سلطان ذهب إلى الفضاء وأقام بين الكواكب والنجوم ستة أشهر ليتحول إلى نجم عربي
الحكومات هي التي ترسم ملامح الدول، وهي التي تضعها في الموقع المناسب على خريطة العالم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والدول هي التي تمهد الطريق أمام الشعوب لكي تنطلق وتنجز وتتفوق، أو لكي تتعثر وتسقط وتتخلف.
قيادة دولة الإمارات اختارت منذ التأسيس عام 1971 أن تشكّل دولة متفردة الملامح، متفوقة في الإنجاز، صادقة الوعد، متوحدة البيت، آمنة العيش، سباقة إلى المستقبل، كما اختارت أن تحولها من دولة ناشئة إلى فتية الجهد والعلم والبحث والعمل حتى تتصدر وتحطم المستحيل، وتسبق إلى المراكز الأولى في مؤشرات العيش والتنمية والحكم.
الدولة النموذج لا بد أن تنجب أبناء نموذجيين، يُضرب بهم المثل، ويصبحون قدوة لأبناء الدول المحيطة،. ورائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي أصبح القدوة والمثل، ليس لباقي أبناء الإمارات فقط، ولكن لكل شاب عربي حالم بالمستقبل، ساعٍ للإنجاز، شغوف بالعلم، باحث عن الأمل، مستكشف للمجهول من أسرار الكون والفضاء. هبط سلطان النيادي، الأسبوع الماضي، على الأرض سالماً، بعد أن قضى ستة أشهر في محطة الفضاء الدولية ليكون أول عربي يحقق هذا الإنجاز العلمي المهم، أجرى وهو يحلق بين الكواكب 200 تجربة علمية غير مسبوقة، وخاض أول مهمة عربية للسير في الفضاء، وتجوّل بالكاميرا بين المدن والعواصم والجغرافيا العربية، ليرسل إلى الأرض صوراً لما تتميز به كل دولة عربية.
ومثلما يفخر الإماراتيون بدولتهم، فإن الإمارات اليوم فخورة ليس بسلطان النيادي فقط، ولكن أيضاً بهزاع المنصوري صاحب الرحلة الإماراتية الأولى إلى الفضاء، وبكل شاب وفتاة اختاروا هذا المجال البكر للعمل، وحلموا مع الدولة وساهموا بعقولهم وجهودهم وإبداعهم لأن تكون الإمارات عاشر دولة في العالم تقوم بمهمة طويلة الأمد في الفضاء.
الإمارات تحرص دائماً على منح إنجازاتها في الفضاء بعداً عربياً، منذ الإعلان عن مشروعها لاستكشاف الفضاء وحتى اليوم، وتعتبر أن ما حققته في هذا العلم ما هو إلا أولى الخطوات لاستعادة المجد العربي المفقود، وتبدي دائماً الاستعداد للتعاون مع أي دولة عربية تخطط للاتجاه إلى الفضاء، فالإنجاز الإماراتي هو لكل العرب، والأمنية هي أن يتطلع كل عربي للمستقبل، وهو يحمل بين يديه موروث الأجداد والأولين من العلم النافع المفيد، من دون أن يغرق في الماضي، ومن دون أن يتخلى عنه، ولعل هذا هو الذي يمكن أن يمهد الطريق لاستعادة الحضارة.
مهمة سلطان لم تنته، بل إن ما فعله في الفضاء لم يكن سوى جمع المفيد للناس للقيام بجولات على المدارس والجامعات والمؤسسات ليطلع الجميع على نتائج تجاربه العلمية المهمة، والتي ينبغي أن تستفيد منها الدول العربية وتدعوه للقاء الطلاب والمهتمين والمتخصصين فيها، للتعرف إلى نتائج رحلته غير المسبوقة عربياً، علّها تختصر مسافات على من يتطلع إلى المستقبل، ويحلم بموقع مختلف على خريطة العلم والمعرفة.
سلطان ذهب إلى الفضاء وأقام بين الكواكب والنجوم ستة أشهر ليتحول إلى نجم عربي، ليس نجماً فنياً ولا رياضياً، ولكنه نجم في سماء العلم يضيء الفضاء العربي، ويعيد الأمل لكل شاب عربي يتسلح بالعلم، ويختار مجال البحث والاستكشاف أملاً في كشف المزيد من أسرار هذا الكون العظيم الذي سيظل الإنسان يسعى ويسعى لسبر أغواره التي لن تنتهي، ولكن مساعي الدول الطامحة لمكانة متميزة على الكوكب لن تتوقف.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني إلى الفضاء فی الفضاء
إقرأ أيضاً:
حصاد 2024.. عام ثقافي حافل بالإبداع والإنجاز في الإمارات
شهدت دولة الإمارات خلال عام 2024 حراكا ثقافيا لافتا، رسخت خلاله مكانتها كمركز عالمي للثقافة، وحاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب.
وعززت دولة الإمارات جهود تحويل القطاع الثقافي إلى أحد أبرز الروافد الاقتصادية المستدامة، كما واصلت نهجها في حفظ التراث وتوثيقه ونقله للأجيال عبر المهرجانات والفعاليات والأنشطة التراثية التي أقيمت على مستوى الدولة طوال العام.
وجاء العام 2024 حافلا بالإنجازات الثقافية، إذ اعتمد مجلس الوزراء قراراً بشأن المبادرة الوطنية التقديرية للثقافة والإبداع، ورفع مستوى التقدير من ميدالية الإمارات للثقافة والإبداع إلى وسام الإمارات للثقافة والإبداع ، بهدف تنمية ودعم العمل الثقافي والإبداعي، ورفع مكانة وقيمة المبدعين.
وأصدرت حكومة دولة الإمارات، مرسوما بقانون اتحادي لتمكين قطاع الفنون، عبر تنظيم عمل المؤسسات الفنية التي لا تهدف إلى تحقيق الربح من أعمالها وأنشطتها الإبداعية، وتوفير مجموعة من المزايا لقطاع الفنون والمبدعين.
وهدف المرسوم بقانون، إلى تعزيز البيئة الفنية الحاضنة للفنون، وتشجيع الإنتاج الفني للأفراد المبدعين واستقطاب الموهوبين والفنانين، وتحفيز اقتصاد الصناعات الإبداعية.
وبرعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، تم الإعلان عن تأسيس “الأوركسترا الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة”، في خطوة تعكس اهتمام الدولة بالفنون وتطويرها بمختلف أنواعها، والدور الذي تلعبه في تشكيل هوية المجتمع وتعزيز التواصل والترابط بين أفراده.
وتجسد الأوركسترا الوطنية التنوع الفني في الإمارات ونسيجها المجتمعي، حيث ستحتفي بالتراث الموسيقي والموروث الفني للدولة، بالإضافة إلى الأنماط الموسيقية المعاصرة من جميع أنحاء العالم.
وأعلنت الإمارات عن مجموعة من الاكتشافات الأثرية التي شكلت إضافة نوعية للدلائل المادية على ما شهدته الدولة من تعاقب للحضارات على أرضها عبر التاريخ، حيث عثر في الملجأ الصخري بجبل كهف الدور في الفجيرة على أدوات حجرية وعظام حيوانات ومواقد تعود إلى حوالي 13 ألفا إلى 7500 عام، في حين تم اكتشاف مجموعة من اللقيات تعود إلى العصر البرونزي في منطقة “أم النار” في أبوظبي، وفي موقع تل أبرق في أم القيوين تم العثور على مجموعة من المسكوكات الذهبية الرومانية.
وشهدت دولة الإمارات افتتاح متحف “نور وسلام”، في مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، الذي يتألف من خمسة أقسام تتضمن تجارِب تفاعلية، توظف التقنيات والوسائط المتعددة، وتستعرض المقتنيات النادرة والفريدة.
وفي دبي تم إطلاق مشروع “متحف دبي للتصوير”، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى الدولة، ويهدف إلى تعزيز قوة قطاع المتاحف في دبي، وتوثيق تاريخ التصوير في المنطقة والعالم، وعرض مجموعة فريدة من المقتنيات المتعلقة بها.
واحتلت دولة الإمارات المرتبة الأولى عربيا و26 عالميا في مؤشر المعرفة العالمي لعام 2024 الذي يقيس أداء الدول في مجالات المعرفة المختلفة.
وحققت الدورة الثامنة من تحدي القراءة أرقاماً غير مسبوقة، إذ وصل عدد المشاركين في تصفياتها إلى أكثر من 28.2 مليون طالب وطالبة، وأكثر من 229 ألف مدرسة، كما بلغ عدد المشرفين أكثر من 154 ألفاً.
وواصلت “جائزة الشيخ زايد للكتاب” توسعها وشمولها لمختلف المدارس الثقافية والإبداعية العالمية، حيث استقطبت في دورتها الـ 19 أكثر من 4000 ترشيح، من 75 دولة منها 20 دولة عربية و55 دولة أجنبية، بينها خمس دول تشارك للمرة الأولى هي ألبانيا، وبوليفيا، وكولومبيا، وترينيداد وتوباغو، ومالي.
وشهد معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 43 مشاركة أكثر من 2.500 ناشر وعارض من 112 دولة، ونجح في استقطاب 1.82 مليون زائر من مختلف أنحاء العالم.
وحقق المعرض إنجازاً جديداً يضاف إلى سجل دولة الإمارات، بإعلانه للعام الرابع على التوالي أكبر معرض للكتاب في العالم من حيث بيع وشراء حقوق النشر.
وفي السياق ذاته، استقبل معرض أبوظبي الدولي للكتاب في نسخته الـ33 أكثر من 200 ألف زائر، وشارك في المعرض 1.350 دار نشر من 90 دولة.
ويعد إطلاق برنامج “منحة دبي الثقافية” أحد أبرز المبادرات الثقافية التي تم الإعلان عنها في عام 2024، والتي من شأنها تطوير قطاع الثقافة والفنون ودعم المجتمعات الإبداعية في عموم دولة الإمارات، وإمارة دبي على وجه التحديد.
ويهدف البرنامج إلى توفير منح قيمتها 180 مليون درهم، سيتم توزيعها على مدار عشر سنوات وتسخيرها لدعم وتمكين أصحاب المواهب المحلية في مختلف مجالات الصناعات الثقافية والإبداعية.