الجزيرة:
2025-02-02@08:36:21 GMT

من وراء الحُجب.. هكذا دفع فقراء الهند ثمن قمة العشرين

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

من وراء الحُجب.. هكذا دفع فقراء الهند ثمن قمة العشرين

نيودلهي – مدينة نظيفة وجميلة بلا أكواخ وبدون فقراء ولا شحاذين أو حيوانات هائمة في الشوارع، هذا ما شاهده زعماء العالم في أثناء انتقالهم من المطار إلى مقر انعقاد قمة مجموعة العشرين في العاصمة الهندية، لكن تلك الصورة الوردية أخفت وراءها واقعا مأساويا لفقراء العاصمة ومن ورائهم ملايين الفقراء في ربوع البلاد.

تحت شعار "مهرجان الشعب"، حضر زعماء العالم قمة مجموعة العشرين، لكن الشعب نفسه كان مغيبا، إذ دفع مئات الألوف من فقراء العاصمة الهندية ثمنا باهظا لتقديم هذه الصورة الجميلة للضيوف، فخلال الأشهر الأخيرة هدمت السلطات آلاف المنازل والأكواخ، كما أخفت الأحياء الفقيرة خلف جدران من الصفيح أو القماش أو لوحات عملاقة على الأرصفة.

وفرضت السلطات حظر التجول في العاصمة لمدة 3 أيام، أغلقت خلالها المتاجر والمكاتب والمؤسسات التجارية والمدارس والجامعات، وحظرت على سكان الأحياء الفقيرة الخروج من أحيائهم خلال هذه المدة.

هذا الحظر فاقم معاناة الفقراء اقتصاديا، فأغلبهم يعتمد على كسب قوت يومه من العمل اليومي في المهن المختلفة أو المحال الصغيرة التي حجبتها السواتر قبل شهر من موعد القمة، وأخبرتهم قوات الشرطة المتمركزة أمام منازلهم أن هذه القيود ستستمر حتى يوم 15 سبتمبر/أيلول الجاري.

وفى نويدا إحدى ضواحي دلهي، حيث تحجب ستائر القماش الأحياء الفقيرة خلفها، قال أحد أصحاب المحال الصغيرة "لقد تم تغييبنا، ومن ثم لا يأتي الزبائن كما كان الأمر في الماضي".

وقال أحد سكان منطقة فقيرة تسمى "كولى كامب"، في منطقة "فسنت فيهار" الراقية والقريبة من مطار العاصمة، إن "الحكومة لا تريد أن يرى الضيوف فقراء الهند، وذلك لكي يعودوا بانطباع أن الهند بلاد الأغنياء".

كما نقلت الحكومة الهندية نحو 4 آلاف شخص يعيشون تحت الجسور وعلى الأرصفة إلى ملاجئ الفقراء، التي تخلو هي الأخرى من أي تسهيلات.

سكان الأحياء الفقيرة يرون أن "الحكومة لا تريد أن يرى الضيوف فقراء الهند، لكي يعودوا بانطباع أنها بلاد الأغنياء" (الجزيرة) هدم منازل 100 ألف شخص

وأبريل/نيسان الماضي، جرت كبرى عمليات الهدم في العاصمة الهندية، حيث هُدمت بيوت أكثر من 100 ألف شخص، كثير منهم لا يستطيعون استئجار منازل أخرى، مما اضطرهم إلى افتراش الخيام ومواجهة الأمطار وحرارة الشمس.

ويعد "جَنْتا كامب" من الأحياء المهدمة في العاصمة، التي يعيش سكانها الآن في خيام، وهناك تقول سيدة من السكان "يريدون تجميل هذه المناطق، لكن التجميل لا يتم بإزالة الفقراء".

وعلى إثر عمليات الهدم وحظر التجول، اضطر آلاف الفقراء للرحيل إلى قراهم خلال هذه الفترة، مما أعاد إلى الأذهان ذكريات ما جرى بسبب الإغلاق التام في أثناء جائحة كورونا.

وقبل بدء عمليات الهدم، توجه بعض سكان الأحياء المطلوب هدمها إلى المحكمة العليا، لكن لم يحصلوا على مرادهم منها، وواصلت السلطات عمليات الهدم في أكثر من 10 أماكن خلال الشهور الستة الماضية استعدادا لقمة العشرين.

السلطات هدمت نحو 100 منزل بحجة عدم الترخيص، رغم أن 70% من منازل دلهي غير مرخصة، وفق تصريحات رسمية (الجزيرة) حجة الترخيص

هدمت السلطات منازل الفقراء وأكواخهم بحجة أنها "غير مرخصة"، رغم أن بعضها قائم منذ عشرات السنين، وهو ما أثار اعتراض البعض بالقول إن "الحكومة أفاقت فقط لهذه الحقيقة قبيل قمة العشرين، في حين أن غالبية بيوت العاصمة غير مرخصة، لكن السلطات تتغاضى عن أحياء الأغنياء وتهدم أحياء الفقراء".

ويبلغ تعداد سكان دلهي 16 مليون، منهم نحو 23% لديهم منازل مرخصة ومبنية وفق خطط هندسية معمارية، وهو ما أكدته تصريحات لمسؤولين قبل عامين بشأن 12.5 مليون هندي يعيشون في العاصمة داخل أحياء غير مرخصة، وهو ما أكده أيضا أرفيند كيجريو رئيس وزراء ولاية دلهي أن 70% من منازل دلهي غير مرخصة، وفق تصريحات سابقة.

الهدم والنقل لا يتعلق فقط بالمنازل، بل أيضا بكسب لقمة العيش، فوجود الأحياء الفقيرة قرب المناطق الراقية مكّن الفقراء -خاصة النساء- من العمل في منازل الأغنياء، كما وجد الرجال فرصا للعمل في المحال التجارية الكبرى والمصانع والشركات أو حراسة المنازل والمتاجر، أو إقامة محال صغيرة على الأرصفة، كما تمكن أولادهم من الدراسة في المدارس القريبة، وهو ما يتخوف الفقراء من غيابه في الضواحي الجديدة.

أيام قليلة وتنتهي قمة مجموعة العشرين، ويعود الزعماء إلى المطار مرورا بالمناظر الجميلة للعاصمة الهندية، فهل تستغل السلطات الفرصة وتواصل الحفاظ على الصورة الوردية للعاصمة وتحجب خلفها الفقراء، أم أن الأمور ستعود سيرتها الأولى، ويخرج الفقراء من وراء الحجب؟

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: عملیات الهدم فی العاصمة غیر مرخصة وهو ما

إقرأ أيضاً:

ويتكوف: عمليات الهدم ونقل الأنقاض في غزة تستمر 5 أعوام

أشار ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، مساء اليوم الخميس، إلى أن عمليات الهدم ونقل الأنقاض في غزة وحدها تستمر 5 أعوام، وفقًا لقناة العربية.

مبعوث ترامب للشرق الأوسط: سكان شمال غزة يعودون لمناطقهم كما تم الاتفاق ترامب يكشف المدة المتوقعة لإعادة إعمار غزة


وفي وقت سابق، أعرب دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، عن أسفه لمصرع مواطنين روس بحادثة الطائرتين، مؤكدا أنه لم يبحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الموضوع وأن بلاده ستساعد بإرسال الجثامين لروسيا.

أضاف ترامب، في مؤتمر صحفي، "لقد صدم هذا العديد من الناس، بما في ذلك أشخاص، للأسف، من دول أخرى كانوا على متن الطائرة… كان تلى متن هذه الطائرة أفراد روس، أشخاص موهوبون جدًا. نحن جدًا، جدًا، جدًا نأسف لذلك".
وأشار ترامب إلى أنه لم يتحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن حادث الطائرة فوق واشنطن، قائلا: "لم أتحدث (مع الرئيس الروسي بوتين) لا".

إلا أن ترامب أكد أن واشنطن على اتصال مع موسكو بشأن الحادثة، وأضاف ردا على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستساعد في نقل الجثث إلى روسيا في ظل غياب الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين: "نحن بالفعل على اتصال مع روسيا، والإجابة هي نعم، سنساعد".

وفي سياق أخر، قالت حركة "حماس"، اليوم الخميس، بإنها ستعمل بكل عزيمة حتى إفراغ السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين، مشيرة إلى أنها مستمرة في المساعي دون أن يثنيها شيئ، لتحريرهم بكل الوسائل الممكنة.

وبحسب"روسيا اليوم"، أوضحت حماس، في بيان صحفي بمناسبة خروج دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين، "نُبرِق مجددا إلى شعبنا الفلسطيني المرابط بأسمى معاني الفخر والعزة، بمناسبة خروج دفعة جديدة من أسرانا الأبطال من سجون الاحتلال الصهيوني، بعد أن أرغمته مقاومتنا الباسلة على فتح زنازينه لهم، وذلك بموجب اتفاق وقف العدوان وتبادل الأسرى.

وأضافت،"إن الاستقبال الحاشد الذي حظي به أسرانا المحررون من قبل جموع شعبنا، رغم محاولات الاحتلال التنكيل بهم وبعوائلهم، هو رسالة واضحة للمحتل بأن قضية الأسرى خط أحمر، وأن إرهابه لن يثني شعبنا عن مواصلة نضاله حتى تحرير جميع الأسرى واستعادة الأرض والمقدسات.

وتابعت، "نعاهد شعبنا العظيم بأننا لن نتخلى عن أسرانا، وسنبقى نعمل بكل جهد وعزيمة حتى تُفرَغ سجون الاحتلال من جميع أسرانا الأبطال، ولن يثنينا تهديد العدو أو بطشه عن الاستمرار في مساعينا لتحريرهم بكل الوسائل الممكنة.
وفي وقت سابق من مساء اليوم الخميس نشرت وسائل إعلام فلسطينية، مشاهد توثق اللحظات الأولى للقاء الدفعة الجديدة من الأسرى الفلسطينيين المحررين بعائلاتهم في بلدة بيتونيا غربي رام الله، بموجب صفقة التبادل بين إسرائيل و"حماس".

وأفاد الإعلام الفلسطيني بأن القوات الإسرائيلية منعت عددا من عائلات الأسرى المحررين الذين تم إبعادهم من السفر للقاء أبنائهم.

وأطلق الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز تجاه عشرات الفلسطينيين خلال استقبالهم للأسرى الذين تم الإفراج عنهم من سجن عوفر.

وشدد الجيش الإسرائيلي إجراءاته القمعية في الضفة الغربية مع موعد الإفراج عن 110 أسرى فلسطينيين ضمن الدفعة الثالثة من صفقة تبادل الأسرى، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

مقالات مشابهة

  • السودان.. مئات القتلى والجرحى إثر قصف لبعض الأحياء وسوق صابرين في أم درمان
  • عشرات القتلى والجرحى إثر قصف لبعض الأحياء وسوق صابرين في أم درمان
  • الجيزة: ضبط 10.5 طن لحوم غير صالحة خلال حملات تفتيشية بعدد من الأحياء
  • إسرائيل تُحول فرح فلسطيني إلى فيلم رُعب !
  • مراكب الشمس تكشف أسرار الفراعنة.. المتحف المصري الكبير يعرض أبرز اكتشافات القرن العشرين
  • ويتكوف: عمليات الهدم ونقل الأنقاض في غزة تستمر 5 أعوام
  • بغداد.. إغلاق 4 معارض لبيع السيارات غير مرخصة (صور)
  • خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم الطوارئ
  • الأطفال يسألون لماذا خلق الله بعضنا فقراء وبعضنا أغنياء؟ الإمام الأكبر يجيب
  • الملكة رانيا تهنئ الأمير هاشم بعيد ميلاده العشرين