منصة إكس تقاضي إيلون ماسك بسبب شفافية المحتوى
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
رفعت منصة "إكس" دعوى ضد ولاية كاليفورنيا إذ تتهم الشركة المملوكة لإيلون ماسك هذه الولاية الأمريكية بفرض آرائها السياسية من خلال إجبار المنصات على الشفافية في الإشراف على المحتوى، وفق روسيا اليوم.
والدعوى المرفوعة في المحكمة الفيديرالية في ساكرامنتو تتناول القانون "ايه بي 587" الذي دخل حيز التنفيذ قبل عام ويفرض على شبكات التواصل الاجتماعي نشر قواعدها المتعلقة بالتضليل أو المضايقة أو خطاب الكراهية أو التطرف، وقال حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، عند توقيع القانون "يستحق شعب كاليفورنيا أن يعرف كيف تؤثر هذه المنصات على خطابنا العام".
لكن وبحسب منصة "إكس" (تويتر سابقا) فإن "القصد الحقيقي" من النص يكمن في "الضغط على المنصات من أجل إزالة بعض المحتويات التي يكفلها الدستور، والتي ترى فيها الولاية مشكلة".
ويؤكد محامو المنصة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرا لها أن القانون "ايه 587 ينتهك التعديل الأول لدستور الولايات المتحدة"، الذي يضمن حرية التعبير، ودستور كاليفورنيا.
وبعد أن استحوذ إيلون ماسك على شركة "تويتر" في أكتوبر 2022 سرعان ما غير طريقة عملها، بدءا من الإشراف على المحتوى، ويعتمد الملياردير الأمريكي رؤية راديكالية لحرية التعبير.
وكتبت "إكس" "مع إيه بي 587، تجبر الولاية شبكات التواصل الاجتماعي على اتخاذ موقف عام في شأن القضايا المثيرة للجدل أو المسائل السياسية".
وأضافت "ولأن "إكس" يجب أن تتخذ موقفا في شأن هذه الأمور كما حددتها الولاية، فإنها (X) مجبرة على تبني المصطلحات المشحونة سياسيا للولاية، والتي تشكل شكلا من أشكال الخطاب المفروض في حد ذاته"، بحسب محامي المنصة.
وهدد إيلون موسك مؤخرا بمقاضاة "رابطة مكافحة التشهير" ("ايه دي ال" التي تكافح معاداة السامية والعنصرية)، واتهمها بالتشهير محملا إياها المسؤولية عن إيرادات الشركة المفقودة.
جدير بالذكر أن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك ومنصته "X" يواجهان أكثر من 2200 قضية تحكيم مرتبطة بالتغييرات الشاملة التي أعقبت عملية استحواذه العام الماضي على منصة "تويتر" وفقا لملف المحكمة.
ويتهم موظفو "تويتر" السابقون في ملف الدعوى ماسك بحرمانهم من مكافأة نهاية الخدمة الموعودة لهم بعد التخفيضات الكبيرة في الوظائف وتأخير قضايا التحكيم الخاصة بهم من خلال عدم دفع رسوم التسجيل المقابلة، وذلك وفقا لشبكة CNBC التي أذاعت الخبر لأول مرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اكس ولاية كاليفورنيا إيلون ماسك تويتر إیلون ماسک
إقرأ أيضاً:
لماذا كتبتُ بيان شفافية حول الذكاء الاصطناعي لكتابي؟
«من أين تجد الوقت؟» - لسنوات طويلة، عندما كنتُ أُعلن لأصدقائي عن صدور كتاب جديد لي، كنتُ أستقبل هذا السؤال كوسام فخر.
خلال الأشهر الماضية، أثناء الترويج لكتابي الجديد عن الذكاء الاصطناعي «إلهيّ الملامح* (God-Like)، حاولتُ ألّا أسمع في الكلمات ذاتها نبرة اتهام خفيّة: «من أين تجد الوقت؟» -أي أنّك لا بدّ استعنتَ بـ ChatGPT، أليس كذلك؟
الواقع أنّ مقاومة المساعدة من الذكاء الاصطناعي أصبحت أصعب فأصعب. مُعالج الكلمات الذي أستخدمه صار يعرض عليّ صياغة الفقرة التالية، أو تنقيح التي سبقتها.
عملي في مؤسسة بحثيّة تستكشف آثار الذكاء الاصطناعي في سوق العمل البريطاني يجعلني أقرأ يوميا عن تبعات هذه الثورة التقنيّة على كل مهنة تقريبا. وفي الصناعات الإبداعيّة، يَظهر الأثر بالفعل بصورة هائلة.
لهذا السبب، وبعد أن انتهيتُ من الكتاب، أدركتُ أنّ أصدقائي كانوا مُحقّين: يجب أن أواجه السؤال الحتمي مباشرة وأُقدّم إفصاحا كاملا. احتجتُ إلى «بيان شفافية حول الذكاء الاصطناعي» يُطبع في صدر كتابي.
بحثتُ في الإنترنت متوقعا أن أجد نموذجا جاهزا؛ فلم أجد شيئا. فكان عليّ أن أضع قالبا بنفسي. قرّرتُ أن يشمل الإفصاح أربع نقاط رئيسيّة:
1- هل وُلد أي نصّ باستخدام الذكاء الاصطناعي؟
2- هل جرى تحسين أي نصّ عبر الذكاء الاصطناعي؟ - مثل اقتراحات «غرامرلي» لإعادة ترتيب الجمل.
3- هل اقترح الذكاء الاصطناعي أي نص؟ ـ على غرار طلب مخطَّط من ChatGPT أو استكمال فقرة استنادا إلى ما سبق.
4- هل صُحِّح النصّ بواسطة الذكاء الاصطناعي؟ وإذا كان كذلك، فهل قُبلت الاقتراحات اللغوية أم رُفضت بعد مراجعة بشرية؟
بالنسبة لكتابي، جاءت الإجابات: 1) لا، 2) لا، 3) لا، 4) نعم – مع اتخاذ قرارات يدوية بشأن ما أقبله أو أرفضه من تصحيحات إملائية ونحويّة. أعترف بأنّ هذا النموذج ليس كاملا، لكنّي أقدّمه أساسا يمكن تطويره، على غرار رخصة «كرييتف كومونز» في عالم الحقوق الرقمية.
أردتُ أن أضمّنه لتعزيز نقاش صريح حول الأدوات التي يستخدمها الناس، لا سيّما أنّ الأبحاث تبيّن أنّ كثيرا من استعمالات الذكاء الاصطناعي تتمّ خِفية. ومع تصاعد ضغط العمل، يخشى البعض إبلاغ رؤسائهم أو زملائهم أنّهم يعتمدون أدوات تُسرِّع بعض المهام وتمنحهم فسحة للتنفّس.. وربّما وقتا للإبداع. فإذا كان ما يدّعيه إيلون ماسك صحيحًا ـ بأنّ الذكاء الاصطناعي سيُحلّ «مشكلة العمل» ويُحرّرنا لنزدهر ونبدع ـ فنحن بحاجة إلى الشفافية منذ الآن.
لكن، بصفتي كاتبا يعتزّ بمهنته، أردتُ كذلك بيان الشفافية بسبب لقاء ترك في نفسي قلقا عميقا. اجتمعتُ مع شخص يعمل لدى جهة تنظّم ورشا وملتقيات للكتابة، وسألتُه: كيف تفكّرون في التعامل مع شبح الكتابة التوليدية؟ فأجاب: «أوه، لا نرى أنّ علينا القلق من ذلك».
وأنا أعتقد أنّنا بحاجة ماسّة للقلق. إلى أن نمتلك آلية حقيقية لاختبار أصل النص ـ وهو أمر بالغ الصعوبة ـ نحتاج على الأقل وسيلة تُمكّن الكتّاب من بناء الثقة في أعمالهم بالإفصاح عن الأدوات التي استخدموها.
ولكي أكون واضحا: هذه الأدوات مدهشة ويمكن أن تُصبح شرارة شراكة إبداعيّة. ففي أغسطس 2021 نشرت فاوهيـني فـارا مقالة في مجلة The Believer كتبتها بمساعدة نسخة مبكرة من ChatGPT، فجاءت قطعة عميقة ومبتكرة عن وفاة شقيقتها. بيان الشفافية الخاص بها سيختلف عن بياني، لكن ذلك لا ينتقص من عملها، بل يفتح أفقا لإمكانات خَلّاقة جديدة.
عندما نستثمر وقتا في قراءة كتاب، فإنّنا ندخل علاقة ثقة مع الكاتب. والحقيقة أنّ قلّة من أصحاب شركات التقنية تلاعبوا بفعل بروميثيوس ومنحوا هدية اللغة للآلات مجانًا، وهو ما قوّض تلك الثقة التاريخيّة. لا أشك أنّ ذكاء اصطناعيا سيؤلّف عمّا قريب كتابًا «رائعًا» – لكن هل سيهتمّ أحد؟ سيكون التصفيق فاتِرًا. سيُشبه ألماسة مختبرية بلا شوائب: حيلة مُتقنة، نعم، لكنها ليست فنا.
في هذا الواقع الجديد، يقع على عاتق الكُتّاب أن يُثَبّتوا ثقة القارئ في «أصالة جواهرهم» عبر الشفافية حيال الكيفيّة التي نُقّبت بها تلك الجواهر. تجاهُل السؤال بدعوى أنّ الكتابة حِرفة نبيلة لا تستدعي إجراءات ثقة هو، برأيي، سذاجة خالصة.
كما أشرح في كتابي، فإنّ الذكاء الاصطناعي ـ شأنه شأن القنبلة الذرية ـ ابتكار بشري فائق القوّة، لا خيار لنا إلا تعلّم التعايش معه. أن نكون صريحين بما في ترسانتنا خطوة صغيرة لتجنّب سباق تسلّح أدبيّ لا يجرّ إلا إلى الارتياب والانقسام.
كيستر بروين كاتب ورئيس قسم الاتصالات في معهد مستقبل العمل.
عن الجارديان البريطانية
تم ترجمة النص باستخدام الذكاء الاصطناعي