيوني لا يميل للحرب، ويفضل الدخول في المرحلة الثانية من الصفقة.
نعم، ثمة غُصَّة لدى الجانب الإسرائيلي أنه لم يحقق أهدافه من الحرب، وأن حماس استرجعت تموضعها القوي في القطاع، وملأت مباشرة سؤال "اليوم التالي" للحرب؛ ولكن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية كانت تدرك قبل أكثر من سبعة أشهر على نهاية الحرب أنها وصلت إلى أقصى مدى ممكن وأنها استنفذت أدواتها.. وأنها دفعت أثمانا هائلة في "الوقت الضائع" إلى حين وصول القيادة السياسية لقناعة بتوقيع الاتفاق.. ولذلك فإن قرع طبول الحرب يظل في إطار التكتيك.
وصحيح أن ثمة مخاوف لدى نتنياهو من انسحاب سموتريتش من الحكومة ومن انهيار حكومته، ولكن في المقابل فإن الاستحقاق الانتخابي للكنيست لم يتبقَّ عليه أصلا في توقيته الدوري سوى بضعة أشهر (نحو 8 أشهر)؛ وبالتالي فلن يُحدث انسحابه فرقا كبيرا. ثم إن أطرافا من المعارضة مستعدة لإعطاء الحكومة نوعا من شبكة الأمان لإنفاذ المرحلة الثانية من الاتفاقية، بما يمنع سقوط الحكومة.
تهديدات ترامب للمقاومة، فيجب التعامل معها في ضوء معرفة الطبيعة الشخصية لترامب وطريقته في الحكم والإدارة. ويدخل في ذلك تهديداته الأخيرة لحماس بوجوب إطلاق سراح جميع الأسرى فورا، وخروج قيادات حماس من القطاع
أما تهديدات ترامب للمقاومة، فيجب التعامل معها في ضوء معرفة الطبيعة الشخصية لترامب وطريقته في الحكم والإدارة. ويدخل في ذلك تهديداته الأخيرة لحماس بوجوب إطلاق سراح جميع الأسرى فورا، وخروج قيادات حماس من القطاع، وإلا فسيكون الثمن "جحيما".. فترامب نفسه يمارس براجماتية التاجر الانتهازي، بينما ينظر بنرجسية وفوقية للآخرين؛ غير أنه شخصية مُتقلّبة لا يمكن التنبؤ بسلوكها، ثم إن سعيه لسرعة الإنجاز مع عدم ميله لخوض الحروب، يجعله ينتقل من موقف إلى آخر. وقد سبق لترامب أن هدد المقاومة بإطلاق سراح الأسرى في توقيت محدد، ولم تستجب له، وهو من طرفه لم يفعل شيئا.
ثم إن ترامب نفسه تجاوز "المحرمات" الأمريكية على مدى نحو ثلاثين عاما، وعقد محادثات مباشرة مع حماس، بشأن إطلاق سراح الأسرى الأمريكان. وهو نفسه يعمل الشيء ونقيضه في دعمه لمسار التسوية السلمية والتطبيع، بينما يدعم ضمّ أجزاء من الضفة الغربية وتهجير أهل قطاع غزة وتهديد الأمن القومي للبلاد العربية.
* * *
حماس من طرفها، أوضحت أنها غير قابلة للابتزاز، وأنها لا تخشى تهديدات نتنياهو وترامب، وأنها مع إنفاذ الاتفاقية، لكنها لا تخشى من الحرب إن فُرضت عليها، وأن تهديدات ترامب (من ناحية منطقية) يجب أن تُوجَّه إلى من يُعطّل الاتفاق ويرفض تنفيذه (الطرف الإسرائيلي)، وليس إلى من يلتزم به.
وتظل المعضلة الإسرائيلية أن حماس ما تزال تملك ورقة الأسرى، وأن الاحتلال الإسرائيلي الذي فشل في تحرير أي من أسراه طوال هذه الحرب المريرة، لن يحصد إلا الفشل إذا ما أعاد المحاولة.
ولذلك، فقد يتابع الاحتلال الإسرائيلي لعبة الضغوط والابتزاز وتضييع الوقت، لكن يقظة المقاومة وحكمتها وحزمها المعتاد، سيجبر الاحتلال في النهاية على تنفيذ الاتفاق.
x.com/mohsenmsaleh1