كشف فريق دولي من العلماء من جامعات شيكاغو وكاليفورنيا-بيركلي الأميركيتين، ويورك وإكستر البريطانيتين عن السبب في حمل الخفافيش فيروسات تسبب معدلات وفاة أعلى بين البشر أكثر من أي ثدييات أخرى.

وفي دراستهم -التي نُشرت في دورية "بلوس بيولوجي"- استخدمت المجموعة بيانات من الجهود البحثية السابقة لنمذجة نمو الفيروسات داخل مجموعات الخفافيش، وكذلك انتشارها إلى الحيوانات الأخرى.

التحمل الفطري للالتهاب

وأظهرت الأبحاث السابقة أنه عندما ينتقل الفيروس من الخفافيش إلى البشر يمكن أن تكون النتائج أكثر فتكا بالنسبة للبشر مقارنة مع حالات انتقال الفيروسات من الثدييات الأخرى. وكان السبب موضع نقاش.

وفي هذا الجهد البحثي الجديد استخدم الفريق الرياضيات والنمذجة، إضافة إلى البيانات السابقة، لإظهار أن ذلك يرجع إلى التحمل الفطري للالتهاب لدى الخفافيش، الذي يشير الباحثون إلى أنه نشأ مع قدرتها على الطيران.

الباحثون وجدوا أن السمة الرئيسية لفسيولوجيا الخفافيش كانت مرتبطة بتحملها الالتهاب (غيتي)

وحصل فريق البحث أولا على بيانات من دراسات أخرى حول تأثير العديد من الفيروسات على أجهزة المناعة لدى الخفافيش، التي انتقلت أيضا إلى البشر، ثم استخدموا تلك البيانات في نموذج رياضي لإظهار كيف يعمل الفيروس على تحسين فرص بقائه على قيد الحياة عن طريق الانتشار من مضيف إلى مضيف آخر.

القدرة على الطيران

ووفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع "فيز دوت أورغ" -في الثامن من سبتمبر/أيلول الجاري- فقد وجد الباحثون أن السمة الرئيسية لفسيولوجيا الخفافيش -وهي قدرتها على الطيران- كانت مرتبطة بتحملها الالتهاب، وكان هذا وثيق الصلة بالموضوع لأنه جعل الخفافيش أكثر قدرة على تحمل الفيروسات عند إصابتها، وهو ما يفسر كونها مليئة بالفيروسات.

ويشير الباحثون إلى أن هذا هو السبب الذي يجعل الفيروس نفسه أكثر فتكًا بالبشر، حيث إن قدرتنا على تحمل الالتهاب أقل، وهو ما يؤدي إلى أعراض أكثر خطورة، مثل عدم قدرة الرئتين على معالجة كمية كافية من الهواء.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

تأثير علاقة الأكل بالسعادة

من منا لم يشعر بالسعادة والرضى عند تناول طبق من المأكولات الأحب على قلبه ومعدته، دون أن يعرف سره؟!.

 

لكن لهذا الشعور تفسير علمي. فقد اكتشف فريق باحثين دولي رابطاً جديداً رائعاً بين الأمعاء والدماغ، مفاده أن ابتلاع الطعام المغذي يؤدي إلى إطلاق مادة السيروتونين الكيميائية، التي تمنح الشعور بالسعادة..
إشارات فسيولوجية وأيضية
ففي السنوات الأخيرة، اكتشف العلماء الكثير عن الارتباط المهم بين الأمعاء والدماغ. إذ يعد تناول الطعام أمراً مثيراً للاهتمام بشكل خاص لأنه يتضمن تفاعل الجهاز العصبي مع الإشارات البيئية (مثل رائحة الطعام) والإشارات الفسيولوجية والأيضية، وفق ما نقل موقع New Atlas عن دورية Current Biology

المريء والدماغ
ومؤخراً أجرى باحثون من جامعة بون بألمانيا وجامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة دراسة لفهم كيفية ارتباط المريء بالدماغ بشكل أفضل أثناء تناول الطعام، وأكثر تحديداً

وقال الباحث المشارك في الدراسة، مايكل بانكراتز، من معهد العلوم الطبية والحيوية LIMES بجامعة بون، إن فريق الباحثين سعى إلى "الحصول على فهم مفصل لكيفية تواصل الجهاز الهضمي مع الدماغ عند تناول الطعام".
كما أوضح أنه "لكي يتمكن الباحثون من القيام بذلك، كان لا بد من فهم الخلايا العصبية التي تشارك في تدفق المعلومات وكيف يتم تحفيزها".

100 مليار خلية عصبية
وبدلاً من فحص 100 مليار خلية عصبية في دماغ الإنسان، اختار الباحثون جسم يرقات ذبابة الفاكهة الأقل ازدحاماً نسبياً، والذي يحتوي على حوالي 10000 إلى 15000 خلية عصبية.

فقاموا بتقطيع اليرقات بالكامل إلى آلاف الشرائح الرفيعة للغاية وتم مسح الشرائح باستخدام مجهر إلكتروني. ثم تم استخدام عمليات المسح لإعادة بناء جميع الخلايا العصبية والأعضاء المستهدفة للعصب الذي يربط الجهاز العصبي للجهاز الهضمي لليرقات بالدماغ.

"مستقبلات التمدد"
فاكتشفوا نوعاً من "مستقبلات التمدد" في مريء اليرقات، والتي كانت متصلة بمجموعة من 6 خلايا عصبية منتجة للسيروتونين في الدماغ.

والسيروتونين هو مركب كيميائي يشارك، من بين وظائف بيولوجية أخرى، في التحكم بالحالة المزاجية. فهو يوفر شعوراً بالنشوة. ولهذا السبب، يُطلق عليه أحياناً "المادة الكيميائية التي تمنح الشعور بالسعادة".
لكن الباحثين اكتشفوا أيضاً شيئاً مثيراً للاهتمام للغاية حول الطريقة التي تستجيب بها خلايا السيروتونين هذه للطعام الذي تم استهلاكه.

"طعام جيد الجودة"
وقال أندرياس شوفس، الذي يعمل أيضاً في معهد LIMES وهو الباحث الرئيسي في الدراسة، إنه "يمكن [للخلايا المنتجة للسيرتونين] اكتشاف ما إذا كان [الشخص يتناول] طعاماً أم لا وتقييم جودته أيضاً"، مردفاً: "إنها تنتج السيروتونين فقط إذا تم اكتشاف طعام جيد الجودة، مما يضمن بدوره استمرار اليرقة في الأكل".

ويقصد الباحثون بـ"طعام جيد الجودة" أي الطعام الذي له قيمة غذائية، وليس أنه ذوّاق، مما يشير إلى أن الخلايا العصبية تقوم بنوع من مراقبة الجودة على أي شيء يتم ابتلاعه.

حيث ينظر الدماغ إلى الطعام المحتوي على العناصر الغذائية على أنه مكافأة، ما يدفع الخلايا العصبية إلى إطلاق السيروتونين، ما يجعل اليرقات تشعر بالسعادة وتستمر في الأكل. ونظراً لأنه آلية مهمة بشكل أساسي للبقاء، يعتقد الباحثون أنه ربما يوجد نفس الآلية لدى البشر أيضاً.
علاج فقدان الشهية أو الإفراط
إلى ذلك، شدد الباحثون على أنه "على الرغم من الاختلافات في عدد أنواع الخلايا مقارنة بالذبابة، سيكون من المثير للاهتمام بمعرفة ما إذا كان السيروتونين يراقب أيضاً اكتمال عمل ذي معنى بيولوجي مثل البلع أو أنشطة حيوية أخرى في الثدييات".

وإذا كانت دائرة المريء والدماغ موجودة بالفعل في البشر، فقد تكون وسيلة لعلاج اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام. لكن ربما يستغرق الوقت سنوات طوال حيث ختم بانكراتز قائلاً: "لم يتم اكتشاف ما يكفي في هذه المرحلة عن كيفية عمل دائرة التحكم في البشر بالفعل. لا يزال هناك سنوات من البحث مطلوبة في هذا المجال".
 

مقالات مشابهة

  • تأثير علاقة الأكل بالسعادة
  • طرود مفخّخة وبيجر وهواتف.. عمليات سّرية وجريئة قاتلة نفّذتها إسرائيل
  • ثلاثة كمائن قاتلة ينفذها حزب الله.. الاحتلال يعترف بمقتل 8 جنود وتقارير تتحدث عن 14
  • ثلاثة كمائن قاتلة ينفذها حزب الله.. الاحتلال يعترف بمقتل 7 جنود وتقارير تتحدث عن 14
  • ثلاثة كمائن قاتلة ينفذها حزب الله.. وتقارير عن مقتل 14 جنديا إسرائيليا
  • ثلاث كمائن قاتلة ينفذها حزب الله.. وتقارير عن مقتل 14 جنديا إسرائيليا
  • عقار روسي يتحدى طفرات الفيروس: فعالية مستمرة ضد متغير XEC
  • فيروسات تهدد جهازك التنفسي في الشتاء.. احذرها
  • كيف تحمي أطفالك من الفيروس المخلوي التنفسي؟
  • أطعمة تُقوي مناعتك وتحميك من الفيروسات في الخريف