رصد – نبض السودان

اوضح المبعوث الامريكي السابق للسودان كاميرون هيدسون ان تطورات الحرب في السودان تمضي علي نهاياتها.

وحول التطورات الأخيرة قال هدسون: أعلنت الولايات المتحدة عن فرض عقوبات على قائد قوات الدعم السريع في غرب دارفور بسبب الفظائع التي ارتكبتها القوات ، بما في ذلك مقتل الوالي.

وأضاف أعتقد أن عقوبة التأشيرة كانت أفضل ما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة، وأقل تأثيرًا من العقوبات المالية التي يفرضها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة، لأن المخابرات الأمريكية على الأرجح لم تتمكن من الحصول على المعلومات التعريفية الضرورية.

وأشار إلى أن الأكثر تأثيرًا هو معاقبة شقيق حميدتي، عبد الرحيم دقلو، الذي يقال إنه ليس فقط الرجل الذي سافر إلى تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى والإمارات العربية المتحدة لتأمين الدعم الخارجي لقوات الدعم السريع، والذي يعد أيضًا محوريًا في إمبراطورية الأعمال التجارية لعائلة دقلو.

ومن المفترض أن تتضرر شركات مثل زادنا، حيث يعمل عبد الرحيم مديرا. والأهم من ذلك، أن فرض عقوبات على قوات الدعم السريع حصريًا، بدلاً من القوات المسلحة السودانية أو الإسلاميين، والتي كان الكثيرون في واشنطن العاصمة والمغتربين يضغطون من اجلها بشدة، يبعث برسالة في هذه المرحلة مفادها أن قوات الدعم السريع مستهدفة بشكل خاص.

ويتزامن ذلك مع سفر ثاني مسؤول في الحكومة الأمريكية إلى حدود تشاد مع السودان لتسليط الضوء على جرائم قوات الدعم السريع في دارفور. ومن الواضح ان كل مستشاري العلاقات العامة التابعين لقوات الدعم السريع قد نسوا أنه على الرغم من استجابتنا المؤسفة، فإن الولايات المتحدة لا تزال تهتم بشدة بالأحداث في دارفور والمدنيين هناك.

وبعيدًا عن الإجراءات الأمريكية، فإن إعلان مجلس السيادة السوداني عن حل قوات الدعم السريع يحقق رسميًا ما دعا إليه البرهان في بداية الحرب، وهو إعادة قوات الدعم السريع إلى وضعها الميليشياوي. وهذا سيجعل المحادثات في جدة، كلما بدأت، أكثر صعوبة لأنه قبل أن تشعر القوات المسلحة السودانية بالغضب من معاملتها على أنها على قدم المساواة مع قوات الدعم السريع ، فإنها الآن ليست متساوية دستوريًا. ولأن واشنطن والرياض ترددتا، فسيتعين عليهما الآن معرفة كيفية التعامل مع هذه المحادثات بين أطراف غير متكافئة.

بالإضافة إلى ذلك، مع وجود البرهان في الدوحة هذا الأسبوع وخططه لزيارة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل، والمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في الأسبوع التالي، يبدو أن البرهان يضع استراتيجية دولية لكسب المؤيدين لخطته لإنهاء الحرب وعزل الدعم السريع. وتساعده في هذا الجهد شائعات مستمرة مفادها أن حميدتي هو نفسه جريح أو ميت، نظرًا لافتقاره إلى أي رد يمكن التحقق منه علنًا على رحلات البرهان.

وأخيرا، هناك واقع ساحة المعركة الذي يبدو أنه يتحول في جميع أنحاء البلاد لصالح القوات المسلحة السودانية. ويبدو أن التدمير الهائل الذي شهدته نيالا كان بمثابة جهد ناجح لقطع خطوط إمداد قوات الدعم السريع من جمهورية أفريقيا الوسطى. هذا بالإضافة إلى هجوم القوات المسلحة السودانية على قاعدة لقوات الدعم السريع على الحدود الليبية التي تستخدم لإمدادها أيضًا.

أعتقد أن كل هذا يشير إلى تحول عسكري وسياسي في الصراع ضد قوات الدعم السريع بطريقة تمكن من إنهاء القتال بشكل أسرع. وهذا من شأنه أن يشير أيضًا إلى أهمية فتح خط اتصال الآن مع قادة القوات المسلحة السودانية لخلق توقعات حول ما سيأتي بعد ذلك، حيث أن انتصار القوات المسلحة السودانية قد يخاطر بترسيخ قوة لم تكن صديقة للشعب السوداني والتي ارتكبت هي نفسها جرائم داخل وخارج ساحة المعركة والتي سوف تحتاج إلى الرد عليها. لكن هذا يبدو أكثر قابلية للإدارة اليوم.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: بـ CIA تطورات سابق مسئول القوات المسلحة السودانیة قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الفاشر في مرمى نيران قوات الدعم السريع.. تفاصيل

قال الإعلامي أحمد عيد، إنّ مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان تشهد تصعيدًا خطيرًا بعد سلسلة من الهجمات العنيفة التي تشنها قوات الدعم السريع منذ العاشر من أبريل 2025، والتي أسفرت عن سقوط مئات القتلى والمصابين، معظمهم من المدنيين، بينهم نساء وأطفال.

بريطانيا: تقارير صادمة عن مقتل مدنيين وإغاثيين في الفاشر بهجمات الدعم السريعوزير خارجية السودان: الفاشر تواجه خطرًا كبيرًا بسبب هجمات الدعم السريع

وأضاف عيد، في تصريحات عبر قناة "القاهرة الإخبارية": "وقد أدانت الأمم المتحدة هذه الهجمات، ووصفتها بأنها "جرائم حرب مكتملة الأركان وجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم، وتقع مدينة الفاشر على ارتفاع 700 متر فوق سطح البحر، وتبعد نحو 802 كيلومتر غرب العاصمة الخرطوم".


وتابع: "تاريخيًا، كانت الفاشر مركزًا للتجارة ومحطةً للقوافل في العصور القديمة، واشتهرت بطريق "ضرب الأرين" الذي ربط السودان بمصر، لنقل سلع مثل العاج وريش النعام وخشب الأبنوس من وسط إفريقيا إلى الأسواق المصرية، وفي سياق متصل، قالت منظمة "ريليف إنترناشونال"، وهي آخر منظمة تقدم خدمات إنسانية في معسكر زمزم للاجئين بالفاشر، إن المركز الطبي التابع لها تعرض لهجوم مباشر، أسفر عن مقتل عدد من موظفيها، من بينهم أطباء وسائقون، مشيرة إلى أن الاستهداف طال الفئات الأضعف من كبار السن والنساء والأطفال".

وأكد، أنّ الولايات المتحدة عبّرت بدورها عن "قلق بالغ" إزاء التقارير التي تفيد باستهداف مخيمات النازحين في الفاشر، داعية إلى وقف فوري للهجمات على المدنيين، وحماية المنشآت الإنسانية والطبية من أي عمليات عسكرية.

من جهته، حذّر وزير الخارجية السوداني، علي يوسف، من أن قوات الدعم السريع تسعى إلى إسقاط الفاشر، التي وصفها بأنها "المعقل الأخير للجيش السوداني في دارفور"، كاشفًا عن أن المدينة تعرضت لنحو 200 هجوم منذ بدء الحرب، إلا أن القوات المسلحة تمكنت من صدّها حتى الآن.

وأتمّ: "في ظل هذه التطورات، يبقى مصير الفاشر مجهولًا وسط قلق دولي متصاعد من تفاقم الأزمة الإنسانية في الإقليم".

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع السوداني لـ”الشرق”: الجيش يمتلك زمام المبادرة ولن نتخلى عن دارفور
  • شهادات حية يرويها المتضررون.. كارثة إنسانية فى السودان بعد عامين على الحرب.. ميليشيات الدعم السريع ارتكبت إبادة جماعية ضد مجتمع المساليت فى دارفور
  • الإمارات: القوات المسلحة والدعم السريع لا تمثلان الشعب السوداني
  • قوات الدعم السريع تعلن قيام حكومة موازية في السودان مع دخول الحرب عامها الثالث  
  • أمريكا تنتقد التصعيد.. الدعم السريع تعلن حكومة موازية في السودان
  • الحرب في السودان تدخل عامها الثالث بعد سقوط الآلاف وتشريد الملايين .. ولا نهاية في الأفق
  • حرب السودان تدخل عامها الثالث.. جرائم حرب في دارفور وانهيار شامل بالشمال
  • القوات المسلحة السودانية: مصممون على استكمال مسيرة الدفاع عن أي شبر في أراضينا
  • القوات المسلحة تنفذ ضربات ناجحة وتكبّد مليشيا الدعم السريع خسائر فادحة شمال شرق الفاشر
  • الفاشر في مرمى نيران قوات الدعم السريع.. تفاصيل